أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - قلب الفقير وقلب الغني














المزيد.....

قلب الفقير وقلب الغني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 16:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلما كان الإنسان فقيرا جدا وبسيطا جداً في مصادر رزقه وكسبه وفي مركزه الوظيفي والاجتماعي المدني كلما كان قلبه كبيرا جدا ومحبا جدا جداً للناس من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومتواضعاً جدا جدا أمام الله وخلقْ اللهْ, لأنه أصلا في حاجة إلى الناس ولا يستطيع الاستغناء عنهم ويكون أيضا باحثا عن المواضيع التي تُذلل له الصعوبات وتُقوي روابط الأسرة والعائلة والتكافل الاجتماعي لذلك صدق القائل بأن(الثراء يغير العادات والتقاليد والمناخ يغير الطبائع والكُتب تغير العقائد),وحين يكون الإنسان فقيراً جدا تكون مع هذه الحالة حالة أخرى ساذجة ترافقه أينما ذهب وهي أن كل الناس أصحابه ورفقاءه على مبدأ أغنية(حبيبي على نياته كل البنات إخواته) ومن السهل جدا أن تنال أنتَ رضا الفقير ومن السهل أن يكون صديقا وفياً لك ولي وللغني على حسب المصلحة وحتى لعابري السبيل,وقلب الفقير حساس جدا وعيونه فيها حساسية للدموع كبيرة جدا لدرجة البكاء والتأثر بأوجاع الناس لأنه أصلا موجع القلب مما يراه ومما يتعرض إليه بعكس الغني الذي من النادر أن تجد غنيا بقلب حساس ودموع حساسة للبكاء أكثر من حساسية العين للضوء ويمدُ الفقير إلى الناس يد المساعدة في أي شيء يقدر عليه ما عدى المال ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه ...أما الإنسان الغني جدا من الصعب أن تستفزه نداءات الناس التي تطلب المساعدة بعكس الفقير الذي يفتزه أي صوت طالبا للنجدة,والشخص الغني في موارده من الصعب أن تكون كل الناس (إخواته) ومن الصعب جدا أن تثق الشخصية الغنية بأي إنسان ولا حتى للذي يقف على الباب ليلا ونهارا طارقاً له طالبا الصداقة والمحبة,والإنسان الغني جدا في مصادر رزقه تجد صديقه وحبيبه (الدولار)أو الدينار أي العملة المحلية التي يتعامل بها وبعبارة أبسط جيبته هي أخوه وصاحبه وصديقه وقريبه وحبيبه بعكس الفقير الذي لا يرى(قرشه) صاحبه وصديقه وحبيبه إلا إذا أصبح غنيا فجأة ليقتنع فجأة بأن صاحبه وحبيبه وصديقه وأخوه هي جيبته ولكن للأسف يعرف هذه الحقيقة بعد فوات الأوان, فالثراء الفاحش يجعل قلب الإنسان صغيرا جدا بحجم حبة العدس والفقر الفاحش يجعل قلب الإنسان كبيرا جدا أكبر من كل الدنيا ويتسع للكون كله بأكمله ويشعر بأن لديه حنينا وحباً للناس أسطوري وخرافي في حجمه.


وبما أن الناس تبتعد عن الفقير جدا نجد الفقير في المنصب والجاه والسلطان كلما ابتعد عنه الناسُ كلما اقترب منهم أكثر محاولا الاقتراب وتجديد أواصر القربى والمحبة بينه وبين الناس بهدف المنفعة منهم لأنه بدون مساعدة الآخرين له يموت كما تموت الحيوانات الضعيفة في مجتمع الغاب, والإنسان المحدود الموارد والإمكانيات لا يستطيع الاستغناء عن الناس ولا عن عطفهم وإحسانهم إليه,وكلما كان الإنسان في مركزٍ اجتماعي وإعلامي وماليٍ مرموق جدا وغني ماديا إلى حد الترف كلما كان قلبه صغيرا جدا ولا يتسع لكل الناس إلا إلى شخص أو شخصين, لذلك تجدون أصحاب المراكز العليا من الناس منغلقين على أنفسهم وعلاقتهم في الناس ضعيفة جدا وليس لهم أصحاب كثر إلا قلة نادرة يصطفونهم اصطفاءً من عمق سبعة أبحر(جويت سبع ابحور) ويختارونهم اختيارا وفق أحدث نظريات الانتقاء والاختيار, وهذه العلاقة كلها اختيارية وغير عشوائية مثله مثل النحل الذي لا يقع إلا على الزهور ذات العبق والرائحة الطيبة بعكس الفقير في المنصب والجاه والسلطان الذي يشبه الذُباب بحيث يهبُ ويدب على كل شيء حتى على الزبالة ,وتكون علاقته_أي الإنسان الفقير- بالناس غير اختيارية ويهب ويدب على كل الناس من كل الأجناس ومن كل الأصناف ,وبهذا تكون علاقة الأغنياء في الجاه والمال والسلطان بالناس وبالعالم الذي من حولهم محدودة جدا وقلبهم لا يتسع إلا إلى أصدقاء معدودين على عدد أصابع اليد ومن الصعوبة أن يقبل الأغنياء أصدقاء جددا في زمرتهم التي تشبه زمرة الملوك والأسود ويكون من الصعب جدا اختراق طبقة الأغنياء اختراقا ً أمنياً واجتماعياً بعكس الفقراء الذين يفتحون بيوتهم حتى لعابري السبيل, وتكون الشخصية الفقيرة شخصية متواضعة جدا وبسيطة جدا من السهل اختراقها ومن السهل أن تنشأ معها علاقة اجتماعية أو حتى علاقة تجارية على حسب المهنة أو حتى علاقة جنسية,ومن السهل أن تنجذب إلى أي مجموعة أو إلى أي دائرة اجتماعية على مبدأ(كل الناس خير وبركه) فالأغنياء هنا يعلمونا درسا بأن الناس ليسوا جميعهم خيرا وبركة بل هم سم قاتل ولا يأتون إلا إلى منفعة شخصية وبهذا ولاء الفقراء إلى بعضهم البعض قويٌ جدا أما ولاؤهم إلى الأغنياء يكون محدودا جدا على حسب ما تقتضيه طبيعة المنفعة, وعلاقة الأغنياء ومجتمع(الهاي هاي هاي) مع الناس أو بالناس محدودة جدا وضيقة جدا ومن الصعب أن يقبلوا في شريحتهم أي عضو جديد وكأنهم منتمون إلى حزب سياسي سري وممنوع فيجتمعون سرا ويتفرق اجتماعهم سرا,وهذه العلاقة تشبه إلى حدٍ قريب علاقة المرأة المتعجرفة أو العروس المتعجرفة التي يرتفع شأنها الإعلامي بحيث تأخذ علاقتها بالناس وخصوصا بمجتمع الرجال ضعيفة جدا ويصبح قلب المرأة ذات الشأن الاجتماعي المرموق صغير الحجم لا يتسع إلا إلى القلة النادرة من الناس ولا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب وحين يأتيها عاشق وهي فقيرة تقول:أين هو ذاكَ العاشق؟؟؟,وإذا جاءها وهي فقيرة فورا تقول:مين هذا العاشق!!علما أنها وهي ضعيفة السلطان يكون قلبها كبيرا جدا ومحبا للناس جدا وعلاقتها غير محددة تغازل الكل وتتجاذب في أطراف الكلام مع كل صنف ومع كل لون, وكذلك الرجل كلما زاد سلطانه كلما ضعف وصغر حجم القلب عنده ولا يتسع إلا إلى القلة النادرة من الناس.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة غير الجميلة
- آه منك يا زمن
- الشيخ المرابي
- غريب في وطنه
- المرايا
- الكاتب المطبوع
- شخصيتي ككاتب
- أمهلنا يا موت
- قصة امرأة اسمها ساره على موقع وفاء سلطان
- هذا أقصى ما أملك
- الكهرباء والبترول والدولاب والماء
- فلسفة الدورة الشهرية
- من هم أصدقائي؟
- المرأة بين التلحين والغناء
- الله أكبر امرأة!!
- ذكريات رجل محطم
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - قلب الفقير وقلب الغني