المزبلة

رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 03:58
المحور: الادب والفن
    

-1- الطاعون
أعيش في مدينة , بلايد ولادم ولالسان
موصدة المسالك
منبوذة من معظم الممالك
مشهورة بالعقم والمهالك
مجهولة الحسب
مقطوعة النسب
تبول في تاريخها اللقيط
تحارب الهواء
وتصنع الأعداء من هواجس الطاعون
وتغرز الأشواك في تألق العيون
ليستمر موسم الدخان والجنون .
-2- كابوس
مدينة شيدها الظلام
تسير في المنام
وتجهل الكلام
يقودها الأمي
بحكمة الغبي
يجعلها زنزانة .. ومقمرة
ومسرحا للمسخرة
وللفصول المنكرة
والموت فيها شارد
يجهل أين المقبرة
-3- إيدز
مدينة مريضة بالإيدز والعصاب
بظلها ترتاب
تحيا بلا ثياب
عارية إلا من الخراب
-4- فصام
ما أفظع الحياة في مدينة ..
فيها يضيع الفرق بين الموت والحياة
والناس والقرود
والعبد والمعبود
عقارب الساعة فيها لا تدور
والأرض لا تدور
يسمع فيها الصم
ينطق الخرسان
يبصر العميان
ويحمل المجنون صولجان ؟
يحرسه شيخ وبهلوان
وبيدق مسلح
ولحية في ذقن أفعوان .
-5- قطيع
وناسها ..
يحترفون العيش في النعال
تسوسهم عمامة
بفطنة النعامة
تقنعهم أمانة المحتال
وطيبة الدجال
يروي لهم مواعظ الصلال
يحكي لهم عن العصا والسحر والساحر
والثعبان
والسير في الهواء
والرقص فوق الماء
والإرهاب في السماء
ومنطق القيامة
فيطربون
يهللون
وينتشي بنصره العلامة ؟
-6- مازوخية
مدينة بلهاء مازوخية
غريبة الأحوال والأطوار سوداوية
والموت في منطقها ترف
بئس الخلف
تزني به ذاكرة السلف
فتستمر دورة الخرف
مدينة الصلف
في إستها الشرف
وفي دماغها القرف
-7- هاجس
تخشى من الأسئلة الذكية
أن تكشف الهوية
وتوقظ الكرامة المنسية
فتقلب القضية
وتستعيد الروح والحرية
-8- أمجاد
مدينة تسوسها الخرافة
وكاهن يمتهن العرافة
يسوق الحكاية
عن بطل ليس سوى نفاية
وعن نبي من خشب
وعن نتيجة بلا سبب
يدعو إلى الإيمان بالأشباح
والموت كي نحيا بلا أرواح
والويل والثبور
لمن يثور
على عقيدة الصراصير
ورأي القمل والديدان
-9- الغبار
مدينة يقود ها الغبار
وتدمن الفرار
يخجل منها العار
وأهلها..
يكافحون الشمس والنهار
والبدر في المدار
ويعبدون الموت والضلال
-10- المزبلة
مدينة مغفلة
تبني بها الحضارة المسفّلة
تجعل منها مزبلة
والحل لا يعرف أين المسألة ؟
-11- أمل
مدينة تنتحل الحياة
تزحف في حذر
تغازل القدر
لعلها تختطف البسمة من فم القمر
وآية من صحوة الحجر

#رياض_خليل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل