أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - شباب الإيمو الى بلاد الاسكيمو !!!














المزيد.....

شباب الإيمو الى بلاد الاسكيمو !!!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذنب شباب الإيمو هو محاولتهم إضفاء لمسة جديدة على اللون الاسود السائد في بلادنا وتطعيمه باكسسوارات وتسريحات فنتازية واستبدال الزي التقليدي بآخر اكثر تعبيرا عن ضيق النفس والضنك والكآبة.
والكآبة حالة عامة اسبابها متعددة ليست مقتصرة على مقلدي الإيمو ولا هي قيمة مستوردة غريبة طارئة بل هي حالة متوطنة كرستها حروب الدكتاتورية وقمعها ومصائب ورثتها من المتحاصصين. لابل ان المشتغلين بالشأن الديني من مرجعيات ومشايخ واحزاب اسلامية وميليشيات هم الصناع الحقيقيون لحالة الكآبة وثقافتها التي تلف البلاد حاليا. المرجعيات والمشايخ من خلال فتاوي التحريم والتكفير ومحاصرة كل منتج حضاري جديد. والاحزاب الدينية وميليشياتها بالاجراءات التنفيذية في خنق الحريات ومطاردة ذوي المواهب والاذواق التي لاتتلائم مع ايديولوجياتهم.

فالاسلاميون ومرجعياتهم يعتبرون انفسهم محور الكون والمعيار الاحرى بالاتباع والذي يجب ان تخضع له كل شؤون الكون والمجتمع. ولأنهم عاجزون عن
فرض نظرتهم هذه على العالم المتطور واخضاعه لنزواتهم وافكارهم فهم يحاولون فرضها على مواطني بلدانهم, الذين هم بحكم المختطف المصادر الحرية والمكبوت المشاعر, بدعوى قيم الدين واحكام الشريعة.

لم يتعد خطاب مراجع دينية وقادة احزاب اسلامية بخصوص شباب الإيمو الدعوة الى نصح هؤلاء الخاطئين ووعظهم وارجاعهم الى جادة الصواب... ادان بعضها بأستحياء عمليات القتل البشعة ولم يذكروا مرتكبي هذه الجرائم في بياناتهم ماعدا مرجعية السيد علي السستاني التي كانت واضحة في موقفها واكدت بان قتلة هؤلاء الشباب, ارهابيون ويجب على اجهزة الدولة التعامل معهم على هذا الاساس.

المطالبون بوعظ الشباب وتقويمهم, نسوا بان من يحتاج فعلا للعلاج النفسي والتأهيل المجتمعي هم اولا منتسبي الميليشيات الاسلامية الذين يمارسون القتل والتمثيل بقتلاهم وكأنهم يكرعون قدح ماء بعد ابتلاع كبسولة هلوسة, بدون ضمير يؤنبهم. وهذا حقا هو المرض المزمن والعوق النفسي المستمكن.
وهذا يؤشر بوضوح الى فشل الوعظ الديني في تقويم العباد والا لأثرت جهود الوعظ عبر 14 قرنا على هؤلاء ومن على شاكلتهم في جعلهم اسوياء, يحترمون الانسان كقيمة عليا.
فلا الوعظ الديني ولا النصح العشائري يمكن ان يكونا بديلا ناجعا عن معالجة الاسباب الحقيقية لظهور الظواهر الغير مرغوب فيها كالتطرف والعنف... وهو بمحاربة الفقر والجهل والاستبداد وتوفير الظروف الملائمة لتطور المجتمع, وهي الاستحقاقات التي يستنجسها الاسلاميون. والعلة تكمن في تفكيرهم المتيقن بان ما ذهب هو الافضل والنموذج الذي يجب ان يحتذى بينما العالم المتمدن يسعى حثيثا نحو المستقبل الآتي بالجديد والاجدى.

لقد انتفضوا لمكافحة مظهر احتجاجي واحد هو ظاهرة الإيمو بين الشباب بينما لم تهتز لهم شعرة لمظاهر احتجاجية مأساوية, كبيع ام لبناتها لعجزها عن اعالتهم وبيع شاب لأعضائه الداخلية ليقيت عائلته او تخلي مواطن عن جنسيته العراقية مقابل حياة كريمة في اي مكان على وجه الارض... الى جانب الظواهر الاجتماعية المعروفة, كمليونية الارامل واليتامى والمطلقات والاطفال المشردين...

لقد كان اعلان الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية شن حملة تصفية شباب الإيمو, اعطى اشارة البدء لميليشات اجرامية بأرتكاب عمليات قتل همجي لشباب ابرياء بتهشيم رؤوسهم بالبلوكة الكونكريتية.
وفي ظل النفي الرسمي لحصول عمليات قتل, توزع قوائم المرشحين للقتل في احياء بغداد والمحافظات العراقية وتخط تهديدات القتل على جدران المدارس لكل من تسول له نفسه تقليد الموضة.
ان بقاء اسماء وانتماءات هؤلاء القتلة التقاة مجهولا, تشير الى علاقتها بجهات متنفذة مقربة من الاحزاب الحاكمة.

ربما تمنت الحكومة ومن يقف ورائها الخلاص من ورطة اثارة مشكلة شباب الإيمو التي ارادوها لجذب انتباه المواطنين بعيدا عن العجز الحكومي في تقديم الخدمات فانقلب الامر ليصبح مشكلة جديدة تضاف الى سجلها الحافل بالاخفاقات والاعتداء على الحريات والحقوق.

انها " كمائن الماضي الجديد " كما قال طيب الذكر محمود درويش.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغدى بهم قبل ان يتعشوا به !!!
- زهدهم وبذخنا !!!
- مآل المحاصصة وخيارات المالكي
- بؤس المهزلة ومآسيها !!!
- من هي الضحية؟ ضاعت علينا القضية
- نحن... مساجين لوحات سلفادور دالي
- الشيوعيون العراقيون- لاعيب فيهم غير ان ...
- اي منظرو المحاصصة... انظروا سحنكم في مراياها !
- بؤرة جيفارا الثورية بنكهة عراقية !
- تخمة الصوم في رمضان/ الأجر على قدر المشقة
- درجة العراقيين المتمتعة بعطلة السنتگريت الخمسين
- الله يجازي النسوان...*
- إعجاز المحاصصة : آلية تصلح للترشيق والترهيل معاً
- الأمانة الصحفية في الذمة الحزبية
- مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء
- أصبحت حكومتنا بفشل وأمست بفشلين
- بعثيو المالكي وصدامياته
- مجاهد متعدد الاستعمالات
- المالكي ومماليكه
- ربّوا لحاياكم... تبويس جاكم !!!


المزيد.....




- فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج ...
- وفاة 61 شخصا في تايلاند منذ مطلع العام بسبب موجة حر شديدة تج ...
- زعيم الحوثيين يعلق على موقف مصر بعد سيطرة إسرائيل على معبر ر ...
- بعد صدمة -طفل شبرا-.. بيان رسمي مصري ردا على -انتشار عصابات ...
- المزارعون البولنديون ينظمون اعتصامًا في البرلمان بوارسو ضد و ...
- فيديو: ملقيًا التراب بيديه على التابوت... زعيم كوريا الشمالي ...
- تكثيف الضربات في غزة وتحذير من -كارثة إنسانية- في رفح
- باير ليفركوزن.. أرقام غير مسبوقة وأهداف في الوقت القاتل!
- من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف تصديرها؟
- مستوطنون يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - شباب الإيمو الى بلاد الاسكيمو !!!