أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(21): ما سرّ مزاجنا؟














المزيد.....

ثقافة نفسية(21): ما سرّ مزاجنا؟


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 21:23
المحور: كتابات ساخرة
    


لفت انتباهي سلوك الشخصية الأوربية حين تكون موضوعا" للنكته في البرامج التلفزيونية الفكاهية مثل : ( Just Kidding ) و ( GAGS ) ، ومقارنتها بسلوك الشخصية العربية في البرامج المشابهة مثل : ( الكاميرا الخفيه ) و ( صادوه ، في قناة الرأي الكويتية ) . فقد وجدت أن الأوربي يتصرف بمزاج لطيف ودم بارد فيما العربي ( وبخاصة العراقي ) يتصرف بمزاج حاد ودم حار . وكثيرا" ما يحصل ضرب بالأيدي وركل بالأرجل و ( ملاطش بالعكل ــ جمع عقال ) و ( فشاير غط وجهك عنها ) يضطر المخرج الى ( لطشها ) بموسيقى .
فلماذا هذا الاختلاف في المزاجين ؟ ولماذا دمهم بارد ودمنا حار ؟. هل الأمر يتعلق بـ ( الجينات ) ، بمعنى أننا ورثنا ( العصبية ) من عنتر بن شداد أو أبو زيد الهلالي مثلا" ؟! . أم هل لأن المناخ عندهم بارد ( والواحد منهم ثلج ) والمناخ عندنا جهنم ( والواحد منّا بارود ) ؟!
قد يقول بعضكم : احتمال، ليش لا . لكنني أرى أننا نحن العرب ، من يوم نكون في ( اللفّه ) الى يوم نكون في ( الكفن ) مشبعون بالإحباط ومثقلون بالهموم ... وأرى أن هنالك ثلاثة متهمين في صياغة مزاجنا ( العكر ) هذا : الأسرة ، والمدرسة ، والسلطة . تأمل حين ينفعل ( الزوج أو الزوجة ) فأن المشهد يكون أن أحدهما يرمي بالحطب والأخر يصب النفط عليه . ويتصاعد "الحريق" ليتحول ما بينهما من حّب وودّ الى رماد . لم نتعلم أن الغضب عاصفة ، وان الأسلوب الصحيح في التعامل مع ( الغاضب ) هو أن ( نصمت ) الى أن تمر العاصفة ، وعندها سيدرك ( الغضبان ) أنه كان على خطأ . ويطلب الاعتذار ، إن كان الطرف الآخر يجيد فن الحوار .
و ( الأمّر) من ذلك ، أن عراك الأزواج يكون أمام أطفالهم فنبدأ من الطفولة ( بخبط ) مزاجهم الممزوج في تنشئتنا لهم بأساليب الخجل والتهكم و الازدراء وخلق الإحساس بالنقص . ومعروف عن الذي يشعر بالنقص أنه يتصرف بحماقة حين يكون موضوعا" للمزاح أو النكتة ، حتى لو كان الموضوع ظريفا" ، والتصرف فيه بأريحية تثير إعجاب الآخرين به .
إما المدرسة العربية ، فأنها ما تزال تلقّن الطالب المعلومة دون التعليق عليها . وتعلّمه الطاعة العمياء والمحافظة على تقاليد المجتمع ، وعدم السماح للمعلم أو الطالب في قول نكتة لطيفة أثناء الدرس ، وتضرب بالعصا من يستدعيه الموقف الى التعليق عليه بنكتة لطيفة .
وفيما يخص السلطة فأنها كانت لألف وأربعمائة سنة ، تشيع سيكولوجية الخوف من الحاضر وتوقع الشّر من المستقبل ، والتعامل مع الخصوم بطريقة الحجاج الذي يرى في الناس ليس نفوسا" بحاجة الى الترويح والترفيه إنما رؤوسا" أينعت وحان قطفها .
وهكذا أنتجنا أجيالا" مشبعة بالإحباط والهموم والخوف والتشاؤم .... فأي مزاج بهذا الحال المتعب نفسيا" ، له مزاج لأن يكون موضوعا" للنكتة أو المزاح ؟ . إلا ترون أننا نخاف حتى من الضحك وإن ضحكنا دعونا ربنا : " اللهّم اجعله خيرا "!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيظ..وتوتر الأعصاب..وثلاث نصائح للعراقين
- بطلا تسونامي العرب
- العراقيون..وشخصية (اما..أو)
- الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!
- الشيزوفرينيا..مرض وراثي أم ضريبة الحضارة؟
- انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية
- سيكولوجيا الفساد في العراق
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية (2-2)
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية من سيفوز في عام ...
- آخر القمم..أولها
- أبو ليله..و..عادله خاتون
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(21): ما سرّ مزاجنا؟