أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - اللوحة مرسومة بالدم والعبث والهرطقة














المزيد.....

اللوحة مرسومة بالدم والعبث والهرطقة


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظام الذي يمسك بكل ما يحيط هذا الوطن، يريد إصلاحا ( على قياسه) لا يخسره شيئا من المملكة، المزرعة، السلطة، القصر، الحكم. يريد ان يقدم هبات مشروطة بالطاعة والرضوخ والتسبيح ليل نهار بحمد هباته وكرمه.
النظام يعرف تماما أن سوريا دولة علمانية بحسب الدستور الذي حاول قص أكمامه وضيق أكتافه، وحشر صدره، وخيط قفاه ليصبح ممرا و منفذا لكل جرائمه وسرقاته وتسلطه، ويبقى دستورا علمانيا، يقر أن الشعب مصدر السلطات.
جوهر ما يحصل هو ان الشعب يريد أن يشارك بالسلطة، يريد أن يترجم سلطته إلى تشريعات، تعيد الهواء والحرية له ولدستوره. يريد ان يقرر مستقبل وطنه، يريد ان ينتخب ليغير المياه الراكدة ويأتى بغيرها تعبر عنه يكون قادر على على اسقاطها حين لا تلتزم همومه وأوجاعه.
النظام يدرك هذا جيدا، ويعرف أنه ومهما حاول أن يقتل أو يدس أو يسفك، أو يعتقل ويسجن، ان جوهر الحرية هو مجتمع ديمقراطي مدني، يتعامل بكل شفافية ويعترف ببعضه ويحل إشكالاته ومسائله بالحوار و التعبير و الكتابة، يختصم ويتحاور في مؤسسات تعبر عنه، تتمسك بحقوق المواطن التي يجب ان يحميها القانون .
النظام يريد سلطة إلى الأبد، يريد أن يؤبد حكمه وتفرده وتمسكه بهذا الوطن كمزرعة لكل غييه وسرقته واستبداده، وهنا تكمن معادلة النضال الحالي لجماهير سورية المنتفضة، فكل تسوية لا تحدد هذا السقف للمجتمع، ستجد نفسها بالضرورة إلى جانب سلطة القمع والأجهزة الأمنية.
حوار اليوم الدائر وكل ما يتفتق عنه من مؤتمر مصالحة، الجلوس الى طاولة حوار، رسم خرائط طريق وكل التجاذبات، نرى إن من واجبها خدمة هذا الفهم باعتباره الجوهر الممهور بالدم والطلب الذي يفجر حياة جديدة مشرقة تعمها الحرية.
اسياد النضال والنظريات، الخائفين المترددين، الإنتهازيين، المحذلقين، الفاشلين، عليهم أن يقولوا وبشكل واضح أين هم ، وأين يقفون.
الشارع كما بدا واضحا عطش للحرية يتوق للإنعتاق من عسف المؤسسة الأمنية البغيضة، يقف موحدا ومجمعا على الوطن، هل يمكن ان تتسرب إليه الفطريات، نعم ممكن، أيتسرب إليه من يريد مآرب أخرى؟؟؟ نعم جائز...، كل هذا ممكن، لكنه لا يبرر في اي حال أن يتخلى المثقفون الموهوبون الشاطرون عن مواكبة حراك الشعب، عندما يعجزوا أن يكونوا على رأس الصفوف هناك في الشارع مع ناسهم يشاطرونهم الهم والنضال، الذين سيتخلفون عن شعبهم ونضالاته، لن يغفر لهم أحد أوهامهم وجلوسهم بانتظار وحي ينزل عليهم بتحركات على قياسهم الفكري والنظري. لهذا ستكثر الدماء، وبالقدر نفسه ستكثر لعنات التاريخ الذي لا يرحم.

محمد زكريا السقال
26 / 4 / 2011



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا نحن وجها لوجه ؟
- الثورة لحظة تاريخية، الوردة هنا
- وحدة وطنية لدولة وطنية ديمقراطية علمانية
- أريد وطن
- صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر
- قصيدة سيدي بو زيد
- أفكار وتونس تنتفض
- للذين خرجوا وكل معتقلي الحرية
- فلسطين والحرية
- تحديات الترقيع أم عقلية بناء جديدة
- هرطقة الفتاوى وقرار الأبعاد الفضيحة
- أنتظرك وأكظ على الأسنان
- الواقعية التي أوقعتني
- ,وصية صديقي حمار غزة ،
- ارتاح وخليني فكر
- فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية
- سفر بين العوالم
- الوجع والذاكرة في أدب أسامة ملحم
- مع الشعر والى جانبه
- كيف يكون الطريق اليك


المزيد.....




- إنه أسلوب تنقل شائع في أوروبا وآسيا.. لكن هل يحظى السفر بالق ...
- فوق الإعصار -إيرين-.. صائدو أعاصير يصورون مشاهد مهيبة
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة -بنى تحتية للطاقة- في اليمن
- -نايت أولوايز كامز-: كيف تحصل على 25 ألف دولار قبل بزوغ الشم ...
- قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا ينظمون مؤتمرا لمناقشة خطة ترام ...
- ترامب يسلم بوتين رسالة من زوجته ميلانيا خلال قمة ألاسكا
- 3 ولايات يقودها جمهوريون تستعد لنشر قوات حرس وطني بالعاصمة و ...
- تقدم للجيش الأوكراني على جبهة سومي
- هل يعود الجيش الأميركي لاحتلال بنما؟ إجابات من داخل قواعده ا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - اللوحة مرسومة بالدم والعبث والهرطقة