كوني فأكون: شعر

رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 20:51
المحور: الادب والفن
    

كوني ... فأكون
شعر/ رياض خليل

1
حلم يبحث عن عين,
و فم يبحث عن شفتين.
أصوات خرساء.
فرح و بكاء.
والنهر يفتش عن شطين.
2
من منّا العاشق ؟
من منّا المعشوق ؟
من منّا الحاجب ؟
من منّا المحجوب ؟
و أنا المجنون العاقل ..
أسعى نحوك,
أرسم وجهك,
أشعل نجمك ,
أكتب اسمك من حرفين
3
أتوثب نحوك عشقا.
أتضور شوقا .
أقترب إليك وتبتعدين ؟
أبتعد..
فتقتربين ؟
نيرانك تطفئ نيراني ,
و الوجد يلون ألحاني.
نرقص ,
و ندور ..
أنت الساحر
و أنا المسحور
4
تحترق البسمات على شفتي.
تتساقط بعض الأنجم من عيني.
أوشك أن أنكر وجهك
وجهي
صوتك.. صوتي..
و الليل يفتش عن شمعه,
و فؤادي توقده اللوعة .
أبكي و أصيح..
صوتي ترسله الريح,
و يعود صداه ..
يحمل بعض التلميح .
أمضي..
أتوسل أفقا,
أتجدد وهجا ألقا.
أستسلم للتصريح.
أكشف عن قلبي.
أعلن عن حبّي.
ينبذني الناس..
يصفوني بالخناس..
لأنّي لا أقبل بالتوبة!؟


5
تقفين وراء الباب .
تنتظرين الأحباب .
و أنا الهيمان ..
أغرد كالعصفور .
أهدأ و أثور .
أتقصى طيفك ,
و تسابقني الطرقات إليك ,
فأسرع ,
أعدو نحوك..
فأكاد ألامس طيفك..
لكنّك تتوارين.
أتألم أسأل :
كيف تصدّين ؟!
6
ليل يبحث عن سهر .
عود يبحث عن وتر .
و تراب يبحث عن مطر .
و أنا المجنون العاشق,
أسعى نحوك ,
أرسم وجهك .
في خارطة الوجع القاتل.
أنقشه في لوح الزمن القاحل
و اسمك أكتبه من حرفين .
7
وهم و سراب ,
و الحب عذاب ,
و أنا المجنون العاشق ..
أقرع كل الأبواب ,
جراحي تصرخ ..
تلهث ..
أغدو سجنا
ليس له أبواب .
و أكاد أشيع آمالي .
أوشك أن أدفن فرحي ..
أغنيتي ,
فيفاجئني صوتك ,
يتسلل من بين النسمات,
و يهمس ,
يوقظني,
يأمرني بالحب ..
وبالحرب ,
فأنهض ,
تتجدد روحي,
فأطير .
تعانقني النسمات.
أشم عبيرك:
هذا عطرك..
أعرفه,
هذا دربك ..
أسلكه ,
ها أنذا آت ,
أتسلل نحوك
من بين حبيبات المطر ..
و من بين مسامات الأنسام ,
أشق طريقي نحوك .
أعرف أنك تنتظرين ....
و أنا ..
و الحب الهارب نحو الحب .
8
همّ وشجون .
أفق مسجون.
و أنا المصلوب إلى ذاكرتي.
لا أعرف كيف سأخرج,
كيف سأولد ,
كيف أفك قيودي
تتحطم أسئلتي ..
أجوبتي..
أوشك أن أفقد وجهك...
وجهي..
أهتف,
أتعثر بالكلمات ,
أتشبث بالآهات.
أجتر اليأس..
الخوف ..
الحزن.
أتقوض.. تحت ركام الوحشة.
ثم أحسّك ,
ألمح وجهك خلف ..
غلالات الأنسام,
أحسك قادمة.
يتكلم صمتي.
و يطير لساني.
ثم أعيدك حلما .
أقرأه فاتحة الوصل,
و خاتمة للفصل ,
أحيلك نغما
و ألم بقايا يا قمري المتكسر ,
أحمله علما .
9
صلح و خصام .
حرب و سلام .
و هواجس و رؤى.
وفضاء حرّ ,
يحتضن الدرّ,
و يطير و يطير.
و أنا المصلوب المغلول ,
أهرّب صوتي ..
أغنيتي .
يرتد صداه,
و يحمل معه بارقة.
أعرف أوقن ..
أنّي المجنون و أنت العاقل.
أنت الذكرى ..
و أنا المنسي ..
أكتب من أجلك شعرا ..
و الحرف عصي .
10
كوني فأكون.
أنت العاقل و أنا المجنون
أنت الحب المكنون ,
و أنا الصب المفتون .
أحلم بالورد المتوهج
في خديّك ,
و أرسم من وجهك قمرا ..
صورا ..
يأتيني صوتك كغزال,
يوقظني ,
يأمرني بالحب
وبالحرب .
فأنهض ,
أتجمع ,
ثم أعيدك حلما ,
و أجدد مرسوم الرحلة.
فتعود البسمات إلى شفتي ,
تتوهج بعض الأنجم في عيني .
11
اقترب و تبتعدين .
ابتعد فتقتربين .
أتجلّى :
تحتجبين ؟
و أنا المجنون العارف سرّك ..
سحرك ..
و أصدق أنك ..
أنّي :
كوني فأكون
أنت الغاية
و أنا الصبّ المفتون.

دمشق

#رياض_خليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات