أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-















المزيد.....

المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اقارن بين ردود افعال المسلمين والعراقيين والعرب من جهة, وبقية خلق الله من ساكني هولندا حول مقتل ثيو فان خوخ, فتصيبني الدهشة والقلق.

مرة اخرى وجه الكاتب جاسم المطير مساميره الى مقالة لي, فاصابني بالالم. الالم ليس لان تلك المسامير قد اصابت كلماتي, بل لان كاتبها حشر لي في البداية من عنده "رأيا", ثم راح يطلق عليه مساميره طيلة مقالته. فهو مصر مرة اخرى على انني ابرر الجريمة, واوحى لقرائه بانه يرد علي بمقالته تلك, دون ان يتجشم عناء الاشارة الى اي نص في مقالتي يسند رأيه, ثم يعود ليكتب في النهاية ما يفهم منه "انني (صائب) قد شجبت الجريمة بوضوح تام", فهل هي حزورة؟ ولم يستمر الاستاذ جاسم بعد ذلك في رده علي في تعداد ماثر المبادئ السامية : " أنا من دعاة الحرية الفردية الشجاعة ومن محبي الأحرار الشجعان من أي جنس ولون..." الخ, كاني لست مثله من دعاة تلك المبادئ؟

مسامير جاسم المطير, كاية مسامير اخرى, احادية البعد, واحادية العين لاتريد ان ترى, او لاتستطيع ان ترى بعدا ثانيا. بالنسبة لها العالم شر في جانب وخير في الجانب الاخر. لذلك فانك عندما تقول ان فان خوخ لم يكن ممتازا, فانك لابد ان تعني, من وجهة نظر تلك المسامير, ان قاتله كان ممتازا. هكذا الصق الاستاذ جاسم المطير بي ولمرتين متتاليتين تهمة تبرير الجريمة, او تخفيفها.

والواقع ان الاشكال في الموضوع يمكن فهمه ابتداء من قول الاستاذ جاسم بانني وقعت (الكلمات بالحرف السميك للاستاذ جاسم): " بنفس المطب الذي حذرته منه في مقالتي السابقة أعني مطب كلمة ( ولكن ..) . بدلا من أن يقود خطاه نحو الباب الرئيسي في هذه الجريمة فأنه راح متجها نحو حوض السباحة تحت الضوء الجامح كي يزيد أمواج القضية تلاطما "

لا افهم لماذا يحرم علي الاستاذ جاسم استعمال كلمة (ولكن), ويطالبني ان ابقي خطواتي عند الباب الرئيسي في الجريمة. اليست "ولكن" هذه, ملجأ كل الناس, دع عنك الكتاب, الذين يريدون البحث ما وراء المشهد الاولي؟ و الن تتحول كل المقالات ان استمعت الى نصيحة الاستاذ جاسم الى تكرار ممل "لاستنكار الجريمة" بكلمات مختلفة؟ لماذا لا نستطيع ان نستنكر الجريمة دون الحاجة الى الاشارة الى سمو القتيل, سواء كان ذلك صحيحا ام خطأ؟ الا نساهم بحرماننا من يقرأنا من تفاصيل الحقيقة- الايجابية منها والسلبية, بحرمان القضية نفسها من التحليل بدلا من الكلام العمومي الذي لا اعتقد ان احدا سيقرأه على كل حال؟

من الذي استنكر الجريمة حقا, الذي احاط بحقائقها وقدمها كما هي ثم استنكرها ام الذي تجنب تلك التفاصيل ليبق عند الباب الرئيسي العمومي لكل الجرائم؟ من الذي يتيح لنا ان نستنكر الجريمة حتى وان لم تكن ضحيتها تروق لنا؟ من الذي يعطي الجريمة خصوصيتها لنتمكن من اتخاذ موقف منها هي بالذات وليس فقط "كل الجرائم"؟

يبين الاستاذ جاسم اخيرا, وبأدب جم, مصدر مقالقه:
" اطلب سماحكما في ضرورة تخليكما عن أي تعجل في استخدام الكلام المثير للالتباس بين الحق والباطل ، مع أنني معك ومع كل كاتب يثير الجدل والنقاش ومتابعة الحوار "
الا انني لا اتفق معه على حجم مقالقه. انا واثق ان الغالبية العضمى من القراء تدين الجريمة حتى بدون تجميل ضحيتها, اما البقية فهم السبب الرئيسي الذي نكتب من اجله, اليس كذلك؟ ان الخوف من "الكلام المثير للالتباس" يحمل معاني القلق على صحة فهم القاريء لما يقرأ والشك بقدرته على الحكم ابعد من الخطوط العريضه.

قلت في بداية مقالتي هذه انني قلق من المقارنة بين ردود فعلنا وردود فعل الاخرين في هولندا. فمن ناحية كان رد الفعل الاول للشباب المغربي, وهو المتهم الاول في الموضوع, رائعا, اذ خرج الى الشوارع, واجرى المقابلات الراديوية والتلفزيونية والصحفية مستنكرا الجريمة بكلمات موزونه, بدلا من ان يدفعه الخوف الى المكوث في البيت انتظارا لما ستأتي به الاحداث.

ومن ناحية اخرى كانت ردود الفعل الاكبر عمرا مثيرة للاستغراب احيانا, واضع رد فعل الاستاذ جاسم هنا معها. فهي تبدو لي تنطلق من شعور جزئي بالذنب عما حدث, ولذلك فهي لا تتيح لنفسها حرية البحث عن الحقائق والتفاصيل وتسارع لتاكيد بشاعة الجريمة, وهي كذلك بلا شك, بما هو صحيح وما هو مختلق ومنتقى.

اذكر على سبيل المثال رد مدير المدرسة الاسلامية التي احرقها النازيون الجدد من الهولنديين, بعد مقتل فان خوخ مباشرة, حين سأله مقدم برنامج تلفزيوني عن رأيه فيمن احرق المدرسة, فاجاب " لست ادري..اضن ان علينا ان ننظر الى انفسنا".
استغرب المقدم وكرر السؤال اعتقادا منه ان ضيفه لم يفهمه, مذكرا اياه بان شعارات نازية وجدت على زجاج المدرسة المحترقة... لكن المدير كان يتحدث كشخص منوم مغناطيسيا وفي عالم اخر, وسط دهشة المقدم وضيفه الهولندي الاخر.
لاشك لدي يا استاذي جاسم ان المدير هذا كان حريصا ان يثبت ادانته للجريمة باوضح ما يكون, كما تطالبنا انت.

بالطبع لم يضع الهولنديون "الصميمون" حسب تعبير السيد جاسم المطير لانفسهم تلك الحواجز وتحدثوا بحرية تامة عن صفاة فان خوخ السيئة والجيدة ودون تردد, فلا يعتريهم شعور مزيف بالذنب.

لا بل ان اثنين من السو ريناميي الاصل, وقفا بوجه من بالغ من الهولنديين في امتداح فان خوخ او كيل المذمات الى قاتله دون وجه حق, فاحتج محام سورينامي بشده على وصف الوزير السابق وعضو البرلمان اليميني "ناوين" للقاتل بانه مغربي مقاطعا اياه بحدة بانه "هولندي من اصل مغربي تماما مثلما انت هولندي من اصل جرماني". وحين حاول الايحاء بان مقتل فورتان قبل سنوات له علاقة بالموضوع, قال المحامي بغضب الى ان قاتل فورتان هولندي ابيض ومسيحي.
اما المسرحي الكوميدي المحبوب "ريمان" فلم يجد حرجا في ان يقول انه لم يجد في الموضوع ما يقوله في المسرح, لان ما قيل فيه الكفاية, وان العديد من الناس يقتلون كل يوم من قبل متطرف هنا او هناك, وان كان علينا ان نقف عند كل جريمة مثل هذه فلن يتاح لنا الحديث عن مواضيع اخرى (كلام بهذا المعنى لم احفظه حرفيا).

ترى ما رأي الاستاذ جاسم في ذلك؟ وما رأيه لو ان قائله كان مسلما عربيا...الخ؟ وهل قلنا اكثر من ذلك؟ ام ان لنا حدودنا الاضيق برأيك؟



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
- ولنا نحن العلمانيون تعصبنا ونفاقنا...
- ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نا ...
- السعودية الجديدة
- 1%
- مثال, بطل الابطال
- كيف اقتنعتم؟
- نقاط ساخنة في الحوار العربي الكردي في العراق
- هل تدافع الجالية المسلمة في هولندا عن نفسها بشكل حضاري؟
- الاخوة الاعداء: جو مريض وعسر في الحوار بين العرب والاكراد
- وان ابتليتم بالمعاصي فاستتروا
- -ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت
- الرسائل الخفية
- نيغروبونتي:ارهابي خطر يجب طرده فورا
- رائحة صدام ومذاق امريكي
- سياسة الصناديق السوداء
- طوابع عجمان واحتفالات مكتبة الاسكندرية
- اصوات ناشزة في قمة العالم
- نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير
- امن اللصوص وجدار التوسع


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-