أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الفيتوري بن يونس - ثورة فبراير وجهنا المشرق














المزيد.....

ثورة فبراير وجهنا المشرق


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 15:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بغض النظر عن مظاهر سفالات السفلة و أعراض أمراض النخبة فإن ثورة فبراير أيا كان التاريخ الحقيقي لانطلاقتها كشفت عن الجانب المشرق لشعب ظن الجميع بمن فيهم أنا أن النظام قتل فيه خلال أربعة عقود كل قيمة إنسانية .
هذا الجانب المشرق برز أول ما برز في أولئك الفتية الذين كانوا مضرب مثل لنا في الميوعة والانحلال بل والتخنث ، فإذا بهم يعطوننا درسا في الشجاعة و الإقدام عندما تصدوا بصدورهم العارية للأسلحة المضادة للطائرات مثبتين في الوقت نفسه صدق مقولة أن المظاهر غالبا كذابة .
لينجلي بعد ذلك معدن هذا الشعب العظيم في ذلك التلاحم الرائع وتلك الألفة العفوية وهذا الإيثار المنقطع النظير في صور لم ولن تستطع حتى الكاميرا أن تعبر عنها لأنها ستنقلها بدون روح وبغير غوص في الأعماق .
فها أنت ذا تهتف بليبيا الواحدة وعاصمتها طرابلس رغم كل الغبن والتهميش الذي تحس أنه مورس على مدينتك وما أن تتوقف هنيهة لالتقاط أنفاسك أو استرجاع صوتك الذي خانك لعدم تعوده على الهتاف حتى يحدثك من كان يهتف معك بكل عفوية و حميمية بل و يقسم لك بأغلظ الإيمان أن تقاسمه رغيفه أو فنجان قهوته دون أن ينسى إذا كان من المبتلين بآفة التدخين مثلك أن يخرج لك علبة سجائره التي اشتراها لتوه بضعف ثمنها رغم انه لم يسبق لك أن رأيته في حياتك ولو كنت فعلت لما خطر لك أن تبادله حتى التحية ، وهذا الكهل يخرج كل ما في جيبه من دراهم ليقدمه لتلك الواقفة في شباك جمع التبرعات المزدحم ليذهب بحثا عن صديق يستدين منه ثمن أرغفة خبز لأولاده وان لم يجد فلا بأس من المبيت على الطوى وذاك التاجر الذي لو تجرأت يوما وطلبت منه أن يقرضك عشرة دنانير لردك تبلدا بكل ضمير مستريح ينفق عشرات الآلاف توفيرا للأساسيات للمحتاجين مجانا وذاك الطفل الذي لا يفقه في الدنيا شيئا سوى ألعابه وتذمره من مدرسة الحساب التي تحتاج إلى تعلم الحساب يتحول بكل طفوليته الساذجة إلى رجل مرور ينظم حركة سير السيارات وسائقيها يطيعون أوامره الطفولية المتضاربة تشجيعا له و إعجابا به وهذا الذي كان صديقك ثم اختلفتم فنأى كل منكم عن الآخر مغاضبا يلتقيك في ساحة الاعتصام فيعانقك بكل الشوق ويقبلك بكل الحب وكأن شيئا لم يحدث بينكم .
وهذه التي كان زوجها أو خطيبها أو حتى حبيبها يغار عليها حتى من نسمة القبلي ويقيم عليها الدنيا ولا يقعدها لمجرد أن رن هاتفها خطأ تزاحم الرجال بمباركته أو بدونها لتقوم بدورها .
ويخذلك مخزون ذاكرتك من أسماء الإشارة لتعيد تكراره من جديد لتقول ذلك الطبيب النطاسي الذي تطبق شهرته آفاق مدينته يترك عيادته الخاصة ليعمل متطوعا في مستشفى عام أو ميداني مضحيا حتى براحته ، وذاك المحامي المفوه يسخر قدرته على الإقناع في بث الحماس في أولئك الشباب المتحمس أصلا لمساعدته في تنظيف هذا الشارع أو ترميم هذا المبني أو ذاك المركز .
وتنتهي كل أسماء الإشارة من قاموس الخليل بل وتنتهي حتى قدرتك على تكرارها ولا تنتهي تلك الصور الجميلة التي قدمها شعبنا في ثورته .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستحيل ليس ليبيا
- مصر : فيضان النيل وغثاء السلطة
- ديكتاتورية الاجتثاث واقصائية الحل
- كنيسة القديسين : فتنة قبرها المواطنة
- تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة
- الفضائية المقترحة : حوار لاتصادم
- مقاصد الشريعة والعمل المدني
- الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس
- لنتحاور بحب
- مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية
- مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن


المزيد.....




- السعودية.. الشرطة تتدخل لمنع شخص بسلاح أبيض من إيذاء نفسه في ...
- فيضان يجتاح مناطق واسعة في تكساس وسط توقعات بمزيد من الأمطار ...
- إدانات ألمانية وأوروبية بعد تعرض نائب برلماني للضرب
- مقتل مراهق بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوماً بسكين
- مجتمع الميم بالعراق يخسر آخر ملاذاته العلنية: مواقع التواصل ...
- هايتي.. فرار عدد من السجناء ومقتل 4 بأيدي الشرطة
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أحد حراس القنصل اليوناني أثناء مراس ...
- قتيلان في هجوم استهدف مرشحا لانتخابات محلية في المكسيك
- محلل سياسي مصري يعلن سقوط السردية الغربية حول الديمقراطية ال ...
- بيلاروس تتهم ليتوانيا بإعداد مسلحين للإطاحة بالحكومة في مينس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الفيتوري بن يونس - ثورة فبراير وجهنا المشرق