أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!














المزيد.....

الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 20:51
المحور: كتابات ساخرة
    


مع ان الطب النفسي تقدم كثيرا بفعل الانجازات العلمية الهائلة للهندسة الوراثية وعلم الأعصاب والجينوم البشري الا انه لم يحل بعد لغز الفصام ( الشيزوفرينيا).صحيح ان الخارطة البشرية التي تعد أهم انجاز علمي يفتتح به القرن الواحد والعشرين توصلت الى أن الجينات التي تسبب الفصام توجد في الكروموسومات ( 22،13،6،8،1) الا ان هذه المورثّات تحمل الآف الجينات ،وقد يطول الزمن ولا يتم العثور على هذا الجين بين هذه الالآف .
وليس هنالك جدل كبير حول العامل الوراثي للفصام، الا ان هنالك فريقا" يحسم هذا الأمر بالجينات فقط، فيما يرى فريق آخر ان الحضارة هي السبب.. ليس في منغصاتها فقط، بل وزيفها الذي لا يطيقه الانسان الأصيل. والأصيل هنا هو الذي لا يمارس الزيف على نفسه، بما يعني ان الشيزوفرينا يصاب بها الأصلاء فقط!.. واليك التفسير.
ان كل واحد منا لديه (ذاتان - SELF ) ذات تمثل (انا) الشخص، وهذه تكون اصيلة.. تتعامل مع الأشياء كما هي. فأن كنت تكره شخصا" قلت له بوجهه (انا اكرهك) حتى لو كان الملك او السلطان. وذات حقيقية لا تعرف الزيف.. تصرف انفعالات الحب والكره والغضب والسخرية...بمساراتها الطبيعية. وتطلق الأفكار من الرأس لتحلق في فضاءاتها كما الطيور في البساتين. فأن كنت لا تؤمن بالله قلتها حتى بوجه أكبر رجل دين، وان كنت تؤمن به.. قلتها حتى بوجه ستالين!.
والثانية (ذات اجتماعية) وهذه تكون مزيفه.. بمعنى ان الشخص يقول ويتصرف وينفعل بما يرضي الناس. فأن كنت تكره (مديرك مثلا") فانك تنهض له حين يزورك بمكتبك وتبتسم بوجهه وتسمعه ما يحب ان يسمعه، مع ان ذاتك الحقيقة تحتقره.
ولأنه لا يمكن للضديين ان يتجسد كلاهما في سلوك واحد، بزمان ومكان وموقف واحد، فأن الغالبية المطلقة من الناس فرض عليهم التعايش بالذات (الاجتماعية المزيفة)..الا المصابون بالفصام فأنهم توصلوا الى استراتيجية (مدهشه!) بعد حوار بين الذاتين: الحقيقية الأصيلة والاجتماعية المزيفة خلاصته..واحد من خيارين: اما ان تتصرف بذاتك الاجتماعية وتكون مثل الناس واما ان تجعل الناس مثلك يتصرفون بذواتهم الحقيقية. ولأنه غير قادر على تغيير الناس وجعلهم يتخلون عن ذواتهم الاجتماعية المزيفة، ولأنه مصرّ على التصرف بذاته الحقيقية، ولأن التوفيق بين هذين الضدين غير ممكن، فأنه توصل الى هذه الاستراتيجية: ان يغادر واقع الناس ويخلق له واقعا خاصا به. وبانقطاعه عن عالمهم بدا لهم غريب الأطوار فنحتوا له وصف (المجنون).. فيما يرى نفسه انه هو العاقل وهم المجانين!.
وحين تتأمل ذلك تجد ان في التفسير وجاهة. فأن يرفض الانسان التنازل عن ذاته الحقيقية ويصرح بالحقيقة علنا"، لهو اعقل واصدق من انسان يزيف نفسه ليعيش في عالم مزيف.
ولأن المثقف هو الباحث عن الحقيقة، ورأسه خلية نحل من الأفكار الدوّارة بين زهور المعرفة..لتستخلص منها عسل الحياة ، فأنه اكثر الناس معاناة في الصراع بين الذاتين.. الحقيقية والاجتماعية. ولأن الجهاز العصبي للانسان ينهار اذا استمر الصراع، فأن المثقفين يحلّونه بطريقتين:
الأولى، تغليب الذات الاجتماعية على الذات الحقيقية، والقبول بشيء من المعاناة يتم التعامل معها بآليات تصريفية :( اكتئاب، تذمر، تدخين، شرب الكحول، علاقات عاطفية متعددة... ).
والثانية، تغليب الذات الحقيقية على الذات الاجتماعية..ومن هذا الصنف يظهر المصابون بالفصام، وتحديدا": المثقفون الأكثر اصرارا" على التمسك بذواتهم الحقيقية.
طبيعي ان هؤلاء قلّة. فاذا كانت نسبة الأصابة بالشيزوفرينيا في المجتمع بشكل عام بحدود 1% فأن نسبتها بين المثقفين تكون اقل من ذلك. ولكن عليك ان تعلم ان 50% من الراقدين في المستشفيات العقلية بالعالم هم من المصابين بالفصام.ومع أننا لا نعلم عدد المثقفين العرب المصابين بالفصام ،من غير الذين نعرفهم كيف ماتوا وكيف انتهوا..فاننا نتوقع ان عددهم (المعلن والخفي) اكبر لثلاثة أسباب ذات علاقة بالفصام: لأن العرب اكثر خلق الله ممارسة لذواتهم الاجتماعية، ولأن واقع العرب هو الأكثر زيفا" بالعالم..ولأن الشعر والأدب وثقافة أكبر ثلاثة أديان..نشأت في أرض العرب!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيزوفرينيا..مرض وراثي أم ضريبة الحضارة؟
- انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية
- سيكولوجيا الفساد في العراق
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية (2-2)
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية من سيفوز في عام ...
- آخر القمم..أولها
- أبو ليله..و..عادله خاتون
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!