أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد قانصو - أنتَ طالق !..














المزيد.....

أنتَ طالق !..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 16:52
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


.. الزواج علقة روحيّة بين زوجين, وتعاقد إنسانيّ محكوم بالمودّة والرحمة والسكنى, وشراكة في الحقوق والواجبات التي تفرضها طبيعة الحياة الثنائيّة بينهما, وهو كما أرادته الفطرة السليمة وأكّدته الشرائع والأديان استجابة نظيفة لنداءات الجبلّة في إطارها الغرائزي, وحاضناً قويماً لاستمرار النّوع البشريّ على وجه البسيطة.
ولا شكّ أنّ استمراريّة العقد الزوجيّ مرهونة بثبات القيم والمبادئ الفضلى التي بني على أساسها, فمتى انهارت هذه الأسس في بعديها المعنويّ والماديّ اهتزّت المؤسسة الزوجيّة وتزلزلت وآلت إلى الانهيار .
فالطلاق إذن هو النهايّة الطبيعيّة لحياة زوجيّة فاشلة, بغضّ النظر عن أسباب الفشل ومسبّباته, وهو تنظيم لفضّ الارتباط الزوجيّ, وتحديد الآثار المترتّبة على هذا الافتراق في الجانب الإجرائيّ والحقوقيّ, وفيما يتعلق بشؤون الأسرة بعد التفكّك والتفرّق ..
ورغم الصورة البغيضة للطلاق إلّا أنّه يبقى حلّاً أخيراً حينما تنعدم الحلول الأخرى, ويبقى حقّاً مشتركاً لكلٍّ من الزّوج والزّوجة عندما تنعدم أمامهما كلّ الحلول البديلة, وتستحيل إمكانيّة الاستمرار في حياة مفرغة من أيّ روح ومعنى ..
إلّا أنّ اشكالية كبيرة تبرز وذلك حين يعمد من بيده عصمة الطلاق - أي الرجل - كما أقرّته الشريعة الإسلامية إلى التعنّت واستبقاء المرأة في عهدته الزوجيّة لا إبقاء لها وحرصاً عليها, وإنّما تضييقاً عليها وتنكيلاً بها, مع ما يصاحب ذلك من تملّص من الواجبات المترتّبة عليه اتجاهها, وتركها كالمعلقة لشانها.
من هنا فإنّ مراجعة بسيطة في فقه الزّواج والطلاق على ضوء ما جاءت به شريعة الإسلام تقودنا إلى حقائق مهمة خافية علينا لقلّة اطلاعنا وجهلنا, أو مخفيّة عنّا لأسباب واعتبارات تفرضها طبيعة التربية الاجتماعية القائمة على الذكوريّة, واعتبار الرجل - لذاته - حاكماً مطلقاً ومالكاً لرقاب النّساء ملك الأسياد للرقيق.
ومن جملة ما يكشفه التّتبع للفقه الإسلامي في دائرة الزوجيّة أنّ العقد شريعة المتعاقدين وأنّه بإمكان المرأة كما الرجل أن تشترط ما تراه مناسباً وموافقاً لطبيعة الحياة الزوجية الآمنّة والمستدامة, بحيث تصبح هذه الشروط أسساً دخيلة في بناء الكيان الزوجيّ, والتي يؤدي الإخلال بها الى تضعضعه وانهياره .
كذلك فإنّ المرأة تستطيع بموجب ما قرّرته الشريعة الإسلاميّة أن تكون وكيلةً عن زوجها في طلاق نفسها إذا اشترطت عليه ذلك في العقد وتمّ التوافق بينهما على ذلك, وهذا من يطلق عليه البعض جعل العصمة في يد المرأة على نحو التوكيل .
وربما يستهجن البعض هذا الأمر ممن لم يكن معروفاً ومعهوداً لديهم من قبل, ولا غرابة في ذلك خصوصاً عندما نعرف أنّ الإسلام انطلق في تشريعاته وأحكامه من مبدأ العدالة ورفع الظلم, مساوياً بذلك بين الرجل والمرأة, ضامناً لكليهما حقوقه المفترضة .
ولعلّه من الواجب في هذا الزمان الحافل بالظلم والتعديّ تحرير الفتوى من سطوة العوام عليها, وتبيان ما جاء به الشرع الحنيف من أحكام عادلة منصفة, غير مبالين بغوغائيّة هنا وانفعاليّة هناك .
وأعتقد ونتيجة لكثير من المشاهدات والوقائع المحسوسة, والتي نعاين فيها فئة كبيرة من النساء المتروكات لمصير مجهول, واللواتي ينتظرن حكم القدر بهن, أنّه من اللّازم المباشرة بحملة توعية حقوقيّة تحفظ للرجل مكانته واحترامه وحقوقه, وتمنح للمرأة حقوقها وما لها من ضمانات تشعرها بالأمان في مستقبل الأّيّام .


بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنّ البريء!..
- في بيتنا إنترنت ..
- نبيل ..
- لقاء الخميس ..
- أبو كريم ..
- الإسلام السياسيّ في قفص الاتهام!.
- الشخصانية
- الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار
- المدائن ..
- دويلة الحشيشة في لبنان!..
- المرأة في الميدان.. آيات القرمزي نموذجا..
- طهاة الحصى ..
- الاعتراف ..
- خطايا ..
- مشوّهون ..
- نحو عدالة اجتماعية ..
- لبنان خارج المكان والزمان ..
- دمعتان ووردة ..
- البحرين أولاً ..
- لا تراجع .. إلى الأمام .. ثورة !!..


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد قانصو - أنتَ طالق !..