أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الفاسِد- فولف!














المزيد.....

-الفاسِد- فولف!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كريستيان فولف فاسِد؛ مُشْتَبَه في تورُّطه في قضايا فساد، ومتَّهَم (أيْ بريء إلى أنْ تَثْبُت إدانته) بارتكاب جنايات فساد؛ لكن من هو هذا "الفاسِد" فولف؟

إنَّه الرئيس الألماني؛ ومنصب الرئاسة في ألمانيا هو منصب فخري شرفي، لا يتمتَّع صاحبه، أو شاغله، بصلاحيات وسلطات حقيقية؛ ولقد قدَّم استقالته بعدما طلب الإدِّعاء العام من البرلمان (بوندستاغ) رَفْع الحصانة القانونية عنه، بتهمة "الإخلال بالواجب، وقبول خدمات (شخصية)"؛ وقال في استقالته إنَّ ثقة الشعب الألماني به قد اهتزَّت، وما عاد في وسعه، من ثمَّ، البقاء في منصبه، فاستقال، موضِحاً أنَّ "الرئيس (في ألمانيا)"، وعلى ضآلة ما يتمتَّع به من صلاحيات وسلطات، يحتاج إلى أنْ يحظى بثقة "الغالبية الساحقة" من مواطنيه، وليس بثقة "الغالبية" فحسب.

أمَّا "جرائمه"، أو "جناياته"، التي يندى لها جبين كل رئيس عربي (غير فخري، وغير شرفي) فهي "التكسُّب الشخصي غير المشروع من رجال أعمال وأثرياء مستغِلاًّ منصبه، وقضاء عطلات (مجَّانية) عندهم، والحصول من بعض أصدقائه المستثمِرين على قروض متدنية الفوائد من أجل أنْ يبتني له منزلاً، والإساءة إلى حرِّية الصحافة في البلاد".

مسكين فولف، وسيِّئ الطالع، فلو كان من أبناء جلدتنا، وتبوَّأ منصب "الرئيس" عندنا، وهو منصب لا نفخر به؛ لأنَّه ليس فخرياً، وارتكب كل تلك "الجرائم"، وأضعافها مضاعفةً، لاتَّخَذْناه رمزاً للعِفَّة والطهارة والأمانة والاستقامة، ولعرَّفْنا "الفضيلة" على أنَّها هو، اسماً وصفاتٍ شخصية وسلوكية، ولانتَفَت لدينا الحاجة إلى نَزْرٍ من هذا "الربيع العربي"؛ فَلِمَ نثور ونشكو، وننزل إلى الشوارع، ونُنَغِّص على حُكامنا عيشهم، ونحن "المدينة الفاضلة"، و"المدينة الفاضلة" نحن؟!

فولف هو الذي بفضله، ومن طريقه، نرى "الرئيس" العربي على حقيقته العارية، فبمقارَنة "رؤسائنا" به، أيْ بوقوفنا على أوجه التماثُل، وأوجه الاختلاف، بينهم وبينه، نتوصَّل إلى معرفتهم على خير وجه؛ ونتوصَّل، من ثمَّ، إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّنا شعوب ومجتمعات تحتاج إلى ألْف "ربيع عربي" إذا ما أرادت أنْ تَنْعُم مستقبلاً برئيس فاسِد كالرئيس فولف؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك أنَّ شعوب ومجتمعات الغرب يستبدُّ بها الشعور الآن بضآلة، أو تضاؤل، وزن "الديمقراطية" في حياتها السياسية، وفي حياتها الاقتصادية على وجه الخصوص، وتتطلَّع إلى "ربيع غربي"، تَنْتَزِع به من "الحقوق" ما يَرْفَع أكثر منسوب الديمقراطية في حياتها السياسية والاقتصادية، ويَمْنَع، من ثمَّ، أشباه فولف (وليس أشباه زين العابدين ومبارك والقذافي وصالح وبشار..) من الظهور!

فولف استخذى لنفسه الأمَّارة بالسوء، لعلَّه يبني له منزلاً من طريق استغلاله منصبه في الحصول على قَرْض بفائدة متدنية، فوَقَع، أو أوْقَع نفسه، في هذا "الخزي" و"العار"؛ وها هو الآن يوشك أنْ يلقى من "المساءلة" و"المحاسبة" ما يفوق أضعافاً مضاعفةً حجم "المسؤولية" التي يُرتِّبها عليه منصبه.

مسكين فولف؛ فهو لم يَعْرِف من الفساد إلاَّ ما يجعله قطرة في بحر الحاكم العربي، الذي هو نسيج وحده في عالم القرن الحادي والعشرين؛ فأين في غير بلادنا العربية يَظْهَر "رئيس"، يَجْتَمِع فيه "المالك (الأكبر)"، و"الحاكم بأمره"، و"المسؤول (حصراً) عن كل صغيرة وكبيرة"، و"المُعْفى (في الوقت نفسه) من المساءلة والمحاسبة (والمنزَّه عنهما)"؟!

لتقارنوا بين هذا "المالك الأكبر"، الذي يسرق وينهب "المال العام"، ويغتصب اغتصاباً ما تعود ملكيته الشرعية إلى الأمَّة، وبين "الفاسِد الأكبر" فولف، الذي حَصَل على "قَرْضٍ" تفوح منه رائحة الفساد من أجل أنْ يبتني منزلاً له؛ لتقارنوا، لعلَّكم تُوقِنون!

ولكم أنْ تتخيَّلوا حجم المساءلة والمحاسبة اللتين سيتعرَّض لهما فولف لو كانت "مسؤوليته" بحجم مسؤولية رئيسة وزراء ألمانيا (ميركل).

أقول "ميركل"، ولا أقول زين العابدين أو مبارك أو القذافي أو صالح أو بشار..؛ لأنَّ ألمانيا (التي ضاقت ديمقراطيتها بشعبها) لا يَظْهَر، ولا يمكن أنْ يَظْهَر، بها أمثال هؤلاء "الرؤساء"، الذين يحسدهم ملوك "الحق الإلهي" في أوروبا في القرون الوسطى على ما تمتَّعوا به من سلطات وصلاحيات.

فولف (ويا للهول!) أساء إلى حرِّية الصحافة في بلاده، فَجُرِّم؛ فما هي الجريمة التي سيُتَّهَم بارتكابها لو أنْزَل (على افتراض أنَّه يملك سلطة كهذه) الدبابات في شوارع مدن ألمانية، وصَبَّ حِمَم المدافع على رؤوس سكَّانها، واستأصل الحناجِر، ونكَّل بالمعتقلين، ومثَّل بالجُثَث، ولو كانت جُثَث أطفال؛ وأصرَّ، مع ذلك، على أنْ لا شيء من ذلك قد حدث؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -النسبي- و-المُطْلَق- في -النسبية-
- -التمويل الأجنبي- مَصْدَر إفساد ل -الربيع العربي-!
- خصوصية الصراع في سورية!
- منعطف مصر التاريخي!
- -المادية- في التفكير!
- -الأكوان الأخرى- و-إشعاع هوكينج-!
- في إشكالية -الأبعد- و-الأقدم- في الكون!
- -الصراع الدولي- الكامن في -الربيع العربي-!
- الإيجابية الكامنة في -الفيتو المزدوج-!
- في -التَّزامُن- Simultaneity
- في -الاقتصاد السياسي- ل -الربيع العربي-
- أهي -ديمقراطية- أم -دينقراطية-؟!
- ما معنى -انحناء الزمن-؟
- ما يَسْتَحقُّ الاهتمام في -المبادرة العربية-!
- دُوَلٌ لنفي الحقوق!
- -25 يناير-.. ثورة بدأت ولم تنتهِ!
- -المستقيم- في فضاءٍ مُنْحَنٍ
- -سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!
- شيءٌ من -فلسفة التاريخ-
- شَرُّ البليَّة ما يُضْحِك!


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الفاسِد- فولف!