أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -يَسْقُط- الضوء!














المزيد.....

-يَسْقُط- الضوء!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 13:12
المحور: الطب , والعلوم
    


إعلامنا العربي، وفي مناخ "الربيع العربي" الذي يتسيَّده شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، أيْ "نظام الحكم الدكتاتوري" وليس "النظام" بمعنى ضديد "الفوضى"، يَسْتَسْهِل "السقوط" و"الإسقاط"، فبعدما أسقط نظرية داروين التي لم تسقط، أسقط نظرية آينشتاين التي لن تسقط، فكان عنوان "الخبر" في جرائدنا اليومية "سقوط نظرية آينشتاين.. جسيم أسْرَع من الضوء"؛ وكأنَّ سقوط "النسبية الخاصة" و"النسبية العامة" لآينشتاين بسهولة ويُسْر سقوط زين العابدين ومبارك والقذافي، وصالح وبشار عمَّا قريب!

لقد وَقَعَت عليهم "النتيجة (النهائية والحاسمة، على ما بَدَت)"، أيْ نتيجة الاختبار الدولي بين منشآت المركز الأوروبي للأبحاث النووية (سيرن) في جنيف ومختبر "سان غراس" تحت الأرض في إيطاليا، وقوع صاعقةٍ من سماء صافية الأديم، فَلَمْ يُصَدِّقوا؛ وكيف لهم أنْ يُصَدِّقوا أنَّ جسيماً ما، أو شيئاً ما، في الكون، يُمْكِنه أنْ يكون أسرع من الضوء (من جسيم "الفوتون") ولو قليلاً، وقليلاً جدَّاً (6 كم)!

صَعَقَتْهُم "النتيجة"، فَقَضوا ستَّة أشهر وهُمْ يعيدون التجربة نفسها، لعلَّهم يتوصَّلون إلى نتيجة مختلفة؛ ولكنَّ جسيم "النيوترينو"، الغامض المُلْغَز المراوِغ الخبيث، أبى إلاَّ أنْ يظلَّ كإبليس، يُحرِّضهم على الكفر بما آمنوا به زمناً طويلاً، وبالشِّرْك بذاك الواحد الأحد، أيْ الضوء الذي ظَنُّوا أنْ لا شيء في الكون يمكن أنْ يكون أسرع منه، مُبْتَنين (وآينشتاين معهم وفي مقدَّمهم) من هذه "المُسَلَّمَة" نظريات، لكثرتها وتشابكها وترابطها وتداخلها، تكاد أنْ تكون فيزياء كاملة متكاملة؛ ولقد كان اكتشاف وجود "سرعة قصوى" في الطبيعة، هي سرعة الضوء، كحَجَر سنمار في هذا البنيان الفيزيائي (والكوزمولوجي) المرصوص والشامخ.

الضوء تألَّه فيزيائياً؛ ألَمْ يَقُلْ آينشتاين في "نسبيته الخاصة (وليس في "نسبيته العامة")" أنَّ الزمن يتمدَّد (أو يتباطأ) والطول ينكمش ويتقلَّص (في اتِّجاه الحركة) بما يَحْفَظ ويَضْمَن للضوء "حقُّه الإلهي" في أنْ يظلَّ يسير في الفراغ بسرعة 300 ألف كم/ث، من وجهة نظر كل المراقبين غير المتسارعين، وبصرف النظر عن سرعة هذا المراقب، أو عن سرعة مَصْدَر الضوء، أو عن اتِّجاه سَيْر الضوء؟!

آهٍ كم حيَّرهم ودوَّخهم أمْرُ الضوء وسرِّه؛ فلمَّا اخترعوا "الأثير" لتعليل انتشاره في الفضاء، أثبت لهم أنَّه في غنى عنه، يسير وينتشر في الفراغ؛ ولمَّا استثناه نيوتن من جاذبيته بدعوى أنَّه "عديم الكتلة"، أثبت (عَبْر "مبعوثه" آينشتاين) أنَّه، ولو كان "عديم الكتلة"، يتأثَّر بحقول الجاذبية، فينحني مساره بانحناء الفضاء نفسه، مثله في ذلك كمثل كل مادة لها كتلة؛ وصَعَقَهم إذ أثبت لهم أيضاً (وعبر آينشتاين أيضاً) أنَّه "أصْل" الكتلة، وأنْ لا فَرْق بينه (بصفة كونه "طاقة") وبين "الكتلة" إلاَّ كذاك الفرق بين "بخار الماء" و"الجليد".

حتى آينشتاين نفسه رأى من أمْر الضوء إذ تقمَّص "السندباد الفيزيائي"، الذي أحْسَن خَلْقُه د. همام غصيب، ما حيَّره وأدهشه وجعله يُؤْمِن أكثر بأنَّ بعض الحقائق تَفُوق الخيال غرابةً؛ فلمَّا عَامَ في الفضاء (الذي يكاد أنْ يكون فراغاً تامَّاً) ونَظَر إلى ضوء يسير في ضواحي "ثقب أسود" وَجَد أنَّ سرعته هناك كسرعة سلحفاة؛ ولمَّا وَقَف هذا "السندباد الفيزيائي (الخارق)" على "سطح" ذلك "الثقب الأسود"، ونَظَر إلى ضوء يسير حيث كان يعوم من قبل، أي في ذلك الفضاء، وَجَد أنَّ سرعته هناك ليست 300 ألف كم/ث، وإنَّما (مثلاً) 100 بليون كم/ث!

ومع ذلك، ظلَّ الضوء مُصِرَّاً على أنَّ حُسْن التفسير والتعليل لهذا التبايُن في سرعته يمكن ويجب أنْ يقود إلى ثبات المؤمنين على إيمانهم بثبات سرعته!

أمَّا "النيوترينو" الذي بدا لنا الآن، أو حتى الآن، يُنازِع "الفوتون (أو الضوء)" على عَرْش وملكوت الفيزياء، فأمْرُه يزداد غرابة.

إنَّه جسيم، يُزْعَم حتى الآن أنَّه "عديم الكتلة"؛ إنَّه داكِن مُظْلِم؛ لأنَّه لا يُطْلِق "فوتونات"؛ ولكونه عديم التفاعل مع المادة، على ما يُزْعَم حتى الآن، يستطيع ما لا يستطيعه سواه ألا وهو اختراق المادة التي في منتهى الكثافة؛ حتى المادة التي جاء بها انهيار نجم ضخم على نفسه يستطيع "النيوترينو" اختراقها؛ فَلِمَ لا يحسده "الفوتون"؟!

ولَكَمْ أنْ تتخيَّلوا هول "الكارثة النظرية" إذا ما ثَبُتَ وتأكَّد بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ "النيوترينو" أسْرَع من الضوء، وإذا ما أُضيف إلى هذا الاكتشاف اكتشاف آخر هو أنَّ "النيوترينو" ليس بجسيمٍ "عديم الكتلة"!

عندئذٍ، لا بدَّ للفيزياء من أنْ تنهار على نفسها كانهيار نجمٍ عظيم الكتلة، لِتَخْلِق من هذا الانهيار فيزياء جديدة، وبغرابة "الثقب الأسود" المتأتِّي من انهيار ذلك النجم على نفسه!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار نيويورك!
- دفاعاً عن -مادية- المادة.. في الفيزياء!
- -سؤال الهوية-.. أُردنياً وفلسطينياً!
- كمال أردوغان!
- لو زار غزة مصطحباً معه عباس ومشعل!
- -التدليس اللغوي- عند العرب!
- شعب مصر يَحُكُّ جلده بظفره!
- رحلة شيِّقة مع د. همام غصيب في عوالم -النسبية-!
- إشكالية -حُرِّيَّة الإرادة-.. إسلامياً وماركسياً!
- من نيويورك يبدأ -الربيع الفلسطيني-!
- الولايات المتحدة تكيد ل -الربيع العربي-!
- كيف نفهم -توقُّف الزمن-؟
- -حزب الله- خَلَع -الغار- ولبس -العار-!
- -الربيع العربي- في محاذيره الثلاثة!
- العبوس.. أردنياً!
- اليوم سقط ثالثهم.. وغداً رابعهم!
- نارٌ سوريَّة تُنْضِج -الطبخة الليبية-!
- -ارْحَلْ- إذ وصلت إلى -السفير- و-السفارة-!
- ما هو -الفضاء-؟
- إنَّه عدوٌّ للسوريين والفلسطينيين معاً!


المزيد.....




- استطلاع: الأهل يعانون من الإرهاق الشديد والعزلة والوحدة.. ما ...
- الصين تتهم الولايات المتحدة بتشديد العقوبات وفرض حصار تكنولو ...
- Vivo تطلق ساعة مميزة يمكنها الاتصال بالشبكات الخلوية
- فوائد تناول الأسماك الزيتية للصحة
- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- يا لولو يا لولو في نونو .. تردد قناة وناسة كيدز Wanasah 2024 ...
- كرواتيا تستقبل أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية بالمياه ...
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -يَسْقُط- الضوء!