أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً














المزيد.....

الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تقم الثورات العربية على أسس التنوير واحكام العقل الغربية ولم يظهر جان جاك روسو صارخاً، أو يتصدى فولتير لصناعة العقل، وحتى البائع الذي حرق نفسه احتجاجاً واعتبر المؤسس كان يعبرُ عن وعي لا عقلاني فكيف تصاعدت الثورات لتكون عمليات تجديد ديمقراطية في الأسس العميقة للمجتمعات؟
لقد ظهرت فترة تنوير سابقة منذ القرن التاسع عشر، لكنها منقطعة عن الملايين الأمية، وكانت البدايات الحقيقية لنمو الشعوب العربية نحو التحديث، وجاءت الفترة الاشتراكية الشمولية، وقطعت التطور الديمقراطي السياسي من جهة وأسست القطاعات العامة من جهة أخرى، ثم عدنا عبر الثورات الأخيرة إلى نقطة البداية الليبرالية في لحظة مركبة.
أساسُ دورِ الأديان النهضوي اعتمد على التوحيد، أي توحيد المجموعات المدنية والرعوية والريفية، سواءً أكان ذلك في شكل تجريدي رمزي يمثل معاناتها على هيئةِ صليب، أم بالدعوة القرآنية القوية بالتوحيد بين القبائل والعرب عموماً.
وقد اعتمدت المجموعاتُ الدينيةُ والتحديثيةُ في زمن الشموليات على التباين الشاسع ورفض التقارب.
القوى التحديثية طرحت إزالة الماضي الديني ورأس المال، فيما طرح الدينيون الحكم الديني الشمولي.
في المخاض المؤدي للتحولات راحت الجماعات تتقارب، في تونس شكلت البورقيبية حضناً لاشتراكية ديمقراطية واعدة، وبعض اليسار قارب اقتصاد السوق، وبعض الدينيين قارب الحداثة والديمقراطية.
توحد الشعبُ التونسي على أساس الحداثة، ظهرت مصالح مشتركة بين التحديثيين العلمانيين والإسلاميين، وهذا كان بين نخب ولم يصبح تيارات جماهيرية إلا في خضم التحول وتجاوز نظام بن علي السياسي.
قبول الطرفين المتضادين التحديثيين والإسلاميين لمقاربة مشتركة أسّس التحولَ الديمقراطي وقبول كل منهما بنتائج الانتخابات وبقاء الدولة الحديثة وتراثها الديمقراطي جامعاً للفرقاء المختلفين.
وحين حدثت مفاجأة الانتخابات وفاز حزب النهضة بقيت جوانب مشتركة وتم تأكيد تقاسم السلطة وبقاء المؤسسات التحديثية والثقافة الديمقراطية التي تكونت من قبل، وغدت المؤسسةُ العسكرية ضامنةً للدولة والديمقراطية.
جوانب التوحيد بين العلمانيين المقاربين للجذور الإسلامية وبين الدينيين المقاربين للحداثة العلمانية لم تكن بين بضعة أفراد من النخبة بل كانت تتوغل في الجماعات والأحزاب والجمهور العادي، بحيث أحس كل هؤلاء بأن الحداثة والديمقراطية ليستا سحقاً للدين، ولا أن الدين رافض للتحديث، وأن ثمة مقاربة مشتركة يجب تأسيسها في الحياة السياسية التي هي أساس الفرقة والنزاع.
ولهذا جاءتْ العملياتُ السياسيةُ تعبيراً عن تلك الوحدة الفكرية العميقة التي تغلغلتْ في النخب عبر عقود وتجسدت في الحياة اليومية عبر اشتغال النساء في كل مكان، وعبر تغلغل القيم الأخلاقية الإسلامية وسط الشعب بقوة.
في مصر كان الأمر مختلفاً فلم يظهر نظامٌ تحديثي على طريقة بورقيبة، كان الحكامُ يستغلون الدين بشكل سياسي حاد، ولم يؤسسوا دولة مدنية عبر تقوية عيش الشعب خاصة الفلاحين الذين انهارت قراهم ولم يتحول الإصلاح الزراعي المحدود والمتراجع عنه كذلك إلى تماسك للتربة الاجتماعية فنزح الريفيون إلى المدن بأفكارهم المحافظة وفهمهم المحدود الشكلاني للإسلام.
لم تحصل النزعتان الديمقراطية التحديثية العلمانية والرؤية الإسلامية الديمقراطية على حاضنة اجتماعية مشتركة، بل تحاربتا في التوجهات الحكومية والسياسية الأهلية، وقد وجدنا بذوراً للتوحد في بعض القوى الشبابية التي توجهت للمعركة الحقيقية وهي إنشاء دولة تتوجه للديمقراطية والتغييرات الاقتصادية المفيدة للناس، بدلاً من الصراعات الفكرية.
كان هؤلاء الشباب يمثلون التقارب الذي نشأ بين أبناء البرجوازية والعمال، بين أبناء الفئات الوسطى غير المتعصبة لليمين أو اليسار، بين أبناء المسلمين والمسيحيين، وبفضل توحيديتهم ظهرت ثورة 25 يناير.
ولم تترك الأجيالُ القديمةُ من الدولة والتنظيمات السياسية الأهلية هؤلاء الشبابَ يواصلون عملهم الفكري السياسي التوحيدي، بل خطفوا النصرَ منهم، كما أن هؤلاء الشباب شكلوا تنظيمات عدة ظهرت في فوضى التحول، وبالتالي كان التحضير لديهم لعملية توحيد الشعب أو الجماعات الطليعية فيه قصيراً وامضاً وجرى خاصة في زمن الأحداث الثورية!
رفض الجيش أن يتولى رئيس المحكمة العليا إدارة البلد بعد سقوط الرئيس السابق كما ينص الدستور وكما حدث في تونس حيث لم يدر البلد عسكري، وراح يعيد السيطرة على مقابض السلطة يشرك فيها السياسيين المقربين له، فتم تضييع شهور عديدة في الصراعات الجانبية وتفجير الخلافات!
وفي الأساس لم تتقارب التيارات الديمقراطية العلمانية والدينية في تيار ديمقراطي وطني واسع يؤسسُ سلطةً مشتركة ويبعدُ الجيش!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً