أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - من هي الضحية؟ ضاعت علينا القضية














المزيد.....

من هي الضحية؟ ضاعت علينا القضية


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 08:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أشكل الامر علينا في تحديد الضحية في عملية قتل جنائية حدثت في احدى المدن العراقية, متهمة فيها شابة, بعد مشاهدتنا لها على اليو تيوب وهي تتعرض للاستجواب والتعذيب على ايدي رجال امن عراقيين في احدى المراكز الامنية. عملية القتل هذه لها خصوصية مميزة, فالمقتول سيد ( رجل الدين ).

قتلها اجتماعيا قبل ان تقتله جنائيا, غشها وقطف ثمار انوثتها ثم تركها لتلاقي مصيرها وحيدة في مجتمع قاسٍ لايرحم احدا, فما بالك لو كانت امرأة خاطئة, لاسيما وان المقتول سيد بكل ماتحمله هذه الصفة من مدلول اجتماعي وقداسة دينية.
انها مذنبة... ذنبها الرئيسي ليس قتلها لهذا السيد, رغم بشاعة فعلها, فقد قتلته غسلا للعار, لكن ذنبها الاكبر هو سذاجتها المفرطة, وثقتها المطلقة بقدرتها على الظفر بحياة آمنة تحت ظلال هذا السيد.
يشكل الفيديو نموذجا جيدا لتحليل طبيعة التفكير المجتمعي السائدة, وربما تختصر جملة قالها احد معذبيها: " ولج تعرفين شنو سيد ؟!!!" , نمط التفكير المتخلف هذا والذي هو مزيج غير متجانس من قيم عشائرية بالية وعقيدة دينية متخلفة, تنظر للمرأة كوعاء تفريغ يستخدمه الرجل كلما شاء ليس الا, فهي ليست لديها مشاعر ورغبات واماني, رغم انهم يحملوها كل موبقاتهم وشرور هذا العالم...فالسيد عبّر عن شطارته وفحولته وحسب, وهو على كل حال , يحق له مالا يحق لغيره من الرجال.
نمط التفكير هذا الذي ينزه رجل الدين مهما تجاوز من حدود شرعية يرغم الآخرين على الالتزام بها, ومن اعراف اجتماعية وقوانين, لهو الاحرى بالادانة والمحاربة, فرجل الدين مهما علا شأنه يبقى مواطنا كما غيره من المواطنين الآخرين , عليه ما عليهم من واجبات وله مالهم من حقوق والا نكون قد رجعنا الى ايام الدكتاتورية السوداء بأستئثار البعض بامتيازات تضعهم فوق القانون وخارج اطار اية مسائلة.
قد يبدو هذا الرأي مثاليا في مجتمعاتنا , حيث طغيان المد الديني, لكن لو كنا نبغي بناء مجتمع قائم على العدل والحقوق والديمقراطية فانه ينبغي اخضاع هؤلاء لقيم العدالة والمساواة التي تنادي بها البشرية.
وكان للتكاثر الاميبي للسادة خصوصا ورجال الدين عموما بعد التغيير عام 2003 قد اوجد الحاجة للاكثار من الجوامع والحسينيات... فكانت فرصتهم الذهبية قد سنحت ايام جحيم الحرب الطائفية, فأصبح كل حزب ديني او مرجعية تتسابق للاستيلاء على اكبر عدد من املاك المواطنين الهاربين او المهجرين من مناطق سكناهم ليجعلوها مقارا لنشاطاتهم وميليشياتهم ليسوموا الناس العذاب ويساوموهم في حقوقهم وحرماتهم.
ومن المعروف ان رجال الدين هم الشريحة الأوفر حظا في مجتمعنا اليوم التي تتمتع بثمار التغيير: جاه اجتماعي, سلطة دينية ودنيوية, ثراء مادي ثم حريات مطلقة, تبتديْ من الحرية السياسية ولاتنتهي بالحرية الجنسية. تتملقهم سلطات الدولة كما المواطن المسحوق الباحث عن موقع قدم في هذا العالم المتلاطم الامواج والحافل بالمفاجآت غير المحسوبة. وكذلك كانت هذه الشابة التي بالغت في ارضاء السيد متأملة توفيره لها ولعائلتها بعد الزواج حياة افضل اكثر استقرارا ولكنه كان غادرا.
نلحظ تشابها بين عهد الدكتاتورية السابق والعهد الجديد من حيث ان سطوة الدكتاتور وحاشيته اخلت مكانها لصالح سطوة رجال الدين, وكلاهما نهل وينهل من خوف المواطن ومحاباة القضاء وممالأة رجالات المجتمع وتغاضيهم عن تجاوزاتهم.
طالب بعض الكتاب بمحاسبة ضباط الامن الذين عذبوها وشجعوها على الانتحار باعطاءها مسدسا, لكن الاهم من ذلك كما اعتقد, هو ضمان محاكمة عادلة لها, لكي لا تصبح ضحية مرة اخرى وتركها فريسة بين نياب ضباع لاتهمهم مأساتها التي اولمها اياها هذا السيد. وهذه بلاشك مهمة الهيئات القضائية المستقلة ومنظمات حقوق الانسان والمرأة ومنظمات المجتمع المدني عموما, بمتابعة سير الاجراءات القضائية وسلامتها وعدم تدخل الجهات الدينية والسياسية واحقاق الحق.
هل من معين لهذه الشابة المغدورة؟!!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن... مساجين لوحات سلفادور دالي
- الشيوعيون العراقيون- لاعيب فيهم غير ان ...
- اي منظرو المحاصصة... انظروا سحنكم في مراياها !
- بؤرة جيفارا الثورية بنكهة عراقية !
- تخمة الصوم في رمضان/ الأجر على قدر المشقة
- درجة العراقيين المتمتعة بعطلة السنتگريت الخمسين
- الله يجازي النسوان...*
- إعجاز المحاصصة : آلية تصلح للترشيق والترهيل معاً
- الأمانة الصحفية في الذمة الحزبية
- مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء
- أصبحت حكومتنا بفشل وأمست بفشلين
- بعثيو المالكي وصدامياته
- مجاهد متعدد الاستعمالات
- المالكي ومماليكه
- ربّوا لحاياكم... تبويس جاكم !!!
- ألا يامن عضضتم النواجذ... ماذا فاعلون بعدئذ ؟!!
- اذا دخل الاسلاميون انتفاضة افسدوها...
- غزوة مانهاتن... غزوة أبوت آباد والبقية تأتي
- لغة التهديد... ثقافة البلطجة السياسية
- مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - من هي الضحية؟ ضاعت علينا القضية