أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف العربي ومخاضات التحول














المزيد.....

المثقف العربي ومخاضات التحول


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف العالم العربي.الكثير من المخاضات السياسية,التي صارت تعرف بالربيع العربي,وهي أحداث من الصعب تفسيرها اعتمادا على عامل واحد,أو ترجيح أحدها على باقي العوامل الأخرى,لكن من المؤكد أنها بداية للإنخراط في التاريخ,وتخلص للدات العربية من تراث الإنتظار والخوف من الإنخراط الفاعل في الحركية الكونية للبشرية,التي اعتقد أنها أجهدت بالتحولات الكبرى التي عرفتها أروبا,وكأنها الممثل الوحيد لصيرورة العالم,والمتحكمة الوحيدة في رسم صورته الأحادية,بل إن مثقفيها بفكر ما بعد الحداثة,أعلنت موت الإنسان ونهاية التاريخ,وانخرط الكثير من المثقفين العرب في تأبين الحركية التاريخية,مهووسين بموضة التحليل الأروبي,تلك التي انطلقت من فلسفة النهايات,والطريق المسدود,المدشنة ببدايات جديدة,الغاية منها,الحسم مع أية محاولة لخلق نمودج آخر في التنمية والنهضة مختلف عن التاريخ الأروبي وبداياته التي توجت بتحرير الإنسان والتنوير الثقافي والحداثة وحتى ما بعدها,أي موت الفعالية البشرية,وضرورة التكيف من النظم المعاصرة,التي لايمكن إلا تعديلها أو تلطيف عنفها الرمزي المؤسساتي العام,تجنبا لانكسارت البنى التي ينبغي الحفاظ عليها صونا لكرامة الإنسان وحماية له من التيه والضياع الحضاري,مع التحولات التي عرفتها بعض الدول العربية,ثبت العكس,أي أن الإنسان لازال فاعلا,وأن دورة الحياة المجددة لم تنهكها الأحداث والثورات النهضوية الأروبية,وأن هناك عالما آخر في طريقه للتشكل,وبناء رؤية مغايرة لرهانات البشر الطامح للتحرر من عنف السلطة القديمة بكل أبعادها,السياسية والثقافية وحتى الحضارية,وأزعم أن الغرب نفسه لن ينجو من هدا التحول الدي يعرفه العالم العربي,فهو نفسه في حاجة لتجديد فهمه للديمقراطية وحتى الحداثة نفسها,التي اعتبر نفسه تجاوزها,وهو يبحث عن صيغة جديدة لها,محتكرا فهمه القديم لها القائم على العقلانية والعلمانية والديمقراطية والعلمية والتقنية,وهو مطالب في مثل هده الحالة بمراجعة قناعاته التي مفادها نهاية التاريخ,وانغلاق الأنساق المعرفية التي كونها وأراد احتكار معول تهديمها لبناء حداثة جديدة هو وحده المؤهل للبحث عنها وتسويقها للعالم,ثقافيا واقتصاديا وحتى سياسيا,وهنا ينطرح السؤال المحرج للفكر العربي,وهو إدا كان الغرب بتحولاته التي فرض بها صورة جديدة للعالم كما ينبغي ان يكون,قد دعم رؤيته هاته بمشروع ثقافي وحضاري,فما هو المشروع العربي المستند إليه في التحولات التي يعرفها عالمنا؟
من المؤكد أن المشاريع الثقافية تحتاج إلى وقت,وإلى جهد كبيرين,يلعب فيه المثقفون دورا مهما,فالمثقف يستبق الواقع عندما ينسج مفاهيم التغيير الحضاري العميق للوجود الإنساني,ويلتقط مؤشرات التحول,حالما بانطلاق التحول من مجتمعه,وانسيابه في اتجاه المجتمعات الأخرى,كما حدث دائما في التاريخ الإنساني,وقد ينفلت منه ومن نسقه التطور العام ليفرض وتيرة أكثر سرعة مما تصوره,أو تنتهي التغيرات إلى نقيض ما خمن,وهي أحداث تقع,دون أن تنال من عزيمة المثقف,فهو يلاحق الأحداث محاولا إعادة تفسيرها والتحكم العقلي فيها,دون أدنى شعور بالخجل أوخوف من أن يخطئ التقدير,فتلك مهمته,لايقبل التخلي عنها ولا ينساق مع عواطفه وكبريائه أو وهمه في تملك الحقيقة التاريخية,التي يدرك أن لها القدرة على تجاوزه كما تجاوزته من قبل وتجاوزت غيره حتى من الفلاسفة وكبار العالم فكرا,لأنه ليس كاهنا أو عالم غيب أو صاحب رؤية أو نبوءة,إنه رجل فكر ومنتج مشروع,غايته رسم الآتي أو الإنخراط فيه حضاريا وثقافيا بعيدا عن الهالات السياسية التبشيرية التي تجرف المثقفين أحيانا عن مشاريعهم الحقيقية فيتحولون إلى منجمين يلهون مع أحداث لايدركون أنها مجرد فقاعات سرعان ما تتحول إلى بالونات اختبار حرارية,غايتها إخراج المضمر من النوايا والخقايا المخوف منها والمراد الكشف عنها لتسهل السيطرة عليها والتحكم في مسارها,الدي لن يكون إلا توجيه خيط دخان في اتجاه سحابة لتمطر أو تختفي عن الأنظار مؤقتا ,المثقف العربي,يشعر بالريبة حوله,والسبب هو خوفه من سوء الفهم,لايريد أن يتهم بالتسرع,ويفضل أن يخطئ في التقدير ولا يغامر بمشروع يعرضه للسخرية في زمنه المفتقد للكثير من الجدية الفكرية والصرامة الأخلاقية,ويبدو أن الأحداث التي يعيشها العالم العربي فاجأته أكثر من غيره من مثقفي العالم الحر,لأنه أو لنقل بدون تعميم أن أغلب المثقفين العرب,كانوا أكثر وثوثقا في فكر النهايات وموت الإنسان من المثقفين الأروبيين الدين أبدعوا هده المفاهيم,وعندما تهتز القناعة الأولى,فمن الصعب أن يغامر المثقف العربي ببناء قناعة أخرى,يخاف عليها من التفنيد مرة أخرى,مما يعرضه للحرج,ويفرض عليه الكثير من التريث والإنتظار.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلانية والمثقف العربي
- علمانية حضارتين
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف العربي ومخاضات التحول