أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء














المزيد.....

مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازوتشيون, يتلذذون بتعذيب أنفسهم وأهليهم عندما يرتلون آيات الحب والولاء لولاة فاشلين. لم يجلبوا لهم الأمان ولم يحلوا لهم مشاكلهم اليومية... انهم يكبتون رغباتهم المشروعة ويؤجلون آمالهم وأحلامهم ويسلمون قيادهم لأشخاص وقوى غير سائلة عنهم, مستقتلة على السلطة والمال.

حكومات النظم الديمقراطية الحقة ليست مضطرة لأنزال مؤيدي الحزب الحاكم الى الشوارع لأقناع المعارضة بالعصي والسكاكين برشاد قادتهم, فافعالهم تفعل عنهم. الديمقراطية عندهم لاتعني الحصول على التفويض الشعبي بتحمل مسؤولية الحكم وينتهي الامر بل تعني ايضا تكريس كل معارفهم وخبراتهم لخدمة مواطنيهم بدون تمييز. اما تظاهرات المعارضة الاحتجاجية فانما هي لابداء الرأي ولتقويم الأداء.

اما في بلداننا التي ابتليت بظاهرة مظاهرات الولاء والبيعة, فان متظاهري الولاء صنفان, صنف يتظاهر نزولا عند رغبة دكتاتور نرجسي, ليتباهى بالوله الشعبي بشخصه السامي. وصنف يقودون بمدائحهم نحو صناعة دكتاتور جديد. كلاهما يستفيد من المال العام المبذول لهما بسخاء ومن امكانيات الدولة المسخرة لخدمتهما... وقد يجري ايضا ابتزاز موظفي الدولة وطلاب مدارسها وزجهم في مهرجانات الردح هذه. و يستمد الاعوان سطوتهم من سلطة مسييريهم واخلاقهم من أخلاق ملهميهم. نزقهم من نفاذ صبر السلطة وعنفهم من عسفها.

حيدر العبادي احد متنفذي السلطة يستشيط غضبا عندما يجري تذكيره باعتداء الازلام على المتظاهرين العزل في ساحة التحرير بالعصي والسكاكين, مبررا ذلك لأنهم هتفوا " كذاب نوري المالكي " وكأنه وحزبه قد برّوا بوعودهم بعد خمس سنوات من حكمهم وكأنه لم يكذب عندما نعت المتظاهرين المطالبين بالاصلاح, بالبعثية والارهاب.

لقد استحضر اعوان السلطة وازلامها هتافاتهم من ذاكرتهم التمجيدية لحقبة سوداء مع تغيير التسميات من قبيل " كل الشعب وياك يا مجلس الثورة ". فكان ذلك تعبيرا عن ورطة تقليد البائد الذي اوقع منظمي تظاهرات الولاء انفسهم فيها في غمرة استعجالهم في استدعاء الازلام لمحاصرة متظاهري ساحة التحرير.

وعلى الرغم من خضوع جميع المتظاهرين لضغط الفشل الحكومي في ادارة الأزمة العامة التي تعصف بالبلاد على كل الصعد, الا ان التعبير عن انعكاسات هذا الضغط عليهم من خلال التظاهر يبدو مختلفا لأسباب متعددة منها تباين مستويات الوعي الاجتماعي بينهم واختلاف درجات التوازن السايكولوجي بين اطرافهم. فقد تمتع دعاة التغيير بتوازن سايكولوجي واضح تجسد في سلمية مظاهرتهم وتعاملهم الحضاري الراقي بمن يحيطهم من الآخرين وانسجام ذلك مع رفضهم للواقع السلبي ودعوتهم لتغييره انتصارا لأبناء شعبنا.

بينما اتسمت تظاهرة الولاء بالعدائية والتشنج. ووجد متظاهروها انفسهم مشتتين سيكولوجيا بين خيانة قياداتهم لأحلامهم وبين امتداحهم لهذه القيادات التي اثبتت فشلها وعدم نزاهتها وربما ايضا بين نزوع بعضهم الصامت للتضامن مع ابناء جلدتهم.

ويبقى أمر استعداد مداحي السلطة وازلامها على تحمل وزر صاحبهم من فشل سياسي وتجاوز قانوني وخرق لشرعة حقوق الانسان, عصيا على الفهم, لأن مقدار العطاء لايتناسب مع حجم الأوزار.

وبينما يصنع شبابنا في ساحة التحرير التاريخ فأن " هناك لاعبون رائعون

يمارسون الخسارة بمهارة ". *



*من قصيدة لأحلام مستغانمي



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبحت حكومتنا بفشل وأمست بفشلين
- بعثيو المالكي وصدامياته
- مجاهد متعدد الاستعمالات
- المالكي ومماليكه
- ربّوا لحاياكم... تبويس جاكم !!!
- ألا يامن عضضتم النواجذ... ماذا فاعلون بعدئذ ؟!!
- اذا دخل الاسلاميون انتفاضة افسدوها...
- غزوة مانهاتن... غزوة أبوت آباد والبقية تأتي
- لغة التهديد... ثقافة البلطجة السياسية
- مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد
- حكومة تبحث عن هيبة !!!
- قنابل طائفية موقوتة !!!
- الاغتيال لغرض الاقناع... كاتم الصوت - الحجة
- ضربني بوشو ( بوجهه ) على ايدي !
- الى اين اخذتم بنت بنغازي ايمان العبيدي؟
- عطالة برلمانية... تعددت الاسباب والخاسر واحد
- اجراء (تضامني) مفاجيْ يدعو للريبة !
- مصير الجامعة العربية بين سابقة ليبيا والمأزق البحريني
- امرأة... ليست ككل نساء ورجال التيار الصدري
- 100 يوم للاصلاح + 42 وزير + كامل زيدي كثر + 40 مليار دولار ض ...


المزيد.....




- ما هي وجهة نظر ترامب عندما طرح مسألة -تغيير النظام- بإيران؟ ...
- واشنطن تتحسّب لردّ إيراني: هجمات سيبرانية محتملة قد تستهدف م ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- هجمات صاروخية إيرانية مع بدء وقف النار بين إسرائيل وإيران
- الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
- قتلى إسرائيليون بهجوم إيراني على بئر السبع
- إسرائيل وإيران.. ترامب يشعل الذاكرة بـ-حرب الأيام الـ12-
- بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- فيديو.. لحظة سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع
- وسائل إعلام إيرانية تعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار: -فُرض على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء