أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الثورة السورية على مفترق الحرب الأهلية أو الحل التفاوضي














المزيد.....

الثورة السورية على مفترق الحرب الأهلية أو الحل التفاوضي


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصلت الأزمة السورية إلى مفترق طرق يفضي، برأيي، لاتجاهين:
الاتجاه الأول هو الحرب الأهلية، وقد وصل حد التسلح إلى درجة فرضت نفسها في الأماكن الساخنة، والتي أصبحت خارج سيطرة القوى الرسمية عملياً، وما الجيش الحر في الواقع سوى مجموعات المسلحين المدعمة بالعناصر المنشقة عن الجيش، والتي رفضت قمع التظاهرات السلمية. لا تمتلك هذه المجموعات المسلحة قيادة مركزية، وستتحكم بها مصادر التمويل والتسليح في نهاية المطاف. أما ما يصدر عن العقيد الأسعد في تركيا فليس سوى بالونات دعائية لا أكثر ولا أقل، وهو لا يسيطر حتى على 10% من الجيش الحر الذي يتحدث باسمه، كما تسرب من معلومات عنه شخصياً.
الغريب في الأمر أن معظم السياسيين المعارضين يعرفون هذه الحقائق ولكنهم يمتنعون عن الحديث عنها في الإعلام من أجل ألا يغضبوا الثوار على الأرض، ويتحدثون عن عدم تساوي الفعل ورد الفعل، وهذا صحيح؛ بيد أن الممارسات الطائفية هي ممارسات طائفية، والتهجير هو تهجير، وبداية الرقص حنجلة! وهذه الممارسات تلحق بالثورة أفدح الأضرار، وتجعل الزعران وقطاع الطرق يستغلون ضعف الوضع الأمني للظهور في واجهة الأحداث، وتبعد المترددين أصلا عن المشاركة في نشاطات الثورة.. ومع ذلك لابد من التنويه بالدور الذي قام به هذا السلاح في حماية التظاهرات السلمية والحد من استباحة الأحياء المنتفضة، ويا حبذا لو يبقى دوره في هذه الحدود.
زرع النظام بذور الطائفية فوجد من يتجه للقائه في منتصف الطريق. وزرع بذور العنف، واخترع العصابات المسلحة.. فصارت حقيقة، واحترقت أصابعه. وها هو الآن يسمح للكثير من وسائل الإعلام بالدخول إلى سوريا.. ويسمح بدخول مراقبي الجامعة العربية، ليروا ما يريدهم أن يروه، ولكنهم سيرون أيضاً ما لا يريدهم أن يروه.
لن تكون الحرب الأهلية في سورية قصيرة كما يعتقد السُذَّج، وقد لا تقتصر على الداخل السوري، هذا علاوة على تكلفتها الباهظة، وربما ستعمل على إجهاض عملية التحول الديمقراطي برمتها. وإن تقاعس الغرب وتردده في مساعدة الشعب السوري لن يبدو مستغرباً إذا ما تذكرنا مصلحة العدو الإسرائيلي في بقاء الوضع السوري مستقراً لدرجة تضمن بقاء حدوده الشمالية آمنة كما كانت مصانة في عهدة نظام الممانعة والمقاومة. ويمكن القول أن الموقف الغربي في قضية التدخل لحماية المدنيين يتلطَّى خلف الموقف الروسي، مثلما يتلطَّى الموقف الروسي وراء الجامعة العربية!

والاتجاه الثاني هو الحل السياسي السلمي الذي قد يبدأ بالتفاوض مع روسيا لإعطائها ضمانات فيما يتعلق بمصالحها في سوريا بعد أن تعرض كبرياؤها في ليبيا للإهانة، عندما تحول قرار حماية المدنيين إلى تدخل عسكري مباشر في هذا البلد. ولا ننسى أيضاً أن مصالح روسيا في سوريا ليست قليلة، وهي تتعلق بوجود آلاف الخريجين الجامعيين وخريجي الدراسات العليا، بما فيهم ضباط واختصاصيين عسكريين، علاوة على تسليح الجيش ضمن المدى المنظور. كما أن ما يقال عن بناء قاعدة بحرية في طرطوس لتموين الأسطول الروسي في البحر المتوسط يساهم في تفسير التعنت الروسي بخصوص الأزمة السورية.
التفاهم الأولي مع روسيا من قبل المعارضة السورية، وبالذات المجلس الوطني، سيفتح الطريق لاستصدار قرار من مجلس الأمن يضع معالم خطة طريق لمفاوضات جدية بين المعارضة السورية والنظام عبر ترتيبات عملية من المبكر الحديث عن تفاصيلها، وتهدف للانتقال بسوريا من الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطية... والغرب يريد هذا الطريق على ما نعلم. كما أن ملامح الإنهاك التي تبدو على منظومة النظام القمعية ستتفاقم، ويكون لها مفاعيلها في إجبار النظام للجلوس على طاولة المفاوضات.
وفي هذا الإطار من الضروري استمرار المراقبين العرب في هذه الفترة بالقيام بمهامهم وتعزيزها ليستطيعوا الانتشار على مساحات أوسع والوصول إلى المعطيات الدقيقة، في محاولة للكشف عن الواقع المعقد والمآسي التي تعرض لها المناطق الثائرة خلال عشرة أشهر خلت.
وعلى المجلس الوطني السوري أن يكون على مستوى الحدث التاريخي الكبير، وقيادة الثورة السورية، بالتنسيق مع أطراف المعارضة الأخرى، وبدعم أممي مباشر للبدء بتطبيق الخطة الانتقالية، حيث لن يبقى للنظام بعد روسيا سوى الحليف الإيراني وتابعه حزب الله، واللذان سيجدان نفسيهما في وضع يصعب فيه الاستمرار في دعم نظام لا مستقبل له. وستبقى التظاهرات السلمية التي ستتوسع على امتداد الوطن هي الدافع والداعم الرئيسين للوصول إلى الحرية والديمقراطية. هل يستطيع المجلس الوطني السوري التصدي لهذه المهمة؟ هذا مرهون باستكمال بناء مؤسساته ورسم سياساته بوضوح لإقناع الداخل قبل الخارج، والتعاون مع كل أطياف المعارضة.
لم تقم الثورة السورية لتكون مشروع حرب أهلية، إنها ثورة الحرية والكرامة واستعادة الحقوق والوصول إلى الديمقراطية، وإن أي ردود أفعال طائفية هي طعنة للثورة في الظهر. وعلى السياسيين الوطنيين، الارتقاء إلى مستوى تضحيات الثوار، والعمل على المحافظة على أهداف الثورة بالوسائل السلمية لتصل إلى هدفها بأقل التضحيات.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية تتعثَّر بين متغيرات الداخل والخارج
- إعادة صياغة مفهوم اليسار في ضوء ما يجري في منطقتنا
- ليبيا: البلاد التي تخلصت من كابوس
- هل يولد التمثيل السياسي في سوريا قبل فوات الأوان؟
- هل تحافظ الثورة السورية على سلميتها؟
- جنون الحل الأمني لن يقهر إرادة التغيير في سوريا
- حين عايشت ولادة سوريا الجديدة على الأرض
- الدم السوري يسيل ..وسوريا تستغيث!
- الأنظمة الشمولية... تعددت الأسباب والموت واحد
- الشعب الليبي يحطم قيوده
- التغيير كعلاج نفسي للشعوب العربية
- في هذه الظروف العصيبة!
- ألسنا جميعاً نحب سوريا!
- فجر الحرية الجديد
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الثورة السورية على مفترق الحرب الأهلية أو الحل التفاوضي