قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 08:46
المحور:
كتابات ساخرة
الشاكي الباكي هو الشخص الذي يهوى الشكوى ، فما أن تسلّم عليه "عليها" أو تسأله: أشلونك ؟ حتى يروح شاكيا حاله متدفقا في الكلام كما لو كان ندّابة مآتم، ويجبك لسان حاله بطريقة "رياض أحمد ":( يسألني البطران حالك أشلونه ،سمجه وشحيح الماي وبظهري فاله) فيدفعك الى: اما أن تبدأ بالشكوى معه وتصبحان كلاكما ندّابتين في مآتم حزن، أو أن توافقه على ما يقول فيتمادى في الشكوى ويسترسل بالتفاصيل ليكسبها تراجيديا مأساويه يجيد فيها المبالغه لما وقع له، واما أن تعترض على ما يقول وعندها سيغير "المقام" من "الحويزاوي" الى "شرقي دست" فيعيد لك الشكوى من جديد ليقنعك بوجهة نظره. واذا حاولت ان تقترح الحلول لمشكلته فانه يبدأ لك بمقدمة من الحسد والغيره منك ومن وضعك ويقدم لك حلولا غير منطقية.. واذا قلت له "هذا مستحيل" اجابك بما يؤكد رأيه "شفت.. مشكلتي ما الها حل".
هذا هو الشاكي الباكي..لا حيلة له الا الشكوى من كل شيء، ولا يعرف كيف يغير وضعه، وغالبا ما تكون المثاليه هي محور حياة الشاكي. ولأنه يبحث عن الكلام المطلق فأنه غير راض عن الأمر الواقع، ولهذ تكون حياته همّ وغمّ وشكوى دائمة تجعل الناس يبتعدون عنه وينفرون منه .
اما الصامت فهذا بعكسه تماما..شخص يميل الى الانطواء، يصعب عليه التعبير عن ارائه حتى لو أصابته كلّ هموم الشاكي الباكي، فهو كما "أبو الهول" ..لا ينطق. والصامت على نوعين: الأول يكون الناس محور حياته، فهو يرغب في مجاراتهم ومسايرتهم وعند الضغط عليه يلجأ الى الصمت حتى لا يتفوه بما قد يؤثر على علاقته بهم، والثاني يرغب في "انهاء مهامه بأفضل طريقه" وحين لا يكترث الآخرون بذلك أو يتصيدون أخطاء طفيفه، فأنه يلوذ بالصمت كوسيلة للاحتجاج. ومشكلة الصامت أنه شخص عاطفي وعصبي ويشعر بعدم الأمان ويكتم مشاعره في داخله وقد يضطرك للجوء الى العصبية والعنف معه في محاولة منك لاقناعه في الكلام.
تفحص نفسك... هل لديك شيء من صفات الشاكي الباكي أو الصامت؟. وماذا تفعل لو كانت زوجتك من النوع الأول "شاكيه باكيه ليل نهار" . والأمّر من ذلك، ماذا تفعلين سيدتي لو كان زوجك "أبو الهول بالتمام والكمال ... صامت ليل نهار".. الله يكون بعون الطرفين.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟