قصيدة سيدي بو زيد

محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 22:07
المحور: الادب والفن
    

هناك في تونس حيث كان محمد
يعانق عربته ككل صباح
والوالدة تصنع شايا كالعادة
تعطره بالنعناع
يشف محمد رشفته الأولى
يهجس بيوم يكون الرزق فيه وفير
والسوق يحاصره جلاوذة السلطان
فيبور اليوم
وما كان اليوم الأول

منذ عقود والعسف يخسف خبز اليوم
يتنهد يزفر يشهق
أيشرق بالدمع
لاتجدي الدمعة في زمن البؤس

كيف سيكون طعام اليوم
ماذا يفعل
فالجوع أكثر من طاغية
والطاغية يملأ شوارعنا بالرعب
جزمات وسجون وجلادين

حاصرنا هذا الرجس وجرعنا المر
يا حقد العالم والأطفال والأفواه
تعالوا
تعالوا هذا يوم لكسر القيد
تعالوا نرقص كمجوس ونحول هذا الشارع عيدا

لف محمد حرائقه المدفونة منذ عقود
توهج مثل نبي وآذن في الناس الطهر الطهر

تعانقه النيران ويهز الخصر كدرويش يجذبه الوصل
فراح يطوف ويحلق فرحا ،،،تم الوصل
تتدفق منه الأنوار وتغطي مساحات لا يدركها
فاض محمد نورا وتفجر في تونس ربيعا
منتظِرا زخة ماء
فاض محمد ...عم المدن صراخا

زلزل ذاك المرعوب وراء القصر
يحث كلاب الصيد المرتجفة والمذعورة
جأرت مثل جرذان ...راحت تعدوا
انسل الطاغية
ولى

وضفيرة تلك المشرقة مثل الشمس كانت مشنقة
تلوح على الأكتاف لا تقفوا
لاتقفوا...لا تقفوا
هزوا الأكتاف ليرحل آخر عربيد
يا لنيرانك يا محمد

يا سيدي بوزيد
اقبلني مريدا في حضرة سرك
علمني كيف تكون النار بردا وسلاما
علمني الحرق
علمني كيف تكون النار
والوجع ترياق عاصفة
فتدك القصر

ياسيدي بوزيد ماسر ضيائك
وكيف هضمت تفجعنا
وصهرت الساحة بالحب وأشعلت النصر
ياسيدي بوزيد سلاما
قربنا من حضرتك واشعل نيرانك فينا
منذ عقود لا تقدح نار في هذا الجسد المنهك
منذ عقود يأكلنا الظلم ويعشش فينا السوس
سوس الردة
سوس الفتنة
والحاكم طاووس

#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل