أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - نحو قراءة متجددة للانجيل والقران














المزيد.....

نحو قراءة متجددة للانجيل والقران


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 14:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ياتي الانبياء لتغيير الواقع والنص الديني يعكس هذا التغيير , ويلتف الناس حول النبي وكتابه سواء كتبه النبي في وقته او كتب فيما بعد او جمعت اقواله . ولم يكن الانبياء مفسرين للاحداث بل هم صناع ثورة وحركة تغيير وتجديد , تزيح كل ماهو قديم ليحل محله الجديد بافكاره وتشريعاته .
ولهذا لم يكن في المسيحية انجيل واحد بل ربما عشرات الاناجيل المحلية حيث كانت الكنائس وقتها مستقلة وغير مرتبطة بمجامع كنسية واعطت كل كنيسة نظرتها الى المسيح استنادا الى تراثها وموروثاتها ونسيجها الاجتماعي . واعطت من خلال النص الانجيلي نظرتها الى المشكلات التي واجهتها واعطت لها الحلول . وفي الاسلام حدث نفس الشيء , فلم يكن هناك قران واحد بل نسخ متعددة وبلهجات مختلفة . وبعد اقرار النسخة النهائية من الانجيل والقران اصبح من المستحيل التلاعب بالنص .
ولكن الحياة تستمر بالتطور والتجدد .
ويظهر في المجتمع التنازع باشكاله المختلفة . وعلى رجال الدين تقديم الحلول للمشكلات القائمة تبعا لنص الانجيل والقران الثابتين .
ومن هنا جاء تعدد المدارس في التفسير والتاويل والاجتهاد , والمدارس الحديثة في فهم النص وفق علم الهيرمونيطيقيا .
من سمات الاديان عندنا هي الثبات في حين ان الحياة متجددة ومتغيرة . ان القبول بمدرسة التفسير القائمة على التفسير الحرفي للانجيل والقران
يعني الوقوف عند لحظة كتابة النص وتاريخيته وعدم تجاوزه لما بعد ذلك , وهذا يؤدي الى ظهور التيارات السلفية في كلا الديانتين وعدم القبول بالتحديث . في كل مكتبة ارشيف يجب تجديده باستمرار مثلما في الكومبيوتر وبرامجياته , مثلما علينا تجديد مواقعنا الفرعية الالكترونية في
(الحوار المتمدن). ان بقاء الحال لهو من المحال ان التشبث الاعمى وغير الواعي بالنص قد اضفى على النص قدسية غير موجودة فيه .
فالقران فيه النصوص التي تعارض بعضها بعضا بسبب اختلاف الحوادث التي سجلها القران والتي تتطلب تشريعا او حلا لها وبالتالي النصوص هي ابنة زمانها ووقتها . وقد يتغير الحدث بعد فترة ويحتاج الى نص يعالج الحدث بتشريع جديد . وفي المسيحية كذلك نجد النظرة الى المسيح تختلف بين انجيلي متى ويوحنا وذلك لاختلاف البيئة والجماعة والكنيسة الموجه اليهما الانجيل وهذا الانجيل يعكس تصورت تلك الكنيسة عن المسيح والتي لايشترط التطابق بينهما . ولكن المجامع الكنسية عملت تسوية بين انجيلي متى ويوحنا وبذلك تم افراغ مضمون الانجيل من رؤيته الخاصة وتحول الى مجرد نص جامد وهو نوع من لوي عنق النص لتثبيت راي غير موجود في الانجيل .
يكتب عبد الرحمن بدوي في مقدمة كتابه : ( شخصيات قلقة في الاسلام )
ط2 – دار النهضة العربية – القاهرة – مصر – 1964
 ( الدين الحق هو ذلك المتحقق في الشعور المتجدد للامة المؤمنة ... فكل دين في اصله رمز , رمز قابل لما لانهاية له من انواع التفسير والتي قد يبلغ الفارق بين بعضها حد التناقض . والدين الذي يقدم نفسه على انه ناموس واضح كامل الاجزاء , صريح في كل تفصيلاته قد فض للناس كل ما فيه من مضمون على مر الاجيال والازمان , هو دين مقضي عليه بالموت العاجل او التحجر السريع , وكلاهما في نهاية الامر سواء . وكلما تعددت التفسيرات لهذا الرمز , وبلغ التعدد مرتبة عالية من الافتراق الرفيع , كان هذا من اوضح الشواهد على ان هذا الدين حي وخليق بالبقاء . وما النزعات( السنية ) او ( السلفية ) وما اليها من حركات تحاول ان تاسر نفسها في ربقة الرمز بمعناه الظاهر الاول الا علل وازمات نفسية في تاريخ الحياة الروحية لدين ما . وعليه ان يبرا منه قدر المستطاع حتى يستانف تطوره الذي في مجال الروحية العليا . ) . ولهذا نجد الكنائس السلفية لاتستجيب لمتطلبات العصر , وتجدها غير قادرة على حل مشكلات المؤمنين المستجدة وتبقى تاخذ بظاهر النص وتتمسك بعقيدة الكنيسة على حساب الانجيل . كما نجدها ترفض الحوار مع الكنائس الاخرى ناهيك عن الاديان الاخرى رغم ان مرجعياتها الدينية تتحاور مع الاخرين . كما نجد كثير من هذه الكنائس ترفض لاهوت التحرير او اللاهوت المعاصر وغيرها بالاضافة الى سعي الكهنة لحل المشكلات عن طريق ترحيلها الى العالم الاخر , عالم ما بعد الموت . في حين ان المسيح قال نفسه في الصلاة الربانية : ( لتكن مشيئتك كما في السماوات كذلك على الاررض ) . وفي الاسلام يسعى السلفيون لمخالفة القران والسنة المحمدية , باتباع فتاوى مشايخ قطر والسعودية وكثير منها يعتمد على حديث احادي او حديث ضعيف . وكذلك القول بالاعجاز الرقمي والعلمي للقران وان القران فيه كل الاكتشافات العلمية . ولكن العجيب اننا لم نرى من هؤلاء السلفيين من تحدث عن الاكتشافات الاثارية ( الاركيولوجية ) والتي تم الكشف عنها بفضل القران . وانتهى السلفيون المسلمون الان بالفتوى والذي يجعل بين المسلم وبين الله وسيطا بما يخالف القران . كما وضع قسم من الشيعة من التقليد نوعا من التقليد الاعمى لما يقول به الشيخ او السيد وغير القائم على اصل التشيع وهو ما يسميه المفكر علي شريعتي بالاستحمار الديني ( راجع كتابه النباهة والاستحمار ) .
ان التيارات السلفية في الديانتين تعمل كحائط صد ضد اية حركة تغيير وتجديد في الفكر والدين والمجتمع . انها متشبثة بالماضي الذي نجهل وقائعه ولانكا د نعرف عنه شيئا وبالتالي تكون على استعداد للتحالف مع قوى الظلام والجهل لتحقيق مصالحها , ولكنها بذلك تحفر قبرها بيدها .ان التقافة والعلم طريقنا نحو عصر التنوير والحداثة .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهداف اطباء الامراض النسائية في العراق
- الحلاج شهيداً على درب المسيح
- كيف يكون الحوار متمدنا ؟ج2
- اوجه متعددة للشيوعية
- اعلان دولة كوردستان
- خارطة طريق نحو سورية حرة
- ما وراء ظاهرة الايمو
- بين خلية النحل والخلية الشيوعية
- في ملكوت الخمر
- توثين الفكر والدين والسياسة
- كيف يكون الحوار متمدنا؟
- احذروا هذا البرنامج
- الورطة في نكاح المتعة
- معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل
- اللوغوس والفلسفة الرواقية وبولس
- ظاهرة التسول في بغداد
- سيدة هندية تضع فريقا لكرة القدم
- الموسيقى والغناء حلالٌ حلال,ج2
- حرية الله مرتبطة بحرية الانسان
- الصهيونية تزيف التاريخ


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - نحو قراءة متجددة للانجيل والقران