أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إستحضار الضمير قبل الممات














المزيد.....

إستحضار الضمير قبل الممات


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تجارب بالغةُ القسوة مرت على النظام السوري خلال عشر الشهور الماضية في داخل البيت الواحد مصحوبة بضغوط عربية ودولية إنتهت بموافقة قيادة النظام لإنتشار وفد المراقبين العرب كي يطلع عن كثب للأحداث التى تتناقل عبر الإعلام الإجتماعي الشعبي الذي بدوره يغذي الأعلام المنظم بحيث يبني حكايته مرتكزاً على شرائط الفيديو وأصوات الضحايا التى تنكل بهم الآلة العسكرية والأمنية .
أنها من أهم الفرص التى يمكن أن تلتقطها دبلوماسية النظام بتجاوز الأسوأ في أزمة العلاقة المتفجرة بين النظام والشعب بحيث ذهب إلى آخر الطريق في التعامل مع الحركة الشعبية السلمية محاولاً إخمادها في مهدها وإذلالها وكسر الروح البشرية لدى المواطن ، مراهناً على سياسات التأجيل والتلكؤ إلى أن وصلت الأمور إلى حافة الهاوية التى إذا إنزلقت تكون المسألة دخلت في فقدان الدولة ليس فقط النظام وهنا لم نقصد بالدولة التى يحكمها القانون بل تلك الدولة التى ما قبل الإستباحة .
بالرغم من قساوة النظام التاريخية والتى عبرت عنها أجهزته منذ بداية الثورة الشعبية بالوحشية المفرطة مع الطفل ( الخطيب ) مما أسرع في تشكيل غمامة سوداء في سماء سوريا الممطرة دماءاً لتتعاظم صلابة شعبها الأخلاقيةُ بحيث أوقعت الهزيمة بخطابات الساسة ومخطاطاتهم وكشفت هشاشة سرديتهم ، فلم يعد الإستطاعة بالتلاعب على أوتار القومية بأن ملايين المتظاهرين في المدن والقرى الذين يتظاهرون أمام المراقبيين العرب متحديين رصاصات قاتليهم بشكل سلمي مطالبين بإسقاط من يستمر بظلمهم بلا إنقطاع ولا رحمة مسقطين جميع الإدعاءات التى تتهمهم بأنهم صور مركبة من إعلاميين إمتازوا بالخديعة أو أنهم ينتمون إلى قوى خارجية مندسة .
في الحقيقة والتى يصعب على الآخر تقبلها ، صبر الشعب على أدوات قامعيه بحيث يكظم الغيظ لدرجة تفقد الصواب ، إلا أن وبالرغم من إفلاس الجامعة العربية كالعادة والتى تشكو دائماً من عجزها في حل أي قضية تتعلق بأي دولة كاملة العضوية حتى لو كانت تلك المشكلة إقتصادية أو لعوامل طبيعية ، تأتي طهارة الثورة ببرائتها كي تؤكد بعد عذابات من القهر المتواصل والدفع المستمر إلى الجحيم بأن لا يوجد في أجندتها أي نوع من أنواع التدويل لأنها تدرك لما حصل في العراق من تدخل أدى إلى إبادة كل ما هو حي إرتبط بالإنسان المعاصر أو التاريخ مما أفقد العراق الحد الأدنى لشروط الآلتئام الوطني وأظهرَ مدى فظاعة التدويل حتى لو تباينت أساليبه المتعددة فالعراق ليس ليبيا بالتأكيد لكن تونس ومصر تختلفين عن ليبيا لقدرة شعبيهما على إطاحة أنظمتهما دون الإعتماد على الخارج الذي يرى بمنظار الإستراتيجي تمرير يصل إلى تعميق المفاهيم في المجتمعات الآخرى مستغلاً تحالف الديكتاتورين مع رغبة الإستعمار عن بعد في تجزئة المجزء لتجد أن الجماهير السورية قد تفوقت من الناحية الوطنية على قيادة النظام بوعيها المتماسك متحررةً من أشكال الضغوط التى تؤدي إلى إضطرابات في محاكاة الواقع متخلصةً من ثغرات التاريخ وإنزلاقات الحاضر رافضين جميع الحلول الآنية في مداوات الأزمة اللعينة التى ترغب بعض الوسطاء معالجتها من خلال المضادات الحيوية دون جذور المشكلة .
الحكم في سوريا بات خارج التاريخ ، واللحظة بحاجة إلى إستحضار الضمير لو لمرة واحدة في هذه الحياة قبل الممات والإبتعاد كل البعد عن المراهقين الفكريين الذين تمكنوا من بناء جدار حول ضحيتهم ، ولكي لا يتكرر سيناريوهات التدويل ويضيع ما تبقى من قشور لمعالم الدولة التى تمثلة في الفترة الأخيرة في حياة السوريين بالحرجة ، هناك الكثير وراء المشهد المختصر في عقول البعض فمساحات التجميل والجراحة تبدو أمام مبتورين البصر والبصيرة بأنها رمال غير متحركة وهادئة لأن من لا يقرأ التراب بأصابع قدميه الحافيتين سيبقى بعيداً عنها ، لا يوجد فينا من يرغب للسيف أن يسبق العدل وينوب الغرب عن الشعب بإنتزاع حريته من غاصبها بل كل ما يحتاجه الأمر إعتراف يؤدي إلى تنازل يحمي جغرافية الوحدة الوطنية من إنزلاقات في متاهات الفتنة ، ولكي يُؤسس لاحقاً دولة ديمقراطية تعيش بها الأقلية قبل الأكثرية بالعزة والكرامة لأن كرامة الإنسان من كرامة الوطن ولا كرامة لوطن إلا بكرامة الإنسان .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إستحضار الضمير قبل الممات