أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - حقاً هي خطوات نوعية خطيرة.!!!! فصل النساء في سورية ظاهرة متزايدة














المزيد.....

حقاً هي خطوات نوعية خطيرة.!!!! فصل النساء في سورية ظاهرة متزايدة


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 12:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يمكننا بأي حالٍ من الأحوال التغاضي عمّا وصلت إليه المرأة السورية من مشاركة معقولة في المجتمع من خلال خروجها للعلم والعمل، وانصهارها في مجالات متعددة تعمل من خلالها على بناء قدراتها أولاً، ومن ثمّ على بناء المجتمع بناءً قائماً على المساواة والتشاركية بآنٍ معاً.
صحيح أنه مازالت هناك العديد من المسائل الشائكة والعالقة بخصوص قضايا المرأة إن كان في قانون الأحوال الشخصية، أو في بعض مواد قانون العقوبات التمييزية ضد المرأة، أو قانون الجنسية الذي لا يسمح للمرأة السورية بمنح جنسيتها لأبنائها رغم تشكيل لجنة من قبل رئاسة الوزراء لدراسة هذا الموضوع وتعديل القانون بما يسمح للمرأة بذلك الحق، ولكن حتى اليوم لم نرَ مؤشراً على تفعيل تلك اللجنة أو ما توصلت إليه من دراسة بهذا الصدد.
كذلك من المسائل التي مازالت عالقة وتؤثّر بشكل فعّال على وضع المرأة في القوانين والمجتمع هو التحفّظ على بعض مواد اتفاقية السيداو الذي أفرغها من مضمونها القائم على رفع العنف والتمييز عن المرأة، أو في اتفاقية حقوق الإنسان وغيرها من المواثيق والمعاهدات الدولية التي تعمل على إرساء قواعد المساواة بين المرأة والرجل في المجتمع وعبر الدستور والقوانين الناظمة.
رغم كل هذا تتميّز المرأة السورية بالجرأة والعنفوان الذي يؤهلها لجميع مهامها المنوطة بها عبر تشاركية حقيقية مع الرجل في مجال العمل، أو الدراسة، أو غيرهما من مجالات الحياة المختلفة. إلاّ أن ما بدأنا نلحظه في الأعوام القليلة الماضية، هو بروز ظاهرة فصل النساء في بعض الأماكن العامة عن الرجال، واعتبارها بادرة نوعية متميّزة مثل افتتاح مركز تسوّق تجاري في حلب العام الماضي خاص بالنساء، وكذلك افتتاح مكتب تاكسي في دمشق خاص بالنساء، واليوم يُطالعنا مصرف البركة بافتتاح قسماً خاصاً بالنساء وسيدات الأعمال(مصرف سوري يفتتح قسماً خاصاً بالنساء- النور العدد/ 516/)
ولا يمكن أن نستغرب بعد حين أن يكون هناك في حافلات النقل العام قسم خاص بالنساء على شاكلة القسم الخاص بالسود أيام التمييز العنصري في أمريكا وجنوب أفريقيا.
واليوم يُطالعنا الاتحاد النسائي العام بطلب إحداث وزارة خاصة بالمرأة حسبما جاء في البيان الذي صدر في نهاية اجتماع مجلسه العام مطلع هذا الشهر، وزارة خاصة تعنى بشؤون المرأة وتشرف على عمل الجهات المعنية بقضاياها، وإحداث قناة فضائية خاصة تعنى بقضايا المرأة والأسرة .
وكأن هذه الوزارة المطلوبة ستنتشل الزير من البير، وتُنهي معاناة المرأة من التمييز الواقع عليها في القوانين والمجتمع، أو أن تلك القناة التلفزيونية لن تتحول إلى قناة لاستعراض يوميات المرأة من المطبخ إلى صالونات الحلاقة والأزياء والتجميل كما هو الحال في جميع القنوات الفضائية التي تبث باسم المرأة.
إن هذا الوضع مؤشر خطير على وضع المرأة في المجتمع، ولا يتوافق مع المادة/25/ من الدستور، والتي تنص في فقرتيها الثالثة والرابعة على:
3ـ المواطنون متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات.
4ـ تكفل الدولة مبدأ تكافؤ الفرص بين الموطنين.
هذا ما يجب تعزيزه والتأكيد عليه في الدستور الجديد، لأنه في ظل دولة علمانية مدنية دستورها قائم على مبدأ المساواة بين المواطنين لا يكون هناك مجالاً للتمييز على أيّ أساس، وتكون المرأة حينها مواطناً كامل الحقوق والواجبات، وليست جزءاً مختلفاً عن المجتمع نطالب لها بوضع مغاير للمواطنة المفترض أن تكون سائدة.
كما يجب الإبقاء على المادة/45/ من الدستور، بل وتعزيزها في إطار من الدعم الحقيقي لمواطنية المرأة السورية المساوية لمواطنية الرجل في القانون وأمام القانون، حيث تنص هذه المادة على: تكفل الدولة للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتعمل على إزالة القيود التي تمنع تطورها ومشاركتها في بناء المجتمع العربي الاشتراكي.
فإذا ما عززنا بناء دولة مدنية علمانية ديمقراطية، فإن ذلك سيفسح المجال رحباً أمام جميع المواطنين( رجالاً ونساءً) بالتساوي لبناء مجتمع يتسم بالحرية والمساواة القائمة على رفض التمييز على أي أساس آخر. حينها لا يمكن أن نكون بحاجة لوزارة تُعنى بقضايا المرأة وتمييزها على أساس جندري في المجتمع، لأنها ستكون مواطناً كامل الحقوق والواجبات بغض النظر عن الجنس.
وبعد، أمعقول أن نصل إلى هذا المستوى من الوضع المزري بعد سنين من العمل في قضايا المرأة، والمطالبات الحثيثة بتعديل القوانين التمييزية ضدها..؟
هل من المعقول أن تذهب تلك الجهود المبذولة والأموال المصروفة على المستوى الرسمي والمدني والشعبي..؟ هل من المعقول أن تذهب جهود المنظمات النسائية والأحزاب السياسية سُدىً، وبغفلة من المعنيين بهذا الشأن، فتُحتجز المرأة في جناح خاص لها أينما اتجهت، وكأننا نعود القهقرى إلى أيام الحرملك في ظل الولاية العثمانية وقوانين قدري باشا.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات
- لنتفهمهم قليلاً... إنهم حقيقة فاعلون
- قوى اليسار... وقفة مع الذات
- نصف مليون سوري كل عام والمحاولات لا تزال هزيلة
- من أجل مجتمع معافى... عيادات حديثة لفحوص ما قبل الزواج
- الإرشاد النفسي والاجتماعي ضرورة يفرضها الواقع.
- مشروع تمكين المرأة الريفية بين الواقع والطموح
- في ظل الإصلاحات الجارية... أين استحقاق المرأة السورية
- تعديل قانون الجنسية للسوريات... هل سيخضع لمعايير مزدوجة...؟
- قانون الأسرة ضرورة يفرضها الواقع.
- إنجاز جديد للمرأة السورية يتوّج نضالها من أجل المساواة
- اجتثاث الفساد أولوية أساسية للتقدم والحرية
- الطفولة خط أحمر ..كل هذا الدم سوري ولا مجال للتمييز
- نساء سوريا يزركشن وشاح الحرية
- صرخة امرأة سورية
- أمومةٌ مقهورةٌ تحت عروش الديكتاتوريات فخورةٌ في ساحات الثورا ...
- في يوم المرأة العالمي نظرة على قضايا المرأة ما بين الخطتين ا ...
- خط أحمر... وقضايا الجندر في المناهج الحديثة
- أبوّة على قارعة النزوة وأمومة على قارعة القهر..
- عفواً وزيرة الاقتصاد دستورياً هذا حقّنا


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - حقاً هي خطوات نوعية خطيرة.!!!! فصل النساء في سورية ظاهرة متزايدة