أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - هنا نحن وجها لوجه ؟














المزيد.....

هنا نحن وجها لوجه ؟


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا نحن وجها لوجه ؟
الحرية، يا إلهي، أي بريق لهذه الكلمة! وكم نحن عطشى لها، نحن السوريون أصحاب أعرق حضارة في التاريخ. لبسنا فيه الألوان كلها، ألوان زاهية تبرقعت به الوحدة العربية وعلت رؤوسنا وجباهنا، وحملت فيه فلسطين على الأكتاف وغرزت بالقلب، وضاعت الحرية وجلست الاشتراكية على كل موائدنا يتيمة عارية .
كل القضايا حزينة في بلدي، كل المشاريع والأهداف بائسة في وطني، من فلسطين إلى الوحدة والاشتراكية والمرأة والطفل والإنسان عموماً والعمل والتنمية والتعليم والحب والشجر والغناء والرقص والفرح. لقد سرقت كلها وتحولت على يدي سماسرة الأنظمة إلى سلع تُباع وتُشترى. كمموا أصواتنا، وأغلقوا علينا زنازين معتقلاتهم، وصبوا رصاص قمعهم، وفرضوا علينا كل أنواع الذل والهوان! باسم الأمة وفلسطين، وهما الأكبر والأغلى، نُذلُّ ونُحتَقر.
صديقي الذي سأل عن الوحدة اعتُقل وأُهين لأنه أوهن نفسية أمة بكاملها بهذا السؤال؛ مواطن آخر قال: لننتصر العراق! اتهم بالإرهاب والقاعدة والعمالة؛ وثالث سأل عن مصير العدالة فاعتقل وجُرِّم بتهمة التعرض لهيبة الدولة؛ وعاشر سأل عن الفساد فسُحل وأُدين. نحن متهمون دوماً على يد هذه الأنظمة، مهمَّشون، متفَّهون، ومستبعدون، ذلك أقل ما يمكن أن يُقال لتوصيف حالة مجتمعنا. وسنبقى كذلك حتى نثور، وننزع هذه الغلالة التي كبَّلت سوريا منذ 1963، حيث ساد قانون الطوارئ اللعين وسرق أمننا، وصوتنا، وحريتنا، وأحلامنا. يموت الرئيس فيورَّث ابنه، تتغير الحكومات، ونحن لا بدَّ أن نصمت ونلعق الذل باسم المخاوف الوطنية والمشاريع التي تستهدفنا، حتى بات المواطن يشك في نفسه كما لو أنه المسؤول عن تلك المشاريع وعن تأبيد احتلال الجولان، وعن كل هذا الركام من الفقر والتعثر وغياب فرص العمل وسيادة الرشاوى وتعميم الفساد، وما إلى ذلك مما لا تغطيه الصفحات والكتب! من المسؤول عن هذا، لماذا نحن محرومون من المشاركة بصياغة وطننا؟ لماذا نحن محرومون من المشاركة بمحاربة هذه المشاريع والتصدي للفتن وحل قضايانا؟ ؟ قل لماذا لا يعتقنا هذا النظام، لوجه الله تعالى، وقد اختفت ظاهرة الرق من العالم منذ ما يزيد عن مائة عام؟
ها قد هبت رياح الحرية عاتيةً لا يمكن أن يقف في وجهها شيء، وها نحن نريد الحرية، نتمسك بها، نحضتنها، ولن نتركها تفلت هذه المرة .
يدرك النظام تماماً أن لدينا آلاف الأسباب الوجيهة التي تحول دون التأجيل والمماطلة.
يدرك النظام تماماً أيضاً أن هناك استحقاقاً، نريده ونتشوق إليه، ونستحقه، ولن تقنعنا كل الحجج الواهية والسخيفة التي تخيفنا بالمشاريع الخارجية والمؤامرات. أجل كلنا نريد وطناً لكل أبنائه، موحداً متماسكاً يسوده الرخاء والسلم والمواطنة الحقة والازدهار.
نريد حريةً نكون فيها بموقع الفعل والقول كما يليق بهذا الوطن.
نريد أن نعلن أننا مواطنون قادرون على التحسس والألم والقلق، وقادرون في الوقت نفسه على التفكير والبحث عن كل العوامل التي تجسِّد الوحدة الوطنية والتنمية والتطوير في وطننا.
نحن المواطنون السوريون، إلى متى ستبقى الحرية كثيرة علينا كي نواجَه بالرصاص والقتل والاعتقال؟
وهل مطالبنا تستأهل كل هذا الدأب السلطوي على رمي التهم وبث الفتن والفِرقة، والتلاعب بأقدارنا؟ كفى عبثاً بلحمة هذا الوطن وسيادته، فلن تثنينا عصيكم عن التشبث بالحرية وتسيير عجلتها، ولن نسمح للحراب المسمومة أن تنهش جسدنا الوطني وتعايشنا المديد.
نريده وطناً بمناخ صحي، يشكِّل عيادة حقيقية لإزالة كل ما أصابه على مدى عقود.
وبعدُ...
خوفي على وطني الذي يشهد سوريالية عجيبة: دماء كريمة تُراق على أيدي الطغاة باسم حماية الوطن، ومراثٍ يدبِّجها القاتل على من يعتبرهم شهداء، ومواسم رقصٍ تفرضها إرادة المتحكم بأقدار العباد، فيُنزِل الناس إلى الشوارع ويكرههم على التهليل لانتصار بنادقه على الصدور العارية إلاَّ من الإيمان بالسير حتى النهاية.
محمد زكريا السقال
برلين / 29 / 3 / 2011



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة لحظة تاريخية، الوردة هنا
- وحدة وطنية لدولة وطنية ديمقراطية علمانية
- أريد وطن
- صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر
- قصيدة سيدي بو زيد
- أفكار وتونس تنتفض
- للذين خرجوا وكل معتقلي الحرية
- فلسطين والحرية
- تحديات الترقيع أم عقلية بناء جديدة
- هرطقة الفتاوى وقرار الأبعاد الفضيحة
- أنتظرك وأكظ على الأسنان
- الواقعية التي أوقعتني
- ,وصية صديقي حمار غزة ،
- ارتاح وخليني فكر
- فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية
- سفر بين العوالم
- الوجع والذاكرة في أدب أسامة ملحم
- مع الشعر والى جانبه
- كيف يكون الطريق اليك
- فارس يرحل حالما


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - هنا نحن وجها لوجه ؟