أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - ما وراء انتصار الاسلام السياسي في مصر















المزيد.....

ما وراء انتصار الاسلام السياسي في مصر


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مصر تقف اليوم على عتبة عهد جديد سوف ترسم معالمه إحدى إفرازات ثورة 25 يناير وهي الانتخابات البرلمانية التي إنتظرها الجميع، بدأت هذه المعالم تتضح بعد الاعلان عن نتائج المرحلة الأولى من هذه الانتخابات وقد سارع من يحسبون ويراقبون ويقدرون بأنهم توقعوا مثل هذه النتائج ، بالنسبة إلى ما حصل عليه الإخوان المسلمين حيث جرفوا حوالي 40% من أصوات الناخبين.
لكن عدادات هؤلاء وعقارب حواسيبهم لم تتوقف فوق النسبة التي حصل عليها السلفيون وقد زادت عن 20% من نسبة الناخبين فكانت مفاجأة كبيرة لهم.
إذا استمرت مثل هذه النتائج على هذه الوتيرة في مراحل الانتخابات القادمة فإنه سوف يكون في مصر لأول مرة مجلساً نيابياً يختلف عن كل المجالس التي عرفها وعهدها المصريون منذ قيام أول مجلس نيابي سنة 1923، حيث سيطر حينها حزب الوفد بعد أن حصل على الأغلبية البرلمانية.
أما بالنسبة للأخوان المسلمين فانهم لم يحلموا بمثل هذا الانتصار السياسي منذ قيام الشيخ حسن البنا بتأسيس حزبهم سنة 1927، هناك حقيقة تؤكد بأن تنظيم الأخوان المسلمين يمتلك قوة دفع واستمرارية دائمة وأنه استطاع الحفاظ على هذا الدفع رغم المراحل الصعبة التي مر بها والمخاضبات التي كادت أن تخفيه من الوجود، لقد منع من مزاولة نشاطه كما اعتبره مبارك وأعوانه خارجاً عن الشرعية الحزبية لفترة طويلة، اليوم أعطيت الفرصة لهذا الحزب كي يلعب اللعبة السياسية بنجاح منقطع النظير داخل المجتمع المصري،فقد استغل حالة التكامل بين هذا التنظيم وبين قطاعات كبيرة من أبناء المجتمع المصري.
إذا استطاع تنظيم الأخوان والجماعات السلفية حصد هذه النتائج في مرحلة الانتخابات الأولى التي تمت في مدينتي القاهرة والاسكندرية حيث يتوفر مناخ التمدن والليبرالية والعلمانية وأحياء وشوارع المسارح والنوادي الليلية والأطر الاجتماعية المتمغربة، إذاً كيف ستكون النتائج في مناطق الأرياف والصعيد والعشوائيات وأحياء المقابر وغيرها حيث يتفشى الفقر والبطالة وتنتشر الأمية والفرق الصوفية والجهل، لقد اعترف "عصام العريان" أحد زعماء الأخوان المسلمين بأن حركته سوف تجرف أصوات الناخبين في هذه المناطق واعترف أيضاً أن من أسباب هذا الفوز تركة الفساد والفقر وحالة الضياع الذي سببه مبارك وأعوانه، فقد ترك ثغرات كبيرة داخل المجتمع المصري كما ترك فراغاً سياسياً استطاع الأخوان المسلمين والجماعات السلفية أن يملأوه.
هناك أسباب أخرى لهذا الفوز من وجهة نظر العديد من المراقبين من بينها، نجاح حركة الإخوان المسلمين خاصةً من استغلال ثورة 25 يناير أكثر من غيرهم، فقد استغلوا تردد المجلس العسكري في قرارته الحاسمة الخاصة بالتخلص السريع من رؤوس الفساد التي نمت وترعرت في العهد الماضي ،كما استغل الأخوان وحلفاءهم أيضاً إنشغال شباب الثورة وقادتها بالمظاهرات والنقاشات البيزنطية بدلاً من القيام بتنظيم أنفسهم كما فعل الأخوان المسلمين مستغلين قدراتهم التنظيمية وإمكانياتهم المالية.
اعترف أحد أعضاء المجلس العسكري في حديثه الذي وجهه لشباب الثورة يعاتبهم لأنهم ناصبوا العداء للمجلس العسكري فوقفوا وتظاهروا ضده في حين تركوا الحبل على الغارب لجماعات الأخوان المسلمين والسلفيين للسيطرة على الشارع بسهولة.
حتى الآن فإن ردة الفعل على مثل هذه النتائج بدأت تظهر لدى الفئات العلمانية ولدى كبار التجار والأغنياء وأصحاب بيوت المال المختلفة، عبر هؤلاء عن خشيتهم من حكم الأصوليين، وبأن هذا سوف يعكر صفو حياتهم الخاصة.
لا يستبعدون التدخل في عمل وممارسات المصارف والشركات الكبرى والتعليم وفرض قيود على المرأة لعزلها عن المجتمع كما هو الأمر في السعودية وفي دول الخليج.
عند سماع نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات استفاقت قوى وعناصر كثيرة كانت مشغولة في الصراعات مع بعضها البعض، من هذه العناصر الحركات والأحزاب الوطنية التي تتبنى الفكر القومي والاشتراكي، اضافة إلى قوى ليبرالية تضم العلماء والأدباء والمفكرين والكُتاب والأطر الرياضية المختلفة، طالب بعضهم بالاستعداد لخوض حوار وصراع ثقافي حضاري مع الأطر الأصولية من أجل بناء مجتمع متطور ومتحضر.
هناك قوى تحاول تهدئة نفوس ومشاعر كافة القوى التي أعربت عن قلقها وخشيتها من هذه النتائج، ادعت هذه القوى بأن القانون لا يسمح للبرلمان أو ما يعرف بإسم مجلس الشعب بتوجيه سياسة البلاد الخارجية ،لأن المسؤول عن توجيه هذه السياسة مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، ان توجيه قطاعات كبيرة من الجماهير العربية نحو الفكر الديني السياسي ليست جديدة ولا تتواجد في مصر وحدها، وهذا التوجيه لم يأت من فراغ، أسبابه سياسية واجتماعية، هناك من يعتبر هذا التوجه صحوة دينية وهناك من يختلف مع هذا الرأي، لكن مهما يكن فإنه من حق الشعب المصري الذي اطاح بنظام مبارك اختيار الأحزاب التي تمثله وتقود عمله السياسي مثل بقية شعوب العالم، على أن يتوفر دستور عصري متوازن فيه كل الوضوح والشفافية، يمنع الفساد والطبقية والاستغلال، يحمي التعددية ويوفر حرية الرأي وحرية الصحافة والإعلام، كما يوفر العدالة الإجتماعية والحرية الكاملة للمرأة، يحمي المعارضة الوطنية البناءة ويلزم الأحزاب الأصولية التقيد والالتزام ببنوده كي تخدم الشعب بدلاً من خدمة نفسها.
هناك ثوابت وقواعد استراتيجية لا يمكن التفريط بها داخل الدول الديمقراطية، مهما تبدلت الأحزاب في السلطة، من شأن هذه الثوابت ضمان إقامة جهاز قضائي متطور ومستقل، ضمان الأمن القومي والغذائي والسياسي للمواطن، دعم وإقامة مؤسسات من شأنها السهر على مصلحة المواطن، اقامة جسور قوية تربط ما بين الاقتصاد الموجه والاقتصاد الحر لضمان عملية استمرار النمو الاقتصادي، توفير الميزانيات اللازمة لتطوير التعليم التكنولوجي والبحث العلمي.
أما بالنسبة لمصر فلها دور ريادي خاص بين الدول العربية جعلها قبلة قومية ووطنية وعلمية وسياسية ومن واجب أي قوى سياسية تحكم مصر دعم الشعب الفلسطيني كي يتخلص من نير الإحتلال ولا يمكن لمصر أن تقوم بذلك إذا استمرت في تبعيتها لبيت الطاعة الأمريكي.
السؤال الذي يطرح نفسه هل يتسع أفق الأحزاب الأصولية لمثل هذه الثوابت؟؟



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أعماق ذاكرة الحكم العسكري
- إذا ما ابتعكر ما ابتصفى
- حمار الجامعة العربية
- حكايات بلوم ( من الذاكرة الفلسطينية )
- لا يهزم أمريكا سوى أمريكا
- حتى أنتِ يا بوسنة؟؟؟
- من حق اوباما دعم اسرائيل ... !!
- علي سالم ينعى الهاربون من السفارة
- اسوار حول الجيتو في القاهرة
- بين الشحات والعربي علم
- تناطح الناطحات في ديار حفاة الخليج
- معسكرات من الخيام ام صحوة حقيقية
- ثورة وثورة وبينهما عبد الناصر
- اين اموال الوقف الاسلامي
- الطاعون هو امريكا
- على طريق ايلي كوهين
- سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة
- وعلى كتفي نعشي ... سأمضي
- الباكستان خنجر بايدي الجزار الامريكي
- عرس الزين - وليم -


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - ما وراء انتصار الاسلام السياسي في مصر