أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الصف الواحد وخطر الانقسام















المزيد.....

الصف الواحد وخطر الانقسام


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرالحديث عن الأخطار التي تتعرض لها مصر، تحدث الشيخ حسان عن التقسيم ، ثم الإعلامي أحمد المسلماني عن المخاطر الخارجية وتهريب السلاح لمصر ، ثم تحدث عن نظرية لويس برنارد لتقسيم البلاد وانهيار فكرة الدولة القومية حيث الدول تتقسم وتؤول إلى دويلات صغيرة كما حدث في البلقان.

ولا شك أننا لسنا في مأمن من التصور المؤلم الذي يطرحه مسلماني من عوامل الخارجية تهرب لنا السلاح وداخلية تقسم الوطن، ولكني أتوقع أن يكون العامل الداخلي هو أكثر العوامل تأثيرا ؛ فالخطر الأكبر الذي يواجهنا هو الانشقاق الداخلي، وقد نخطئ كثيرا لو تعاملنا مع نظرية "لويس برنارد" كأنها خطة تصدر إلينا ، إحنا مش أمام خطة إحنا أمام نظرية ، أي نظرية وضعها باحث بناء على معطيات تاريخية واجتماعية، واحد درس مجموعة عوامل وتصور أو توقع نتيجة، لو تحققت النتيجة تبقى النظرية صح ـ لو لم تتحقق تبقى النظرية خطأ ، هذا هو المنهج العلمي في دراسة الظواهر وبناء التوقعات والنظريات.

إذن لماذا يمكن أن تجد نظرية "لويس برنارد" رواجا في مجتمعاتنا في انهيار الدولة القومية، وقيام دويلات على أساس عرقي أو ديني؟

لقد تعايشت قوميات بل ولغات مختلفة في العديد من الدول كسويسرا وبلحيكا، بل ونشأت اتحادات قوية جدا بين دول الاتحاد الأوروبي التي هي قوميات مختلفة وتتحدث كل منها لغة مختلفة ولكل منها مذاهب دينية مختلفة، في الهند قوميات ولغات مختلفة ، كما أن أمريكا وكندا واستراليا وغيرها ما هي ألا تجمعات لقوميات تمثل العالم أجمع، هذا معناه ان فيه أماكن نجحت جدا الدولة القومية، وأماكن أخرى - كما حدث في البلقان- سقطت فيها الدولة القومية ، وأماكن تتهدد فيها الدولة القومية. العامل المشترك في نجاح الدولة القومية كان بالتفهم والاحترام المتبادل بين الثقافات، وإعلاء قيمة المواطنة التي تساوي وتقر حقوق جميع الأفراد ، باختصار كان في تأصيل دعائم الديمقراطية والدولة المدنية .

وفي المقابل تفشل الدولة القومية عندما تريد جماعة دينية أو عرقية ان تفرض نفوذها على باقي الفئات داخل المجتمع الواحد، من هنا تتعرض البلاد لخطر الانقسام، فأفغانستان بعد تحررها من الاحتلال الروسي، تقسمت طويلا إلى أن تولى أمرها طالبان ، تقسمت لرغبة كل فريق في أن يتولى أمر الدولة ، ومن أنتصر وقتها على كافة الفرق (طالبان) كان الطرف الأقوي وليس الطرف صاحب المشروع الأكثر رجاحة.

وحدث العكس تماما قبل مائتي عام مع الولايات المتحدة ، فبعد الاستقلال عن بريطانيا العظمي وضع الجنرالات السلاح جانبا وبدأوا في صياغة الدستور ، وبناء نظام الحكم مسترشدين بمشروع الثورة الفرنسية التي كانت قد سبقتهم ببضع سنوات، الدولة كانت من صناعة السياسيين والمفكرين وبمشاركة الناس تحقيقا للصالح العام، قامت على المواطنة والمساواة واحترام الدستور وإعلاء القانون، وتجمعت الولايات تحت هذا اللواء التي كان كل منها مؤهل كي يكون دولة منفردة.
إن الخطر الذي يعرضنا للانقسام هو الخطر الداخلي و ليس الخطر الخارجي، هو تنامي أحد التيارات ( وهو هنا التيار الديني المتشدد) للإنفراد بالدولة وفرض منهجه في صياغة ملامحها، والأخذ بزمامها، بلغة أخرى إن الخطر الذي يهدد الدولة القومية هو الاستئثار أو الاستعلاء (المصحوب بالتهديد) حيث يخرج الشيخ وجدي غنيم (وغيره) على اليوتيوب والفيس بوك ليعلن ان النصاري كفار ومشركين ، والشيخ حسان في التلفزيون المصري يصرح انه لا ولاية لنصراني ، وان النصارى ذميون؛ وذميون هنا أي أنهم في حماية الأغلبية مش في حماية القانون، أي أنهم رعايا وليسوا شركاء.

هذا مع انفلات السلفيين الأكثر تشددا لترويع الأقباط في كنائسهم وبيوتهم وتطبيق الحدود عليهم وذلك دون محاسبة، في دولة تسمح بالأسلمة وتقنن خطواتها ولا تسمح بعكسها، وتيار ديني كبير كالاخوان المسلمين بكل ما له من تمويل وتنظيم يؤسس حزبا ويستعد للحصول على أغلبية البرلمان ، ويفكر هل يرشح أم لا يرشح هذه المرة رئيس الجمهورية، أم أن يترشح رئيسا سلفيا أكثر وضوحا ومباشرة في تحقيق الدولة الدينية ، بل أن لجنة التعديل الدستوري يرأسها ويشغل عضويتها أثنان ينتميان لتيارالأخوان المسلمين.

يربك كل هذا المشروع المدني للدولة ، ويؤكد هيمنة التيار الديني ، هنا تنقسم الدولة ـ لأن أمرها سيؤول لفئة ستغلب فريقا على فريق آخر، أو فرق أخرى: ستغلبه على الأقباط والعلمانيين والبهائيين واللا دينيين، فعصاتهم وان كانت غليظة على الأقباط لكنها أيضا ستحرم الباقين من مشروعهم في دولة مدنية، والأقباط هنا كانوا يعانون أصلا من مشكلات وكانوا يأملون أن الثورة ستوفر له ظروفا أكثر عدلا وأمنا، ستوفر ظروفا أقل إلتفافا على مطالبهم وأسرع في تلبيتها.
العوامل المؤثرة داخلية ، وإرادة جمع الشمل إرادة داخلية، أنا مش مع نظرية العوامل الخارجية، انا مع نظرية العوامل الداخلية ، وفي العوامل الداخلية أنا مش مع نظرية التواطؤ بين عناصر من الداخل مع عناصر من الخارج ، لكن مع نظرية أن فيه عناصر من الداخل تريد أن تستأثر لذاتها بمشروع الدولة وتغلب فيه تيارا بعينه وفئة بعينها على باقي الفئات.

الحل هو الدولة المدنية التي تساوي بين كافة المواطنين ، كلنا ساعتها ها نحس بالأمان والمواطنة ، وساعتها ما فيش قوة في الارض ها تقدر تكسرنا او ها تعطل نمونا، احنا عملنا السد العالي مع بعض، وعملنا أكتوبر مع بعض، وعملنا ثورة يناير مع بعض ، لكن لو حد عايز يعمل البلد لوحده والباقين تابعين مش شركا ، وها يمنع تعيين محافظ مسيحي علشان دينه وانه لا ولاية لقبطي ، ويستقوي بالأغلبية ويقول للناس قولوا نعم في الاستفتاء لنصرة الاسلام ، كل هذه الأفعال تشق الصف سواء البلد انقسمت أو لم تنقسم ، لأن الأخطر من الإنقسام أن تبقى البلد وحدة جغرافية واحدة ولكن ضعيفة ، واحنا عايزينها وحدة واحدة قوية فعالة مبدعة كل واحد واخد فيها حقة بحجم مواطن كامل الأهلية ، ما أطرحه هو المشروع المقابل لمشروع برنارد اللي يوحد الصف، المشروع يتلخص في عدم تعالي فئة على أي فئة ولكن الكل موطنون متساوون معا يبنون الوطن.

راجع الروابط
-الشيخ حسان : التقسيم الذي يتهدد مصر ( http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=412537&SecID=97

-أحمد المسلماني : الخطر الذي يتهدد مصر
(http://www.facebook.com/video/video.php?v=1958502435802&oid=156870137707089&comments ) ؛

الشيخ وجدي غنيم: لنكن صرحاء مع النصاري:
http://www.youtube.com/watch?v=8l6FGOBy1sM&playnext=1&list=PLCA0C95812E2338E6



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...
- يا أقباط مصر أخرجوا في -جمعة الرحيل-
- هل تسحق زهرة اللوتس ياسيدي؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الصف الواحد وخطر الانقسام