أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها















المزيد.....

صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 07:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في اواخر ايلول من العام الحالي نشر موظف سابق في الشرطة السرية الهولندية (BVD ) , وهو الاسم السابق لاسمها الحالي (AIVD ), نشر كتابا مثيرا عن عمل تلك المؤسسة. فكشف " فريتز هوكسترا" ان ال (BVD ), في مشروع سري اسمه "المونغول",بالتعاون مع ال (CIA ) قد اسست بنفسها " الحزب الماركسي - اللينيني الهولندي" (MLPN ) في الفترة بين 1970 و 1980, وان الهدف منه كان كشف المرتبطين بالحركة الماوية في هولندا, واسرار نجاحهم في جذب العلماء والطلاب وطرق دعم الصين لهم بالمال.

تمكنت الشرطة بهذه الطريقة من سحب البساط من تحت الحزب الشيوعي الهولندي ( CPN ) وخداع الحكومة الصينية حيث زار موظفي ال (BVD ) من اعضاء الحزب المزور, الصين عدة مرات والتقوا بارفع المسؤولين فيها.

قال هوكسترا انه قد كان لل (BVD ) عملاء سريون في جميع الاحزاب الشيوعية الهولندية مثل الحزب الشيوعي الهولندي ( CPN ) والرابطة الماركسية اللينينية ومنظمة العمل الشيوعية و "وحدة الحركة الشيوعية الهولندية" (KEN (ml) ). كان الهدف الاعلى الذي حدده ال لنفسه بعد الحرب العالمية الثانية, هو تحطيم الحزب الشيوعي الهولندي الذي اعتبره خطرا على البلاد. فقد تمكن الحزب المذكور من حشد حوالي 25 الف عامل في اضراب دام عدة اسابيع في خريف 1970.

ولايذكر الحزب الاشتراكي الهولندي (SP ), وهو اسرع الاحزاب نموا في هولندا اليوم, في الكتاب الا في اسطر قليلة, لكنها مثيره, حيث يبين ان ال (BVD ) قد مد يد المساعدة, وبدعم من ال (CIA ) لانشاء "وحدة الحركة الشيوعية الهولندية" (KEN (ml) ) والتي خرج الحزب الاشتراكي الهولندي من رحمها.

ادى هذا الاسلوب الذي اتبعه ال (BVD ), متبعا ارشادات ال (CIA ) والمخابرات البريطانية (MI6 ), الى نشوء "الحزب العمالي الاشتراكي" عام 1959, والذي تكون اساسا من اعضاء "الحزب الشيوعي الهولندي" السابقين, وكان ال (BVD ) يوجه قيادته دون علمها.

* * * * * * * * * * * *

ان يجري كل ذلك في السر,اوان يكون معروفا دون القدرة على اثباته, امر مفهوم ومتوقع في كل البلدان الغربية. لكن نشر الكتاب والمقابلات التلفزيونية علنيا على الناس اثار عندي تساؤلات عديدة. ذلك ان النشر يعني ان هذه الممارسات مقبولة وتنسجم مع النظام الديمقراطي لهولندا بشكل ما.
انا لم افهم هذا الانسجام, فانتظرت شهرا, لعلي اجد تعليقات من احد الاحزاب (اليسارية) او ان اقرأ مقالا لكاتب مطلع على الموضوع يشرح الاسئلة التي يثيرها هذا الاعلان, لكني لم اجد اي رد فعل او تغطية.
لذلك قررت ان اكتب الاسئلة التي تدور في رأسي, ثم ارسلتها الى مجموعة محدودة, لاني كنت اتوقع انها اسئلة قديمة وان اثارتها لايدل الا على نقص اطلاع سائلها على التأريخ السياسي الهولندي. لكن الامر لم يكن كذلك, ولم تكن للاسئلة على ما يبدو اجوبة معروفة, ولعل السبب في عدم طرحها رغم وضوحها هو "الخوف" !!

لم احصل على اية اجوبة, فوسعت دائرة من ارسلت لهم الاسئلة (باللغة الهولندية). واليوم وبعد شهر, لم احصل سوى على اعتراف من عضو برلماني بصحة الاسئلة واصابتها الهدف, وان هذه هي هولندا ولاحيلة لنا بذلك (بهذا المعنى) للاسف. ثم اضاف ان علي ان انتبه لنفسي!
اما الاجابة الرسمية للحزب الاشتراكي الهولندي, كانت اولا الاعتراف بدقة الاسئلة, ثم الاشارة الى موقع الحزب على الانترنيت, وكذلك موقع مهم يتابع اعمال (AIVD ) بشكل نقدي.

اليكم ما كتبته :

* * * * * * * * * *


اسئلة من هولندي مستجد مندهش

باعتباري هولنديا "جديدا", فانني دهشت من الاخبار حول اعمال التجسس التي قامت بها الشرطة الهولندية السرية السابقة (BVD ) فيما يتعلق بالحزب الشيوعي الهولندي. اثار استغرابي بشكل خاص اللهجة المتفاخرة لكشف هذا الموضوع, اضافة الى قيام ال (BVD ) بتأسيس حزب شيوعي, حيث وجد العديد من المواطنين انفسهم وقد وقعوا في الفخ. لذلك فانني اطرح الاسئلة الملحة التالية:

1- هل كان هذا التجسس قانونيا؟ "السلطة التنفيذية", اي الحكومة, تتجسس هنا على "السلطة التشريعية", وبالتالي فقد صار لها سلطة عليها. اليس هذا مخالف لاحد اهم اسس الديمقراطية, وهو "فصل السلطات؟"
2- هل من المسموح لعضو في حزب ما, او في قيادته, ايصال معلومات عن اعضاء الحزب الى جهات اخرى, حتى لو كان يعمل في الشرطة السرية؟
3- ما افهمه من الديمقراطيه, هي انها نظام يكون فيه للشعب, وبالتالي ممثليه في الاحزاب والبرلمان, السلطة العليا. هم يراقبون عمل الحكومة, ويمكن لهم احيانا اجبارها على الاستقالة. الا تخلق ممارسات الشرطة السرية هذه عالما مقلوبا, يكون للحكومة فيه السلطة على ممثلي الشعب, وليس بالعكس كما يفترض؟ هل هي ديمقراطية "مقلوبة"؟
4- هل من المسموح لاية جهة ان تخدع المواطن هكذا ببساطة, بفتح الطريق له للانتماء الى ما يظنه حزبا نزيها, في حين انه ليس الا مشروعا سريا لل (AIVD) ؟ ما الذي يتوجب عليه كمواطن ان افعله لأضمن ان لا اقع في مشروع من مشاريع AIVD/CIA او AIVD/MOSAD او AIVD–لاادري- من, بدلا من الانتماء الى حزب حقيقي؟
5- هل كان المشروع ضمن متابعة متهمين بجريمة ما؟ ان كان نعم, فما هي, وما هي نتائج تلك المتابعة؟ وان كان لا, فما الذي تفعله الشرطة السرية هناك اذا؟
6- هل هذه "المشاريع" ميزة لليسار؟ ام ان الاحزاب المتطرفة على جانبي الطيف السياسي تحصل على نصيبها منها؟ ومن يقرر اي الاحزاب يعتبر متطرفا؟
7- الايمكن لتلك الممارسات, والمعلومات التي تنتج عنها ان تستعمل للتأثير على نتائج الانتخابات التالية (لتلك الممارسات), ولصالح احزاب معينة؟ الا تستطيع الحكومة بهذه الطريقة مساعدة احزاب على الوصول الى السلطة, واستثناء احزاب اخرى؟
8- باعتبار انه من المعتاد ان يكون الوزراء اعضاء في احزاب ما, اليس من المتوقع ان تتسرب المعلومات المستحصلة بهذه الطريقة الى احزابهم (حزب وزير الداخلية مثلا)؟ هل هي "دنهاخ كيت"؟
9- الم تصب مثل تلك الممارسات والاعلان عنها, ثقة المواطن بحزبه بالضرر؟ الا يصيب الضرر كذلك ثقة المواطن بالنظام الديمقراطي الذي يعيش فيه ككل؟

وقائمة الاسئلة لم تنته.....

صائب خليل
23-okt-04



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور صغيرة لمشكلة كبيرة كبيرة
- لماذا لم احتضن كل الحق؟
- جوائز مظللة في هولندا والدنمارك
- داغستان في ذاكرتي : بمناسبة ذكرى وفاة رسول حمزتوف
- المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-
- سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
- ولنا نحن العلمانيون تعصبنا ونفاقنا...
- ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نا ...
- السعودية الجديدة
- 1%
- مثال, بطل الابطال
- كيف اقتنعتم؟
- نقاط ساخنة في الحوار العربي الكردي في العراق
- هل تدافع الجالية المسلمة في هولندا عن نفسها بشكل حضاري؟
- الاخوة الاعداء: جو مريض وعسر في الحوار بين العرب والاكراد
- وان ابتليتم بالمعاصي فاستتروا
- -ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت
- الرسائل الخفية
- نيغروبونتي:ارهابي خطر يجب طرده فورا
- رائحة صدام ومذاق امريكي


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها