أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - يصر النظام على إسقاطه















المزيد.....

يصر النظام على إسقاطه


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهران والشعب السوري منتفض محتج على كل الظلم والقهر والتهميش الذي عاناه ما يقرب الخمسين عاما. صحيح ان الشرارة انطلقت من تونس فخضرت لها كل جوانب الوطن العربي، والشعب السوري لم يكن خارج الحياة ليطلق الشرارة من أجل كرامته وحريته وهو الجدير بها ويمتلك كل الأسباب المحفزة والواجبة للمطالبة بها، فهو بالأساس أمام سلطة غير شرعية ومارقة، وقد تعامل هذا الشعب معها بسلم وهدوء درءاً لمخاطر وللكثير من الأسباب، أحداها متابعته كل ما يحيط بالمنطقة من تعقيدات ومشاريع استباحتها، وثانيها حالة من الانتظار التي عقبت وراثة الأسد لموقع أبيه في رئاسة الدولة والذي بدوره وعد بإصلاحات تعيد الحياة السياسية الى البلد وتعترف بالرأي الآخر وتخفف من وطأة الحياة الأمنية الإستخبارية التي كتمت كل شيء بوطن مثل سوريا، التي تعتبر من أهم حلقات المنطقة العربية. كان الشعب السوري يرقب حراك النظام ويردد لعل القادم يساهم في تحرير أرض ما زالت محتله وجزء من الشعب السوري ما يزال يرزح تحت نير الاستعمار. لكن كل هذا الانتظار ذهب عبثاً فلا الأرض المحتلة حررت وأما الحريات والرأي الآخر بقيت شعار يرفعه النظام كلما أراد تجميل صورته وعلى ارض الواقع فالاعتقالات وكم أفواه كل من له رأي مخالف، فلا اصلاحات سياسية حصلت ولا تغيرت الممارسات القمعية لأجهزته الأمنية. استطاع النظام على مر السنوات الماضية بالحفاظ على امساكه مجموعة من الملفات على المستوى الأقليمي ليزاود بها على الشعب السوري والتي استثمرها كلها ليديم حالة القمع والسرقة والنهب بالداخل السوري، وباسم محاربة المشاريع الخارجية وباسم تحرير الأرض المغتصبة ديس على كل خيارات التغيير الديمقراطي الذي سعت اليه النخب السورية المختلفة. كل هذا الأمور لم تكن غامضة أو خافية ولم تكتشف حديثا، إلا أن وعود الإصلاح التي لم تتحقق، أوصلت السوريين الى قناعة ليس بالإمكان انتظار اصلاح من نظام لا مقومات لديه لإجراء أي شكل من أشكال الإصلاح، فكل تغيير في سوريا ينظر له هذا النظام على اعتباره يشكل تهديداً لوجوده، خاصة أنه أورث المجتمع السوري أرثا ثقيلا في ثمانينيات القرن الماضي، زعزع المجتمع وهز وحدته الوطنية وهو يدرك الى الان بأن هذا الملف ما زال جرحاً مفتوحاً ولا يتجرأ أبداً على الاقتراب منه لأزاحة آثاره على المجتمع السوري وأجياله القادمة. ومع فهم وادراك الوطنيين السوريين لفداحة اغفال هذا الملف وتأثيره على النسيج الاجتماعي وتهديده للوحدة الوطنية السورية بادروا في المرحلة الماضية على صياغة برنامج سلمي وهادئ للتغيير، يساهم في حفظ وحدة المجتمع ويعزز تماسكه، يساهم في تحديث مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويشيع روح الديمقراطية والحرية في الوطن، ووضع هدفاً له في اجراء إصلاحات توصل الى إشراك الشعب بالسلطة من خلال ممثليه، التي ينتخبهم عبر صناديق اقتراع، هذا الاصلاح التدريجي هدف في اعادة سوريه الى الحياة المدنية الدستورية في نظام ديمقراطي حر.
أثبتت السنوات الماضية بأن النظام في سورية ورأسه لا يفقه هذا الفهم لموضوعة الديمقراطية واستحقاقاتها، ولا يستوعب تماما هموم النخب والناس التي تريد وبوضوح كف اليد الأمنية وتفكيك أجهزتها التي أرعبت المجتمع على مدى عقود مديدة. يظن النظام أنه بتلويحه اجراء إصلاح سوف يقدم مكرمة يتحسن بها على المجتمع، كزيادة راتب ورفع شكلي لقانون الطوارئ، والحديث عن إطلاق قانون حديث للأحزاب. يلوح لنا بقانون يستلب من خلاله اي امكانية لوجود احزاب حقيقية، فهو لديه نموذج يرغب في استساخه، حيث يشرع لأحزاب كي يضمها لخزانة محتوياته الدعاوية، كما يفهم من الجبهة الوطنية التقدمية الموضوعه في ،،الفاترينا ،، تخرج الى العلن فقط ساعة حاجته لها. يتحسن عليها ببعض الهبات من المال والسيارات، مقابل شراء الضمائر والذمم وتكفلها بالابتعاد عن أي شأن يخص تطوير ونقاش آليات تطوير هذا الوطن.
هذا الفهم الإقطاعي لسلطة مستبدة أعطيت من الفرص الكثير لتحسن شروط الإنتقال السلمي للديمقراطية، إلا أنها وكما كل الأنظمة المارقة والوالغة، تعتبر نفسها مؤبدة ووارثة للوطن. مزرعة تستحلبه وتستعبد شعبه. فاتها ان هذا الشعب يصبر لكنه عندما يطفح الكيل به يثور، وها هو يثور وينتفض ويحدد مطالبه باسترجاع كرامته المهدوره وحريته المسلوبة، بما يعني إنهاء ظاهرة التفرد والاستفراد ببلد كسوريا حاضنة التاريخ والمناط بها دور ريادي من اجل حل الكثير من القضايا العالقة وأولها قضية وحدة المجتمع السوري وحل كل الإحتقانات، ومعالجة كل الأمراض الذي فرخها النظام وغذاها من اجل إحكام سيطرته وتأبيد حكمه.
ها هو النظام اليوم يدير ظهره لكل أحلام وهموم الشعب ويسفر عن وجهه البشع بقمعه لكل الإحتجاجات والمظاهرات عوضا عن تأطير كل المطالب بحاضنة وطنية تستطيع الإجتماع والحوار بكل تفاصيل القضايا التي تعيد لسوريا وجهها الحضاري ودورها الريادي، بعد ان يتصالح المجتمع ويبدع مناخه الحر من خلال إبعاد حالة الرعب الأمنية وتفكيكها ومحاسبة كل جلادي شعبنا وسافكي دمائه.
النظام اليوم لا يطل بوجهه القمعي فقط بل ولا يلتفت لكل هذه الأصوات التي حاولت وتحاول تحفيزه على تحقيق اصلاحات حقيقية في وسوريا، بل على العكس فأنه يمارس أبشع أنواع الذل والمهانة، من خلال إفلات قطعانه الأمنية وصبيان شبيحته يستبحون دماء وحرمة وكرامة المواطنين بدرعا وحمص وبانياس ودوما، بالإضافة لجره الجيش بمواجهة الشعب، متذرعا بحجج واهية ومنطق يسوده الدجل، وكذب صريح، ويطل علينا إعلامه السخيف الذي لا يحترم أي عقل، ولا يراعي حرمة، ويستهين بكل مشاعر الضمير الإنساني، بل يمارس نوعا من القمع منقطع النظير على فئات من شرائح المجتمع من الذين لا يملكون تجاه لقمة العيش والقمع سوى الرضوخ لمنطقه وتدبيجهم إعلامه وهم يعرفون أنهم بذلك يفقدون أعز ما يملكون، الكرامة والضمير.
نحن ندرك ان هناك الكثير باعوا أنفسهم للشيطان، ولا فرق لديهم فالكذب والدجل والتلفيق والتزوير أصبح الهواء الذي يتنفسونه، يدفع بهم النظام كي يكونوا واجهة لتلفيق أكاذيبه ولتوزيع التهم على كل من يعارض. لكن كل هذا لم يصمد أمام المنطق والعقل، فالنظام معروف وحاصل على شهادة امتياز بالقمع والفساد والتزوير ومصداقيته لا تتجاوز الصفر، وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني. ناهيك عن المواطن السوري الذي يتجرع مرارتها يوميا. لهذا ايضاً يلجأ النظام الى ان يفرض وبكل صلافة على شرائح اجتماعية فنية ورياضية وثقافية ونسائية الظهور الأعلامي لتمرير كذبه وتدجيل فتنته وعبث قمعه، واستمراء استباحته للبلد بشعبها وجيشها وبيوتها وكرامة مواطنيها، وهذا ما لا يغفره المواطن السوري لكنه يعرف بأن كثير من الألسن تتحدث بعكس ما تؤمن نظراً لخضوعها للإبتزاز. كما ان المواطن السوري يدرك اليوم وبكل وضوح كذب وتدجيل النظام عن المشاريع الخارجية وتدخلاتها، فها هو يمسك بها ورقة وفزاعة بوجه شعبه، الذي يثبت أصالته وشرف وطنيته، من خلال رفضه للتدخل الخارجي والذي يؤكده دائما ويحرص ويشدد عليه، بالوقت الذي يصر النظام وبكل صلافة على إنهاء حكمه الذي لم يكن مطروحا وإسقاط تسلطه بعد أن اختار استباحة دماء شعبه واستسهال إراقته، وبهذا يقدم عنقه غير مؤسوفا عليه.
محمد زكريا السقال



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقاً، على النظام في هذه المرة أن يخاف
- البوعزيزي والأعذار الواهية !
- اللوحة مرسومة بالدم والعبث والهرطقة
- هنا نحن وجها لوجه ؟
- الثورة لحظة تاريخية، الوردة هنا
- وحدة وطنية لدولة وطنية ديمقراطية علمانية
- أريد وطن
- صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر
- قصيدة سيدي بو زيد
- أفكار وتونس تنتفض
- للذين خرجوا وكل معتقلي الحرية
- فلسطين والحرية
- تحديات الترقيع أم عقلية بناء جديدة
- هرطقة الفتاوى وقرار الأبعاد الفضيحة
- أنتظرك وأكظ على الأسنان
- الواقعية التي أوقعتني
- ,وصية صديقي حمار غزة ،
- ارتاح وخليني فكر
- فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية
- سفر بين العوالم


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - يصر النظام على إسقاطه