أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - أفكار وتونس تنتفض














المزيد.....

أفكار وتونس تنتفض


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن التهب الشارع التونسي العظيم منتفضا على الإستبداد منتصرا للحرية والحياة الكريمة حتى أصابتني حمى الأمل. فالأمل عدوى جميلة تلوح مشارفه لكل شيء جميل وسار. تدب بك الحمية وتلهج وراء التقصي والمتابعة، تهرطق...تهذي...وكثيرا ما تكون الهرطقات بداية التحفيز والإنطلاق. تتصل بالأصدقاء تؤكد فرحك بفرحهم واهتمامهم فيكبر الأمل وتتدفق الدماء حيوية لتبحث عن دور ما، عن اي شيء يدفع بهذه الجموع التي خرجت بعد سبات طويل، خرجت واليأس يأكل مهجنا لدرجة أصبحنا نعتقد أننا طينة خاصة، وعجينة غير عجينة البشر. البشر الذين كسروا حواجز الخوف ومزقوا ديماغوجيا الحزب والقائد الذي سلبهم إنسانيتهم وآدميتهم، ولكنه حصل وحملت تونس لواء المبادرة لتضاهي بانتفاضتها ثورة عظيمة لا تقل عن الثورات التي تملئ دروسها الكتب، بل وتضاهيها زخما وإسلوبا وثقافة، وأن تحصل ببلد عربي تضعه الرأسمالية على قائمة أعمالها وتدس له كيان عسكريا عنصريا، وتدعم ديكتاتورياته وتسهر على أمنهم وحمايتهم فهذا يعطي انتفاضة تونس زخما كبيرا وتصبح جديرة بالمباركة والدعم والحضانة. فانتفاضة تونس المجيدة هي الفتح الأول لحركة الشعوب العربية منذ مطلع القرن الماضي ولهذا التاريخ ، حيث عاش الشعب العربي حياة الإنقلابات العسكرية وما فرضته من حياة استثنائية، لدرجة أصبحنا استثناء بين شعوب العالم، كما أن الأمراض والأدواء التي تعيث بأوطاننا هي أمراض لا تبشر بخير فمجتمعاتنا تتشظى وتنشطر لقبائل وطوائف وأقليات تتناحر، مما يجعلنا نتقهقر للوراء غير مدركين حجم التطورات الهائلة والتقدم السريع الذي حققته الأمم والشعوب. وها هي تونس تقدم النموذج الصحيح والصحي لوحدة المجتمع فتتوحد على رفض الجوع والتهميش وانتشار الفساد والعفن للأنظمة ورفض منطق الترهيب وتطالب بالحرية وسيادة الدستور وتطبيق القانون وهذا يشكل اجماع وطني ووحدة وطنية قوية فوق الدين والعرق والطائفة، فالوطن للجميع.
فكيف يمكن لنا أن نحمي هذه الأنتفاضة وما الذي يمكن أن نقوم به، هذه الأسئلة كانت حوارات ونقاشات مع كل الذين يحلمون بوطن أمثالي، كل الذين ينتظرون شرارة تغيير جوهري ذو معنى بهذه الأمة الثكلى والمصابة. وحيث لا أدعي القدرة والحق على إعطاء الدروس، فانا مازلت أتعلم وقد بهرتني حركة الشعب التونسي ومنها نتعلم. لهذا قلت أن افضل ما نقدمه لهذا الشعب هو التغني بثورته وجعلها محفزا يوميا لنا من خلال الكتابة عنها وتقصي خطواتها وتمييز خطاباتها، واعتقد أن كل المواطنين العرب وخاصة المثقفين من مفكرين وأدباء وصحفيين وشعراء وفنانين، يجب أن يجندوا أنفسهم لإظهار زخم هذا الحدث، وعليهم أن يجعلوه ثقافة يومية لكل مواطنيهم عسى أن تقدح شرارتها ساحات أخرى وتحفز قوى وشعوب على النهوض والإنتفاض وبنفس الوقت تحصن تونس وتعطيها ثقتها بنفسها من خلال صحة وسلامة خطوتها .
كما علينا أن نتوجه للإخوة والأشقاء بتونس مطالبينهم بفتح ملفات الفساد والإستبداد ونشر كل العفن والقمع الذي مورس عليهم على أرضية التاريخ الأسود الذي يجب عدم العودة إليه، بما يعني تحويل تاريخ هذا الإستبداد لرواية يتعلمها الأطفال والأجيال، تكتب عنها البحوث وتخط بها الروايات والقصص وترسم لها اللوحات وتفتح المعارض. كي يكون بمدرك الشعب التونسي أن هناك حقبة سوداء يجب أن لا تعود، ساد بها الظلم وقمع بها المواطن ذل وأهين وجاع. وذلك من خلال الإصرار على صياغة دستور حديث يلم بكل حقوق وواجبات المواطنة وحماية الحريات وصيانة العدالة.
كما أن حوارا مع القوى التونسية ومؤسساتها المدنية يغني ويفيد بتوسيع رقعة الفهم الوطني والحياة المدنية وينشر ثقافة خارج ثقافة التمزيق والتشظي المذهبي والعرقي ويعزز التماسك الوطني.



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للذين خرجوا وكل معتقلي الحرية
- فلسطين والحرية
- تحديات الترقيع أم عقلية بناء جديدة
- هرطقة الفتاوى وقرار الأبعاد الفضيحة
- أنتظرك وأكظ على الأسنان
- الواقعية التي أوقعتني
- ,وصية صديقي حمار غزة ،
- ارتاح وخليني فكر
- فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية
- سفر بين العوالم
- الوجع والذاكرة في أدب أسامة ملحم
- مع الشعر والى جانبه
- كيف يكون الطريق اليك
- فارس يرحل حالما
- تركنا الطيب صالح شجرة السودان
- الأنتخابات الإسرائيلية أحلام وأوهام المراهنين
- غزة جدل الواقع والمستقبل
- العيش في مقبرة
- هلوسات ونحن تحت النار
- الى متى يدفع الشعب الفلسطيني دماء لا تنتج تحريرا


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - أفكار وتونس تنتفض