أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - أريد وطن














المزيد.....

أريد وطن


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 18:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زمن طويل وأنا أتجرع عذاب الغربة والتشرد، سئمتني الموانئ والمرافئ، وحقائبي كثيرا ما تمزقت وانفجرت، وانا كالغجر الرحل أضرب بهذه الأرض على غير هدى، أغص امام الخلق والعالم الذين وهبهم الله مساحة من الأرض فعمروها وتعايشوا بها وسقوها بريف العين وسموها وطن. وأنا أريد وطناً. وطن مترامي الأطراف وقادر أنا على الركض به، والتمرمغ على ترابه مثلما تفعل الخيول. وطن قادر على الصراخ به والرقص به. وطن أكتبه فيربت على كتفي كتلميذ مجتهد، وطن لا يحكمه العسكر والأمن بقدر ما يحكمه القانون وتسوده العدالة. وطن واقعي بسيط مثل أحلام القرية التي ولدت بها. يتنادى أهله للفرح، ويجتمعون على المصاب ويثورون على الظلم والإستبداد، ومضافاته تتسع لأماسيهم، تدور بها القهوة العربية على أحاديث مواسمهم واحلامهم.
منذ عقود سرق الوطن، وأمم أنسانه باسم الوحدة التي أصبحت خرافة تحول فيها الإنسان لرقم فاقد للإنسانية مقموع جائع، والحرية التي أصبحت سجنا ومعتقلاً وعذابات مفجعة. والإشتراكية بما يعني الجوع والبطالة والسرقة والفساد ولم يبق من هذا الإسم الجميل الوطن سوى خرائب تعتمل فيها الأفاعي والأمراض، وتفجرت فيه الأحقاد، وسحقته جزمات العسكر فهربت
لم يكن بمقدوري الإنتماء إلا لوطن. ما كان لي بعد الحلم بأمة كبيرة متسعة أن أتلطى وراء عشيرة لا أملكها، ولا طائفة.كما أنني لا أملك إمكانيات التزلف لأصبح مخبرا رخيصا، ولست قادرا على الصمت، ومن أول بيان كتبنا به الوطن ورسمنا فضائه ونسيم أشجاره، كان السجن لخمسة عشر عاما عقوبة وتكسير أطراف من أجل إعادة التأهيل كرقم صالح في خدمة السلطة، وبهذا نسينا ماذا نريد في البيان الثاني الذي لم نعطى فرصة للتفكير به وصياغته. لهذا فأنا لا أطمع بأكثر من وطن أحترمه وأصلي لأجله وأضحي شرط أن يحترمني ويتعامل معي كإنسان قادر على التفكير ومن حقه كتابه أفكاره ونشرها وقادر على الإحتجاج والتظاهر وينتخب مرشحيه وهذا ليس بالكثير. في بلدان الله الواسعة الذين يناضلون من أجل إنقاص ساعات العمل وزيادة الخدمات الإجتماعية التي لا تكتفي بتعويض البطالة بل بزيادة نسبتها لما يعادل نسب عالية تشجع على البطالة أحيانا، ناهيك عن الضمان الصحي الكامل وبحرية اختيار العيادة والمستشفى. هناك في هذه البلدان يضحكون على أحلامنا البسيطة والعادية بل الطبيعية. لهذا ليس كثيرا علينا أن نحلم بهذا الوطن ونسعى لتشكيله.
كم فرحت لثورة تونس وها أنا أرقص لمصر، فرحتي لا يمتلكها إلا الذين مثلي المحرومون من الوطن، وأكيد هؤلاء الشباب السمر ربيع مصر ووردها، أه كم راودتني نفسي بالسفر لمصر والإنخراط مع هؤلاء الشباب والصبايا والرجال الذين تدفقوا كمياه النيل ليقولوا، كفى عبثا وكفى ذلا وهوانا، أرحل أيها الطاغية أنت وأزلامك وبطانتك، اتركنا نبني وطننا ونسيجه بالحرية والقانون والعدالة والحب.
أه كم أشعر بأنني امتلكت وطنا، وكم استعجل الذهاب لمصر للقاهرة والحسين وخان الخليلي وميدان التحرير والجيزة. سأقبل الناس واتطهر بمياه النيل وأوزع الكحك كما يقول اخواننا المصريين. فمصر هرم الأمة وسيظللنا جميعا وسيرفد همومنا وأحلامنا ويرفع الذل والهوان الذي أصابنا. أه يا مصر كم كان غيابك ظلام وقهر، وكم مزقنا وشتتنا سجنك وحصارك وتقييدك، ولكنك تشرقين من جديد ونحن ننتظر قطاف مواسمك.



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر
- قصيدة سيدي بو زيد
- أفكار وتونس تنتفض
- للذين خرجوا وكل معتقلي الحرية
- فلسطين والحرية
- تحديات الترقيع أم عقلية بناء جديدة
- هرطقة الفتاوى وقرار الأبعاد الفضيحة
- أنتظرك وأكظ على الأسنان
- الواقعية التي أوقعتني
- ,وصية صديقي حمار غزة ،
- ارتاح وخليني فكر
- فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية
- سفر بين العوالم
- الوجع والذاكرة في أدب أسامة ملحم
- مع الشعر والى جانبه
- كيف يكون الطريق اليك
- فارس يرحل حالما
- تركنا الطيب صالح شجرة السودان
- الأنتخابات الإسرائيلية أحلام وأوهام المراهنين
- غزة جدل الواقع والمستقبل


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - أريد وطن