أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - 2011سنة البوعزيزي_5















المزيد.....


2011سنة البوعزيزي_5


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


27نيسان ....
أتعلم التفكير الايجابي, وأشعر بالدعة والهدوء على الرغم من تصاعد حدة التوتر في اللاذقية وجبلة, واتحاشى الدخول في جدالات حول تسمية ما يجري مؤامرة ام ثورة.... أتذكر التجربة العراقية( احتلال أم تحرير)_ لا تتعجل يا حسين وأخاطب نفسي كصديق.
*
انتصف النهار في بيت ياشوط, واكمل قراءة كتاب الخوف, تستوقفني بشدة عبارة:
(الأطفال هم أساتذة التلاعب)
أعيد التفكير في العبارة, أقلبها على أكثر من وجه.
الحاجة والرغبة محرك اساس لسلوكيات الأطفال. الواقع العيني المباشر هو الواقع الشامل بنظر الطفل. أما القيم والأهداف البعيدة! الأطفال......يحطمون ألعابهم النادرة ويبكونها.
*
(من الهام ان نتعلم تقنيات تجعلنا نحصل على وضع تكسب فيه جميع الأطراف المعنية)
أقتطع العبارة من الكتاب وأردد: كيف تتحول الحرب إلى لعبة ويخرج منها الجميع ضاحكين....
"نحن نخلق كل الأسباب التي تولد ما يدور في عقولنا من مشاعر وأفكار" عبارة أخرى من الكتاب
.
.
يتقدم النهار في بيت ياشوط, الربيع, يوم جديد يصل إلى حياتي, يوم لي
وعبارة جديدة تكاد لا تصدق" أفضل نصر هو النصر الذي يربح فيه الجميع"
دخلت العبارة إلى عظامي... كل منا, وفي مجمل حياتنا, يتكلم بأفضل ما لديه ويفعل ذلك أيضا....بالطريقة التي يعرفها.
*
يوم جديد 28 نيسان
أشرقت الشمس والزهر تفتح
*
29 نيسان
الأقل عطاء تساوي الأشد فقرا.
رأيت في منامي شعري أسود, وتذكرت أنه حلم داخل حلم.
كنت سعيدا برؤية شعري قبل بياضه
*
.....3أيار
أرى الآخرين بوضوح وأرى نفسي أقل
*
انتصف النهار وفكرة واحدة تدور في رأسي وتحتل دماغي: ماذا لو حدثت اليوم دعوة لتظاهرة تأييد في القاهرة وتونس للرئيسين السابقين(المخلوعين)_ ولو على سبيل الدعابة!
.
.
الخوف.....كيف يمكن تخفيف منسوب الخوف في بلادنا_ المساهمة الوحيدة في هذا الاتجاه جمالية....ويدور السؤال كيف!
البارحة قتل رئيس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن العدو الأول لأمريكا.
أحاول قراءة يوليسيس لجيمس جويس بصعوبة.
4 ايار
" طفولتي تنحني بجانبي بعيدة عني جدا, لا اتمكن من الامساك بها ولو قليلا.
طفولتي بعيدة ومرة مثل عيوننا. اسرار صامتة, صاعقة تتربع في محاور قلبينا المظلمين, أسرار سئمة من طغيانها: طاغون راغبون في أن يخلعوا.....
أنسخ العبارة من الصفحة 58 ترجمة صلاح نيازي واصدار دار المدى.
أنسى كليا الثورات والحروب المضادة والأهلية. الشعر
كيف ينقذني الشعر مرتين!
*
5 أيار هذا الصباح طائفي.
القرب يجعل الرؤية أكثر صعوبة. حكة في الفخذ والظهر. أصوات كثيرة من الذاكرة
_رجل يرغب ان يقول صباح الخير لحبيبته
كاره شبابه وحياته القديمة, ولا يدرك أنها مشكلة وجود قبل المرض النفسي
أصوات قريبة أكثر
*
7 ايار
صاح الديك لآخر مرة, قبل أن يتحول إلى طعام لغيره. البارحة عيد الشهداء في سوريا.
أفكر بتدوير العبارة والجملة والكلام.
صوت غراب.... وأبتهج
صوت غراب آخر.
على عمود التوتر العالي, في أعلى تلال راس العين يقف غراب وحيد
أتذكر غراب أدغار ألان بو ....
آه, لا تنسى......هذه الحديقة كانت مسحورة
*
8 أيار
خفتت مظاهر التوتر في الحارات العلوية. على عكس الأخبار التي تتناقلها الفضائيات. عدد القتلى تجاوز الرقم 800 .....هل يوجد حل قريب
ما يزال كمبيوتري عاطلا, وأقول
لنفسي هذا أسهل
*
استيقظت مع الفجر, نمت باكرا كعادتي الجديدة. والان أفكر بالطعام اللذيذ وأتخيل اشياء كثيرة....
أزفر في الخارج الممتد, ابعد وأعلى,
أية حياة هذه!
*
ليكون لك هذا الرأس. هذا الدماغ
هذه الذاكرة وهذه الهيئة
لتكن لك هذه الحياة.
كل الطرق التي سلكتها أو عرفتها
منذ 51 سنة تجمعت هنا اليوم
29 ايار يوم ميت
وأنا اصير آخر
*
12 ايار ويكبر الشبه مع الوضع الليبي.
تحشر بلاد ومجتمع في حكاية. أساطير وأحلام مجهضة, عالم الأسرار!
هذا الولع بالغيب والصيغ غير العقلانية, لطالما زادت في حدّة النفوس وضيقت على التفكير, ولطالما أعادت الكبار والصغار إلى كوخ الطاعة.
صباح عالق بالأمس, ملامح شبحية تتقدم الرؤيا والرؤية, يوم جديد
وأنسى التفكير الايجابي, غفلت عنه تماما
*
لم تنتهي السنة بعد, وتغيّر وجه الشرق الأوسط, ملامحه, اتجاهه, تضاريسه
هل أندفع إلى.......الانتماء أم أتحجّر في تأملي الصامت!
_ماذا عن الحياة خلال الكتابة/ الكتابة كنمط عيش
.
.
.
انتصف النهار, وانتصفت رواية "سيد الهاوما"....عبد الناصر العايد
هذا الروائي السوري المدهش.
في حركة دورية متناوبة بين قراءة الرواية والذاكرة وما يحدث للتووبلا شهود
13 ايار
مطر كثير, مائل, متواصل, ربيعي. مطر ومناخ أقرب للشتاء
على الموتور خلف "فريدوم" بيت ياشوط ورأس العين ذهابا وإيابا تحت المطر.
اللاذقية مع الظهر والمطر يتزايد
.
.
أفتح التلفزيون, أخبار التظاهرات على مختلف المحطات, وحتى الفضائية السورية
كيف سينتهي الأمر؟
_على الطريقة المصرية والتونسية
_ على الطريقة البحرينية
_ أم أن كوكتيل ليبيا_ اليمن, سيجرب بطعم جديد والنكهة سورية!
التغيير اسم دائم للحياة
وتبقى الحدود في السرعة أم التباطؤ, في العنف أم السلاسة والسلام, الاتساع أم الضيق
التغيير ضروري ومشروع, والوسائل؟
التغيير حصل, وما يدور من اختبارات للعطالة وساحات_ ومساحات القوى الجديدة....
ألا تشبه هذه السنة 2011 سنوات 1959, 61, 63, 66, 70,.....سورية الثورة
*
مقابل أي شيء كنت تستحق ما يحصل معك, وأنت تطيل النظر إلى حياتك من خارجها؟
_سببأول, حادثة, خبر, صدفة مررت من هنا
_ الأيام تمر ببطء, لكن العمر سرعان ما يمضي
15 أيار
بين تعبير "خلصت" التي ترفعها السلطة والجماعات الموالية و" جمعة الحرائر" التي ترفعها التظاهرات وبقية المؤيدين للتغيير....يهدر الدم السوري الرخيص على الجنبين, ومن هنا أتوقف وأطيل النظر في الثورة السورية وشوائبها واختلاطاتها....غير المطمئنة.
الكل يريد أتباعا ومريدين, لا شركاء ولا أفكار وحلول وسط. موقع وموقف المقاتل يتمدد على حساب موقع وموقف المفكر والتفكير, ثم يبتلعه تماما. اسود أو ابيض إما أو
في الأزمنة الانتقالية يحدث استقطاب حاد, أول ضحاياه المعرفة والحب والتسامح
ألهذا فقط تمتنع عن المشاركة المباشرة؟
.
.
قرارات حاسمة أخذتها ونفذتها _عدم بداية اليوم أو نهايته بالأخبار, التفكير مليا قبل الكلام والسلوك مع الانتباه الدائم لنقص المعلومات, الاهتمام أكثر بالفنون والمعرفة لتعديل التأثير الجارف لوسائل الاعلام, التخفيف ما بوسعي من أثر التورطالعاطفي( ورغبتي المزمنة بالتغيير) وغيرها_ وما أزال مأخوذا بسيل الأحداث....لهذا أفكر من الجهة المقابلة
الثورة المضادة: في لحظة, بعدما يحصل التغيير الحقيقي في موازين القوى والمناخ المحيط, يكون من الأجدى والأجدر ,للتفكر العقلاني والمنفتح, التركيز على وقف وإيقاف خطوط الحركة المدفوعة بقوى العطالة أو الانتقام أو رغبة التغيير المحضة,...في عقلي وهواجسي ما حدث في فيتنام أو الجزائر أو إيران ومصر الملكية وغيرها.
.
.
مع أنه صباح جميل, ويناسب أكثر سماع الموسيقا أو قراءة الشعر أو النزهة أو....بدأته بصيغة تقارب الكآبة
حسين يعتذر من حسين ويصحح المسار ذاتيا
*
16 ايار
وأنا أكتب مباشرة عبر كمبيوتري, أمحو وأدوّن....أصحح, أحذف, أضيف. أتخيل قدامى الكتاب والكتابة بالدواة والجلد! أبو العلاء وهو يهجو آخر زمن (...وإن كنت الأخير زمانه
أتخيّل....على قدر ما أستطيع
لكن رأسي تنحرف وتفكيري كله, العنف السوري....كيفية إيقافه!
*
البارحةدرسالانكليزيةالأول.
.
.
أتلمس وبطرق متعددة التغيير الجوهري الذي حدث في شخصي وشخصيتي.
ثلاثة خطوات/ مراحل, تشكل ماهية الوجود:
1_الأفكار,... ما يمر عبر الجملة العصبية من إدراكات. وهي مصدر المرحلة التالية
2_ المشاعر والأحاسيس,... البطانة الوجدانية والتكوين الشامل للنفس. وهي مصدر المرحلة الثالثة
3_ السلوك,....المعتقدات والعادات ومختلف تعبيرات الوجود/ ردود فعل أم إبداع
.
.
الهوية الفردية
_ محاولتي الثالثة لتعلم اللغة الانكليزية, وهذه المرة سوف أنجح.
.
.
مرحلة تفريغ الكأس......النصف الفارغ للإنكليزية
مع أيام جميلة تدور الأرض والشمس ومعها حياتي الجديدة
*
17 أيار
مفاد فكرتي العامة, أن الأهم دوما في الداخل النفسي والعقلي_ ما يسبب الشقاء أو السعادة, والمثال الذي لا أتوقف عن تذكره فرنسا تحت الاحتلال النازي. معدلات الانتحار, والطلاق, والابداعات, وبقية الأنشطة البشرية الأساسية لا تتأثر_ إلا بحدود ضيقة_ بشؤون الخارج حتى في أوقات الحروب الصريحة....
*
يأتي يوم وتكون فيه هذه التداعيات والانطباعات العابرة تنتمي إلى حالة أخرى, ويكون من يقرأها كذلك في وضع مختلف كليا عنمناخ الآن _هنا
في الوقت الذي يشغل تفكيري نهاية الحياة الشخصية, وكيف نفكر حينها بشركائنا ومعارفنا و(أعدائنا) و...., وضعت اعداء بين قوسين/ هل تبقى العداوة بعد الموت!
هل يوجد أعداء في المقبرة؟
بنفس الدرجة من الاهتمام, المفردة الملائمة وكيف تأتي ضمن السياق. هه
وجهة الفلسفة المعرفة
وجهة الأدب الجمال
ما دور المعرفة والجمال بعدما تطفو الغرائز على السطح وتحتل المشهد!
*

أنا أشعر بالسعادة لوصولي إلى هذا اليوم ووصول هذا اليوم لي
في عقلي سعادتي وشقائي معا

صباح الخير أيها العالم
الحب أعمق من الخوف
18 أيار
من صراع إلى مغامرة .....من خوف وألم إلى إثارة ومتعة
بشكل دائم؟
_بشكل دائم ويستمر
*
.
.
.
صباح غائم ,لذيذ ويحمل هدايا
اليوم مضى والغد وصل
أيضا زر مفتوح
*
20 أيار....
21 ايار
استيقظ بحماس وشغف. صوت وروار يتبعه صوت رصاص / قناصة طيور...
أفكر. لا أفكر. أنتظر. أصلي. أدور في مكاني.
صباح غائم, لذيذ ويحمل هدايا
أيضا زر مفتوح
*
أشعر بالركاكة. ركاكة في الصياغة, قبلها ركاكة في الشعور وارتباك في التفكير.
تكرار غير مبرر نصيا, ولا معرفيا.
انحطاط ورداءة نفسية؟ وأخلاقية؟
*
*هذا نص أدبي.
_نص أدبي! هذه وقاحة أدبية, تسجيل مكرور وممل لتفصيلات يومية يعرفها الجميع ويعافونها. كل ما فعلته أنك علّقت كاميرا وآلة تسجيل على صدرك وفي رأسك, وكل يوم تقتطع بشكل عشوائي_ عبارات وأحداث_ وتكدسها بشكل عشوائي أيضا.
*هذا نص أدبي, لا اكثر ولا أقل.
_نص أدبي! هذه مسودات بدائية في الكتابة, لا تصلح للنشر سوى في الأنترنيت, لعدم وجود رقابة من أي نوع.
*هذا نص أدبي
*
التجربة ابتدأت كمحاولة "للاستشفاء الذاتي عبر الكتابة". وبديل سلوكي عن الانتحار وعن زيارة الطبيب النفسي أيضا. ثم تشعبت وتعرجت وتعقدت بالفعل.... آراء ومجاز وسيرة ذاتية في مزيج واحد.
_أعرف أنني تعافيت وشفيت تماما.
الحب أولا, وجدني الحب ووجدته. وتحررت من ادمانين معا التدخين والسكر. ايضا لا أنكر دور الطبيب النفسي. ومع جملة من المناخ الطيب من أصدقاء وعائلة....لتصل لأخيرا الثورة العربية وتفتح أبواب المستقبل والحرية معا.
*
حبيبتي...........................!
هل تشاركني مشروع حياتي_ الاستمرار في الكتابة _ وتفتح أبواب ونوافذ جديدة في التجربة؟
أم ترفضها.....أم تتعامل بمرونة وتعرض لحلول غير متوقعة
.
.
"مائة يوم في أمريكا" حلم أدبي بالدرجة الأولى, وربما يمكن انجازه بالوكالة
لا أعرف. لكنها مختلفة هذه المرة " لا أعرف" مطمئنة ومغامرة معا, واثقة أن الحب أعمق من الخوف.
الحب أعمق من الخوف
*
22 ايار
وآن يتصل الليل بالنهار دع فعل الندامة و.......واضحك.
*
ألتزم بقراري الامتناع عن متابعة الأخبار في الصباح والمساء, والاكتفاء بنصف ساعة ظهرا. واستمع على فيروز....مشوار جينا عالدني مشوار....وأشرد
ليلة البارحة دخنت سيجارة في الحلم, ثم تذكرت في الحلم أيضا قرار وقف التدخين للسنة, فرميت السيجارة بعد سحبتين ونفسين, وأتذكّر للتو الطعم الذي رفضته في منامي.
كل صباح أشعر بضغط الحاجة للخروج من البيت, وكأنها واجب مقدس, أكثر من وظيفة.
هل هي عقدة الذنب؟
ماذا عن الحياة البديلة في الكتابة_ لماذا لا تكون حياة فعلية(خلال الكتابة) مثل الرياضيين والموسيقيين و.....أي مهنة!
صباح جميل وحياة جديرة بالعيش والاحتفاء
*
قراءتي الثالثة لكتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية, يستشهد الكاتب ستيفن ر. كوفي بعبارة الكاتب الأمريكي إمرسون (حاولت كتابتها بالإنكليزية وفشلت أعتذر):" إن ما تكونه يصرخ عاليا في أذني, إنني لا استطيع سماع ما تقول"
ثلاثة كتب هي إضافة للعادات السبع, الخوف....إلى متى, وقوة العقل الباطن, يستشهد كتابها بإمرسون الأمريكي وفيكتور فرانكل النمساوي وكتابه" الانسان يبحث عن المعنى".
أحلام يقظة وسفر في الزمن
.
.
.
تاريخ اليوم 13 الثلاثاء تشرين أول 1970
مدرسة عين قيطة الابتدائية
حكمة اليوم: من جدّ وجد ومن زرع حصد, ومن سار على الدرب وصل
.
.
.
ما الذي يجمع بين التلميذ الخجول في مدرسته_ ستسمى بيت ياشوط لا حقا_ وبين الكهل الممنوع من السفرالذي يكتب الآن, وأمام عينيه نفسالمشهد_عبثي ولا عقلانيومنقوع بالدم_ ثرثرة من الداخل....
أتذكّر بورخيس وقصته المخيفة" الآخر" أيضا آخر غارسيا ماركيز وسواه
تاريخ اليوم الأحد 22 أيار
حكمت اليوم.....سوف تحصد ما تزرع
*
23 ايار.....الأخلاق والمصلحة
في الجوهر تتطابق الأخلاق والمصلحة, أيضا في الدوائر البعيدة_ خارج الانغلاق الذاتي.
تتعارضان في المسافات الوسطى, وتتعاكسان تماما في علاقات التنافس والمساحات الضيقة والمحصورة.
يبتدأ يومي.....بفلسفة تسعى إلى الجميل
وشعر غايته المعرفة أكثر/ أبعد وأعمق
صباح أجمل من التشبيه
*
الليل. في الليل
هي حياتي, كأنني أراها من وراء حائط زجاجي. تنساب خارج رغبتي وإرادتي. لا أعرف كيف ستنتهي ولا أعرف عدد المرات التي تمنيت نهايتها السريعة.
ماذا وكيف؟ وإلى أين!
أقرأ الجملة التي توقفت عندها في الصباح.
أنقر الماوس, ينزل سطر وتختفي الجملة. وأضحك
أرغب بالضحك بجنون. القهقهة. أعلى وأكثر خلاعة
الليل.
لا أرغب بالنوم ولا بالقراءة ولا بالكتابة ولا بال......فراغ
أطفئ الكمبيوتر
*
24 ايار يوم آخر
أتردد بين كلمة..... يجري, يدور, يصل, يفيض, يعبر, يسيل
يوم آخر
الصباح والشمس وعقوبات البارحة الأوربية تطال الرئيس شخصيا, ويستطيل ظل قاتم فوق البلاد, قلق وتخوف وأنا................تعنيني صيغة العبارة وجماليتها أولا. بصدق.
المعرفة! لطالما سرقت تفكيري واهتمامي عناوين ومصطلحات وتعبيرات الهندسة الكهربائية وعلاقتها المباشرة بالشعرية والشاعرية" الحالات العابرة" على سبيل المثال. أكثر من ذلك استعارة المصطلحات من حقول الزراعة إلى الكهرباء" جريان او سريان التيار الكهربائي". اللغة والمعرفة.....هل اللغة بيت الوجود فعليا!
*
25 .....
ما يزال اليسار مولود الحداثة المدلل
*
26 ايار وصل الصيف أو يكاد
على ما أذكر, السنة الأولى يسبق فيها الخريف الصيف.
التعرّق, والساعة قبل الثامنة صباحا
*
كتبت الفقرة أعلاه, بعده انصرفت إلى شؤون الصباح!
تقارب العاشرة.....وأفكّر بمهارات الضبط الذاتي
27 أيار .....وصباح كثير
جمعة حماة الديار.
أظن الأغلبية السورية(الصامتة) بدأت بالنقصان, وهذا اليوم ربما تتضح إشارات الحلول , وكيفية الختام.
بدأ انحيازيلل"ثورة" يخفت, وعدت إلى المسافة الواحدة من الجميع.
"إنها لأمور بسيطة تلك التي توجد خلفنا أو أمامنا, فهي لا تقارن بما يكمن داخلنا"
*
28.....مطر
أستيقظ على صوت المطر. أخالف قاعدتي الجديدة وأفتح التلفزيون....أخبار سوريا!
تجرفني المخاوف والقلق مع الارتفاع المتصاعد للخوف السوري المقنّع_ المشترك.
أغيّر توجهي الفكري والعقلي بسرعة. حمام. تنفس بطيء. تمارين الاصغاء
أفتح الكتاب وأقرأ بتمعّن وعناية:
" عندما أنظر حولي إلى قبور العظماء تختفي من جوانحي كل مشاعر الحسد, وعندما أقرأ ما كتب عنهم من عبارات التأبين تختفي كل الرغبات الجامحة من نفسي. وعندما ألتقي بوالدين توفي أحد أبنائهما يذوب قلبي لمواساتهما, وعندما أرى قبر الولدين نفسيهما أتذكر عبث وعدم جدوى الحزن على هؤلاء الذين سوف تدور الدائرة عليهم وعلينا بعدهم, وعندما أرى الملوك وخصومهم في مثواهم الأخير أو عندما أشاهد القبور تضم أصحاب الأفكار المتصارعة ورجال الدين الذين تنوعت مذاهبهم وقسموا العالم بخلافاتهم. انظر بأسى ودهشة إلى المنافسات ضيقة الأفق غير المجدية التي فرقتهم شيعا وأحزابا, وعندما اقرأ التواريخ المختلفة الموجودة على القبور وفيها من يعود إلى عام مضت أو ستمائة وأخرى أبعد, أقلب الفكر في المصير الانساني......
ثم أعود إلى الحاضر بشغف وتسامح وأستمتع بالمطر
*
29_30_31
أيار على خط النهاية
وأنت تفكّر في مولدك_ لحظة ذهول! التخيّل وعبر الادراك الذاتي, رؤية ما قبل المصير الشخصي. هناك على تخوم العدم, تختلط الجهات والحدود تتحلل المعرفة خلال فراغاتها. كيف ولماذا؟ يرتد الصدى على النفس ,هناك. هناك لا أحد يعود.
*
مشاعر ما قبل الحفل, مزيج الانتظار والانشغال الخفيف الهادئ.
هكذا تدور وتنحسر يوما بعد آخر.
بتأنيوصبر أتكلم وأصغي, أحاول الرؤية أبعد ما يسعني.
أتعاملمعنفسيمثلطفلصغير,لأول مرة أتعلم التسامح بعمق
الحياة جميلة الآن _ هنا أيضا.
*
بلادي تدخل طور المراهقة حقيقة ومجازا.
المراهقة بكل ما تعنيه تحرر واستقلالية ورفض ومغامرة وتحلل من الروابط بل والمواثيق.
ومشكلة الحياة بالأبيض أو الأسود....فاتحة الحروب والفظاعات إما أو.
وأنا هنا على باب أل 52 ...أدخل ضاحكا
لست على عجلة من أمري بعد اليوم
*
ما الذي أعرفه؟
خلال خمسة الأشهر الأخيرة فقط, أدركت جوانب مجهولة في شخصي وشخصيتي.
وأعرف الآن عجزي عن معرفة نفسي تماما.
لهذا أختار من جديد الموقف المعرفي, وانحاز للتفصيل واللحظة والبطء...والضحك.
بلادي تدخل مرحلة المراهقة وبكل ما فيها من خروج عن العرف والمتوقع_ تختلط الطاعة بالعصيان بالتشابه ويتراكم العنف في العقول والشوارع
العنف! أكثر ما أمقته في الحياة
*
أين الطريق الأقصر والأسهل والأكثر أمنا إلى......دولة القانون والحريات.
*

كنت أفكّر, كيف أشرح موقفي بوضوح تامّ
وجدتها.....
"كانت أزمنة غامضة وكان على الرجل الحكيم أن يفكر في أشياء متناقضة"
عبارة مقتطعة من رواية "اسم الوردة" لأمبرتو إيكو وتشير إلى سنة 1327في إيطاليا
وأعود للتفكير مجددا, دائما أقرأ: في هذه اللحظة التاريخية/ هل توجد لحظة خارج التاريخ!
*

التغير مستمر ودائم, يهمس البوذا, منذ 25 قرنا
يرد أنسي الحاج: أيها الأعزاء عودوا....لقد وصل الغد
_من المقلب الآخر للوجود الماغوط
لا أحد في هذا البيت
لا أحد في هذا الشارع
لا أحد في هذا العالم
*
ربماميزةأننالانستطيعمعرفةمايحملهالغد.
*



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2011سنة البوعزيزي_6
- 2011سنة البوعزيزي_7
- 2011سنة البوعزيزي_8
- 2011سنة البوعزيزي_9
- 2011سنة البوعزيزي_10
- 2011سنة البوعزيزي
- سوريا الصغرى 21_22
- سوريا الصغرى19
- سوريا الصغرى 20
- سوريا الصغرى18
- سوريا الصغرى17
- سوريا الصغرى16
- سوريا الصغرى15
- سوريا الصغرى 14
- سوريا الصغرى13ليلتان مع ناظم الغزالي
- سوريا الصغرى12فيكتور فرانكل في بسنادا
- سوريا الصغرى11هل هو -نكران التعب- أم التأثر بقراءة-تعديل الس ...
- سوريا الصغرى10من يقرأ ناظم حكمت؟
- سوريا الصغرى9محمود درويش في بيتنا-أنقذونا من هذا الشعر.
- سوريا الصغرى 1 : تشيخوف في بيتنا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - 2011سنة البوعزيزي_5