أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - المتقمصة: قصة قصيرة من مجموعة الريح تقرع الباب 1976















المزيد.....

المتقمصة: قصة قصيرة من مجموعة الريح تقرع الباب 1976


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 22:19
المحور: الادب والفن
    


" لقد ضاع مني كل شيء ، لقد ضاعت مني أشيائي ، فهل أنا موجود حقا؟ " .
هدى جميلة جدا ، عيناها سمكتان خضراوان ولعوبان . هدى لا أحد يدري كيف انشقت الأرض عنها كما تنشق عن الربيع ،وبزغت بغتة كهزيم الرعد ، في مدينة بلا رعد ، وارتمت على شفاه المدينة اليابسات كينابيع لا تحصى .
" من أين جئت أيتها العاصفة ؟ وكيف اختطفت فؤادي ؟
حينما انبثقت هدى بلا إنذار أو تمهيد .. سرت في أعصاب المدينة رعشة غريبة ! كانت تمشي .. فتتراقص الأشياء من حولها نشوة وطربا . ينتظرها الجميع كما تنتظر الأرض المطر بعد صيف لاهب ، فهطلت عليهم دفعة واحدة ، وتساقطت بعدها جميع اللغات ، ليبقى اسمها اللغة الوحيدة التي تتألق في كل القواميس كزمردة يتيمة .
وبخفة الطير كانت هدى تنطبع على الوجوه , تستولي على الألوان ، تنزرع في الأنحاء ، لتنفلت المدينة من رقادها وهمومها وأوجاعها ، وتغتسل بالصحو والفرح ، وكلما كانت هدى تتدفق بالضوء والربيع .. كانت ملامح المدينة تشفّ عن ابتسامة لاهفة .. غير عادية .
" من الذي لا يحب هدى؟ من الذي لا يبحث عنها ؟ " . قلب المدينة يغلي ويفور . قلب المدينة يتأجج كالبركان ، تنقذف منه حمم الرغبات المسعورة ، التي تتلهف لامتلاك هدى الرائعة .
كانت هدى تتوجس خيفة من مثل تلك الحالات العصبية ، التي وصلت إليها عواطف المدينة ، وتخشى تلك الطريقة المغامرة والطفولية في الحب ، لأنها تنطوي على الكثير من التهور والطيش ، كما أعربت مرارا عن استنكارها لمثل تلك التصرفات الصبيانية ، وكان مما قالته : " السكين في يد الطفل تجرح " . هدى تدرك أكثر مما نتصور .
" آه .. يا حبيبتي ! إن لك حنكة عجوز .. وبراءة طفلة "
******************************
لازلت أذكر يوم اجتمع الناس في ساحة المدينة ، والنشوة تعصف في دمائهم ، حينما كانت هدى تضحك ، فتملأ السماء بالموسيقا ، البعض استلبوا إلى عالم فسيح لهم ، ضيق على سواهم ، صاروا مشغولين فيها وبها . لازلت أذكر ذلك اليوم .. حينما احتشدت المدينة من كافة الأجناس والفصائل والطبقات ، في محاولة للاستيلاء عليها . لقد كانت الدوافع متباينة ، وكذلك الغايات والوسائل ، لكنهم لم يستطيعوا الاقتراب منها ، وهي تقف في وسط الحشد شامخة كعمود من الضوء . تتحصن داخل سطوعها الذي يبهر الناظرين إليها . كانت ترفض مصيرا يسعى بعضهم له ، تهالكوا على أنفسهم ، وتقهقروا دون المساس بثوبها المزركش بالنجوم .
أثارت تلك الحادثة دهشة المدينة وفضولها لمعرفة الأسباب التي دفعت هدى إلى الامتناع عنهم ، وانهمرت أسئلتهم عليها ، وكان جوابها المتكرر: " أنا أفتش عن الإرادة في رغباتكم الطيبة ، كما أن الوقت لم يحن بعد " .
ولكم ردد كثيرون .. والتعجب والاستفسار يعصفان في عيونهم ووجوههم : " الإرادة ؟ الوقت ؟ " .
وبينما راحت الجموع تتهامس غارقة في غمرة تساؤلاتها .. شقت الضجة المتصاعدة ضحكة هدى المدوية ، ولم تكد تلتفت الحشود إليها .. حتى شاهدتها تتحول إلى قوس قزح يعانق سماء المدينة ، تبادلوا النظرات بصمت وحيرة .. إلى أن انبثق من بينهم صوت امرأة تقول: " أنا أعرف هدى جيدا ، وقد قالت لي: " من السهل عليك أن تجدي من يعطيك ياسيدتي ، ولكن من الصعب أن تجدي من يحبك "
تشابكت أصوات أنثوية وذكرية .. راحت تتوالى وتتوازى وتتقاطع :
- إنها تكذب عليك ..
- لقد اشتريت هدى ..
- أحقا؟
- لقد عرضت عليها كل ثروتي .......
- إنك تجهل الطريقة ..
- هدى تحب الفقراء ، لأنهم يعرفون كيف يعشقون بصدق ..
- هدى ساحرة .. مشعوذة .. روح شرير
- إنها غريبة عن مدينتنا .. يجب طردها قبل أن ندفع الثمن باهظا ..
- درهم وقاية خير من قنطار علاج
- أنا أخالفكم الرأي .. هدى هي ابنة البلد الشرعية .. وتنتمي إلينا
- بل لقيطة .. من أين جاءتنا .. هذه البلوة ؟ ! لتبذر الشقاق بيننا ؟
- بل هي أصيلة .. والفتنة موجودة أصلا .. هدى تجسد الحق والفضيلة والعدالة والخير
- من هو أبوها ؟ أمها؟؟ جدها ؟
- نحن .. كلنا أهلها
- هدى يصعب الحصول عليها
- لاتكن متشائما
- جربت حظي
- ربما أخطأت السبيل ، فالوصول إليها ممكن ، ولكن قد نخطئ بخياراتنا وسبلنا
- لقد سرقوا مني هدى ، لقد سرقوا مني نفسي ، فهل أنا موجود حقا؟
- متى حدث ذلك
- منذ ولدت يا صديقي ... منذ ولدت ...
- أحقا؟
- حتى الآن لم نستنفد كل الوسائل
- من جهتي أنا لا أملك الوسائل
- إذن لماذا تحمل نفسك العناء؟
- " إن عشقنا فعذرنا ....... أن في وجهنا نظر " .
- لقد ضاع مني كل شيء ، لقد فرّت مني أشيائي ، فهل أنا موجود حقا؟
- طوبى لك أيها العاشق الشقي ، وأنت تندحر مصلوبا على عريك . لقد تخلت عنك الصور ، فغدوت شفافا كالأثير . هائما تبحث عن وجهك .. في خواء الأشكال والألوان .. ومازلت تتساقط على حقيقتك الملتهبة ، فيما تنحسر عن خطواتك الدروب ، فتترنح على مشارف الانهيار والنكوص .
ارتجفت الصورة وفقدت الهدوء والاستقرار ، وجرت عملية فرز حادة في صفوف الناس ، بين مستعد جاحد لهدى .. ومناصر متعبد لها . حدث ذلك بعد أن صار الناس يستيقظون كل صباح ليشاهدوا بضع جثث متناثرة هنا وهناك ، في شوارع المدينة . انفجر الرعب في أعماقهم ، وراحوا يغالبون قلقهم ، ويعيشون على أعصابهم ، كل يتوقع دوره وساعته المشؤومة باستسلام ويأس عارمين . كانت معظم الضحايا من الأبرياء ، الذين يتفانون حبا بهدى . الدهشة والغرابة والفضول تسيطر على الجميع ، والتوتر يملأ المدينة . كانت تسمع في سماء المدينة في تلك الأثناء ، وبين حين وآخر .. أصوات ناشزة ، وقهقهات شامتة مريعة ، لكأن ملايين العفاريت والجن قد سكنتها . وكانت تحتل وجه السماء ليلا صورة بومة فظيعة الملامح ، تطلق نعيقا يفور منه الشؤم .
تناثرت المدينة مزقا بين الشك واليقين ، واستحكم بها التردد والحيرة والارتباك ، وصار وجهها مهزوما ، ملطخا بالانكسار واليأس والحزن ، وبدا كأبار عميقة ومظلمة ، راحت تنسحق في سقوطها المرير ، وأوجاعها المستحكمة ، فهي ثكلى لا تكف عن الندب في شعاب الانهيار والحرمان والوهم . تخنقها رائحة الخديعة ، يتربص بها الموت مستزيدا عدد الضحايا .
بطريقة ما.. انتشرت إشاعة ، وسيطرت على المدينة ، مؤكدة بصور مختلفة على إدانة هدى .
- هدى الجميلة جدا هي الفاعلة ...
- إنها البومة التي تغطي صورتها وجه سمائنا كل ليلة
- لماذا نتركها تزرع الخراب والدمار في أرضنا الطيبة ؟
- هدى شيطان مريد
- أرأيتم ما تفعله تلك الأفعى الرقطاء الضارية ؟
- يقال : إن بعض الضحايا كتبوا أسماءهم بدمائهم المهدورة أثناء احتضارها ، وشهادتها على أن هدى هي الفاعل المجرم القاتل ..
- لقد سمعت بأذني الضحية وهي تؤكد أن هدى هي الفاعلة
- ضحية :" هدى لم تكن سوى وحش افترسني غدرا " .
- هدى خداعة مزيفة
- هدى غول .. يجب التخلص منه سريعا
لم يبق سوى ثلة من العشاق المخلصين المجانين الحقيقيين المتفانين ، الذين ظلوا يتمسكون بوجود هدى الطيبة النقية الطاهرة المحبة ، وكانوا مقتنعين ببراءتها من كل ما ينسب إليها ، وما يدور حولها من إشاعات وادعاءات وأقاويل باطلة .. هؤلاء وحسب تشبثوا بها إيمانا وغراما ، ووقفوا معها بصلابة وثقة راسخة وصلت حد التقديس ، هؤلاء صمدوا وتصدوا لأعدائها ، وفندوا جميع الأكاذيب ، كانت عقيدتهم أشد رسوخا من الجبال ، وآراؤهم سديدة .. محكمة وصائبة :
- هدى لا يمكن أن تفعل ذلك
- هنالك ساحرة تتقمّص شخصيتها ، لتشويه سمعتها ، إنها تثير الفتنة والشقاق .
- علينا كشف المستور .. ومعرفة مكيدة الساحرة وخططتها من أجل فضحها
- هدى شجرة باسقة لا تطالها النقائص
- هدى نبع حب ووفاء .
- هدى شمس لم تسطع كليا بعد
- هدى وردة .. تمتد أوراقها في شرايين الأوجاع والبؤس بلسما ويسرا
- هدى تفتش عن التجلي والوضوح .. كلما حان وقت الصباح الندي في حضرة السيد الربيع ، حيث تقام الأعراس الأرجوانية ، على وقع الفرح والطفولة .
- احذروا الساحرة التي تتقمص وجه هدى المشرق البهي .
- وكما تنتقل الريح ..شاع في أوساط المدينة أن هدى ستظهر غدا أمام الملأ ، في ميدان المدينة الرئيسي ، لكي تدلي بدفاعها ، وتبرئ ساحتها وذمتها المتسخة خطأ وجهلا .
- عمّ الفرح أوساط المدينة .. وتهللت أساريرها ، وخفق قلبها اغتباطا وترقبا لتلك اللحظة الحاسمة . وتنشطت أحلام الناس وازدهرت وأورقت في تلك الليلة الفريدة . حيث لم يذق أحد النوم خلالها ، ولكم تلهفوا لمعرفة أسرار الحالة التي وصلت إليها مدينتهم التعيسة .
*************************************
امتلأ بطن الميدان الرئيسي للمدينة بالناس . اسودّت السماء ، واقتحمتها سحب دكن كالغضب ، راحت تندلع منها البروق المتكسرة .. فيّاضة بالمكر والخديعة . ساد النفوس إحساس عارم بالجريمة ، وبوجود فخّ وتربص . فرقعت موجة رعود متشنجة ، جمدت إثرها الرؤوس وانشدّت العيون باتجاه مصدرها ، الذي تكشّف عن هدى ....بدت الوجوه والعيون وقد شدت بحبال معدنية إلى صورتها . أطبق الصمت . ساد الوجوم والدهشة والشك جميع الوجوه . كان ظهور هدى مفاجئا ، وعلى غير عادتها في دقة المواعيد . أيكون في الأمر شيئا ؟
لم يدم ذلك الإحساس طويلا بين الحاضرين ، لأنهم غرقوا في خضم الحديث الذي كثيرا ما تلهفوا وتشوقوا لسماعه . حيث شرعت هدى تتحدث :
" لم أكن أتوقع أنكم ستفقدون الثقة بي إلى هذا الحدّ ، لكنني مضطرة للصفح عنكم ، لأن قوى الشر والطغيان كانت أقوى وأعتى منكم ، وأدهى مما نتصور . ولو علمتم حقيقة الأمر لما جحدتموني ، ولعرفتم كيف تجابهون تلك الساحرة اللعينة التي تتقمّص صورتي للإيقاع بكم ، فيما تبيّته لكم من شرور لمّا تنتهي بعد .
ولعل هذه الروح الشريرة التي تتربص بكم السوء .. ستظهر في أية لحظة: ربما الآن .. بعد دقيقة .. ساعة .. ومن الطبيعي والمتوقع أنها سوف تدعي الأصالة ، وأنها هي وليس أنا : هدى الحقيقية ، التي تحبكم ، وتعمل لمصلحتكم ، وسوف تنعتني بالساحرة الخائنة .. والمتقمّصة لشخصيتها .. فانتبهوا جيدا إلى ما تنصبه لكم من فخاخ ، ولا تأمنوا جانبها . أما إذا أردتم القضاء عليها ، والتخلص من سطوتها ، فهاكم الطريقة : لا تعطوها فرصة البدء بالكلام ، ففي هذا السبق تماما يكمن سرّ قوتها وشرها ودهائها ومكرها وسحرها الأسود . فإن بدأت .. ولو بحرف قبل أن تقضوا عليها .. فقد غلبتكم على أمركم ، وصار لها الانتصار عليكم ، أما إذا فاجأتموها بالضربة الأولى القاصمة .. فالنصر لكم عليها لا محالة . وكما تعلمون : " فإن الضربة لمن سبق" . يا أحبائي .. أوصيكم أن تهيئوا أنفسكم جيدا قبل أن تغافلكم ، فتقضي عليكم بالاندحار والجحيم الأبديين ، انتبهوا .. وأصيخوا معي ، إنني أحس بوقع خطواتها .. أظنها قادمة ، دعوني الآن أتوارى بين صفوفكم ، سأراقبكم جميعا ، لأرى ما ستفعلونه ، أسرعوا لننتهي من هذه المصيبة .
التهبت السماء بدفء غير مألوف ، وسرى الانتشاء في عروق المدينة . فرقعت إثر ذلك ضحكة هدى الرنانة في الأفق .. صفا وجه السماء .. غرق الوجود في شروق خالص ، كأنما أمطرت السماء شموساً.
ذهلت الحشود, وطغت عليها رعشة ورجفة مبهمة, مفعمة بالشعور بالذنب. شيء ما يتربص! له رائحة المؤامرة, وطعم الخيانة؟!
كان الوقت الذي ظهرت فيه هدى الثانية..هو الوقت المحدد بالضبط لظهورها. مما جعل الأمر يختلط على الجميع, لتتشوه معالم الصورة في الأذهان و الأحاسيس والقلوب, من هي هدى الحقيقية ؟ ومن هي هدى المزيفة ؟وهل يمكن أن يكون الوقت دلالة ما ؟ باتت اللحظة حرجة, والحسم صعب وقاس. إنها لمصيبة حقيقية.
تحوّل كل شيء إلى لونين: أبيض..أسود, بعد أن اضطربت جميع الألوان داخل الصورة لتشف عن الشرك.
ما إن تجلت هدى على الملأ.. تتقدمها ابتسامتها القدسية الهيفاء, حتى اندلعت الكارثة من كافة الثقوب والشقوق, في محاولة لالتهام هدى, فخف إليها عشاقها الحقيقيون, يحمونها بأجسامهم العظيمة, حتى ضربوا حولها سورا من الضحايا, وتحولت الأشياء إلى مجزرة شنيعة, غطى الدم المساحات مكتسحا كل شيء.
سحقت المدينة هدى وعشاقها المتفانين بالدفاع عنها شر سحق, فغاصت في جحيم الضجة والتفسخ والانحلال. ابتلعتها أحشاء الشرك المشؤوم وتمرغ وجهها بالرماد والليل.
لم يجد الدفاع عن هدى شيئا, وتهشم وجهها المضيء..داسته الأقدام القذرة. لكن ابتسامتها بقيت متفتحة على ثغرها كزهرة تحتضن الآفاق بالطهر والبراءة, فيما خيمت على المدينة ساعتئذ صورة تلك الساحرة, التي كشفت لحظتها عن هويتها ووجهها القميء. وراحت تقهقه بشماتة وتشف.
كان لها وجه عجوز شمطاء دميمة الخلقة. في عيونها الجاحظة حقد ولؤم ودهاء. كانت تفور من شدقيها رغوة الانتقام والحقد ولذة الجريمة. ولم يكن وجهها سوى البومة التي كانت تحوم كل ليلة في سماء تلك المدينة.
امتلأت السماء وحوشاً ومخلوقات كريهة, ولعلع فيها صوت الساحرة الماكرة, وهي تأتي من ورائها مزيدا من الإغاظة والاستفزاز للمخدوعين بأحبولتها الفظيعة – وراحت تثرثر بلهجة داعرة:
- لن تنافسني هدى, في السيطرة على المدينة بعد الآن. يا لكم من أطفال بلهاء! وما أحمقكم وأغباكم! لقد دفعتكم إلى قتل هدى الحقيقية بأيديكم وتم لي الانتصار عليها وعليكم. ولا مفر من سيطرتي بعد الآن.
ختمت كلامها المشبع بسكرة الانتصار, بقهقهة ناشزة مقرفة, فيما راح المخدوعون يرقصون رقصتهم الصوفية المستغرقة بحبيبتهم المغدورة المظلومة..حتى الموت, تكفيرا عن الخطيئة التي ارتكبوها, والجريمة التي لوثوا أيديهم بدماء أغلى حبيبة لهم....بفعلها.
لقد انطلت عليهم المؤامرة التي حبكتها تلك الساحرة المتقمصة. فدفعتهم إلى شر ما يريدون, ليكون الثمن باهظاً.
كان لحم هدى العظيمة عجيناً, وكان جسدها البضّ النقي مهروساً بالأقدام الوسخة, وجثتها تفترش بقعة من الأرض كنقطة رسمت حولها دائرة مغطاة بجثث الضحايا من عشاقها, الذين دافعوا عنها حتى الموت, ولم يبق منها سوى ابتسامتها الرائعة التي تتربع شفتيها المشوهتين بإصرار وتفاؤل وإلحاح, منتظرة موسماً آخر يأتي محمولاً على أجنحة الربيع.



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحدث هذا حبا : قصة قصيرة
- عيّودا: قصة قصيرة
- ماوراء هموم امرؤ القيس
- لماذا رجعت إلى الحزن
- ثم أعيدك حلما
- الشراع الأسود: قصة قصيرة
- قصيدة - سورة القلق
- شعر: قصيدة لرياض خليل
- المزبلة
- العلمانية وصراع الأديان
- صفقة وهم : قصة قصيرة
- قادم من جحيمي : شعر
- إهداء : شعر
- مدارات التحول : شعر
- العصاب الديني/ تتمة
- الله-الشيطان-العبد : 3+4+5 من 7
- الله- الشيطان- العبد
- القرش : قصة قصيرة
- تشرد :
- سعدية : قصة قصيرة


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - المتقمصة: قصة قصيرة من مجموعة الريح تقرع الباب 1976