أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - إنقاذ الأمة المصرية من حرب أهلية دينية















المزيد.....

إنقاذ الأمة المصرية من حرب أهلية دينية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 16:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


{ كنتُ أسعى إلى الفضيلة كى نتمكن من ممارسة حريتنا على نحوأفضل. كنتُ أومن ببلد يخص الجميع.. يضم الجميع.. مهما كان جنسهم أوعرقهم أودينهم أوعقيدتهم } (الحكيم سينيكا- فى رواية كرسى الرئاسة- للمبدع كارلوس فوينتس)
******
هل ما حدث يوم 6/4/2011من اعتداء على كنيستيْن فى إمبابة وقتل 12وإصابة 232إنسان مصرى (حتى يوم 8) أمرجديد ؟ أم هوفصل من مسلسل الكراهية الذى تتبناه الأصولية لهدم روح السلام والإستقراربين شعبنا ؟ أليس من حق الشباب أنْ يُذكره الإعلام والتعليم بما حدث فى عام 1972حيث أحداث الخانكة والزاوية الحمراء إلخ والتى راح ضحيتها المئات على خلفية التعصب الدينى ؟
إمبابة : من سبتمبر1991- إبريل 2011 :
فى سبتمبر1991حدثتْ مجزرة شبيهة بما حدث فى إبريل 2011كان وراءها طغيان اللغة الدينية التى تحض على كراهية كل مختلف مع الأصوليين الإسلاميين. عقب أحداث إمبابة الدامية التى حدثتْ فى 11سبتمبر91 كتب أ. حسين أحمد أمين مقالا بعنوان (إمبابة.. لوحتان) ذكرفيه أنه يخشى على مستقبل ابنه فى مناخ الثقافة السائدة. فهوفى المدرسة يُعلمونه أنّ المسيحيين كفار، وعندما يعود إلى البيت يجلس ((إلى تليفزيون صفوت الشريف فيسمع الشيخ الشعرواى يقول إنه لاينبغى لمسلم أنْ يتخذ قبطيًا صديقًا له. ويسمع الشيخ الغزالى يقول إنّ الأقباط دائمًا يخونون مصركلما تهدّدها أواجتاحها غزو أجنبى . فإذا كان هذا هوما يسمعه الطفل من نجوم التليفزيون الدينيين ، فما هوانطباعه عندما ينظرمن النافذة فيرى الغوغاء يحرقون الكنيسة المواجهة لبيتنا ويهتفون أنّ عملهم سيرضى الله ورسوله)) واختتم مقاله قائلا ((سيكون من الصعب علىّ وعليك أنْ نحميه من كل هؤلاء المتكاتفين فى اعتدائهم على عقل هذا الطفل الصغيرليُشوّهوه)) (الأهالى 2/10/91) لم يكن أ. حسين أمين مبالغًا لأنّ التليفزيون كان يستضيف الأصوليين المروجين للغة التكفير، إذْ أنّ صفوت عبدالغنى (قائد الجناح العسكرى لتنظيم الجهاد) أكد على تكفيرشهيد الفكر فرج فودة ونسب ذلك إلى بعض أئمة الإسلام ذكرمنهم الشيخ عطية صقر، مع مراعاة أنّ الشيخ المذكورصاحب برنامج تليفزيونى ثابت (الأهالى 17/6/92) أما الشيخ الشعرواى فأكد على أنّ المسيحيين كفرة ويجب أنْ يدفعوا الجزية (مجلة آخرساعة 18/4/90) وبعد أنْ أطاح الثوار بالرئيس المخلوع ، كانتْ هدية الفضائيات والأرضيات لشعبنا إعادة الشيخ الشعراوى من قبره . وعندما قتلتْ الجماعات الإسلامية عددًا كبيرًا من جنود وضباط الشرطة كتب أ. فهمى هويدى أنّ ((هذا الحادث أفرز ردود أفعال فى كافة أنحاء الجمهورية. استهدفتْ تمشيط قطاعات واسعة من شباب الجماعات الإسلامية ، طالتْ أكبرعدد من الملتحين السائرين فى الشوارع ومصادرة عدة مئات من الدراجات البخارية. إلخ (أهرام 13/3/92) أى أنّ أ. هويدى كان يتمنى مكافأة القتلة وليس القبض عليهم. فى سعيرهذا التضليل الإعلامى لم تكن مفاجأة أنْ يقتبس الأصوليون فى مدينة ديروط الآية الكريمة ((وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله)) مكتوبة على (بوستر) يشقه سيف من المنتصف بشكل رأسى والمقبض من أسفل والآية على جانبى البوستر (روزاليوسف 29/6/92) وفى المنيا فرضتْ الجماعات الإسلامية الجزية على المسيحيين وتم إعدام 40مسيحيًا رفضوا دفع الجزية (الأهالى 19/3/97) ولغة التكفيرليس لها نهاية إذْ تم تكفيرالشيخ الغزالى والشيخ الشعراوى والمفتى ورجال الأزهر. وكانت فتوى التكفيرمصحوبة بإهدارالدم (روزاليوسف 30 نوفمبر92) أما قائمة العنف فتطول مرورًا بالمجزرة التى حدثتْ فى شهرهاتور/ نوفمبر97فى معبد حتشبثوت وراح ضحيتها أجانب لاذنب لهم إلاّعشقهم لحضارة جدودنا ومصريين (مدنيين وعسكريين) إلى هدم كنيسة صول بعد الثورة.
كارثة الاعتماد على الأسلوب الأمنى فقط :
أحسن المجلس العسكرى عندما أسرع بالقبض على المتهمين فى أحداث إمبابة الأخيرة وأنه لاتهاون مع الخارجين على القانون. هذا شىء طيب لايمكن إنكاره. ولكن سيظل مسلسل العنف والكراهية بين أبناء أمتنا المصرية مستمرًا وستقع أحداث دامية أخرى طالما أنّ الثقافة السائدة (تعليم وإعلام إلخ) لم تبدأ مرحلة (النضال الفكرى) لمقاومة الأصولية الدينية بشقيها الإسلامى والمسيحى. إذْ لابد من إعادة النظرفى الإعلام الذى يستضيف رجال (ونساء) الدين (مسلمين ومسيحيين) عقب كل مجزرة بتصورمريض أنهم (المرهم الشافى) لصديد الإحتقان الدينى. فى حين أنهم يبيعون نفس البضاعة القديمة التى لم تنجح فى وقف النزيف. وعلى هذا الإعلام أنْ يتخلص من (أميته) الثقافية ويعرف (إنْ كان لايعرف) أنّ فى مصرعلمانيين وليبراليين يختلفون عن مدعى الليبرالية الضيوف الدائمين فى الميديا. أما التعليم فهوالدواء الحقيقى لوكانتْ (المناهج) مع العصرنة وترسيخ قيم المواطنة وليس العودة إلى كهوف الماضى. فى طفولة أولادى درسوا (عادل يلعب بالكرة) فجاء الأمريكان فى عهد د. فتحى سرورليكون الدرس (عمريلعب بالكرة) تغييريراه البعض شكليًا رغم التعصب العنصرى البارزفى تغييرالاسم من رمزمشترك (عادل) إلى (عمر) كتمييز للعروبة والإسلام . كما يُقرّرعلى الأطفال هذا السؤال (ماهى عقوبة الكافر؟) (الصف الثالث الإعدادى 2001) وفى التعليم الأزهرى يدرس التلميذ ((يُمنع الذمى من أخذ المعدن والركاز(= الموارد الطبيعية) بدارالإسلام. كما يُمنع من الإحياء بها ، لأنّ الدار للمسلمين وهودخيل فيها)) وفى باب (مبطلات الصلاة) يدرس ((تُكره الصلاة فى الأسواق وفى المزبلة ونحوها وفى الكنيسة وهى معبد النصارى والبيعة وهى معبد اليهود ونحوهما من معابد الكفر. وقال صلى الله عليه وسلم ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبورأنبيائهم مساجد)) (كتاب الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع- الصف الأول الثانوى الأزهرى عام 97/1998 ص 232، 355ونفس النصوص وجدتها مطابقة فى طبعة العام الدراسى 2002/ 2003) هذا ما يتعلمه تلاميذ المعاهد الأزهرية ، التحريض المباشرضد الديانة المسيحية. وإذا علمنا عدد طلبة تلك المعاهد أدركنا حجم الكارثة. ففى العام الدراسى 94/95وصل العدد إلى مليون وستين ألف تلميذ وفق إحصاء الجهازالمركزى للتعبئة العامة والإحصاء- نقلا عن أ. علاء قاعود- نحو إصلاح علوم الدين- مركزالقاهرة لدراسات حقوق الإنسان عام 2000ص 68،73) .
العصرنة لابد أنْ يُزامنها الإنتماء الوطنى :
الدولة العصرية لاتعنى إعلاء شأن العلم وتطبيقاته فقط ، وإنما لابد من ترسيخ قيمة الولاء للوطن. فإذا اقتنع المسئولون بأننا أبناء أمة واحدة ولسنا (عنصرىْ الأمة) كما تقول الثقافة السائدة البائسة ، فلابد أنْ تكون البداية فى المدرسة ، فيجلس التلميذ المسلم بجوارالمسيحى فى حصة (الأخلاق) تكون هى البديل عن حصة الدين ، وفيها يتم تدريس آيات من القرآن العظيم وآيات من الأناجيل الكريمة التى تحض على حب الخيروحب الأسرة والوطن إلخ مع نماذج من أقوال بوذا الذى قال ((إذا مررتَ على شجرة فلا تقتف كل ثمارها.. أترك بعضها للطيرالمهاجروللإنسان العابر. وكونفوشيوس الذى قال ((أحب لغيرك ما تحبه لنفسك)) ونماذج من أقوال حكماء مصر القديمة مثل الحكيم (آنى) الذى قال فى وصيته لابنه ((إذا دخل عليك إنسان أكبرمنك سنًا يجب أنْ تقف له حتى لوكنتَ أعلى منه منصبًا)) وقال أيضًا ((إذا كنتَ قد تعلمتَ شيئًا فأين أنت من بحور المعرفة)) فهل يقبل المسئولون التحدى بتغييربرامج الإعلام ومناهج التعليم ، هذا التحدى يُساعد على وأد مسلسل العنف الدموى. أما إذا اعتمدنا على المواجهة الأمنية فقط (ماذا فعل إعدام سيد قطب وستة آخرين ؟ هل توقف مسلسل التكفير؟ أم ظهرت أكثرمن جماعة تكفيرية بعد سيد قطب) أوالاعتماد على ما يُسمى رجال (ونساء) الدين ، فإنّ حلقات العنف لن تتوقف طالما ظلتْ الثقافة السائدة ترفض الاعتراف بالمعنى العلمى لحقوق المواطنة التى لاتُفرق بين إنسان وإنسان إلاّبعمله وليس بديانته.
******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإفراج عن كاميليا أم الإفراج عن العقل المصرى
- الانتقال من الاستبداد السياسى إلى الطغيان باسم الدين
- الكتابة واحترام عقل القارىء
- هل إعدام القتلة والمُفسدين هو الحل ؟
- إرادة الشعوب جمرة نارتحت رماد الاستبداد
- هل الرئيس المخلوع وأسرته فوق القانون ؟
- المستشارطارق البشرى بين المؤرخ والداعية الإسلامى
- حمام - قصة قصيرة
- شتاء الحرية وسقوط أوراق التوت
- مبارة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والاستبداد
- إقصاء المختلف يبدأ بالكلمة وينتهى بالقنبلة
- الدكتورجمال حمدان والبكباشى عبدالناصر
- الاعتدال والتطرف فى ميزان المرجعية الدينية
- جامعة الدول العربية بين أوهام القدرة ووقائع التاريخ
- تعليم ضد المواطنة أم أمية تحمى الوطن؟


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - إنقاذ الأمة المصرية من حرب أهلية دينية