أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا














المزيد.....

الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 15:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يكاد كل من نحلم بهم أن لا يحلموا بنا, فحين نحلم بالوطن السعيد نجد أن الوطن نفسه لا يحلم بنا,وأغلبية من نحبهم نحلم بهم ونرى ونشاهد صورهم أمامنا في الوقت الذي هم لا يحلمون بنا,وقد رأيت ذات مرة أحد الأصدقاء وقلت له لقد رأيتك ليلة الأمس في الحلم فهل أنت رأيتني أو هل تستذكر شيئا من ذلك الحلم,فقال:لا,وأنا استغربتُ جدا من هذه الظاهرة إذ كيف من نحلم بهم لا يحلمون بنا وكيف بالذين نحبهم أن لا يحبونا ,كلنا نحلم,كلنا نشتاق إلى الأحلام,وكلنا في أحلامنا سارحون حتى السماء تحلم بالنجوم ولكن النجوم لا تحلم بالسماء بل تنتظر بأن تموت لتصبح عبارة عن ثقوبٍ سوداء في كبد السماء,والكواكبُ تحلم بالشمس والشمس لا تعرف شيئا عن أحلام الكوكب,والبحر يحلم بالأمواج وبأن يصل المد العالي إلى أعلى المرتفعات ولكن المد العالي يحلم بأن يصبح جزرا,والأشجار تحلم بفصل الشتاء والشتاء لا يحلم بالأشجار, والخريف يحلم بتساقط الأوراق وبأن يرى الأشجار على حقيقتها وهي عارية من كل الثقافات, والصيف يحلم بعودة الربيع أو بعودة عشتار من العالم السفلي ولكن من المهم أن نعرف بأن عشتار لا تحلم بالعودة إلى فصل الصيف بل دائما ما تحلم بفصل الربيع,والأرض تحلم بالأنهار وبالينابيع والينابيع لا تحلم بالأرض,والمطر يحلم بالغيوم القادمة من القطب المتجمد والغيوم لا تحلم بحبات المطر,والأرض تحلم بالسماء والسماء ترفض أن تنزل إلى مستوى سطح الأرض,والطيور المهاجرة من أوطانها تحلم بالعودة إلى أعشاشها ما عدى الإنسان العربي حين يهاجر لا يحلم بالعودة إلى موطنه.

والوطن يحلم بالدماء والدماء تحلم بالبندقية والثوار زرعوا رصاصاتهم في أحشائنا,والبندقية بيد الجندي مُصوبة نحو رؤوسنا وصدورنا وأعداؤنا مطمئنون لأننا نُقتل ونموت دفاعا عنهم, والريح تحلم بالأعاصير والأعاصير تلتف حول الريح لخنقها, والشمس تحلم بالقمر والأقمار تحلم بالشهب النارية.
والأبقار تحلم بالثيران الهائجة والثيران الهائجة تحلم بالبرسيم, والخيول العربية تحلم بأن تموت, والأحياء في وطني يحلمون بعودة الأمواتِ من قبورهم والأمواتُ لا يحلمون بالأحياء بل هم مرتاحون من نكدنا ومن الآلام التي تسببنا لهم فيها ويقولون عنا بأننا كنا سبب أمراضهم وبأننا سبب موتهم وأوجاعهم وأحزانهم التي قضت عليهم,ولم أسمع من أحد عن ميت حلم بالعودة إلى الحياة,وأنا لم أحلم يوما بأن أبي الذي في الأرض حاول أن يعود إلينا هو الآن مرتاح أكثر مني لا بد بأنه كذلك,لا بد بأن الأموات وجدوا حياة أفضل من حياتنا, وعلى العكس تماماً دائما ما يحلم الأحياءُ بأنهم قد ماتوا وانقطعوا عن الدنيا وما فيها.

والليل يحلم بالنهار والنهار لا يحلم بالليل ,والأنهار الخالدة تحلم بأن تكون جداول قد جفت ولكن الجداول لا تعلم شيئا,والأشعار تحلم بالصور المتكررة والمُكثفة, والكتابة تحلم بالحرية والأوراق تحلم بالحبر الأزرق وحين تستيقظ من حلمها تجد أن كل شيء حلمت به كان عبارة عن خيالات وهمية.

العالم كله يحلم,حتى الجمادات تحلم مثل الأحجار والتراب,إلا نحن انقطعت أحلامنا,فلماذا توقفت عن الأحلام؟ولماذا الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا ؟لماذا لا تعود الأحلام إلينا كما كانت في الماضي؟لقد كانت أحلامي كثيرة وكنت قبل عام تقريبا أحلم في اليوم الواحد أكثر من عشرين حلما واليوم لا أحلم على طول السنة إلا بحلم واحد ولا أكادُ أن أتذكر منه شيئا بعد أن أصحو من النوم, وكل العالم وكل الناس يحلمون وهم نائمون أو وهم مستيقظون إلا نحن نحلم ونحن نتألم ونصرخ من شدة الألم ونرتجفُ من شدة الخوف.

غابت أحلامنا..انقطعت أحلامنا,تركتنا أحلامنا,ماتت أحلامنا..أحلامنا عصرتها الأعاصير وأحلامنا مدونة في ذاكرة النسيان,يا من يعيد لي ولو مشهدا واحدا من أحلامي,ويامن يعيد لي ولو صورة واحدة من الصور التي كانت تأتيني في أحلامي,من سرق أحلامي ومن علمني على النسيان,يا له من زمن سخيف,لماذا تراجعت قدرتنا عن الأحلام وضعفت ضعفا شديدا؟هل سيأتي زمن ترجع فيه أحلامنا إلينا ونرجع إليها كما تعود الأطيار إلى عشوشها؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف انتشر الإسلام حديثا؟
- 50تقسيم24
- مائدة الكتابة
- الحيوانات في السينما
- عذاب النار
- رائحة الطعام
- غوايتي
- الحديث النبوي مرفوض نحويا
- اكتشاف النجوم
- لآدم زوجة واحدة
- الاسلام والمسلمون
- باسم الله اقبل تحية حسن الصباح
- لمن تستمع فيرز في ساعات الصباح؟
- كل شيء نافع وضار
- الخالق والمخلوق
- ليلتي وحلم حياتي
- البدانة هي العدو الدائم
- عيد ميلاد بتول الأول
- نحن أغبياء جدا
- الولد الشقي


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا