أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - تحت قمصان حقوق الإنسان:














المزيد.....

تحت قمصان حقوق الإنسان:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 01:34
المحور: الادب والفن
    



يتباهى الجلاد بارتكاب الجريمة، ويتفاخر بأعداد السجون وازدحام الزنازين، يتبرأ من البراءة في عيون الأطفال ، ثم يُحَّرض الجحيم على الاشتعال في كل زاوية من زوايا البيوت المصابة بالذعر تحت هزات الحمم المنهمرة من أرصفة المدارس حيث يزرع طهاةُ السلاح بنادقهم ويلاحقون طرائدهم الخارجة للتو من هذيانها الدهري.
كم أتوق لهدنة تمد جسراً بين موتي وحياتكم، بين حربكم ولغتي المترنحة تحت نعال الجنود السكارى بمجد الموت، أكتفي من أيامي المحشورة بين فكي جاذبية الروح للبقاء وجاذبية الموت المحتوم لو انهزم الحلم ، أتوق لوقفة طفل يحمل قميصه راية يرسم عليها مايريد دون خوف أو وجل...أجتاز معه أبواباً نسيتُ مواقعها وأكتشف أنها تذكرني، ففي حضرة التلاقي تحيا ذاكرة الحجارة وتنطق القيامة من مهد المسيح إلى لحدي..فيعود ولع الحياة مع تعويذة لايعصيها الجسد المذاب في أسيد الحنين، وتخرق قواعد علوم الكيمياء ...لأن للحب معجزاته الخارقة.
أمشي مع الطفل وبقاياي ، مع ندوب العمر وجثث تنطق بالبطش ورعب الأرقام ، مع رعب الاحتمالات كذلك، نتوغل جميعنا في دهاليز القرابين الموسومة بوشم الوطن، نذرع التاريخ جيئة وذهاباً ولانجد لحالنا تفسيراً أو تعليلاً، فغابة الكون تنام بدعة وسكينة تترك بيننا وبينها مسافة من الكلام المنمق والواعد بغنائم الفرسان المتعثرة بالمؤامرة!..تباغتني ضربة شمس شتائية الطقس مبهورة بموتي أسقط..أسقط مبهورة بقدرة العالم على إخفاء شهواتهم تحت قمصان حقوق الانسان.
تنتحب مني بقايا روح تتيه في حقول المبارزة السياسية، أسألها: ..هل يمكن للوقت أن يؤثث معنا طريقاً للمحبة والكرامة؟ للعدل الضائع على دروب مديح الساسة وأبلسة الثقافة؟، هل الحلم السوري مستحيل للحد الذي يعتبره العالم ترفاً يخرق قواعد الاستعباد والاستبداد، ويفتك بموازين الأجندات المناطقية لمن يسهروا على حراسة المعابد وطقوسها، التي أوهمونا بأنهم مالكي مفاتيح جناتها ؟
كيف يمكن للدماء أن تصمت وهي مَن كتب التاريخ ورسم الخرائط؟ كيف يمكن للحجر ألا يتحول لقذيفة بيد طفل اعتمر قبعة الحرية؟ كيف يمكن لهذا العالم الصامت أمام بكاء امرأة ثكلى وطفل يتيم، أن يستمر باستهلاكه لمفردات تقدس الكذب وتتستر على القاتل...وتظل وفية لغيبوبتها أمام شهوة سفاح لايردعه ضمير ولا يوقفه خُلق إنساني؟!
قررت أخيراً أن أحمل ريشة الريح وأغادر المنفى...حيث أعيد الماضي لوهج الحاضر وأبعث في الحجر روحاً من زفيري المكبوت إلى أن يهطل موتاً فوق أضرحة من تصورتهم صناع المستقبل، أسحب منهم هويتي وأستقل عن خطاياهم وأهيم في دروب الأطفال..وحدهم من لايتقن لعبة السياسة والتوازنات.
ــ باريس 19/4/2012



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
- حمص
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
- للخروج من عنق الزجاجة السوري
- أحب...وأختلف مع البعض في الحب!
- قوس الحرية
- الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
- بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
- - الحرية صارت على الباب-
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - تحت قمصان حقوق الإنسان: