أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - معسكرات من الخيام ام صحوة حقيقية














المزيد.....

معسكرات من الخيام ام صحوة حقيقية


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على ما يبدو ان رياح التحول الاجتماعي والسياسي التي هبت من القاهرة وتونس بالذات قد وصلت الى ضمائر وحواس قطاعا كبيرا من الاسرائيليين.
المجتمع الاسرائيلي خاصة اليهودي منه بحاجة ماسة الى وخزة كي توقظه وتعرفه على الواقع اكثر ، لأن واقعه يختلف عن واقع غالبية شعوب العالم.
غالبية المواطنين الاسرائيليين يعيشون تحت كابوس من حالات الاوهام والذعر المفتعل ، انهم مستعبدون ورهائن لسياسة التحريض والعنصرية واللهث وراء احلام حاخامات لا زالوا يؤمنون بان الخالق لهم وحدهم وان الارض من حقهم وان الحياة كتبت لهم وحرمت على غيرهم .
الى جانب مدارس الحاخامات هناك بلطجية الاحزاب السياسة التي ترعب الاسرائيليين دائماً ، ملوحة بحراب الموت المسلطة على رقابهم .
في هذه القوقعة يحصر المواطن الاسرائيلي نفسه فيبقى مستعبدا ، إما للمؤسسة الأمنية واما لاحزابه واطره السياسية ، اضافة الى انجراره وراء المؤسسة الاعلامية الاسرائيلية برغم انها مضللة .
لكن فجأة لمعت اضواء الاحتجاج من داخل ظلمات اللآمبالاة ، من داخل المجتمع الاسرائيلي ، لمعت هذه الاضواء بعد ان اكتوت جلود الاسرائيلين من حالة الفوضى والانتهازية والفقر المدقع وسياسة الغلاء وجمود الاجور والفقر الذي ينخر في طبقات الشعب .
جميع هذه وغيرها تحولت فجأة الى ناقوس ايقظ قطاعاً كبيراً من المجتمع الاسرائيلي ، والحقيقة ان سبات هذا المجتمع قد طال ، منذ ستة عقود لم يعرف كلمة (لا ) لسياسة الجشع والاستغلال والطبقية ونهب ثروات المواطنين وحاجاتهم ، لقد سلم رقابه الى ايادي جنرالات ودهاقنة الحروب واركان سياسات التوسع والاستيطان وتثبيت جذور الاحتلال ، لقد نسي المجتمع الاسرائيلي قيم العدل والمساواة ودخلوا نفق الانانية الاستيطانية والاحتلال وقهر الآخرين بامتياز .
المجتمع الاسرائيلي مجتمعاً بارداً يجهل ثقافة وقيمة الانتفاضات والثورات الشعبية ، عكس ما هو عليه الحال في اوروبا ، ففي فرنسا مثلاً تنتفض الطبقات العامة من الشعب اذا ارتفعت اجور المواصلات العامة ، اما في اسرائيل وفي ظل حكم الحكومات من وسط ويمين متطرف فان ارتفاع تكلفة الحياة من خلال مضاعفة اسعار السلع والطاقة والمواصلات وغيرها ما هي الا حركة روتينية تتم كل شهر تقريبا ، يتم ذلك لأن المسؤولين عن مضاعفة هذه الاسعار سنوياً يعرفون بأن احداً لم ولن يقف في وجوههم او يردعهم ، لا ننسى دور النقابة العامة الهستدروت فهي نقابة العمال الوحيدة في العالم التي تملك قطاعاً اقتصادياً كبيرا تتخلله البنوك والعقارات والشركات وغيرها .
ان اجور العاملين في مؤسسسات هذه النقابة متدنية اكثر من اجور العاملين في الدوائر والشركات الخاصة والحكومية .
هذه النقابة جزء من المؤسسسة الحاكمة ويوجد توافق وتداخل بينها وبين قطاعات الرأسمالية والمؤسسسات الخاصة والحكومية المختلفة
الجديد في حالة الاحتجاجات في الشارع اليهودي الحالية هو اعتماد استخدام خيام الاحتجاج في الساحات العامة من المدن ، وقد سبق المواطنون العرب اليهود في الدولة في نصب خيام الاحتجاج ولا زالوا يستخدمونها في مواقف ومواقع كثيرة .
لا نعرف هل سوف تستمر الاحتجاجات الحالية ؟ اننا لا نستبعد ان تتوقف هذه الاحتجاجات بسبب افتعال حادث امني على الحدود خاصة مع قطاع غزة او داخل الضفة الغربية ، ان قوة الاستمرارية لدى المواطن اليهودي على الاحتجاج شبه معدومة ، لأنه اعتاد ان يحصل على كل شيء بسهولة ومجاناً .
من بين وسائل الدفع لهذه الاحتجاجات وسائل الاعلام المختلفة ، خاصة الصحف والفضائيات الخاصة ، وقد اعتبرت هذه الوسائل مشاركة 150 الف مواطن في الاحتجاجات التي حدثت في نهاية الاسبوع الماضي عملاً جبارا ، لكن الحقيقة غير ذلك ، لأن هذا العدد لا يعبر عن حالة الضنك التي يعيشها غالبية الاسرائيليين ، كما ان المشاركين لم يجتمعوا في مكان واحد، بل تواجدوا داخل مدن كثيرة .
مهما يكن فأن صدى هذه الاحتجاجات هو نقلة تاريخية هامة لأنها وصلت الى كل شارع والى كل بيت في البلاد ، وانها التعبير الصادق الرافض لسياسة نتنياهو ، فقد اعترف كبار الساسة في اسرائيل بأن النظام الحاكم فيها يعيش اليوم ازمة سياسية معقدة ، وشعبها يعيش في ازمة اجتماعية هي الأولى من نوعها منذ قيامها ، خاصة وان العديد من قطاعات القوى العاملة في حالة اضراب ، في مقدمة هؤلاء الأطباء ، والعاملين في السلطات المحلية الذين تضامنوا مع احتجاجات الخيام ، وقد هدد طلاب الجامعات باللحاق بمواكب المضربين ، الى جانب الممرضات ، وقد اعترف السكرتير العام للهستدروت بان اسرائيل تقف على شفا اقتتال ومواجهات داخلية .
اما حكومة نتنياهو المسؤولة الأولى عن حالة التدهور الاجتماعي والاقتصادي فهي تتتخبط ، وقد اعترف اكثر من مسؤول فيها بأن رئيس الوزراء فوجىء بهذا النوع من الاحتجاج لأنه غير عابر ومتحرك ، فهو احتجاج ثقيل شبه دائم حتى الآن ، واعترف هؤلاء المسؤولين بحالة الارتباك التي تعيشها هذه الحكومة لأنها لا تملك خطة اقتصادية بديلة خاصة فيما يتعلق يتخفيض اجور السكن للأزواج الشابة ، وتخفيض اسعار العقارات والشقق السكنية ، لأن حكومة نتنياهو هي وحدها من اعطى اصحاب هذه العقارات رفع اسعارها.
اننا نأمل ان تطال هذه الاحتجاجات رأس هذه الحكومة لأنها معادية لكل شيء انساني .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة وثورة وبينهما عبد الناصر
- اين اموال الوقف الاسلامي
- الطاعون هو امريكا
- على طريق ايلي كوهين
- سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة
- وعلى كتفي نعشي ... سأمضي
- الباكستان خنجر بايدي الجزار الامريكي
- عرس الزين - وليم -
- كل اصلاح ينهض على العنف يذهب به العنف
- هرمنا قبل ان يتحقق الحلم
- النقد ابو الثورات
- متى سيخرج عمرو موسى من اسواق المزايدات السياسية
- ايهود براك ينتظر حكم روبسبير في مصر
- مواكب الأحرار القادمة من مصر وتونس تلتقي مع أحرار ليبيا
- نظلم مبارك أسد على حزب الله ونعامة أمام الموساد
- معايير الوطنية لا تقاس سوى بالممارسة وليس بالزي الفلكلوري
- العرب لن يكونوا أكثر من رماد في حرائق ويكليكس
- مدينة راهط تسبق تل ابيب
- هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟
- الأيام تجري والتاريخ الفلسطيني يعيد نفسه


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - معسكرات من الخيام ام صحوة حقيقية