أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة















المزيد.....

تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يصل الوهن بالشعوب العربية كما هم عليه الآن بعد أن بلغت التضحيات لشعب سوريا البطل أقصى درجات الفداء والتحدي، وبعد أن انتصرت ثورات عربية وأخرى تلوح انتصاراتها في الأفق وهي تدير بظهرها لانتفاضة الشعب السوري الأبي، هذا الشعب الذي يواجه أعنى ماكنة للبطش الدموي الأرعن وقد يكون العديد من العرب ممن هم في غفلة عن هكذا قتلة أشرار من البعثيين لم يجربوا همجية هدا الفصيل الشرس والمجرم إنما نحن العراقيون أعرف وأشد إحساسا بماكنة الرعب هذه.
طيلة أشهر الانتفاضة المباركة والشعب السوري يتعاظم تحديه لقمع السلطة وهي تتمادى بنحر الأبرياء من الشعب السوري الذي ما كنا نتوقع أبدا أنه بهذا الإصرار المذهل،، يذكّرنا بذلك التحدي الخالد لسيد الشهداء الحسين بن علي الذي كان يعرف أن خروجه من المحنة التي كان فيها وهو يواجه الآلاف من جيش اللعين عبيد الله بن زياد مع نفر من آل بيته وأصحابه من الاستحالة بحيث إن لم يكن من الإصرار لما غامر بحياته بنحره هو ومن معه، لكن الإباء وعظمة الشهادة والفداء والثبات على المبدأ كانت دافعه للشهادة حين أعلن وبتحدي كبير قولته الشهيرة ( هيهات منا الذلة)، بعد أن خير بين المنازلة لجيش عرمرم والخنوع لابن زياد وسيده يزيد بن معاوية، فكانت ملحمة كربلاء الخالدة.
وها هو الشعب السوري العنيد يعيد التأريخ من جديد ليثبت أن الشهادة والتضحية من خصال الأحرا ر عند مقارنتها بالحياة الذليلة التي تحيل المرء عبدا وتسلخه عن القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة. وهذه لعمري دروس بليغة لا تقدر عليها إلا الشعوب الأبية.
إن الشعب السوري قد دخل معركة ليست بالسهلة مع أعتي نظام قمعي وسوف يكلفه هذا التحدي المبارك أنهار من الدم وهو يعلم بما ستؤول إليه النتائج لأن النظام البعثي سوف لن يسلم السلطة طواعية أو تحت تأثير أي تهديد مهما كان حجمه، إن لم يحرق الأخضر واليابس ويفني الزرع والضرع بعد أن يفني الإنسان وهذا هو ديدن هؤلاء البلطجية الأشرار من القتلة شبيحة كانوا أم ممارسون للقتل في وضح النهار. وها هي الصور المرعبة تصلنا من داخل سوريا الصامدة لتعرض ما وصل إليه الوضع من حرب إبادة حقيقية لم تسلم منها حتى البهائم.
فقط بودي لو يعيد العربي تصوره عن حزب البعث بهمجيته المخيفة وهو ذات الحزب البعثي العراقي أيام المقبور صدام وما فعله أزلامه من قتل لا تصدقه حتى قبائل مجاهل أفريقيا حين أباد أكثر من 45000 قرية كردية ومسحها من الأرض بعد أن أقتاد ساكنتها إلى أقصى الجنوب العراقي مع مواطنين أكراد بالآلاف ليرتكب مجزرة الأنفال التي راح ضحيتها 180.000 مواطن ومن ثم إبادة ساكنة قرية حلبجة بالغازات الكيمياوية السامة ويعرف الجميع ما فعله بأبطال الانتفاضة الشعبانية في بداية التسعينات ناهيكم عن الحروب الغبية مع دول الجوار والتي راح ضحيتها الملايين من خيرة شباب العراق، تلك الحروب التي قصمت ظهر البعير.
واليوم يتعرض الشعب السوري لحرب إبادة من ذات الفصيل المجرم، هذا الشعب الطيب الذي دخل هذه الدوامة والكل يتفرج لأنهار الدماء الطاهرة وهي تسيل على أرض سوريا الصابرة، وما يحز في نفوسنا أن الرأي عربيا كان أم عالميا يمارس ازدواجية معايير خطيرة، فيقف مع انتفاضة ويدير ظهره لأخرى والضحايا يتساقطون يوميا بالعشرات ولا من سبيل لإيقاف ماكنة القتل هذه.
إنه لأمر كارثي حقا أن يظل العرب والعالم يتفرج لسقوط هذه الضحايا دون أن يحرك ساكنا والكل يأوي لبيته ويتلذذ بأحضان زوجته وقريب منهم شعب يظام من نظام لا يعرف الرحمة ولا يعي العبر والدروس والفناء منه قاب قوسين وكأن غشاوة قد أعمت عيون الجميع.
أن الثورات التي حدثت في مصر وتونس وليبيا واليمن، هذه الدول تمتلك جيوش بمواصفات وطنية رغم التفاوت النسبي فيما بينهم، إلا الجيش السوري فهو جيش خاضع بالمطلق لسياسة الحزب الحاكم مثلما كان في العراق الصدامي بدليل أنه مقتصر على المنتمين للحزب الحاكم ومن يثبت انتماءه لفصيل سياسي آخر فأنه يتعرض لحكم الإعدام.
من هنا تتضح صعوبة المواجهة والتغيير بإمكانية انتقال الجيش السوري في صف المنتفضين لإنقاذ الضحايا، وحتى إن وجد عدد من الوطنيين من منتسبي الجيش للانتقال لصفوف الثوار فأن النظام سيبيد عوائل (الخونة) بكل الأعمار.
فكيف يتسنى للشعب السوري أن يصل لأهدافه الثورية ويتمكن من إسقاط السلطة البعثية إذا كان بهذا الوهن والصدور العارية تواجه أشرس ماكنة قتل والثوار ولا يحتكمون إلا على الإيمان بعدالة قضيتهم.
كان العرب يلوموننا بقبول فكرة إحتلال العراق بقصد التخلص من نظام الطاغوت، مرغمين طبعا، لأن ذلك النظام لا يمكن إسقاطه إن لم يفني نصف الشعب العراقي قبل سقوطه، إن صدق ذلك، الأمر الذي كان تدخل القوى الاجنبية أمرا مبررا ولا مناص منه لتخليصنا من النظام الفاشي الأرعن.
والآن هل يتمكن السوريون من إسقاط النظام السوري الفاشي المجرم؟
لا أظن ذلك بالأمر الهين وعليه ينبغي العمل وبقوة من قبل كل فصائل المعارضة السورية طلب التدخل الدولي، ودعونا من الشعارات الرافضة لهذا الأمر والتي غالبا ما تأتي من أناس خارج المحرقة أو ممن هم ينعمون بعيش رغيد ويريدون من الشعب السوري المظلوم ان يقدم القرابين ولعل هؤلاء سيجيّرون تضحيات السوريين لصالحهم كما يحدث الآن في العراق الجديد ليذهب دم الشهداء هدرا.
وهذا ما يضيرنا حقا.
إن الثورة السورية ستنتصر حتما والنظام الفاشي إلى زوال، لأن نظاما قمعيا عمّد كرسيه بدماء الآلاف من الشهداء لا يمكن أن يستمر مهما بلغت التضحيات وهذا دليل على بلادة أزلام النظام كونهم لا زالوا يراهنون على البقاء في السلطة بعد أن يتمكنوا من إخماد الانتفاضة المباركة. ولكن هيهات أن يحصل ما يراهنون عليه.
إن فجر الحرية قريب ويوم الإنعتاق قاب قوسين بعد أخذت أركان النظام تتهاوى تحت ضربات الثوار المباركة والخزي والعار لكل من وقف ضد إرادة الشعب السوري البطل ووقف متفرجا لأنهار الدم السوري المقدس وهو يروي أرض سوريا الإباء عربيا كان أم أجنبيا، وما الموقف الروسي إلا وصمة عار سوف لن تمحوها كل محاولات التسويف والمماطلة وتغليب المصالح الضيقة.

المجد والخلود لشهداء الثورة السورية الميامين والنصر للثورة الأبية والموت للقتلة والمجرمين وكل المتخاذلين من سوريين وعرب وسواهم.

*كاتب وشاعر عراقي مقيم في المغرب
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية معايير (حكومتنا) (الوطنية)
- كلنا هناء أدور......
- سعي الكويت لخنق العراق
- هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
- متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟
- شكرا للبعث السوري
- المرجعية ومواقفها الغامضة
- لصوص بحماية القانون
- بغداد كما وجدتها لا كما ودعتها
- فراس عبد المجيد شاعر يخرج من ركام الأزمنة المرة...
- حسين إسماعيل الأعظمي فنان وباحث أصيل لفن المقام العراقي
- ارفعوا أياديكم عن إتحادنا
- الكاتب المسرحي ماجد الخطيب يوثق لمحنة وطن وعذابات أمة
- أول الغيث قطر.......
- مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة
- هزلت والله...!!
- طيور عابسة مرثية لكل المغتربين
- هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة