أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض خليل - الله-الشيطان-العبد : 3+4+5 من 7















المزيد.....

الله-الشيطان-العبد : 3+4+5 من 7


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 928 - 2004 / 8 / 17 - 09:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله – الشيطان – العبد
ثالوث الذات البشرية

3- صناعة الآلهة
للعقل ملكات عديدة , ومنها ملكة التخيّل , وهذه كانت نقطة ضعف وقوة في آن , طبقا للمنحى الذي تتخذه خلال عملها , فإذا عملت بانسجام مع باقي الملكات , أثمر عملها وجاد , ولو انعزلت , أودت بصاحبها إلى مجاهل ومتاهات لاعودة منها .
أكثر ما يميز العقل , قدرته على الخلق والإبداع وصناعة الأوهام , عن طريق إطلاق طاقة التخيل إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه , وربما إلى درجة الانفصال عن الواقع , الذي هو المصدر الأم لأية تخيلات وتصورات وأبنية خيالية – خرافية – أسطورية فعلى الواقع يقيس , ومن الواقع ينطلق الإنسان في بناء ورسم أوهامه , وعالمه الخيالي , الذي قد يضيع العقل فيه , ويفقد خط العودة , وهنا تجري عملية استبدال الواقع/ الحقيقي , بعالم الخيال , الذي يتحول بدوره إلى واقع مواز للواقع الأصلي وأكثر قوة , وأشد حضورا منه , في الذات والوجدان , وتغدو الصورة المقلوبة هي الصورة – القاعدة – المسيطرة , وما يساعد على ذلك هو أن الصورة الفرع هي الأكثر جاذبية وكمالا وتعبيرا عن تطلعات وطموح وشغف الإنسان بالكمال المطلق , وهو ما يعني التغلب على ضعفه , وتجاوز عجزه , وتخطي محدود يته بأي ثمن . وما أنجزه الخيال البشري من خرافا ت وأوهام , يؤكد صحة ما نذهب إليه . إنها الشهوة آل" سو برمانية " إلى التفوق والخلود , ولو على حساب الواقع . وكثيرا ما نلمس لدى الناس نوعا من الهوى المفرط , والتعلق المرضي بالشائعات والغرائب اللاواقعية , إلى درجة أنهم يدافعون عنها كما لو أنهم يدافعون عن وجودهم وكرامتهم , ولاغرابة في ذلك , لأن الأوهام كثيرا ما تغذي وتهدئ قلق الروح , وتحقق نوعا من التوازن والاستقرار النفسي التعويضي للبعض . وقد بلغ تعلق الإنسان وشغفه بمخلوقاته درجة تقديسها وعبادتها .
في هذا الإطار , كانت أهم وأقدم صناعة , شغف بها الإنسان , هي : صناعة الآلهة ومستلزماتها وما تفرع عنها من صناعات , مثل صناعات : الشياطين , الملائكة , الجن , العفاريت , الأنبياء والرسل , وأنصاف وأشباه الآلهة . وبلغ شغف الإنسان بها درجة الاستغراق فيها كليا , فصدقها , وعبدها , وأطاعها , ونذر نفسه لها . واتخذ منها بوصلة توجه روحه وحياته
برمتها . وهكذا استولى المخلوق على الخالق , واستعبده .
4- الوظيفة الإيجابية الطبيعية للدين
الدين حاجة وطاقة روحية/ عقلية/ نفسية للإنسان , وقد انطلق كسلاح فعال في مواجهة الواقع , ولعب دورا إيجابيا محفزا على التطور , وكان يجسد الشخصية العامة المشتركة للجماعة , ويلخص إرادتها وكرامتها وتصوراتها وقيمها وتاريخها وذاكرتها وعاداتها وتقاليدها وطموحاتها ومواقفها , كان روح وعقل وبصر وبصيرة الجماعة , كان البوصلة , دفة التوجيه , الشراع والقوة , كان الدرع الذي تحتمي به الجماعة , وتصون بقاءها , وتؤمن استمرارها . واستطاع الدين أن يلعب هذا الدور الحيوي المنشط , لأنه كان ينسجم مع الواقع , ومتطلبات الفطرة الإنسانية , والانفتاح والإقبال على الحياة , والسير في ذات اتجاه سير الناموس الطبيعي , وكان جوهر الوظيفية الدينية يقوم على تعزيز الحياة المشتركة , وتسهيلها , وتيسير أسبابها ,
وضمان أهم عنصر فيها : الحرية , والحرية عموما هي الإباحة , والأصل في الأشياء هو الإباحة , لا المنع . وقد استطاعت الأديان في المراحل المبكرة تحقيق هذا المبدأ : الحرية , ومارسته بشكل صحيح , يؤمن التوازن بين حرية الفرد وحرية الجماعة التي ينتمي إليها , وقد كان الدين يحقق الغرض والغاية من وجوده ودوره في حياة الإنسان , فردا وجماعة . والسبب الأهم يكمن في التصاق الدين بالواقع والجماعة , وتجسيده لمصالحها , وقربه من فهمها , وحضوره القوي في حياتها .
كانت للآلهة ذات المواصفات الإنسانية , ولا غرابة في ذلك , مادام الإنسان هو الذي خلقها , انطلاقا من ذاته , وقياسا بذاته ولكنها كانت صورة معدلة .. مطورة عن الإنسان , إنها تغضب , تثور , تتزوج , تحب , تكره , تتآمر , تتصارع .. وتملك قوى تفوق القوى المتاحة للإنسان , مع أنه هو الذي عمم صفاته وأسبغها على الآلهة , بالصورة التي يحلم أن يكون هو نفسه عليها
وضمن هذا المنحى , كان الانسجام بين الإنسان وآلهته متحققا , كالانسجام بين الإنسان وخياله , بشرط أن لا يتخطى الخيال حدود وظيفته الطبيعية كطاقة حيوية خلاقة ودافعة للتطور , وتصب في مصلحة وخدمة الإنسان .
وبقدر تمايز الجماعات , وتعدد الخصوصيات , كان تعدد الأديان , وكان تعدد الآلهة , وكانت الشياطين ضمن تصنيف الآلهة المناوئة , ولم يكن ثمة تباين تناحري مطلق فيما بينها .
كان لكل قبيلة أو عشيرة , أو جماعة ما دينها الخاص بها , وهذا ما استدعى ضرورة تجسيد الآلهة برموز محسوسة عيا نية وهي ما نطلق عليه : الأوثان , وهي بمثابة الهوية الملموسة , التي تميز هذا الدين الوثني عن ذاك , وهذه الجماعة عن تلك
بمعنى آخر , كانت الأقوام تفصل آلهتها وشياطينها طبقا لخصوصياتها , وبهدف تجسيد الإرادة والشخصية العامة المشتركة للعشيرة أو القبيلة أو القوم .
5- الدين العولمي : ( التوحيدي )
تزامن ظهور الأديان التوحيدية مع انفتاح الجماعات العشائرية – القبلية على بعضها البعض , اقتصاديا وثقافيا , وبرزت التحول من التنظيمات العصبية – العرقية- إلى تنظيمات أرقى وأوسع , تستوعب وتهضم في داخلها الأقوام والجماعات الصغيرة
المختلفة , ما يعني بروز أنواع أخرى من الروابط والعلاقات بين الناس , تسمو على الروابط الأ د نى وتحل محلها , وقد جرى هذا التحول بصورتين : دنيوية ( الإمبراطورية الرومانية مثالا ) , ود ينية ( المسيحية مثالا ) , الأولى اعتمد ت القوة والحرب وسيلة , والثانية اعتمد ت الد عوة والخطاب السلمي , وهدفت إلى تحسين شروط حياة الإنسان , وتعزيز الروابط والأخوة الإنسانية , وكان انتشارها سهلا وميسرا خلال المراحل التالية . المهم هو أن الأديان التوحيدية عملت على دمج الآلهة في إله واحد , لكل البشرية , ولذلك قيمته في تعزيز وحدة الجنس البشري .



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله- الشيطان- العبد
- القرش : قصة قصيرة
- تشرد :
- سعدية : قصة قصيرة
- توازن : قصة قصيرة
- فاصلة الشاهدة والقبر : شعر
- رحلة الظل والتراب : شعر
- طلقة في الهواء : قصة قصيرة
- جحود : قصة قصيرة
- حالة شاذة : قصة قصيرة
- الرجل الذي فقد وزنه : قصة قصيرة
- الشارع العجوز : قصة قصيرة
- العين المعدنية البيضاء : قصة قصيرة
- مدن الذباب : شعر
- خرافة : قصة قصيرة
- الحائط : قصة قصيرة
- الطيف : قصة قصيرة
- قصائد قصيرة -3
- أفكار حول القصة القصيرة
- (2 ) قصائد قصيرة


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض خليل - الله-الشيطان-العبد : 3+4+5 من 7