أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - مغرب الإجماع البليد














المزيد.....

مغرب الإجماع البليد


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 02:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في غربتي كان المسقط، ولدت كذاكرة ولم أوجد بعد، طيف يسير على مسار فكاهة العبث، الوصول إلى الغايات غير مجدي، والمرور عبر كل المتاهات فلسفة قديمة، قيل: هي التجربة، مسار النضج، قلت هي التيه في مسار الوجد.
تاهت فينا قوافل النضال كأنما التاريخ جرعة مسمومة تسير في منتهى لانبغيه، أن تموت في إجماع قراصنة السطو: الحكمة السارية هي أن تسير حيث جموح السطوة، أن يتعثر التاريخ فينا لا يهم لأننا لم ننضج بعد، وحين ننضج، تلك فاكهة أخرى للمرح، سيعود التاريخ إلى مساره.
من عثر التاريخ فينا؟ الذي عثره هو فلسفة النضج: أن يستغل الناضجون الثقافة الغرة للشعب، أن يستيقظ الشعب من غره، وإن تعذرت فيه الأمور فانتقال نحو الوهم، نحو تحول سلس رومانسي: انتفال السلطة بشكل مرح، انتقال هو نقيض الولادة
وحين يعود التاريخ، نكون قد أنجزنا مرحلة، ونكون أيضا قد أنجزنا قفزة نحو الآتي، لكن ان نعيد مضغا لخرافات هضمت أصلا، هو إنجاز عبثي، التاريخ فيه متعثر، وياويل لمن تعثر التاريخ عنده.
في المغرب حقا يثيرني هذا الإجماع الرهيب، ماذا يعني الإجماع؟؟ ببساطة يعني ان حقوق الآخرين مهضومة، لكن الإجماع المغربي غائي إلى أقصى الدرجات، التاريخ عندنا هو تاريخ الملك وكلابه وقططه وخرافاته أيضا، وهو ما يعني أيضا؟ أنه هو لا آخر إلا هو ونحن حيوانات صيغيرة في زريبته، أشعر بالجبن في قرن العولمة أن أفصح يوما بأني مغربي، مغرب تحكمه قيامة البلطجة، مغرب كل ما فيه وما يوحيه إعلامه كل يوم هو الرقص والكوميديا السياسية، ساساته فاقوا بالبلادة ما كان يمتعنا فيه ذوي الحس الساخر، قتلوا بزيز ببلادتهم وياليتهم قتلوه حقا بمنعه كما يفعلون، قتلوه لأنهم أنابوا عنه ومثلوا ما كان موضوعاته للسخرية في قصاصاتهم الساخرة من حيث هم لا يسخرون، والتي يحكونها تعبيرا عن النباهة الرائعة، الحذلكة والتقييم الخرافي، الإعتقاد بأنهم وحدهم يفهمون، ومن حيث هم يتكلمون انهم على جادة الصواب فيما هم ذروة الضحالة: ضفادع يتيمة حقا تدخن سيجار الأبه.
في التعبئة للدستور الجديد، الممنوح على قدر فكاهة المغاربة الرائعون والوقحون في نفس الوقت، نسجنا اجمل خرافة للتاريخ، نسج النظام المخزني أحط الثقافات السياسية، بدت حتى من خلال الحملات المضادة لحملات المغرب الرائع، حملات مخزنية كلها الوعيد والتهديد: من كان معنا فهو منا ومن لم يكن فهو ضدنا، هذه هي خلاصاتها المنطقية، فليكن نحن الضد ونحن فيه باقون،، هذه التي يزعجون بها صباحاتنا، هي ثقافة السطو والقرصنة: الإجماع أو البلادة التي لم ينتجها التاريخ في العصور كلها، الإجماع هو هضم حق التميز، هو هضم حتى للخصوصيات الثقافية، هضم لحقوق الأقليات هضم لكل التنوع وهو في المطاف الأخير هضم للإختلاف، وهنا لا مكانة للدستور الممنوح الجديد
ما أروع سخرية المغاربة حتى في بساطتها، فالممنوح صدقة، والصدقة تمس الكرامة الإنسانية، وتمس في المطاف الأخير كل الحقوق التي عبرت عنها مواثيق حقوق الإنسان، وتنفي في نفس الوقت مايسميه النظام العام في قاموس العولمة المجيدة بالإرادة الحرة، فالمواطنون عندنا منفيون في الإجماع، لا إرادة للفرد أمام الإجماع.وهل حقا هناك إجماع؟؟
بالمقارنة البسيطة، يغير أباؤنا الكرام، الذين ولدونا عن حق وننتتسب إلى جيناتهم ويصرفون كل شيء عن اسرهم الكبيرة أو الصغيرة، ويصرفون عن الأبناء حتى وإن بلغوا، هؤلاء حقا، يحسدون الملك على هذا الإجماع الذي له وليس لهم في أسرهم الصغيرة من طرف أبنائهم وهم اول من أسسوا قانون الثبات: أن يطيع الإبن أباه، الآباء أذكياء أكثر ومتسامحون أكثر ولا يسجنون أبناؤهم لخلاف اقتصادي، سياسي حتى.
لا يسجنون أبناءهم حتى لا أقول: لا يقتلونهم
آباؤنا هم التعبير الحقيقي عن السماحة وعن الديموقراطية في أعتى تجلياتها، تحية لمن ماتوا فيهم وصلاة لمن بقوا يناضلون منهم ويضحون في نظام مخزني، هم فيه متجاوزون لخرافاته.
تحية لوالدي الذي لا يعرف قبلة الرباط، عاصمة الذل



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو آلية عالمية للتنسيق بين ثورات الشباب في كل العالم
- حول الدستور المغربي الجديد.. لتستمر الثورة
- كلمة حق في استشهاد مهدي عامل
- مارك فلوباييه:إعادة تأسيس المساواة هي في نفس الوقت استحالة ت ...
- صلاة لأجل المرأة
- الماركسية في توجسات مارك فلورباييه
- يا لربيع الثورات عندنا
- إسبانيا: ولغز 15 ماي
- ليسقط مثلث برمودا
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (3)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (2)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو
- الثوابت الخرافية في المغرب
- التحول في الثبات
- المؤامرة حين تتأسطر عند الأنظمة
- شظايا خواطر
- ملح الثورات العربية
- قراءة في الهيكل الإقتصادي لوليد مهدي
- وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الإقتصادي
- المغاربة عندما يكتبون بالنجوم


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - مغرب الإجماع البليد