أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - نص مسرحية -معمعة العميان-















المزيد.....



نص مسرحية -معمعة العميان-


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


معمعة العميان

مسرحية في أربعة فصول

الشخصيات
المحكومون القدماء بالإعدام المحكومون الجدد بالإعدام
عادل علاء
يحيى منفي
علي وليد
أمير جيثوم
سمير كريم
مهدي عباس
حامد
باقر
كامل
عمران
مناضل
قادر
جليل
عباس
نجدت

موظفو السجن
السجّان : أبو وداد
مأمور قاطع الإعدامات
وكيل متعهد الأرزاق : صيهود
المحقق
مأمور الأحكام الثقيلة
المفوض ذياب
حراس








الفصل الأول

زنزانة إعدام ضيقة تمتد عرضياً من أقصى يسار المنصّة إلى أقصى اليمين ، خالية من أي أثاث . جدرانها قهوائية غامقة ذات بقع أميبية كبيرة سوداء ، و مليئة من الأعلى إلى الأسفل بكتابات عن ذكرى أسماء نزلائها السابقين . إلى اليمين باب حديدي أسود بدون أكرة يفتح من الخارج إلى داخل الزنزانة ، في أعلى الباب فتحة طولها قدم في نصف قدم مشبكه بالقضبان ، و تحت الباب فتحة عرضيّة نتيجة إرتفاع الباب عن الأرضية عشرة سنتمترات . خلف الباب ممر رمادي غامق ، ضيق لا يكفي إلا لوقوف ثلاثة أشخاص واحداً خلف الآخر فقط . يبقى هذا الممر خال إلا عندما يأتي السجّان أو الجلاد أو القروانجي (موزع الطعام جليل أو عباس ، و هما أيضاً سجينين محكومين بالإعدام ) . عند زاوية إلتقاء السقف بالحائط العرضي الأمامي ، في الوسط ، شباك مربع طول ضلعه خمسة سنتمترات ، و هو مغلف من الخارج بصفيحة حديد قذرة ذات أربعة ثقوب صغيرة فقط . عند أقصى اليسار ، حوض مرحاض صغير غربي بيجي مسود يظهر للجمهور بصوره جانبية ، تفصله عن بقية الزنزانة بطانية رمادية غامقة منشورة على شكل قاطع عرضي . على طول الحائط من الأعلى إلى الأسفل إلى الجانب الأبعد من المرحاض ، هناك أنبوب ماء ينتهي عند مغسلة معدنية رمادية قذرة يرتفع فوقها صنبور ماء واحد . الأرضية إسمنتية رمادية غامقة و مبقّعة . لا توجد أفرشة نوم عدا البطانيات القهوائية المقلمة بالبيجي و الشراشف البيضاء ذات البنود الزرق و المصفَرّة من القذارة. كل الشخصيات طويلة أللحى جداً و حافية ، و لا ترتدي غير لباس الوسط والفانلة القذرتين و المهلهلتين جداً على أجسام مليئة بالندوب ، و هي تغطي نفسها بين الفينة و الأخرى بشرشف فوقه بطانية و تجلس و تنام على الأرضية . عندما تدخل كل الشخصيات الزنزانة ، يمتلئ الحائط المواجه بهم جلوسًا وبدون أي فراغ حتى قاطع المرحاض الذي بجلس عليه أحد المحكومين. عند فتح الستارة ، يظهر المحكومون جالسين على الأرضية الإسمنتية إلى الحائط الطولي بمواجهة الجمهور جنباً إلى جنب ، و أمامهم عادل و هو نائم مغطى بالبطانية كاملا ً، و يجلس أمير عند رأسه . تسمع الأنشودة التالية المعروفة و هي تعزف بصوت عال يتحول إلى صوت صلي طلقات رشاش مع العبارات الأخيرة للنشيد . صياح الديك يأتي من خارج خشبة المسرح .

إحنا طليعة أمة عريقة غالي وطنها شعبها أصيل
إحنا الجيل اليمشي طريقه مهما كان طريقه طويل
إحنا البعث البعث البعث البعث
ثورة شعب يوم نادانا نخلّي نهار الغاصب ليل
إحنا البعث البعث البعث البعث
هتف الشعب يوم الثورة هذا اليوم اللي إتمنيناه
و السجن اللي بنوه للشعب كسرنا قيوده و حررناه
هتف الشعب يوم الثورة هذا اليوم اللي إتمنيناه
و السجن اللي بنوه للشعب كسرنا قيوده و حررناه
إحنا البعث البعث البعث البعث
الديك – عيعيعيعووووو . عوعييييعوووووء . عيعوووووووء
عمران - الله المصلي على محمد وآل محمد !
الديك – عوعييييعوووووءءءءع . عيعوووووووءءءءع
باقر/سمير/حامد - الله أكبر ! الله أكبر !
عادل ( يقعد من النوم مذهولاً ، يوجه الكلام لأمير الجالس عند رأسه. )- شكو ؟ شكو ؟ شنو
الموضوع ؟ جتِّي السيارة مالت الإعدامات ؟
أمير - لا يابا ، لا . ما سمعت حِسْ سيارة وزارة التجارة رقم 55 . اليوم السبت ، مو الأحد .
عمران - الله المصلي على محمد وآلي محمد !
باقر - الله أكبر !
عادل (لأمير)- لعد شنو الموضوع ؟
عمران - الله المصلِّي على محمد وآلي محمد !
سمير - تحقَّقت المعجزة !
عادل - شنو ؟ قابل أكو عفو ؟
حامد - ألف الصلاة و السلام عليك يارسول الله محمد صلوات !
عادل - شنو ؟ منهو عرّس ؟
حامد - نعمة فضيلة ! الحمد و الشكر لك يارب العالمين !
أمير - يابا دِ طير ! يا نعمة ، يا بطّيخ ! شنو الموضوع ؟
عمران - الديـچ !
عادل - شنو ؟
عمران - الديـچ ! ما سمعته ؟
عادل - يا ديـچ ؟
باقر - ديـچ العبّاس !
عادل - ديـچ أيش ؟
باقر - ديـچ العبّاس أبو راس الحار ! شنهو حتى الإمام العباس فدوا لسمة متعرفه ؟
أمير - الله المصلي على محمّد وآل محمّد !
باقر - الله أكبر !
سمير - حاشا لله ، ما ينسى عبادة الصالحين ! اللهم أنصرنا على القوم الكافرين ، آمين يا رب العالمين !
عادل - أستغفر الله . دفهِّموني شنو الموضوع ؟
الديك - عِعِوووعوو !
باقر - الله المصلّي على محمد وآلي محمّد !
حامد - ألف الصلاة و السلام عليك يا رسول الله محمّد صلوات !
الديك - عِعِوووعوو عيييعووعووو !
باقر - الله أكبر !
مهدي - سمعت صياح الديـچ ، دكتور ؟
عادل - إي سمعته . إمنين إجا هذا الديـچ ، مولانا ؟
حامد - هذا الديـچ دزّه الإمام العبّاس أبو راس الحار - فدوا لسمه - رحمةً بالمجاهدين المظلومين !
عادل - شنو هذا الخرط !
حامد - أستغفر الله ! ولك انت ليش كافر ، مو إنت دكتور و هلا هلله ؟
عادل - أرجوك مولأنا الفاضل ، شوية تواضع ! ما يصير كل حـچـاية و حلوگكم تنقِّط بالكفر ! و كل واحد منكم حاط الله سبحانه و تعالى بعـبّه ، ويوزع بالجنّة و النار يميناً و يساراً، عبّالك هي ورث مالت أمّه أو أبوه ... إي ماتـگلي شنو دخل الكفر بالديوچـة ؟
عمران - ولك هذا الديـچ هوا ديـچ العبّاس أبو راس الحار !
حامد - گول فدوا لسمه !
عمران - العفو شيخنا ، فدوا لسمه !
الديك - عِعِوووعوو ....عِعِوووعووعوعوووو ... عيع !
مهدي - الله أكبر ! قوموا نصلي جماعة ، وعوفوا هذا الكافر !
(يقوم سمير و حامد و باقر و عمران بالصلاة وراء مهدي بعد الإنعزال في الجهة اليسرى.)
عادل (يقف و يتحرك عند الباب ، يوزع نظراته بين خارج الشباك و بين أمير .)- تعال عيني سيد أمير . منو گـال هذا الديـچ هو ديـچ العبّاس ؟ و شنو القضية ؟ هل عندك علم بالموضوع ؟
أمير – (يقف أمام عادل عند الباب و يلتحق بهما كامل و يحيى و قادر و مناضل.) إشش ... وطّي صوتك . الحـچاية يم سيد مهدي . سمعتة يـگول لشيخ حامد إنّو الحلم مالته تحقق و الحمد لله ، و إنو العبّاس سلام الله عليه قد أوفى بوعده ، و دَزْ له ديـچ الوذان !
عادل - يا ديـچ ؟
أمير - ديـچ الوذان !
عادل - شوكت هذا الحـچـي ؟
أمير - من صاح الديـچ أول مرة الفجر. بوكتها إنت چنت نايم .
عادل - إي ، وبعدين ؟
أمير - بعدين گاموا يبسبسون ، و كبِّروا ، و بعدين راحو واحد ورا واحد ياخذون إيد السيد مهدي و يبوِّسونهه ، و انطوه كل تعيينهم مال اللبن مالت البارحه ؛ تدري السيّد يحب اللبن ، و يـگول المؤمنون لبنيون ! ها ، صدگ، ضمّيت گـلاص اللبن مالتك ، تريد أجيبه إلك ؟
عادل -. تدري آني شـگد جوعان ؟ جوعان حيل ، بس روحي طاگـّـه و ما أشتهي آكل . إعوذ بالله يا أخي من هذا الرجل ، وكت توزيع حشف التمر يـگول المؤمنون حلـويون ، أو وكت توزيع اللبن المامختمر يـگول المؤمنون لبنيون . أستغفر الله ! زين شنو موضوع الحلم هذا ؟
كامل - يـگول سيد مهدي بأن الإمام العبّاس إجاه بالحلم ، و السيد إشتكاله إنّو ما يـگدر يفرزن هنا أوقات الصلاة زين ؛ و العبّاس گـال له راح يدزله ديـچ من عالم البرزخ ، و همّاتين قال له أنو الفرج قريب .
عادل - يا فرج وإحنا محكومين بالإعدام ؟ عجيب ! شنو العبّاس عليه السلام مشتغل مربِّي مال دواجن بعالم البرزخ ؟ أستغفر الله ! أشو مرة يـگولون العبّاس بالجنة ، و بعدين يودّوه للبرزخ .. أعوذ بالله ! شلون دجّالين !
قادر - لعد هذا الديـچ منين إجا للأحكام الثقيلة !
عادل - و الله يا أخي هذا أمر عجيب فعلاً ! ما دا أگدر أفتهم شجاب هذا الديـچ لقاطع الإعدامات بأبو غريب ! حتى الديوچـة متخلص من ظلمكم يا بيت العيب ؟ الله و أكبر !
أمير - يجوز ما يقبل يصفّـگ للحزب القاعد .
كامل - لو ما إِخذ تحيّة للقائد الضرورة من طب لحوشهم ، وراح يكشِّف بالقدور مالت الأكل ، و حلا تتلمس جحور الدجاجات مالات المواطنين الفقراء حتى تستنـگـي اللي يبيضن منهن و تصادرهن لحسابها !
مناضل - لو –لو مـا-مـاما گـالّه لـ-لـ-ريّس سـ-سـ-سيّدي وبـ-بـ- باس إيده !
قادر - و يجوز رفض الانخراط في صفوف الجيش الشعبي الرَخَـل !
يحيى - و يمكن يكون داخل هروب من الوحدة العسكرية مالته ورا الإجازة الدورية ، لو متمرد على الصْرِف بسخاء منقطع النظير على الآمر مال الوحدة العسكريّة مالته !
كامل - و يجوز الكتاكيت مالته كتبوا عليه تقرير أمني و دزّوه لقيادة الفرع !
قادر - يابه شنو هذا الخرط ؟ منهو يكتب تقرير أمني على الديوچـة ؟ و بعدين ، هيّا الكتاكيت وين تعرف تقرأ و تكتب ؟
يحيى - إسكت ، إسكت ! البعث يخلق المعجزات ! و يخللي الكتاكيت مو بس تقرأ و تكتب ، يخليها تشعر و تبعر ، و هذه بديهيّة علمية يشهد عليها التاريخ ، و تشهد عليها جماهير الأمة العربية من المحيط للخليج !
عادل - و الله يسووها الرفاق ! مو كتبوا تقارير على الجراوى اللي تعوعوا على بوسترات و أصنام الريّس حفظه الله و رعاه و اللي قرر إعدامهن فوراً رمياً بالرصاص! أما تزوير حقائق التاريخ ، فحدث ولا حرج . منو اللي حرر القدس المغتصبة غير الإمام المتقي و المسلم الكاثوليكي ميشيل عفلق !
كامل – يـگولون سبب جلب هذا الديك هو أنّه رفض الضغط على دجاجات سجودة حتى كل وحدة منهن تبيِّض كل يوم سبعة أوقات ؛ هو إحتج بإنّو الضغط الزائد يؤثر على متعته الجنسية ، و إحترامه لنفسه ، و يخليه يصير نصبة للدجاجات مالته !
يحيى - ( يقلد ضحكة صدام. ) هع-هع-هع ! قبّحك الله !
مناضل – إيجـ-جـ-جوز إتـ-تـ-تهموه ان-انووو مـا-مـا-ما يبيّض للحـ- للحـ- للحـزب والثورة .
الديك - عِعِوووعوو ....عِعِوووعوووو ... عيع !
كامل - إي ، و هاي بشهادة ! إي ، و هو يبرر جنايته الخطيرة هذه ضد الحزب و الثورة بتبريرات غير مقنعة للتخلص من طائلة القانون العادل . خطيّا ! ما يدري أن القانون لا يحمي المغفَّلين ، و إنّو الجهل بالقانون ليس حجّة !
أمير - لع ، لع . الصحيح أنه إلتزم إلتزاماً عقائدياً بالتوجيهات المركزية بزيادة التلقيح ، و مارس الضغط بإندفاع ثوري أصيل ، و بوجدان عاطفي مشهود ، و بضمير حي . و لكنّه يدّعي ظلماً و عدواناً أنّه قد إكتشف من خلال التجربة الملموسة بأن الضغط الثوري الزائد من طرفه خلّى الدجاجات مالته يلبسنّه ، و يروحن يسوَّن علاقات غير شرعيّه ويّا غيره من الديوچـة العقّال مالت الجيران من الأصناف التي تتميز بالرقّه و النزاكة اللبرالية ! و إزاء هذا الفعل الخياني الجبان من طرف الرعية ، الديـچ گـال: "إللي ما يريدك عوفه". و عليه ، فقد إضطر الديـچ المكسور الخاطر أن يشوف له صِرْفة يم مجموعة جديدة من الدجاجات مالت بيوت الجيران . و لكن ديوچـة الجيران رفضوا هذا الإعتداء الصارخ على حماهم المقدس ، فسووا إئتلاف وطني موّحد ، و طـردوا الديـچ الدخيل شر طردة . عندئذ الديـچ شاف نفسه واقع بورطة نتيجة خسارته لقاعدته الجماهيرية التاريخية ، فراح الديـچ المسكين – بعد أن أعيته الحيلة – لعمته سجّودة ، و إشتكى لها من الروح الإنفصالية و الإستعمارية الفاشية عند الجيران ، و من مؤامرة العصيان المدبَّرة ضده من طرف شعب الدجاجات ضمن قطر القفص . و رداً على هذه المؤامرة الكبرى و الطردة النكراء لديـچ العائلة المالكة المباركة و المنصورة ، فقد إضطرّت سجّودة إضطراراً إلى تطبيق مباديء الوحدة والحرية و الإشتراكية تطبيقاً ثوريّاً خلّاقاً وملموساً ، فصادرت بيوت و بيض الدجاجات مالت الجيـران فوراً ، و جمعتهن كلهن بقفص چبير واحد ، بحيث أنو اللي يطب بيه ما يطلع أبداً ، و عيِّنت هذا الديـچ رئيساً مؤبّداً عليهن حسب مواد الدستور المؤقت للدواجن المدوّن منذ زمن دقناووس . و حتى تضمن أن الدجاجات يبقن يبَيْضَن زين بإستمرار ، سوَّت سجودة برنامج إلزامي للتدريب اليومي على زيادة إنتاج البيض و فق شعار "كل شيء من أجل زيادة إنتاجية البيض للمعركة ".
عادل – سيد أمير ، شنو إنت جايع حـچـي ؟ لو بالعلك مسجِّل من الصبح ؟ دِ إخصمها بالعَجَلْ حتى نشوف وين الصدگ !
أمير - هم مستعجل ؟ أصبر عيني ، تجيك السالفة . شكو وراك غير الإعدام ؟ من صبر ظفر ، و من لجَّ كفر.
عادل - ها أموري الورد ؟ لازم إنعديت من العمايم الوافدة علينا بتالي عمرك . شيب و عيب ؟!
أمير - مو يازوغ ؟ شنو آني زوج ؟ خلاصة القضية ، إن هذه الوحدة الإندماجية بين شعوب الدجاج هوايا عجبت سجودة ، إللي أكتشفت بتالي عمرها المديد إنها في الحقيقة و الواقع إمرأة عبقرية التفكير ، و هوايا تفتهم . و لذلك فقد دزَّت على الشفيّة الريّس رجلها ، و كشفت له النقاب عن تجربتها الثورية الخلاقة في توحيد الدجاج بإعتبارها نواةً للوحدة الدجاجية الكبرى ، و طالبته بتطبيقها فورياً ، و ذلك بضم كل شعوب الدجاج في المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط تحت حماها . صديِّم من سمع هذا الكلام ، رأساً صار عصبي كلش ، و گـاللها و هو يومي بإصابيعه الإثنين أمام عيونها: "عَجَل إنت ماتْعَـرفين إنو أحسن طريقة لزيادة بيض الدجاج هو أن تهلطين ريشاتهن باللَيل ؟ هع ؟ بعدين شلون إنتِ تسمحين لنفسك تشتغلين بـكيفـچ من ورايا ، هع ؟ شلون تخلّين ديـچ حقير - ما عنده حتى شهادة مزوّرة - بمنصب الرئيس المؤبد ، و آني الرئيس الشرعي المنتخب ألوحيد بنسبة ميّة بالميّة على كل مخلوقات هذه الدنيا ، هع ؟" الديـچ سمع هذا الكلام بقلب واجف ، و أدرك أبعاد المؤامرة الرئاسية الكبرى التي تهدد مصيره ، فخاف على مركزه الحيوي الحسّاس اللي ما حصّل عليه إلا بالنضال الطفروي الشاق على الأكتاف . و عليه ، فقد لجأ الديك الهمام إلى إستخدام أساليب العنف الثوري بكل شجاعة و إقدام ، و نط على وجه الريّس ، و نـگره بحلـگـه، و خلّى شفته دالـگـة دوم من ذاك اليوم لهذا اليوم . و بسبب هذه الحقائق الناصعة ، و الوقائع الدامغة ، فقد إضطر العبد الفقير لربه ، هذا القائد المؤمن أبو عدي المسكين ، أن يحيل الديـچ المجرم بحق القائد الرمز لمحكمة الثورة العادلة - بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء - حتى ياخذ جزاءه العادل ، كما إضطر أن يعوف سجّودة عيفة الـچلبة الجربا بإعتبارها تشتغل خط مائل ضدّه ، و هماتين إضطر إضطراراً أن يروح يدوِّر گحاب . إي ... و من المعلوم أن الضرورات تبيح المحضورات !
عادل - سيد أمير ؟
أمير - نعم ، دكتور .
عادل - قبَّحك الله !
كامل - لا عاب حلـگك ، أخوي ! إي ، و بعدين خطيّة كل الرفاق الكبار من البليونيرية المساكين راحوا يحتذون حذو الريِّس بإعتباره قدوة للأمة العربية و الأسلامية . و گـاموا يدورون گحاب بكل جد و إخلاص و حسن نية ، و بإلتزام عقائدي أكيد و إندفاع ثوري شديد ؛ و صار بيهم السفلس - بعد عيني - و راحوا يتعالجون عند الأستاذ الدكتور إسماعيل حسن التتار ، اللي فضحهم شر فضيحة ؛ فـگصّـوا لسانة ، و عدموه حتى يـچذّبون خبر !
يحيى - لع ، لع ، الحـچـي الصدگ و المضبوط عندي آنا ! آنا أگول لكم ليش جابوه للديـچ لهنا بكل حق و حقيق ، گـولوا ليش ؟
عادل - إلويش ؟
يحيى - (يتعمد التأخير بجرجرة كلماته .) جابوا ... هه ... جابوه .. هم ...هم ... جابوه ... حسب معلوماتي الأكيدة .. جابوه .. إي .. نعم .. ممم ... و العهدة على الراوي . إييي ... جا -
قادر - أي دبيضها للبيضة ، دگول لويش جايبينه لهذا الحيوان المسكين ؟
يحيى - ولك إنت ليش متفتهم ؟ هذا طير ، مو حيوان !
قادر - عليك نور ! أي لويش جايبينه للديـچ الطير لهاي النـگرة السودا ؟
يحيى - إي دِنْطوني فركة ، عندي معلومات موثوقة .. إي .. الأكيدة .. جابوه .. إي .. ممم ... و العهدة على الراو-
قادر - تحـچـي لو أطلِّع روحك ، و أطب بيك إعدام ثاني !
يحيى - دييواش ... شبيك دومك مس-مس-تعجل عَلْموت ! إليشوفك يقول : بس أگولَّك ليش جايبينه ، راح يطلِّعونك من الزنزانة رقم سبوطعش من هنا لأهلك گبل . إسمعوا يابا : في الحقيقة و الواقع اللي حصل هو أن رجال الأمن الأشاوس الساهرين على إزهاق أرواح ولد الخايبة جابوه لهذا الديـچ لكونهم قد ضبطوه متسللاً داخل الحدود العراقية بجواز سفر مالديفي مزوَّر . إي ، جواز سفر مالديفي مزوّر تزوير مضبوط بسوگ حماده . و كان متلبساً و هوَّ يتجسس بالدربين على الأرزاق الجافة مال الجيش الشعبي لحساب النظام المالديفي المجوسي الكافر برواية سليم الأقرع ، و قيل لنظام جزر القمر العميل برواية سليمة العورا ، أو لجزر فيجي الجبانة برواية نعيمة العرجة. أمّا أميرة أم قنبورة ، فإنها تؤكد كل التأكيد بأن التجسس كان – في الحقيقة و الواقع - لصالح مخابرات مونتيكارلو و بالإشتراك مع قبرص و مالطا و مدغشقر بإعتبارهم قادة تجمع الشر ، وأبوك الله يرحمه ، هاي كل الحسبة ! إرتاحيت هسّاع؟ هاه ، نسيت ... و أيضاً كمشوا عنده هـ-هم ممنوعات !
قادر - شنو من ممنوعات ؟
يحيى - إي ، ممنوعات ! ممنوعات تهدد الأمن القومي العربي . ضبطوا شايل بجناحينه مدافع عملاقة ، و دبابات برمائية ، و صواريخ أرض-أرض من فصيلة الحسين و العبّاس !
قادر - أيّباخ ! شلون ديـچ نـچر ، يشيل دبابات و صواريخ ، و يتجسس بالدِربين على الأرزاق الجافّة !
أمير - و هذا يعني إنّهو صدگ أكو علاقة قوية بينه و بين العباس مثل مايقول حجة الإسلام وولي أمر المسلمين الشيخ مهدي ، قدس الله سرّه !
يحيى/مناضل/كامل/قادر/عادل - ها-ها-ها !
عادل - و لك بيش تطلبه ، مو هوّا بعده حي مثلك . هاه ! شوفوا ! خلِّصوا الصلاة . أسكتوا و لتسوونلة لغوة يابسة ، خوش ؟ أرجوكم رجاء ، خلينا ننعدم مرتاحين ، خوش ؟
قادر - تؤمر عيني .
عادل - ( يتقدم و يجلس بقرب مهدي و حامد و باقر و عمران و سمير. ) تقبَّل الله !
مهدي - تقبَّل الله أعمالكم .
عادل - شيخنا ما تـگللي بروح أبوك شنو قضية هذا الديـچ ؟
مهدي - خير ، هذا الديـچ كله خير و بركة أنشاء الله .
عادل - الله يسمع من حلـگك شيخنا ! آمين يا رب العالمين !
مهدي - إي دكتور ، إحمم-ححم-هم ، آنا حـچيت للأخوان من چنت إنت نايم ، هذي نعمة فضيلة من رب العالمين و هو ناصرنا على القوم الكافرين . و حاشا لله أن يخذل عباده المؤمنين الأتقياء و المظلومين !
قادر - آمين يارب العالمين !
باقر - الله المصلي على محمد و آل محمد !
حامد/مهدي/سمير/باقر- صسصسسسسصممم مم حمم !
عادل - تريد الصدگ شيخنا ؟ الصدگ الصدگ ، آني ما دا أفتهم شنهو الموضوع . متفهِّمني إنت بروح أبوك ؟
مهدي - راح أحـچـي لك ، عسى الله أن يجعل هدايتك على يدي أنشاء الله ، و يرزقنا وإياكم جنان الخلود !
كامل - ها شيخنا ؟ هم گمت تتحارش ؟
مهدي - لا خير ، آنا ما دا أتحارش ، و لكن لا تيأسوا من رَوْح الله !
عادل - شيخنا الله يخليك ، يا رَوْح الله ، يا بطيخ ! وين إبنك ؟ وين أبوك ؟ مو إثنيناتهم چـانوا هنا ويّانا ، و نضحك و انسولف سوا قبل إسبوع ، و قبل تلث ليالي عدموهم بليلة سودا، و ذبّوا لششهم للكلاب الأفريقية المجوّعة مالت عدي ، و ماحصلوا حتى على گبر يليق بالإنسان ؟ و إحنا هسّا هنا : مو كلنا محضّرينا للإعدام ، و كل يوم أحد و أربعاء ياخذون من عدنا وجبة للمقصلة ؟
مهدي - أستاد إنت ما سامع بالمثل اللي يـگول : من الباب للكوسر فرج ؟
عادل - تسمحلي شيخنا الجليل ، هنا ما كو من الباب للكوسر فرج ، هنانه من الباب للكوسر أكو مقصلة و درج !
مهدي - تِسْمَحْ لي بسؤال ، دكتور ؟
عادل - تفضل شيخنا العزيز .
مهدي - شنهو الفرق بين الموجودين هنا و بين عباد الله برّه ؟
عادل - الفرق واضح ، شيخنا العزيز ، إحنا الآن مسلوبين الحرية بالسجن و الناس البرّه أحرار طلقاء ؛ إحنا هنا محكومين بالإعدام و الناس برّه ما محكومين بالإعدام و المقصلة مسلطة على رقابهم !
مهدي - غلط ! الصحيح هو : ماكو أي فرق !
عادل - شلون شيخنا العزيز ؟
مهدي - ماكو أي فرق بين الموجودين هنا و بين الناس البرّه ، تدري ليش ؟
عادل - لويش ؟
مهدي - لأن الناس برّه يصعد و ينزل النَفَسْ بيهم ، و إحنا هَمْ يصعد و ينـزل النفس بينا. و من الباب للكوسر فرج . آلاف الطلقاء يموتون يومياً . و يجوز الله سبحلنه و تعالى ما رايد يرزقنا الشهادة ، و كاتب لنا بعد قسمة بهاي الدنيا ، و باچر نطلع و نشوف شمسه . و بنفْس يوم طَلْعَتنا آلاف الناس من الطلقاء يموتون . صحيح لو مو صحيح ؟ الصحيح ماكو أي فرق . إحنا أحياء و همّا أحياء ، و مادمنا إحنا أحياء و همّا أحياء فلا فرق بيننا و لا من يحزنون ، و لا تدري النفس بأي أرض تموت !
سمير - إي سيدنا ؛ إفحمه ، إفحمه فحماً !
قادر - ( يرفع يديه للسماء. ) إي يابعد عيوني يا سيّدي يا قمر بني هاشم : فدوا لسمك ، شويّا خللي عيونك علينا ! إلتفت شويّا لمصيبتنا هاي ، ترا إحنا ما عدنا صبر مثل صبر الإمام موسى الكاظم عليه السلام ! و حتى زواج ما متزوجين .
حامد - أجرك على عبد الله الحسين . بلكت الله كاتب لك تتزوج الحور العين بالجنة.
باقر - الله يسمع من حلـگك ، آمين !
يحيى - إي ، الآخرة هي الفاخرة . و النسوان هناك ما عدهن شغل غير بس يشيلن زرور و ينامن جوّاه .
مهدي - قبَّحك الله !
عادل - لعد شنو دَخَل الديـچ بالموضوع ؟
مهدي - الديـچ بشرى خير إنشاء الله !
عادل - الله يسمع منك . شلون عرفت شيخنا ؟
مهدي - البارحة زارني بالطيف لأول مره فدوا لإسمه ألإمام العبّاس أبو فاضل عليه أفضل الصلاة و السلام !
عادل - صحيح ؟ الإمام العبّاس عليه السلام ، نفسه نفسه ؟
مهدي - نعم ، بلحمه و دمه . و لقد رأيته عليه السلام رؤية العين ، وكلَّمته لساناً بلسان !
عادل - و شلون عرفته ؟
مهدي - هوّا عرّفني بنفسه !
عادل - هممم .
مناضل - شيخ-شيخ-شيخنا ش-ش-ش-لون شكله ؟
مهدي - طويل ، أسمر ، و رجليه تخط بالـگـاع و هوّه گـاعد فوق الحصان ، و رافع بيرغه الأخضر .
مناضل - شيخ-شيخ-شيخنا: إحح-إححصصصانه همـ-هم أخضر ؟
عمران - إسكت ولك ! وين أكو حصان أخضر!
مناضل - ليشـ-شـ-ش مـ-مـ-ماكو ؟ كل ششي مـ-مـ-موجود بل-بل-بالحلم !
مهدي - الحصان مالته چـان أشهب محجّل .
مناضل - وششش گـ - گـ - گـال لك ؟
مهدي - حيّاني بالسلام ، و أقرأني التحية والإكرام ، و قال لي : أطلب ما تريد . فشكوت له من إختلاط أوقات الصلاة علينا ، و خصوصا صلاة الفجر ، فقال لي "ستصلكم إشـارة من طرفي ، " و أوعدني بالفرج القريب .
عادل - إي و بعدين ، شيخنا العزيز ؟
مناضل - شيخ-شيخ-شيخنا ؟ لـ-لـ-ليش ما إط-ط-طلبت منّه يـ-يـ-يطلِّعنا كـ-كـ-كـ-كـلنا أبـ-إبسسساع ، هـهـهـا ؟
باقر - أخي ميصير الله يرزقنا الشهادة وإحنا نتنكر لمنّة الله علينا .
مهدي - لع مو هيـچـي . آني في الواقع أرحّب بالشهادة . و لذلك ما كان الفكاك من أسر هذا السجن همّي ، و لهذا ما حـچيت بهذا الوضوع . چـان كل همي هو أن أقابل ربي سبحانه و تعالى بوجه أبيض ، و بصلاة مقبولة و مضبوطة . و لذلك ما إشتكيت له –عليه الصلاة و السلام – إلا من عدم ضبط أوقات الصلاة . فوعدني فدوا لسمه أن يبعث لي بإشارة من عنده . و قال لي إن الفرج قريب بعون الله تعالى ، و بعدين غاب . و سبحان الله ، أول ما فزّيت من الحلم المبارك سمعت صوت الديـچ ، و عرفت أن إشارة العبّاس أبو فاضل قد وصلت ، فحمدت الله على نعمته ، و قمت من فوري و صليت ركعتين .
باقر - ها دكتور ؟ هسّا صدگت بهذه المعجزة ؟ الإشارة وصلت اليوم ، و العفو جاي لو اليوم لو باچر بعون الله ! يلله گوم صلي الفجر ، و استغفر ربك ، بلكي سبحانه و تعالى يغفر لك فيما تبقى لك من أيامك ، و لا يحشرك في غياهب جهنم و بئس المصير .
عادل - يا صلاة الفجر ؟ الشمس طالعه ! مدتشوف السما زرگـه من ذاك الزرف فوگ؟
مهدي – تـگدر تصلّيها قضا ، دكتور .
عادل - شيخنا العزيز، روح شوفلك واحد غيري تهديه .
مهدي - الله يهديك .
عادل - و نِعم بالله .
أمير - زين و شلون تدري بهذا الديـچ أنو ما يعوعي إلا بأوقات الصلاة ، شيخنا ؟
باقر - هذه بديهية علمية مفروغ منها ، لأن هذا مو ديـچ إعتيادي ؛ هذا ديـچ العبّاس ، و هوا موصّى ، شنو إنت ما قاري قرآن ؟
حامد - حـچيك ذَهَبْ ، سيد باقر .
عادل - شيخنا يرحم الله أبوك وأخوك ، شلون تِعْقل هذا الديـچ موصّى وهووّا مجرد بهيمة لا تعقِل ؟
مهدي - مع إحترامنا إلك دكتور ، إنت شخص جاهل مع الأسف ، و ما عندك علم بقصص الأنبياء .
كامل - و شدخَّل الأنبياء بهذا الموضوع ؟
مهدي - أنت ما سامع بهدهد سليمان ؟
عادل - بلي ، شيخنا العزيز .
مهدي - خوش . مو هوّا إللي جابله لنبي الله سليمان أخبار بلقيس ، ملكة اليمن ؟
عادل - تمام .
مهدي - لعد شلون تـگول بهيمة لا تعقل ؟
مناضل - لـ-لـ-لا عاب حلـگك شـ-شـ-شيخنا !
سمير - إي شيخنا ، إفحمه لهذا الدكتور الجاهل !
عادل - يواش ، يواش . شيخنا : ألله إلمن دزّه للهدهد ، مو لنبي الله سليمان ؟
مهدي - معلوم .
عادل - و جنابكم الكريم هَمْ أحد أنبياء الله تعالى ، شيخنا الجليل ؟
مهدي - أستغفر الله ! إنت ليش تروح زايد بالغلط ؟ دكتور : قصدي هو أن لله عز و جل قادر على كل شيء قدير ؛ و مثل ما دز الهدهد لنبي الله سليمان يبلّغه عن أخبار بلقيس ملكة سبأ ، دزّ لنا هذا الديـچ حتى يبلِّغنا عن أذان الفجر .
عادل - و شلون تضمن الديـچ ما يعوعي إلا بأوقات الأذان ؟
حامد - شوف إنت شـگد شكّاك و ما تؤمن . أخي دا أگلك هذاالديـچ معجزة ، و هوَّا موصّى ما يعوعي إلّا بوقت صلاة الفجر .
عمران - صحيح . ما شفته شلون سكت أول ما طلعت الشمس ؟
باقر - أصلاً كلش مضبوط . مضبوط مثل ضبطة العقال ! و هذا شيء بديهي و علمي ، و لكن أكثرهم لا يفقهون !
عادل - يمعودين على كيفكم شويّا ! ترا البديهي و العلمي هو أن الديوچـة تعوعي وقت ما يقطع عقلهن .
سمير - مو هذا الديـچ . هذا ديـچ الإمام العبّاس ، فدوا لسمه . و حاشاه للعبّاس عليه السلام من الغلط ، و إحنا ويّاك نعيش و نشوف !
الديك - عيييعووعوووعيييييييع !
مناضل - أييي...ر-ر-رحمة عـ-عـ-على ووووالديك يا لديـچ . ههها شـ-شـ-شيخنا؟ هـ-هـ-هسا شـ-شـ-شتـگول ؟
مهدي - إحمحمم . حم .
أمير - شيخنا : هذا ديـچـكم المبارك طلع فاشوشي ، دَيعوعي و بعد شويه يجي الفطور مال الساعة ثمانية و نص الصبح .
الديك - عيعووعووووو !
عادل - ها شيخنا ، هسّا شتـگول ؟
مهدي - حسبي الله ونعم الوكيل ، لازم أكو نجاسة أو عمل شيطاني في هذا المكان . عيفوني أختلي لنفسي بخلوة ، أرجوكم . إحم ، حم . أعوذ بالله من شرّ الشيطان الرجيم . قققق.
الديك - عيعووعووووو عييع !
قادر - إن چـان هاي مثل ذيـچ ، خوش مرگـة و خوش ديـچ .
كامل - پـهي ، پـهي ؛ ديـچ مُلهم ، بس يا حيف أثول !
أمير - أصلاً كلش مضبوط . مضبوط مثل ضبطة العقال ! و هذا شيء بديهي و علمي حسب قانون الجاذبية ، و لكن أكثرهم لا يفقهون لأنهم للحق كارهون !
الديك - عيعووعووووو !
عادل - ( لأمير) شوف هذا الديـچ شلون ديحتج على إعتداءك الآثم عليه ! هسا يجيك لهنا ، و ينـگـّــِرك !
كامل - مبين عليه أنو ديـچ هراتي ، و من أنصار البديهيات العلمية !
أمير - (من شباك الباب ) الله المصلي على محمّد و آل محمّد !
يحيى - شكو؟ شكو ؟
أمير - (عند شباك الباب ) جابوا وجبة معدومين جديدة .
يحيى - شـگد إحنا ؟
عادل - إحدعش .
أمير - ما أعتقد راح يجيبون أحد لهنا . السويت مالتنا مقبِّط .
عادل - (يقوم و يقف عند شباك الباب.) يمعوَّد شنو مقبِّط ؟ مرة صرنا أربع و عشرين واحد هنا . مترتين بمترتين، و أربع و عشرين محكوم بالإعدام .
أمير - ( يقف عند شبّاك الباب إزاء عادل ، و يلتحق بهما يحيى ومناضل و كامل و قادر من جديد . ) صدگ ؟
عادل - والله وروح أبوك .
كامل - شلون چنتم تنامون ؟
عادل - أخوك رتَّبها زين : آني چنت أقدم واحد بالزنزانة . سوّيتلهم نظام من تلث شفتات . ثِلِثْ ينامون ، وثلث گـاعدين ، و ثلث واگفين . النايمين لمّن يصحون يـبقون گـاعدين ، و الواگفين ينامون ، و الـچانوأ گـاعدين يوگفون . بهشكل رتّبته . في بقيّة الزنازين المابيها ناس مجرِّبين ، البوكسات بين المجاهدين صارت مالها والي . و تالي الليل تسمع حس العياط . خوش سياسيين مال آخر زمن ، حتى لزنزاناتهم اللي هما گـاعدين بيها ما يـگدرون ينظموها ، لعد شلون يريدون ينظمون المجتمع و يبنون دولة ؟ مجموعة يعشعش الجهل بعقولها . الله يرحمك يا شيخ حسن ، چان يسميهم السياسيين الرثّين مال آخر زمن .
قادر - منو هوّا شيخ حسن ؟
عادل - ألف رحمة عليك يا بو علي ! الله شلون روح حلوة . عفاچ يا گـاع شلون زلم شايلة !
قادر - أشو ما گـلت لي منو هوّا الشيخ حسن ؟
عادل - ثوري جبار ! عضو لجنة محلية ، و وكيل الإمام الصدر !
كامل - و شجاب هاي لذيـچ ؟
عادل - أسكت و خلّيها . چـان يفسر للمجاهدين القرآن تفسير جدلي .
أمير - و شلون كمشوه ؟
عادل - نصبوا له رجال الأمن كمين ، بعد ما نافق عليه واحد من أهل العمايم . و صارت بينه و بين مفرزة الأمن مواجهة : قتل ضباط أمن إثنين ، وجرح واحد ، و هوّا تصوّب . بقّى رصاصة الرحمة الأخيرة لراسه ، بس البندقية حِشْرَت !
أمير - شلون بخت عدهم ذولة الأمن ؛ بَخَتْ مال گواويد !
عادل - صدگ گواويد .
كامل - و شوكت نفّذوا حكم الإعدام بيه ؟
عادل - قبل حوالي ستة أشهر . ما بقّوه هنا غير يومين إثنين بس . حكموه الأحد و جابوه رأساً للزنزانة شايلينه بالبطانية مـگرَّم ، و نفذوا به الأربعاء و هو مشيول بالبطانية .
كامل - الله وأكبر .
عادل - ها –ها-ها .
كامل - أشو ضحكت ؟
عادل - لا حول و لا قوة إلا بالله ! من إجيته حتى أوكِّله و أشرِّبه وهوّا مـگرَّم ، سالته عن المادة المحكوم بيها ، گـال لي وهو طاگ من الضحك : 156 . كانوا كاسرين صدره بالتعذيب ، و ميـگدر يضحك براحته . و بقى و هو يـگـحـگـح و يضحك بإستمرار فوگ الربع ساعة ، و ميـگدر يطلّع الحـچـي و يفسر لي لويش دا يضحك . أخيراً إفتهمت منه أنو إنحكم على أساس كونه منتمي لحزب يتاجر بالإسلام ، في حين هوّا رجل يساري . ها-ها-ها !
كامل - زين ليش خلاهم يـگبعوه بعباية غيره ؟ ليش ما ثبَّت للأمن إنتماءه الحزبي الصحيح ؟
عادل - هنا تكمن حكمة ربك الكريم . الأمن چـانوا ما يعرفون شي عن إنتماء شيخ حسن للحزب اليساري . شافوه شيخ معمم ، ومايخاف يطيّح حظ الرفاق من على المنبر ، و يصلّي و يصوم ، فلزِّگوله التهمة المناسبة لهذه الصورة . هوّا چـان مكيّف على ذكاءهم العالي حتى ما يعذبوه أكثر للإعتراف على أعضاء اللجنة المحلية . بقى صامد رغم التعذيب الرهيب، وما إعترف على أي شخص ، رحمة الله عليه . صدگ ، عيني أبو الكمال : إذا الله سهَّل عليك ، و إجاك عفو و طلعت ، أمانة برگبتك ، تبلّغ موقفه الشريف هذا لأهله . هوا من محلة حي السعد بالنجف . الناس كلهم يعرفوه هناك . بس گول الشيخ حسن الجزائري . ماشي ؟
كامل - تؤمر أبو علي .
عادل - تعيش أبو الكمال ! ها-ها-ها !
كامل - اشو هَمْ تضحك . شنو ما عندك ثقة بيا ؟
عادل - مو يازوغ ! إنت إنسان كامل مكمّل ، ولهذا آني أسمّيك أبو الكمال !
كامل - لعد ليش ضحكت ؟
عادل - شر البلية ما يضحك . بعد إعدامه بشهرين ، أمن النجف صعدلهم إعتراف بكون الشيخ حسن مسؤول شيوعي چبير ؛ فمن عرفوا أنه هذا المعمم ضحك عليهم ، إجوا يتراكضون لهنا حتى يحققون و يّاه من جديد ، و يحصلون منّه على معلومات تنظيمية حساسة . من بلِّغوهم بإعدامه هنا ، گـاموا يتباچون ، و ضابط التحقيق مالته – إسمه النقيب حكيم البكّاء - گـال : "يا حيف هذا الخائن النـگس فلت من إيدي !". بعدين هذا الضابط عاقبوه ، و نزِّلوه من الأمن للشرطة بسبب فشله في التعرف على حقيقة النشاط السياسي للمرحوم الشيخ حسن . من نقلوه لحكيم البكّاء من مديرية الأمن إلى مديرية الشرطة ، هناك لفَّق قضية مفبركة لتنظيم سياسي چذّابي لستة وأربعين صبي على أساس كونهم يشتغلون بالكفاح المسلح ضد الحزب و الثورة ، أكبرهم عمره سطّعش سنة . طفل مسكين و ما كامش له حتى مسدس من خشب طول عمره ، و كلهم إنحكموا بالإعدام . إجوا هنا للقاطع يمنا قبل ما ينفذون الحكم بيهم كلهم ، المساكين ! و بسبب هذه القضية ، رجِّعوا النقيب حكيم البكّاء من الشرطة للأمن بإعتباره "طاقة أمنية خلّاقة". و بسبب هذه القضية چـانوا المحكومين القدماء بالقاطع من يشوفون طفل محكوم بالإعدام هنا ، يـگولون لازم إنو المحقق وياه هو المشعول الصفحة حكيم البكّاء ! چـان يستنسخ الهويات الشخصية لضحاياه - اللي يختارهم من أغنى العوائل حتى يستفاد من مصادرة أموالهم بإشرافه - و بعدين يزيِّف تاريخ الولادة مالتهم ، ويكبِّر أعمارهم ، و يصوِّر التصوير المزيف من جديد ، و يرفقه ويّا أوراق الدعوة بعد ما يختمه بختم مديرية الأمن ، و يوقع عليه "طبق الأصل"!
أمير - أشو تـگول "مشعول الصفحة" ، شنو حكيم البكّاء مات ؟
عادل - إي ، غير مأسوف عليه ! إنكتل بمواجهة ضد السادة الموسويّة بالكفل ، و تلقى شر أعماله . بس جلاوزة الأمن إنتقموا إله بكل خسة و نذالة . كتلوا عائلة السادة كلها –عدا طفل واحد هزمته أمّه لأهلها بخفاجة . هجموا على بيوتهم بالمدرعات و السمتيات و هما غافلين و عزّل ، و خلّوا الرصاص يزخ عليهم زخ ، و بعدين جابوا جثثهم بالكيلات مال الشفلات بنص مدينة الكفل ، و جمِّعوا الناس ، و سوّوا إحتفال جماهيري بالسوگ ، و شالوا بيه الجثث مال الشياب و الشباب و النسوان و الأطفال الممزقة بالرصاص بالكيلة ليفوگ ، و شمروهن للـگـاع ، و الناس و المسؤولين يصفـگون : "هلهوله للحزب القائد !"
أمير - ترا آني ما ناسي أمانتك عن المرحوم الشيخ حسن الجزائري .
عادل - حيّاك . عيني واحد يبلّغ اللاخ ، خصوصاً المحكومين بجرائم جنائية كبرى ، لأن هذولا نادراً ما ينعدم منهم أحد ، و كلهم لازم يطلعون بالعفو اليوم أو باچر . نرجع لسالفتنا . المرحوم شيخ حسن بقى هنا يومين بس، و نظَّم المجاهدين و العمايم بالزنزانة . من أخذوه مشيول للتنفيذ ، القاطع كله كبّر ، و بعدين بـچوا عليه ، حتى الرجعيين التكفيريين . و لا حول و لا قوة .
كامل - الله اليستر . سودا مصخمة إذا هذوله التكفيريين و الطائفيين الجهلة إستلموا الحكم بالعراق . راح رأسا ًيلفلفولك القوانين مال الحراملوغية ، و يلهفون الأكو و الماكو ، و يثعولوها حرب أهلية بإسم الدين و همّا مافيا دموية ، و يخلّولك سيول الدماء تجري أنهار ، خاف العراق عايز دم . عفاك يا عراق ، ما تشبع دم !
عادل - ترا هذولة الدينـَچـيّة ما يختلفون بشي عن البعثيين القومـَچـيّة . الخرا أخو البول . ذولاك يعدمون الشعب بإسم القومية العربية ، و هذولة بإسم الحفاظ على بيضة الدين !
قادر - الله يحفظ العراق من الحروب الأهلية و من الساسة الحرامية !
أمير (ينظر من شباك الباب.)- إجوا ! جابولنا المحكومين الجدد !
السجان (يدخل الممر و يتكلم من شباك الزنزانة.)- زنزانة سباطعش . العدد حدعش . صرتم ثمنطعش . سباطعش بثمنطعش ، إفتهمتم ؟
عادل - خوش ، أبو وداد .
السجان - هذا منهو ، عادل ؟
عادل - و لا تهون أبو وداد !
السجان – عجل يابا ، شـكثر صار لك هين ؟
عادل - سبع تشهر و يومين . ما تعدمزنا و تفضّوها ، مو طلّعتوا رواحنا من غير مقصلة !
السجان - ها و لّكْ؟ مستَعَجِل علموت و شوفة جهنم الحمرا؟ جايك السرا ، قريباً !
عادل - البركة بيك إنت وأمثالك !
السجان - شوفوا شلون عينو صلفة ! بالإعدام محكوم ، و لسانو هاطولو، بطول البسطال !
عادل - و لا تهون أبو وداد ! نحن السابقون و أنتم اللاحقون !
السجان - شلون سياسي داهية ، يلدغ و يضم راسو ! خذ ، إستلم هذولي الستة . (يفتح باب الزنزانة بقرقعة قوية لثلاثة مزاليج، و يقرأ في ورقة الكشف التي يحملها و هو يقف عند الباب خارج الزنزانة. ) علي محيي محمد علي حيدر . صيح : "نَعَمْ سيّدي" .
علي - نعم .
السجان - طُبْ . علاء حسن هادي .
علاء - نعم سيّدي .(يدخل الزنزانة.)
السجان - طُبْ . منفي خلف زيدان .
منفي - نعم سيّدي . (يدخل الزنزانة.)
السجان - طُبْ . وليد طارق امين.
وليد - نعم . (يدخل الزنزانة.)
السجان - طُبْ . كريم عبد الحسين عسكر .
كريم - نعم سيّدي .(يدخل الزنزانة.)
السجان - طُبْ . جيثوم واوي ذيب .
جيثوم - نعم سيّدي . (يدخل الزنزانة.)
السجان - طُبْ . عباس حسن صالح
عباس - نعم .( يدخل الزنزانة .)
السجان - طُبْ .( لعادل ) شوف شغلك و ياهم . ( يغلق الباب و يقفلها بثلاثة أقفال و يخرج . )
عادل - تؤمر أبو الود .
المحكومون الجدد- (واقفون/ بصوت واحد) السلام عليكم أخوان .
المحكومون القدماء – (يقفون من جلستهم/ بصوت واحد .) و عليكم السلام .
عادل - حيّاكم الله جميعاً . تفضَّلوا إستريحوا . (يجلس الجميع عدا عادل .) إسمحوا لي أن أعرّفكم على إخوانكم القدماء .( يتنقل واقفاً من سجين جالس لآخر و هو يعرِّف به.) الأخ النقيب الطيّار السيد مهدي : محكوم بالإعدام هوا و أخوه و أبوه بسبب عثور رجال الأمن على كتاب تفسير القرآن للطبرسي بدارهم .
الأخ الدكتور عمران : محكوم بالإعدام لأنه كان الطبيب الإختصاص الخفر بالليلة اللي ماتت فيها مرت مدير الأمن المصابة بسرطان الكبد بالمستشفى الجمهوري ، و اللي نقلها رجلها من لندن لبغداد بعد ما گـالوله الأطباء هناك خليها تموت براحتها بالبيت لأن السرطان منتشر بجسمها كله .
الأخ مدقق الحسابات قادر : محكوم بالإعدام لأنه ما أوقف سيارته بالطريق السريع من إجا موكب علي الكيمياوي من وراه .
الأخ الشيخ حامد : محكوم بالإعدام بسبب عثور رجال الأمن بداره على كتاب الأدعية الخطير "مفتاح الجنان" المطبوع بسوريا و بيه صورة حافظ الأسد .
الأخ الأستاذ الجامعي الدكتور أمير : محكوم بالإعدام لأنه عزم صديقه على سمـچـه مسـگوفة وأربع قواطي بيرة قبل ما يقبض الأمن عليه هوا و صديقه ، و يعدموه بتهمة حيازة أغاني المجرم الخطير فؤاد سالم .
الأخ المهندس المعماري يحيى : محكوم بالإعدام لأنه نام ويّا صديقة عدي إللي چلّبت بيه چلبت موت ، هيّا وأمها .
الأخ العامل مناضل : محكوم بالإعدام لأنه سوّى بنـچر التاير مال سيارة مدير الأمن اللي بعدين طگ و إنـگلبت السيارة و مات . إعتقلوه من چـان قاصر و عمره سطعش سنة ، و من صار عمره ثمنطعش قدموه للمحاكمة بإعتباره رجل راشد .
الأخ مدرس الفيزياء سمير : محكوم بالإعدام هوا و أبوه لأن خالهم العايش بإيطاليا منذ ثلاثين عام معارض للنظام ، و ما يقبل يتجسس على المعارضة هناك لحساب المخابرات العراقية .
الأخ المهندس المقاول باقر : محكوم بالإعدام لأنه خابره شيخ من الأمارات يريد يصيدله باز عراقي أبيض ، فسجلوا المخابرات المكالمة مالته، و إتهموه أن المقصود بصيد الباز هو التآمر لإغتيال القائد العظيم صدام حسين .
الأخ الأستاذ الجامعي الدكتور كامل : محكوم بالإعدام لأنه نشر قصيدة رمزية ضد نظام الحكم بمجلة يابانية من زار طوكيو قبل عشرين سنة .
أمّا داعيكم فطبيب جراح ، و محكوم بالإعدام لأني نشرت بجريدة بالمغرب مقالة تـگول أن غزو صدام للكويت جريمة تاريخية لا تغتفر دمرت مستقبل العرب لنصف قرن قادم. تحيّاتي للجميع ، و تمنّياتي لكم بطيب الإقامة ، و بالفرج القريب إنشاء الله ! ( يجلس.)
يحيى - أو بالإعدام المريح بعد عذاب طويل ، إنشاء الله . ( يمثل هيئة شخص ميت يعض لسانه) هاهاهاها !
الكل - هاهاهاها !
عادل - خوش نكته !
قادر - سمعت إسم جيثوم . منو سيد جيثوم ؟
جيثوم - داعيك !
قادر - و لا تهون ، شنو قضيتك ؟
جيثوم - إسكت وخليها . حـچـايتي متتسولف .(يبكي.) هعهعهعهعهووو.
عادل - لا حول ولا قوة إلا بالله . أخي العزيز ، لا تبـچـي . لا تبـچـي . عيب ، إنت زلِمة خشن !
جيثوم - هع-هع-هع-هع-هووو. و الله كلشي-هع ما-هع مسوي-هع .
قادر - يا مادة ؟
جيثوم – شنهو يا مّادة ؟ هع ، أووو .
قادر - يعني يا مادة قانونية حكم عليك بموجبها القاضي ؟
جيثوم - 158 ، هع ، أووو .
كامل - إهدأ ! إهدأ ! شلون ما مسوّي شي ، و هاي المادة مالت التآمر لقلب نظام الحكم ، وحكمها لو الإعدام لكفاية الأدلة ، لو الإفراج لعدم كفايتها ؟
الديك - عيعيعوووو .
جيثوم - هذا الديـچ مالي . أويلي عليك يا نمر ، يا شهم ، يا بطل !
الديك - عوعوعوووو .
جيثوم - شوفه شلون ديبـچـي عليّا ، و يحاچـيني .
باقر - منو هوّا يحاچـيك ، سيد جيثوم ؟
جيثوم - ديـچـي نمر ، غير ؟!
عادل - هوّا هذا الديـچ مالتك ؟
جيثوم - إي-ي-يي ، نعم . مالتي . حكمنا عواد البندر إثنيناتنا بالإعدام !
باقر- و منو هوّا الثاني ؟
جيثوم - الديـچ !
كامل - صدگ؟ چـذب ؟!
سمير - يابا خاف هذا الرجال محشش !
باقر - لازم مخبّل ! خطيّه ، مخبليه الأمن بالدگ !
الديك - عيييعووعوووعييع !
جيثوم - أويلي عليك يا شريف يا إبن الشريفة ! يا أصيل يا إبن الأصيلة ! يا بطل كل الجومات! يا مَلِكْ كل الديوچـه !
باقر - منو هوّا المَلِكْ ؟
جيثوم – أخي ، شنهو إنت أثول ؟ دا أگـّـــلك الديـچ ، هوا أكو غيره ؟ نص ساعة دا أحـچـيلك و انته بعدك ما مفتهم ؟ هـع-هع- هع – أُوووو . والله كل شي ما مسوين . هـ-عـ-هع . هسّاع آنا بالجير ، بس هذا الطير الحر بيش مطلوب ؟ هع-هع-هع . و الله لو عادمين إبني سبع و لا النمر البطل ! هووو--أووو .
عادل - لا تبـچـي لا تبـچـي . سيد أمير ! جيب له لبن .
أمير - ما بقى غير بس گـلاصك .
عادل - جيبلهياه ! ( أمير يتوجه للمرافق ، و يجلب گـلاص اللبن ، و يعطيه لجيثوم .) تفضل ، سيد جيثوم .
جيثوم - أشكرك أخي .
عادل - العفو ، سيد جيثوم . إرتاح ، عزيزي . إرتاح ، و إحـچيلنه حـچـايتك على كيفك . شنو القضية ؟ إحـچيلنا من الأول .
جيثوم - ( يتكلم و هو ياخذ رشفات من فتحة علبة اللبن البلاستيكية .) خويا ، آني غاوي نزالات مال الديوچـه ، و أدبل عليهن بفلوس هواي . و صار لي عشر سنين أخسر ويَّا المهارشين . خسرت الملايين . إلى أن الله عز وجل رزقني بنمر . إشتريته من سوق الجمعة بشارع الجمهورية بخمسة وعشرين . و أول ما دخل بالمنازلات ، صار يربح كل الجولات بجومة شارع الكفاح . و بعدين دخلت بيه دوري البطولة ، و صار بطل العراق ! آخر منازلة چانت كلش قوية على البطولة ويّا الديـچ "بوش" مال أُسطه عنتر الديو . ربَّحني مليون دينار . گلت خللي أكرمه للبطل بنفرين كباب ، و نحتفل آنا وياه بالفوز بالدوري . كريت تكسي لمطعم البحر الأبيض ، دخلت و گـعدت ، و طلبت تلث نفرات كباب ، نفرين لنمر و نفر واحد إلي .
باقر - شوف البطران ! أكو واحد يوكّل الديوچـة لحم كباب ؟
جيثوم - البطران إنت ، موش آنا ، إفتهمت؟ و لك هذا مو ديـچ ، هذا نمر ، سمعت ؟ نمر ! و هو أشرف من هوايا ناس جبناء . هذا أشرف من كل الرفاق و المسؤولين ، و أشـرف من الإستاد، وأشرف حتى من أبوه ! ( يحك رقبته و هو يوجه كلامه لعادل ، ويقلب بعينيه حوله .) أگول ، خو ما أكو هنانا زنبور لو برغش ؟
عادل - ها-ها-ها-ها . سيد جيثوم ، هنا ماكو وكلاء أمن يكتبون تقارير . إحـچـي براحتك . الجماعة هنا كلهم محكومين سياسيين بالإعدام . إحـچـي براحتك أغاتي !
جيثوم - خوش ! آخ من هذا التفس الأُستاد ! أخذني غَفُل ! ياحيف ما چــيـَّتت عليه بالمطعم وعضّيته من لوزته ! إي آني شمدريني هيـچـي بيّا يصير ؟ أخذني غفل ، ابن الزفرا!
قادر - يا إستاد ؟
جيثوم - عدي صدام حسين ؛ ليش هو أكو بالعراق أُستاد غيره ؟
كامل - و شنو دخل عدي بالموضوع ؟
جيثوم – عيوني ، آنا ما چنت أدري مطعم البحر الأبيض مال عدي ، و يوميّا يجيب النمر مالته للمطعم و يوكله لشّة چبش هناك . بساعة السودا ، من طبينة للمطعم الأگشر نحتفل ، چـان الأستاد موجود ويّا النمر مالته يتغدّون بالمطعم جوّا . آني شمدريني ؟ إجا البوي المصري ، و گلت له جيبلي نفر كباب إلي ، و نفرين لنمر . أشو البوي بقى واگف و بعدين سألني : "أني نمر يا بيه ؟" گتله : "هذا الديـچ گدامك إسمه نمر ." أشو راح البوي المصري رأساً و طبـگ ويّا واحد واگف بنص قَطَرْ من الجلاوزة و كلهم لابسين نفس الشكـل ، وگـام يبسبس ويّاه ، و يومي عليّا . آني حسبالي هذولا الوگـافة يشتغلون صنّاع بالمطعم جوّا إيده ، و ديوصّيهم يجيبولنا الكباب لنمر و إلى . أشو بعدين البوي طَب جوّا ، وبعد فرد چم دقيقة طلع و إجاني ، و گـال لي: "الأستاز عاوز حزرتك يا بيه ." گتله : يا أستاز ؟ أشو رأساً هجموا عليا أربع قَّلَّوات ، وشالوني من السكملي إلـگّـاعد عليه شيول ، و كمشوا الديـچ - بعد روحي - و عيونه تربي على صياخ الكباب - وطببونا جوّا . هناك لـگينا الإستاد التفس عدي گـاعد يتنومس علنمر مالته ، و هو ياكل باللشة مالت الخروف . سلّمت عليه ، ما ردلي جواب ، و گـال لي: "إنت منين ، ولـَك؟" گتله: "من مدينة الثورة / چوادر". وهوّا سِمَعْ آني من مدينة الثورة ، چـان يفك عليّا كل عين ها كـبـرها ، و يـگول :" شنو حضغتك هَمْ نجس ، و هم ما تــگولنّا سيّدي ، و هَمْ تستهزيء بينا ؟" گلت له : العفو سيّدي ، شنو الموضوع؟ گـال لي: "أسكت إبن الكذا ، دا تغشِّم نفسك ؟ مو إنت طالب نفغين كباب لديـچك ، وتتمزهد علينا - جنابنا زين الشباب - و على النمغ مالنا ، و تقول للبوي : جيب نفغين للنمغ ؟" گلت له : سيّدي، الديـچ مالتي هذا إسمه نمر ، واحنا جايين نحتفل آنا و ياه بالإنتصار على "بوش" . چـان گـام عليّا بالعصا البـيـضا مالته ، و ضربني على فخذي حيل ، و آنا الجلاوزة مالته مجتـّفـيني چتاف . وگـعت للـگـاع . جان يـگـول للجلاوزة مالته : " شيلو هذا النجس من هين و ونجّسوا عليه حسب الأصول ، أو بعدين ودّوه هوّا والديـچ لسجن الغضوانية !"
عادل - و بعدين ؟
جيثوم - شالوني للمرافق ، و سبِّحوني بالبول من زبوبتهم الجايفة ، و أكلت طن كتل : فَلَقة و تعليـگ بالمروحة و دونكيات و بوكسيات ، و باگو فلوسي مليونين دينار ورق ، وحالوني للمحكمة الخاصة ، وحكمني عواد البندر آنا ونمر بالإعدام ، و أبوك الله يرحمه !
الديك - عيعيعووو!
جيثوم - أويلي عليك يا بعد أبويا !
قادر - و شـگـالك حاكم محكمة الثورة ؟
جيثوم - أول شي گـام يضحك من حـچـيتله سالفتي . فمن شفته يضحك ، گلت الشغلة هانت يا جيثوم ؛ إنت مظلوم ، و جايبينك بالخالي بلاش ، و هسّا الحاكم يؤمر بالإفراج عنّك إنت و نمر . و بعدين طلِّعوني من قاعـة المحكمة للنطق بالحكم . الدعوى مالتي چـانت آخر دعوه بذاك اليوم . أشو يا مجموعة سبعين لو تسعين واحد أتطب للنطق بالحكم ، يطلعون كلهم إعدام ، و بيناتهم جهال صغار و شيّاب و نسوان إثنين حوامل مغتصبينهن الرفاق بالأمن العامّة . آني گلت إنلاصت عليك يا جيثوم ، إجاك الموت يا تارك الصلاة . صاحوا بسمي ، و طبّيت للمحكمة. گـال لي الحاكم: "هذا إسمك جيثوم مو خوش إسم . هذا أسم إيراني ، و لهذا فأنت تستحق أن أحكمك بالإعدام عليه !" گتله :" يابا ، آنا إسمي أحسن إسم ، لأنه أسم عربي أصيل ، وهو من أسماء الأسد ، و إنت مو غشيم بيه . بس يبين من هذا كلامك إنك إنت تريد لك فرد حجة حتى تعدمني بيها . گللي شنو إنت لسانك مايعرف غير بس الإعدام ؟ شنو الإعدام عندك شَكَر؟ " جان ينزل عليّا من ورا الميز ، و إجاني يهرول لقفص الإتهام رأساً ، و نزع قندرته يريد يضربني بيها . گلت عفا عليك يا إبن فزعة ، چـان أكمش إيده الشايل بيها الحذاء، و أرگـعه كَلّه مال ييزي قهر ! چـَيْتَوا عليّا الجلاوزة ، و شبّعوني كتل بالبساطيل و الصوندات، و غابت روحي بالمحكمة ! (يسكت.)
باقر - أشو سكتت ، وبعدين ؟
جيثوم - شكو بعدين ؟ ليش هوّا أكو ورا عبادان قرية ؟ فزّيت و آنا بالموقف العام هنا بأبو غريب گبل تلث تيام ، و اليوم گـالوأ لي آني إنحكمت بالإعدام ، و جابوني هنا و يّاكم بـگن الدجاج هذا . (يدير عينيه حول سقف الزنزانة و هو يتلمس حنجرته) شنو هنا يصلبونّا ؟
عادل - إي ، هاي زنزانة إعدام ، ومنّا يطلعون المحكومين للمقاصل على بعد تلاثين متر من هذا القاطع لمّن يُصدر أمر التنفيذ . كل الإخوان هنا محكومين بالإعدام .
جيثوم - (يبكي . ) أُهوأُهووووو . ساعة السودا .أُهووووووههه . ولكم هم صلب و هم خنـگ بالحَيا بـگن الدجاج هذا؟ أُهووووووههه ! هاي تاليتك ، ابن فزعة ؟ أُهووووووههه .
عادل - والله بويا حقك . الله و أكبر على هيـچـي ظلم .
جيثوم - (يكفكف دموعه.) وشوكت يصدّرون الأمر مال الصلب ؟
عادل - هاي تبقى إنت و حظك . يجوز بنفس الإسبوع ، و يجوز بعد سنة . و إذا الله هداهم ، يجوز ينزِّلون الحكم من الإعدام للمؤبد . إنشاء الله يسهل الله أمرك ، ويصدر أمر الإفراج عنك ، و تخلص من هذي النـگرة السودا .
جيثوم - الله يسمع منّك . والله ما شابع عُمُرْ ، و گن الدجاج هذا يخنـگ خنـگ !
باقر - زين و الديـچ ؟
جيثوم - خطيّة ، جابوه الظلّام للمحكمة مـچتف بسلسلتين و عيونه مشدودة ، ومن سمع حسّي ، گـام يحاچيني ، ويواسيني ، و هم حكم عليه - هذا النغل إبن النغل - بالإعدام شنقاً حتى الموت گبلي !
قادر - و المحامي ؟ شـگـال ؟
جيثوم - يا محامي ! يا طرّماش ! قُبض من أهلي مليون دينار ، و بالمحكمة گـام و گـال للحاكم: "أطلب من المحكمة المقوّرة إنزال أقصى العقوبة بالمتهمين المتآمرين على شبل الرئيس القائد المناضل صدام حسين حفظه الله و رعاه !" گتله : يابا ، شنهو إنت: محامي إلي ، لو محامي علي ؟ زين ، آنا بالجير ما يخالف ، هذا الطير الحر نمر شنهو ذنبه ؟ گـاموا يضحكون هوّا والحاكم و المدعي العام عليّا ، و سكت و ما نطق بـچلمة . العبّاس ضربه على حلـگـه ! سم وزقنبوت يصير المليون دينار إبَّطنه !
أمير - سيد مهدي ! يا سيد مهدي !
مهدي – ولا تهون ، سيد أمير !
أمير – أشو هذا ديـچ العبّاس مالتكم طلع ديـچ مال قَمَرْچيّة !
عادل - أرجوك لاتشدها سيد أمير ، السيد بخلوة . أترك الموضوع ، رجاءً .
الديك - ععيعوو !
سمير - و هاي بشهادة !
مناضل - عـ-عـ-عمي ، عـ-عـ عـ-عـ-عمي ، عمي ، شـ-شـ-شلون شلون ر-ر-اح يـ-يـ-ينفذون الإعدام بالد-د-د-يج ؟
باقر - صدگ ، شلون راح يعدمونه ؟
كامل - و الله الشغلة تحيّر !
يحيى - آني أگول لكم شلون يعدمونه ، گولوا شلون ؟
عادل - إي ، شلون ؟
يحيى - راح الإستاد يستورد له مقصلة خاصة بيه . أي نعم ! مقصلة مال ديوچـه بلاديّه . همم، إحم . إي ، هوا راح يستورد له أحسن مقصلة ، إيْ . فنكم تحزرون إمنين راح يجيبونها للعراق ؟
كامل - إمنين ؟ من ألمانيا ؟
يحيى - لع!
أمير - من أمريكا ؟
يحيى - لع!
مناضل - هه-هه من فـ-فـ-فرنسا ؟
يحيى - لع!
قادر - لعد منين ، دِ كُتْها !
يحيى - من مصر : مقصلة كتان مـگصّب مخصوص . و راح يخليها الأستاد ضمن إتفاقية النفط مقابل الغذاء و الدواء ، و يوصّي الشركة المصرية المؤسسة لحسابه هناك تكتب عليها : جهاز إنعاش حالات الإختناق الميئوس منها . وراح يطلّعونه للجهاز بتلفزيون الشباب بإعتباره من منجزات الـحزب القاعد كسراً للحصار الظالم . و بسِدّ هذا الجهاز الفلتة ، راح يطب چـَمْ مليون بجيب التِفِس عُدَيْ ، و تعيشون و تسلمون يا ولد الخايبة!
عمران - ماكو هيـچـي حـچـي . هيّا هاي هم يرّاد لها عِلِمْ و إستيراد خاص ؟ بدال ما يتعّبون أرواحهم و يستوردون مقاصل للديوچـة ، خوب يجيبون الـچـيس الأسود ، و يخلّونه على عيونة للديـچ ، و يشدّشدون جناحاتة و رجلينه مثل الأوادم ، و يهلّسون ريش رگـّـبته . بعدين يحطّون الحبل عـلى رگبـته ، و يشمرونه من فوگ ليجوّا خمسين متر مثل بقية خلق الله ، و يزهقون روحه .
كامل - آني أأكد لك انّو بهالطريقة الديـچ أبداً ما يموت ! تدري لويش ، سيد عمران ؟ لأن ثقل جسمه بالسقوط ما يكفي لكسر فقرته العنقية . هذا طير ، مو إنسان !
عمران - سهلة . إذا ما مات ، يبقون يصعِّدوه ليفوگ و يشمرون بيه إلا أن تطلع روحه !
باقر - و لويش كل هذا التعب ؟ خو يسحبون الحبل داير مداير رگبته حيل ، فيختنـگ و يموت .
يحيى - أگول ، هم يقلّعون عيونه مثل الأوادم المعدومين ، و يصدرونهن قَرَنيات بشرية للخارج ؟
عادل - عيني إخوان ، الله يخليكم ، شلكم بهاي السالفة ؟ إي ما دا تشوفون هذا المسكين شلون صاير ؟ معذبينه بوحشية ، و حاكمينه بالإعدام هو و ديـچـه بالخالي بلاش ، وبايـگين فلوسه . دِ فكّوا ياخة منّه !
سمير- ليش هو منو هنا محكوم بالإعدام بقضية إجرامية ؟ إحنا كلنا ناس أبرياء و مواطنين شرفاء وقعنا ضحية لعصابة القتل و السرقة اللي تحكم العراق .
الديك - ععيعوو !
أمير - سيد مهدي ! سيد مهدي ! يلّا گومو صلّوا ، هذا ديج العبّاس وذّن !
كامل - ( لباقر.) أصلاً كلش مضبوط . مضبوط مثل ضبطة العقال ! شايل بـِگ-بِنْ بحوصلته !
باقر - إستاد كامل ، ما لها داعي ! لا تلح . إحترم الصلاة مالت الله ، خاف من عذاب ربك الجبار فوگ ، و إنت رجّال رجلينك مدندلات بالــگبر .
يحيى - نعم بالتأكيد ! و من المعلوم أن شيل الديوجة للساعات المضبوطة بحوصلاتهم أمر علمي و بديهي ، ولكن أكثرهم لا يفقهون ، و هم للحق كارهون !
جيثوم - أگول ، إنتو دتحـچون على ديـچـي آني ، لو على غيره ؟
باقر - إي ، على ديـچك .
جيثوم - إسمعوا كلكم زين ، خلّونا نبقى أخوان وإحنا هنا ملمومين سوا بسجن النبي يوسف ! ترا بصراحة آني أبدن ما أقبل أي واحد منكم يحـچـي على الديـچ مالتي أو يجيب طاريّه بالموزين ! إي ، هذا الديـچ ديـچ شريف و مظلوم ، و مثل ما أنتو عدكم روح ، هوا هم عنده روح . تحـچون عليّا آني ما يخالف ، بس كلشي و لا تغلطون بحق الديـچ الحر مالتي ! ترا بعدين تصير كلِّش مو زينه ! إنتم بعدكم ما تعرفوني زين . ترا و الله إبن فزعة من يحمق ، يسوّي طشّاركم ما له والي ، مثل خبز العبّاس !
باقر/عمران/يحيى - ها-ها-ها-ها-ها-ها !
عادل - شِسْمه المحروس إبنك ، سيد جيثوم ؟
جيثوم - داعيك أبو سبع !
عادل - صدگ إسم على مسمى ! وثلت تنعام ! أبو سبع ، إنت من يا عمام ؟
جيثوم - داعيك ساعدي .
عادل - أنعم و أكرم ، يعني من الأجاويد . إنتو بالأصل عمارتليه ؟
جيثوم - شلون عرفت ؟ إنته هَمْ ساعدي ؟
عادل - آنا إبن عمّك أبو علي : عَلَوي .
جيثوم - و ثلث تنعام ؛ آني مرتي هم عِلْويّة .
عادل - شوف شلون ، عزيزي ؟ طلعنا نسايب يا أبو سبع الورد !
جيثوم - أگول ليش أول ما شفتك إنـگـعت بـگلبي !
باقر/حامد/عمران - هاهاهاهاهاها !
حامد (بصوت منخفض لباقر.)- الأخ يبين عليه يدوّر فروخ !
باقر - إسكت ، لتخليهم يفكون حلوگـهم علينا !
عادل - حبِّتك العافية ! عيني أبو سبع ، إنت أولاً ما لازم أبداً تبـچـي بعد هنا. أنت ما شاء الله زلِمة خشن ، و إبن عشاير مؤصلة . و إنت و الديـچ مالتك أبطال مناضلين ضد هذا الحكم الأسود . إنت لازم تفتخر بشجاعتك بالمحكمة ، و بوجودك بهذي الزنزانة إللي ما يطب بيها غير أشرف و أنبل خلق الله ! هنا مكان الشرفاء ، كلهم هذوله گبالك أساتذة جامعة و أطباء و مهندسين و ضباط و طيارين و مدرسين و عمال و شيوخ . أريدك يا أبو سبع الورد تمشي بطولك هنا ، و ترفع راسك و صدرك عالي ويَّا أُخوتك . عالي حيل ، فوگ ! فوگ ! و مثل ما گلتنا قبل شويا : إنت وكل أخوانك هنا أعلى من كل البعثيين السفلة الجبناء اللي يصولون ويجولون ضد أبناء جلدتهم المبتلين بيهم بالداخل ، و برّا واحدهم يطمبخ للأجنبي كالعبد الذليل. خوش؟
جيثوم - لا عاب حلـگك ، أخوي .
عادل - عيني أبو سبع . إحنا كلّنا هنا محنتنا واحدة ، ومصيرنا واحد . و كلّنا مثلك ما مسوّين شي موزين ، و حاشاك إنت من الموزين . كلنا ناس أبرياء و شرفاء مثلك ، بس القدر خلّانا نصير ضحايا للطاغوت الغاشم . إحنا هنا كليتنا أخوة . كلّيتنا عابرين سـبيل ، نتلاگـى اليوم ، وباچـر واحدنا يودّع أخوه ، وكل واحد يذكر أخيّه بكل خير و بكل حب و إحترام - إذا مو بهاي الدنيا ، فبالآخرة من نتلاگـى بالجنة سويّة . أخوتك هنا كلهم من أعظم المجاهدين بتاريخ العراق الطويل ، كل واحد منهم عملاق مثل سيد الشهداء الإمام الحسين و أخيّه العبّاس ، عليهما السلام ! أخوي ، أخوي ! أريدك تتعاون و يّاهم ، و تحبهم ، و تحترمهم ، و تحفظ أسرارهم ، وتفتخر بيهم ، وتلتزم بالنظام . إحنا أقرب منّك هسّا من أُمك وأبوك وأخوتك . و هنا مصنع الأبطال ، وإحنا چروخه القوية إلشايله ظهره . كليتنا محزّمين بحزام واحد ، و گلب واحد يمشي و يدگ مثل الساعة . محّد يسمِّع أخوه چلمة خشنة ، و لا يزعّله بهذا اليوم الأسود . أريد منك - أغاتي أبو سبع - تبقى مثل ما إنت عالي جناب ، و تضحك وتفرفش وتتونّس ، وتخلي المحنة مالتك ورا ظهرك ، و إنشاء الله الـفرج قريب ، و نطلع سويّة ، و تعزمنا كلنا و يا نمر على نفرين كباب بمطعم البحر الأبيض !
جيثوم - يجرالك – شسمه إبنك ؟
عادل - أخيَّك أبو علي .
جيثوم - و نِعْمَ الأخ ، و يجرا لك يا بو علي . يابا كلكم معزومين على حسابي بمطعم البحر الأبيض مال التفس ! كل واحد نفرين كباب !
حامد - جرّوا صلوات !
مهدي/عمران/سمير- الله مصلي على محمد و آلي محمد !
سمير- ثانية على حب الحسين !
مهدي/عمران/حامد- الله مصلي على محمد و آلي محمد !
يحيى - ثالثة على حب ديـچ العباس !
مهدي/عمران/حامد/سمير- الله مصلي على محمد و آلي محمد !
الديك - عيعيعووو !
عادل - خلينا نتعرف على بقية ضيوفنا الأبطال . نمشي حسـب السرة . الأخ الكريم ، سـيد عـلي ، مو صحيح ؟ لو آني غلطان ؟
علي - حاشاك من الغلط ، أخي أبو علي . أني أخوكم العميد الركن علي محيي محمد علي ، آمر لواء المغاوير الثامن سابقاً ، و حاصل على ارباطعش نوط شجاعة ، و على سيف القادسية ، و على وسام الرافدين من النوع العسكري و من الدرجة الأولى .
عادل - أنعم و أكرم .
علي - طال عمرك ، أخويا .
كامل - آنا عرفت إنت ضابط عسكري چـبير و محترم من ما گلت له للسجان اللي ماعنده شهادة الإبتدائية : "سيّدي" ، لمن طبيت . يا مادة إنحكمت بيها ؟
علي - 158 .
كامل - أكيد الشغلة هَمْ كلها كلاوات ، و چذب بـچذب ، مو صحيح ؟
علي - و الله آني چنت مستغرب حيل من قضيتـي ، و بالحقيقة بعدني لسا ما مصدگ نفسي ، و أشبّه نفسي مثل فرد واحد گـاعد بكابوس ! شلون أنحكم بالإعدام وآني لا مسـوّي شيء ، لا أكو إعتراف عليّا ، و لا آني معترف على أحد ؟ شيء غير معقول ! بس لمّن سمعت قضية الأخ أبو سبع ، و قضايا بقية الأخوان ، هانت عليّا مصيـبتي كلـش هـوايا. هذا البلد صاير ولاية بطيخ من صدگ!
عادل - أخوي السيد علي البطل ، و لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ! أگدر أشبّه السلطة بالعراق من سنة 1968 و لليوم بجوگـة عميان گـاعدين فوق أعظم كنز في العالم . و كل واحد منهم شايل بكل إيد مدفع رشاش ماتخلص طلقاته أبداً. و هذوله يعرفون رواحهم زين إنهم داخلين بمعركة حياة أو موت ، و كل الناس داير مدايرهم هم عبيد أرقّاء و أعداء مارقين ، لأنهم زين يعرفون أنّو هذا الكنز الـگـاعدين همّا عليه - العميان المسلحين - هو مال هذولا المظلومين الجوعانين الموجودين داير مدايرهم . زيـن : شخص غاصب ، و أعمى ، و مدجـج بالسلاح ؛ وداخل معركة مصيرية ويّا كل الناس حواليه ، شيسوّي ؟ ها ؟ كل واحد من جوگـة العميان الغاصبين هذي يفتح النار بدون توقف و عامي-شامي على كل عباد الله حواليه . و بهاي المعمعة العمياء ، بهذا الليل البهيم ، فإن كل الطايح رايح . و كل غافل من الناس الأبرياء يصير على مرمى المدفع الرشاش ، ياخذ المقسوم . و بالمناسبة ، و لكون ذوله العميان- الخايفين على أنفسهم و على كنوزهم - يطلقون النار بدون توقف و عامي-شامي على كل شي گدامهم ، تشوف طلقات الواحد منهم يمكن أن تصيب إبن عمّه الأعمى الآخر الـگـاعد يطلق النار يمّه ، أو اللي يزاحمه : الواحد يضرب اللاخ . اللهم إجعل بأسهم فيما بينهم. وإحنا يا خويا كلّيتنا صرنا بحلوگ مدافعهم الرشاشة بلا أي صوچ و لا ذنب ، وانت و جيثوم و كل الموجودين هنا ، و كل قوافل الشهداء قبلنا ، همّا من هذولا الطايحين بالخالي بلاش ، فلا تستغرب من حكم القدر الأعمى .
علي - خوش تشبيه ، أستاد . و الله ما أدري شـگول . هل تصدگوني إذا گلتلكم آني قضيتي مجرد حلم ؟
قادر - صدگ ؟ شلون ؟ دي إحـچيلنا ، أرجوك !
علي - چنت دا أگـضّي إجازتي الدورية بالبيت ، ونايم بالليل بصف أخـتـكم أم الجهال . و آني نايـم ، حلمت صار إنقلاب على صدام ، و الإنقلابيين خلوني إلي وزير للدفاع بالحكومة الجديدة . فزّيت من النوم عرگـان حيل و مخروع . فسألتني مرتي : "شنو القضية ؟" حـچيتلها الحلم ، و بعدين رجعت نمت ، وإنتهى الموضوع . مرتي مهندسة معمارية تشتغل بوزارة الإسكان ، فسولفت الحلم لصديقتها المهندسة إللي تشتغل ويّاها بنفس الدائرة . هاي صديقتها طلعت تشتغل بالأمن . گومي البعيدة ، وكِتبي تقرير على الحلم مالتي . و هاي السالفة من أوَّلها لتاليها !
أمير - إنت الجهة إللي حَقِقَتْ و يّاك هي الإستخبارات العسكرية ، مو صحيح ؟
علي - لع . الاستخبارات العسكرية ساقتني لمديرية أمن القناة .
أمير - هم إعترفت هناك بالتحقيق بشي غير هذا اللي حـچيته إلنا هسّا ؟
علي - أبداً ! قدموأ لي بدائرة الأمن استفسارعن الحلم ، و حـچيتلهم إياه ، و هاي هيّا ! أصلاً من خلص التحقيق ، و حرروا إفادتي و وقعت عليها ، گلت هسا يطلعوني !
قادر - هَمْ عندك أقارب معدومين ؟
علي - إطلاقاً لا !
كامل - شنو درجتك الحزبية بحزب البعث ؟
علي - عضو عامل !
كامل - زين ، و الحاكم شـگـال لك ؟
علي - گـال لي : ما دام إنت دا تعترف بعظمة لسانك إنك حلمت بكونك مشارك فعلاً بإنقلاب عسكري ضد الرئيس القائد صدام حسين حتى تصير وزير دفاع ، إذن إنت عندك النيّة المبيَّتة على المشاركة بإنقلاب فعلي أول ما تسنحلك الفرصة ! و الدافع هو الفوز بالوزارة !
قادر - شلون حاكم حقير . أنـگس من الحجّاج بن يوسف الثقفي إللي چـان يحكم على النيات ! لزّگلك النيّة المفترضة جزافاً ، ثم رحّل حالتك غير الواعـية في الحلم الى الواقع الفعلي الصاحي ، و إعتبر الحلم واقع . يابويا ! حتى قراقوش ما چـان يستهتر هيـچـي إستهتار بحياة الناس الأبرياء و يحكم على الشك بالنيات !
يحيى - إستاد ! إستاد ! أعرف واحد حلم بالحلم ديفعل بسجودة و بناتها الثلاثة ، زين هذا إذا واحد كتب عليه تقرير ، و جابوه لعواد البندر ، هم راح يحكمه بالإعدام / مادة 158 ؟
مهدي - قبّحك الله !
كامل - إي ليش قبَّحك الله ؟ مو هذا العميد الركن گدامك محكوم بالإعدام على مود حلم ؟
عمران - إي ، صحيح . مو كتلوا حسين كامل هوّا و أخوته و أمه و أبوه بعد ماكتب له صدام صك الأمان و وقّعة بإيده ؟
كامل - هاي ما إلها علاقة بذيـچ ! حسين كامل ما حلم حلم ! هذا موضوع آخر .
يحيى - و الله آنا أعتقد إذا واحد كتب على هذا صاحبك مثل هيـچـي تقرير عن النيـچ ، راح القائد الضرورة صدام رأساً يعينه وزير للدفاع رأساً ! كل واحد إله علاقة بالنيـچ ، حزب البعث يصعّده ! و التاريخ موجود و تـگدر تقراه !
أمير - هيـچـي قرار حكم كارثة حقيقية ، لأنه يشكل سابقة رهيبة بكل تاريخ القضاء بالعالم . بموجب هذا القرار ، فان الشعب العراقي كله محكوم بالإعدام ! لأن ما كو عراقي ما حالم فرد يوم بسقوط صدام . إذن التحليل مال عادل صحيح . كل عراقي معرَّض في كل وكت أن يكون الهدف لطلقات المدافع الرشاشة مالت العميان الخايفين على كراسيهم !
عمران - زين ، إنت مو ضابط بالجيش العراقي ؟
علي - نعم .
عمران – زين ، الحكم مالتك رمياً بالرصاص ، لو شنقاً حتى الموت ؟
علي (يتبلعم.) - شنقاً حتى الموت !
عمران - شلون يصير ؟ القانون يـگول العسكريين المحكومين بالإعدام يرموهم بالرصاص !
علي - و الله ما أدري .
قادر - (لعمران) هذا كلامك صحيح لو چـان أكو قانون . لويش دا تغشم نفسّك ؟ ليش هوّا ياهو الأطگـع: إعتبار الحلم واقع ، و تلفيق النيات ، ومن ثم الحكم عليها ؛ أم إبدال طريقة الإعدام ؟ عند الرفاق القومـچـية : من لم يمت بالصوندة ، مات بالنعال ؛ تعددت الأسباب و الإعدام واحد !
مناضل - إلـ-إلـ- إلشنق هوايه هوايه أحـ -أحسن من ال-إل-إعدام –هه- دام . أخـ -أخـ- أخـويا عد عد عدموه رمـ-رمـ-رمياً بلرص رصاص –هه – ووو إجوا الأمن -إلامن للبييت للبييت مالتـ-مالتنـا و أخـ- أخـ-أخذوا عش-عش-عشرين ألف دينار من من أ-أ-أبوي ! گـ -گـ-گـالوا : هاي هاي هاي إفلو-إفلو- فلوس الطلـ-ألطلـ- إفلوس الطلقات و التتتككسي!- أبوي - أبوي باع-باع-باع التلـ- التلـ- التلـفزيون مالـ-مالنا و دفعـ- دفعـ- دفعـنا فلوس إ فلو-إفلو-إفلوس إلطلقات و التتتككسي للـ-للأمن ، هه ، و بقـ-وبقـ-بقينا ما-ما- ماعد-عدنا تلـ- تلـ- تلـفزيون بالبيت !
جليل - (يدخل الممر حاملاً كيساً من الصمون و يدق على باب الزنزانة. ) - طاخ ! طاخ ! طاخ !
أمير - إجا الريوگ .
(يقوم عادل و يتجه إلى الباب و يقف عند الشباك. )
يحيى - إجَتّي الصمونة الإصبعية و الجبنة السلامية !
كامل - أگول ، ليش ما نسوّي إضراب حتى يجيبون لقاطعنا أكل مال أوادم ؟
جليل ( يتكلم من شباك الزنزانة من خلف الباب ، بصوت عال.) - زنزانة 17 : عددكم 11 . إستلموا التعيين مالتكم من فتحة الباب !
عادل (يجلس ويتحدث من خلف فتحة الباب بصوت لطيف.) - منو ؟ سيد جليل ؟
جليل ( من وراء الباب ، يجلس ، ويتحدث بصوت منخفض.) - حيّاك دكتور عادل .
عادل - عيني سيد جليل ؛ عددنا 18 ، مو 11 . قبل شوية جابولنا سبعة محكومين جدد .
جليل - و لزنزانتنة جابوا عشرة . صرنا واحد وعشرين ! اليوم طب للقاطع 329 محكوم بالإعدام ! باچر راح ينفذون بوجبة چبيرة كلش . جابوا مقصلتين جِدّدْ من فرنسا ! هم سمعت الديـچ ؟ (يصيح موجهاً كلامه للمأمور الصباحي في الطابق الأدنى .) سيّدي ! زنزانة 17 هم عايزين تعيين ! عددهم 18 مو 11 . النقص سبعة .
المأمور (من الطابق الأسفل ، يوجه كلامه إلى وكيل متعهد تجهيز الأرزاق ، خارج عمارة القاطع. )- زنزانة 17 : نقص تعيين سبعة .
عادل - إي . تدري هذا الديـچ محكوم بالإعدام ؟
المأمور الصباحي (من الطابق الأسفل) - جليل !
جليل (يقف ويصيح. )- نعم سيّدي !
المأمور الصباحي - شـگد صار نقص عندك ؟
جليل (بصوت عال.) - ستة وسبعين نفر بالطابق الثاني ، و بعد لي تلاثة و ثمانين زنزانة ما موزع عليهم تعيين . (لعادل ، من الشباك ، بصوت منخفض.) شلون يعني محكوم بالإعدام ! شنو دَتشّاقا ؟
عادل - ( يقف ويكلمه من شباك الباب. ) و الله وروح أبوك ! صاحبه هنا ، قبل شويّه جابوه هنا عدنا . إثنيناتهم حكمهم عوّاد البندر بالإعدام شنقاَ حتى الموت !
جليل - أگول لويش جايبين قفص فولاذ للديـچ ! بعدين ، بعدين . أُسكت ! إجا المأمور جوّا. (تسمع خطوات بسطال يقترب في الطابق الأسفل. )
المأمور الصباحي (بصوت عال من خارج المسرح. ) – أسمع جليل : كل المحكومين الجدد اللي إجوا اليوم ما إلهم تعيين صباحي . سمعتني ، جليل ؟
جليل - نعم سيّدي !
المأمور الصباحي – شوف شغلك ! (تسمع خطوات بسطال يبتعد.)
جليل (بصوت عال لكي يسمعه المأمور.) - نعم سيّدي ! زنزانة 17 : إستلموا تعيينكم !
عادل - (يجلس عند فتحة الباب السفلية. ) جيب ! (بصوت منخفض.) اللهم لا تزد نعمتك عليهم ، و أرزقهم بمثل ما يتمنون لنا !
جليل (يجلس مقابله عند فتحة الباب السفلية. ) ( يسلم الصمون من تحت الباب.) – خمسة !
عادل (يستلم رزمة الصمون .) – خمسة !
جليل ( يسلم الصمون من تحت الباب.) – ستة !
عادل (يستلم رزمة الصمون الثانية. ) – ستة !
جليل (بصوت عال جدا.ً) – زنزانة 17 : إستلمتوا التعيين كامل !
عادل (بصوت عال. ) – نعم ! (بصوت منخفض.) عيني سيد جليل ، حبيّب ، ماكو عندك شوية زيادة ؟
جليل (بصوت منخفض جدا.ً) – هاك هاي وحده ، وسلملي على الأبطال يمّك .(يمد يده من تحت الباب بصمونة صغيرة .) في أمان الله !
عادل (يستلم الصمونة.) – يوصل ، و ألف رحمة على البطن اللي نـگلتك . والله تراب رجلك أشرف من كل ولد العوجة ! في أمان الله !
(يخرج جليل من الممر. )
عادل - (يدير وجهه للمحكومين ، ويسلم الصمون لأمير .) إخوان : سيد جليل القروانجي يسلم عليكم . هذا كل التعيين الصباحي أمامكم . أقترح على كل واحد من الأخوة الجدد يأخذ صمونة كاملة ، و الباقي يتقسم بالتساوي على القدماء . شنو رأيكم ؟ إللي ما يوافق ، أو اللي عنده إقتراح ثاني يرفع إيده . ( لا أحد يرفع يده. ) عيني أمير ، شوف شغلك .
( يقوم أمير بتوزيع الصمون بادءاً بالمحكومين الجدد أولاً ، ويبدأون الأكل . )
جيثوم - (ماسكاً صمونته. ) شنهو ماكو چـاي ؟
قادر - هاهاهاها !
يحيى - أكو كافيار و براندي بالليمون ! إحنا گـاعدين هنا بفندق سبعطعش نجمة !
عادل - عيني أبو سبع ، آني نسيت أوضح لك الأمور . هنا ماكو چـاي ، ولا مـرطبات ، و لا جـگـاير ، و لا فواكه ، و لا خضراوات و لحوم ، ولا أدوية ، و لا ملابس ، و لا أحذية و نعل ، و لا صابون ، و لا مواسه مال زيان ! ها نسيت ، و هم ماكو مواجهة مع الأهل ، و لا تنفس و لا رياضة و لا تشمس و لا رغبة أخيرة قبل تنفيذ حكم الإعدام ! القومجية يعتبرون هاي كلها من الكماليات المحرمة على السجناء السياسيين لكونها تضر بالأمن القومي !
باقر - سلّم أمرك لله الواحد القهَّار ، و إبلعها للّـِگمة يَبّاسي !
جيثوم - (ينظر داخل صمونته.) الله و لحّد ! الجبنة ماتنشاف ! أگـول : التفس هم ريـوگـه صمونة مصعوچـة مثل هاي ، و جبنة برفع گشر البصل ، و بدون چـاي ؟ زين الواحد شلون يـگدر يبلع اللـگمة ؟
كامل - لا حول و لا قوة إلا بالله ! ليش ما نسوي إضراب ؟ هوّا هذا الأكل مال أوادم ؟
حامد - لا تسوولنا ضغبرة أخوان ، أرجوكم رجاء ! ترا آني ما بيّا حيل أتحمل بعد حتى و لو صوندا واحدة من نفر نتن ! شوفوني أني جدّامكم ، طبيت للأمن صاغ سليم ؛ و هسّا عندي خلع بالكتفين ، و فتقين ، و رجليّا أمشي عليهن گوة ، و أظافير رجليّه كلهن وگـعن ، و الباقي ما أگـدر أحـچـي بيه ! هاي فوگ الضغط و السكر اللي صارلي تلث تشهر ما يقبلون ينطوني دوا عليه . خلّونا نصبر على هذه المصيبة ، الى أن يأتينا الفرج أنشاء الله ! شتـگول مولانا ؟
مهدي - ولا تهون سيد حامد . نعم ، أنا أگول أن الصبر مفتاح الفرج !
أمير - (يقلد.) لا عاب حلـگك مولانا ! القناعة كنز لا يفنى !
مهدي - دا تحجي صدگ ، لو هذا تقليد ؟
أمير - مولانا، مو ألله يـگول : لايغير الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ؟
مهدي - معلوم !
أمير - طيب ! إحنا محكومين بالإعدام ؛ صحيح لو لا ؟
مهدي - تمام .
أمير - و هم أكو شيء أسوأ من الإعدام ؟
مهدي - و المقصود ؟
أمير - طيب ! إحنا الآن بأسوأ حال ، وميتين ميتين لا محالة . ليش لعد ما نسوي إضراب عن الطعام حتى ينطونا حقنا من الأرزاق ؟ إذا نجحنا ، فزنا بحقنا المسروق من الأرزاق ، و ناهضنا الظلم و العدوان ، و ضربنا مثلاً يحتذى . و إذا فشلنا ، ما راح يـگـدرون يسوولنا شيء أنـگس من الإعدام . الموت بالتعذيب أشرف من الإعدام بالمقصلة ! شتـگول سيد عادل ؟
عادل - كلامك صحيح ، سيد أمير . صحيح من الناحية المنطقية ، بس غير صحيح من الناحية السياقية . أقصد في الوضع الحالي . هذي القضيّة وراها ملايين الدنانير . آخر إضراب سوّيناه بهذا القاطع ترأسه المرحوم الدكتور الجراح عادل ربيع من الحلة . هذا الحـچـي قبل سبع تشهر ، و لمّا بلّغ الدكتور مأمور القاطع بالإضراب ، إنـقلبت الدنيا ، و إجا مدير السجن السابق العميد فوزي التكريتي للقاطع بنفسه ، و گـام يـزبد و يرعـد و يـگـول : " گواويد ! خونة ! تتمردون على الأكل مال سيدكم القائد المجاهد صدام حسين ، بطل التحرير القومي ؟ شبينو الأكل ؟ ما زين دا نزتّ لكم خبز ؟ شنهو نحنا جاعدين نسمّن عجول هين ؟ نحنا زين نعَرِفْ دواكم أيش ! و الله لأنظف السجون من أبدانكم النتنة !" وبعدين طلع . بعد نص ساعة جاب كل الجلاوزة مالته ، و بدأ بتنفيذ الأحكام بالمضربين حتى بدون ورود أوامر تنفيذ بأحكامهم . أعدم كل المحكومين بالقاطع اللي صار لهم هنا أكثر من تلث أيام . بقت المقاصل تشتغل أربعة أيام ليل نهار بدون إنقـطاع . أعدم ألفين واحد ! و راها طب كتاب الإفراج عن جماعة شيخ عشيرة الجبور- و عددهم سبعة و أربعين واحد - و وياهم أربعة أكراد من الهركيين ، و إجا أمر تنزيل أحكام أربعة و خمسين شيوعي من أساتذة الجامعات ، و منهم المرحوم الدكتور عادل ربيع نفسه ، و كلهم چـانوا معدومين ! طبعاً العفو مال الجبور و الهركيين إجا بتوقيع صدام نفسه . من إجا الكتاب مال العفو و تخفيض الأحكام لفوزي التكريتي ، ركض لشريكه بالسرقات ، المحروس : قصي إبن صدام . و حسب الأصول و العائدية ، راح قصي لأبيّه الجزار و لفلفله القضية ، و نقلوه لفوزي الكلب مديراً لسجن الرضوانية .
كامل - طبعاً يلفلفلهياه . الحرامي يحن على أخوه الحرامي .
عادل - مو بس حرامية . هذوله قتله شركاء ، و الحسبة هنا دسـمة ، دسمة جداً . عدد الموقوفين و المحكومين بهذا السجن يتراوح في أي وقت من الأوقات بين خمسين وستين ألف نفر . و حسب القانون ، فإن خزينة الدولة تصرف لكل سجين ألف دينار أرزاق متنوّعة باليوم . أما الأكل اللي يجهزه المتعهد مال قصي فعلاً للمساجين يومياً فما يكلّفه حتى مية دينار للنفر . هذا يعني أنّ كل سجين يوفّر لجيب قصي ة شركاءه تسعمية دينار يوميّاً . أضربوا تسعمية دينار في خمسين ألف باليوم ، وعدكم شكد الحساب يجمع بالشهر و السنة ! طبعاَ هذا من غير المحكومين المنشورين ضمن الموجود – مثل الأخوة الجدد اليوم – و اللي مايصرفولهم أرزاق . لَعَدْ ! حتى قوت المساجين يسوّونه مصدر للإرتزاق و السرقة ! وهذولا ما عدهم مانع يعدمون كل العراقيين إذا ماتهددت مصالحهم بهذا السجن قيد شعرة ، فشعارهم هو :" قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق !"
منفي - (جالس القرفصاء. ) كلامك هذا صِحيح . أنا كنت موجود هين بيوم الإضراب .
باقر - لعد شلون طلعت و رجعت ؟
عادل - (يحدّق بقوّة بوجه منفي.) أگول آني وين شايفك گبل ! هسّا تذكرتك ، مو چنت ويّاي بزنزانة 13 ؟
منفي – بلى .
عادل - مو چـانت قضيتك خطف و إغتصاب ، و طلعت عفو بنفس اليوم اللي جابوك بيه ؟
منفي - صحيح .
قادر - لعد شرجّعك لهنا مرة ثانية ؟
منفي - هاي قصة طويلة . الصحيح أنا لا مغتصب و لا خاطف . أنا بشر مسلم و أخاف الله . كل ما هنالك هو إني صرت ضحية لحرمة عقيد أمن حقيرة .
قادر – إحجيلنا بالله ، شلون ؟
منفي - إحنا من الرمادي ، والعقيد أهلو هم بالرمادي ، و هوّا مدير أمن الديوانية . فرد يوم ، و آنا جاعد بمعمل النجارة مال ألوالد الله يرحمو ، جتّي حرمتو لهذا العقيد ، و طلبت مني أسويلها طخم ديوان عبّاسي لأودة الإستقبال مالتهم . سألتها عن القياسات ، قالت البعيدة : "تعال و يّاي للبيت و أُخذ القياسات" . أخَذِت الفيته مالتي ، و رحت و يّاها بالتكسي لدارها . الدار كان فارغ ، و الحرمة راودتني ، بس أنا رفضتها بقوة ، لأني كنت خاطب بنت عمي الطالبة بكلية الطب ، و مكمّل بناء داري الجديد ، و ما باقي غير خطيبتي تنهي مدة الإقامة ، و تتخرج ، و نتزوج . البعيدة هددتني إذا ما رضيت أسوي معاها الفعل الحرام ، راح تشتكي عَلَيْ بتهمة الإغتصاب . توسلت بيها تتركني لحال سبيلي ، و تلعن الشيطان . بس ما فعلت البعيدة . فإضطريت حفاظاً على سمعتي أن أسلم أمري لله ، و خليتها هي تغتصبني و آنا – بكلام الله – أتوسل بيها تتركني لحال سبيلي ، وحتى گلبت من راسي لأن الحرمة عضعضتني ، و مزِّعت شعر راسي .
يحيى - شوف البخت ! ربّك ما ينطي جوز إلا للماعنده سنون . لك دجيبها إلي ! إنطيني إسمها و عنوانها ؛ بلكي الله يسهل علينا و نطلع من هاي النكرة السودا ، و الله لأروح إلها ركض منّا لبيتهم مباشرةً !
منفي - تخسا يا رجل ! شنو آني قوّاد ؟
يحيى - عزيزي ، شنو إنت ما شايف واحد يتشاقى و ينكت ؟
عادل - ديتشاقى ويّاك سيد منفي ! هوا هذا أخوك يحيى دائماً هشّكل ، يحب يتشاقا ويّا أخوته هواي ، بمناسبة و بدون مناسبة ! كمّل سيد منفي ، كمّل .
منفي - البعيدة من خلِّصت شهوتها معاي ، قالت لي إنو هي صار لها حق عَلَيْ ، ولزوم أنا أوّفي لها دينها برقبتي ، و أجيلها كل يوم . أنا رفضت بأدب ، و شرحت إلها ظروفي ، و إنّو أنا رجّال مؤمن بالله ، و عاقد على بنت عمي ، و مكمِّل داري ، و أنتظر تخرج خطيبتي . سألتني عن خطيبتي وعن مكان داري ، فعلِّمتها عـليهن . بعد يوم ، خابرت البعيدة المعمل تسأل علي ، و عرفت من عاملنا المصري أنو أنا موجود بداري الجديد لتركيب سرير العرس مالتي . و آنا أشتغل بوحدي بالدار ، جتـّي البعيدة ، و كررت المراودة و التهديدات . آنا تقززت ، فدفّعتها ، و طردتها من البيت . و رحت بلّغت والدي . والدي بنفس اليوم راح للديوانية و كلّم زوجها . إجا زوجها ورا يوم لدارنا ، و شرحت لوه القضية . فإقتنع أول فال بكلامي ، و قال إنو راح يطلِّقها البعيدة . ولكن من راح لحرمتو ، البعيدة أكَلَتْ براسو حلاوة ، و إدَّعت إنو أنا إستدرجتها لداري حتى أورّيها تصميم الديوان ، و إغتصبتها هناك . عقيد الأمن أقام الدعوى عَلَيْ بالديوانية ، ما بالرمادي ، حتى يرتب الشغلة هناك بكيفو . وهناك هو الذي أشرف على التحقيق ، و على التعذيب الرهيب ، و على جمع الأدلة الثبوتية لأن هو كان إلكل بالكل بالديوانية . و بيوم المحكمة ، جتّي البعيدة مرتو ، و صارت تبـچـي بشكل رهيب أمام الحاكم ، و مثّلت أضبط فلم ، و صدّقها كل الجلوس . ألبعيدة كانت ممثلة بارعة جداً ، و لا حول و لا قوّة إلا بالله ! ألحاكم – و هو صديق مدير الأمن – أصدر حكم الإعدام ضدّي بأول جلسة بحجة أنو تقرير الطب العدلي يثبِّت بالأدلة الدامغة التهمة ضدّي . التقرير الطبي رتبو عقيد الأمن المشتكي بنفسو ، و الأطباء و المحللين وقّعوا عليه و هوّا واقـف على رووسهـم . المشكلة إنو صنّاعنا بالمعمل - اللي شافوا البعيدة تجي بنفسها للمحل و تخابرهم عَليْ - كانوا مصريين ؛ فهدَّدَهم مديرالأمن من الشهادة ضد البعيدة حرمتو، فإضطروا أن يتركوا الشغل بمعمل الوالد ، و سافروا راجعين لهاليهم بمصر قبل جَلسة المحكمة .
من إنحكمت و نْقَلوني لبو غريب ، الوالد سوّا واسطة قوية . باع المعمل مالتو ، و دفع عشرين مليون دينار للعميد فوزي التكريتي ، مدير السجن . باليوم الثاني طلعت أنا بالعفو ، و رجعت للدار ، و بعدين تزوجت . و لكن البعيدة سمعـت بطلعتي ، و خلّت زلمتها يحرك القضية من فوق . الوالد درى بالتحركات مال العقـيد ، فسوّى نقل لزوجتي للموصل ، و إشترى لي دار هناك ، وإنتقلت أنا من الرمادي للموصل .
من حركوا قضية العفو مالي ، إتضح أن العميد فوزي التكريتي جاب واحد مريض دايح من مستشفى المجانين ، و صْلبُوه هنا بَدالي و بإسمي . ألوالد ما كان يْعَرِف بموضوع المسكين المعدوم ، لأن فوزي التكريتي قال له أنو هوّا راح يطلعني بعفو رئاسي مثل ما يطلِّعون الشعرة من العجين . العقيد أستصدر أمر بإلقاء القبض ضدي ، بس ما كان يعرف مكاني . حرمتو راحت لوزارة الصحة ، و عرفت عنوان حرمتي ، و عنوان دارنا الجديد بالموصل . بعدين العقيد جاب مفرزة أمنية من الديوانية لبيتي بالموصل بنص الليل ، و ألقى القبض علي ، و سلمني مباشرة لسجن أبو غريب ، و دخل على مدير السجن ، و طالبو بتنفيذ حكم الإعدام عَلَيْ . هذا صار قبل حوالي شهر . الوالد إجا لبو غريب و واجهني ، و من عرف بتفاصيل غارة العقيد من الديوانية على داري بالموصل ، جمع عشيرتو ، و غاروا على بيت العقيد ، وذْبَحوْه هوّي و حرمتو . أخو العقيد كان يشتغل مدير إستخبارات بالحلة . من إنـچتل أخوه ، راح جمع عشيرتو ، و هجموا على دار أبوي . صارت مقابلة بين الطرفين ، إنـچتل بيها أبوي و واحد من عمامي، و إنـچتلت حرمتي الحامل ؛ ومن ذولاك ، إنـچتل أخو العقيد و خالو ، و تصوبوا أثنين . العشاير تدخلت بالقضية ، و صارت محكمة عشائرية ، حضرها قصي إبن صدام حسين . الشيوخ قرروا وقف المواجهات بين العشيرتين و بدون فصل ، لأن كل عشيرة راحوا منها أربع مجاتيل ، و إبني إببطن حرمتي صار مقابل المصاويب الإثنين . أما قضيتي ، فقرر قصي أن ينفّذ حكم الأعدام مجدداً بي ، و عشيرتي ما تتدخل و لا تتوسط لي . ولا حول و لا قوة إلا بالله ! (ينكس رأسه بين رجليه و ينتحب.)
مهدي - إن كيدهن لعظيم ! قصة يوسف تتكرر من جديد ! و لا حول و لا قوة إلا بالله .
عادل - إنشاء الله يفك أسرك مثل ما فك أسر نبيه يوسف ، و ترجع إلى أهلك سالم غانم ، سيد منفي !
منفي - (يكفكف دموعة.) الله يسمع منك أخي العزيز ! آنا عمامي ما يخلّوني أنعدم . وهما موسّطين إلي من جديد . وعندهم جماعة متعهدين بطلعتي . آخر شي ، شيخنا راح قابل عدي ، و دفعلو عشرين مليون دينار ، و عدي حلفلو بكلام الله يطلّعني .
قادر - عصفور كفل زرزور ، و الإثنين طيّارة ! ولك هذا هم گصّاب مثل أبوه اللي راح يوقع على إعدامك بإيده . روثة و مـگسومة !
منفي - شيخ عشيرتنا إتصالو ما بَسْ بعُدَيْ ، إتصل بعبد حمود سكرتير الريَّس، و سلّمو عشر ملايين دينار حَجَرْ، و عبد حمود قاللو : "إنشاء الله يصير خير !"
قادر - گوادة و لحم جاموس ! يحكمون على الأبرياء بالإعدام ، و ياخذون رشاوي حتى يطلعون العادمينهم همّا بأنفسهم .
كامل - و الله الرفاق البعثيين يشرفهم أن يكونوا شركاءاً مع الـگـواويد من كل حدب و صوب.
مهدي - زين ، هذا الإنسان اللي جابوا من المستشفى و عدموه بدالك ، شنهو ذنبه ؟ ها؟ شلون يصير مواطن مريض يروح للمستشفى حتى يعالجونه ، يـگومون الأطباء يطلعونه من المستشفى و يعدمونه بإسم غيره ؟ شلون يجوز لك بدين الله أن تدفع الملايين حتى تخلّي البريء ينعدم بجريرة المحكوم ؟
منفي - أخي ، إسمع كلامي زين . المرحوم أبوي ما كان إلو علم بالقضية هذي ، و تحسَّف ، و ضرب إيد بإيد من سمع بيها . القضية إتفاق بين الطبيب مدير مستشفى الشماعية و فوزي التكريتي مدير السجن . مدير المستشفى يشوف يا مريض مرضو مزمن ، و أهلو ما يسألون عنّو سنتين أو أكثر ، يحولوا لبو غريب ، و ينعدم هنا بدل واحد محكوم عندو عزوه و أهلو مقتدرين . و لعلمك ، أكثر من ثلثميت مجنون من مستشفى الشماعية إنعدموا هنا ، و فوزي إشترالو بفلوسـهم عمارتين بالأردن ، من غير العمارات و البيوت اللي إشتراها بالمنصور .
مناضل - إي ، الله يسـ-يسـ - يساعدنا إحنا هه ولد ولد ولد الخـ- خـ-الخايبة . إحنا مـ-مـ- مثل هه هه هذوله المر-المر-المرضى بالشـ-شـ-بالشماعية ، يعدمونا أ-أ-أبمئات الآلاف ، و محّد محد هه يدري-يدري -يدري بينا بينا، و ما نحـ-نحـ-نحصِّل حتى على على فـ- فـ -فـاتحة !
كامل - و إذا ما ودّونا للمثرمة في الشعبة الخامسة لجهاز المخابرات بالكاظمية ، أو شمرونا لـچـلاب عدي الأفريقية المجوَّعة ، فحتى الـگبر ما نحصّل عليه . أمام أضواء كامرات التصوير ، الـچـلاب تاكل حتى الجماجم ، و ما تبقي شي يعتب عليها . ومن تخلِّص وجبتها الدسمة ، تنظِّف كل الآثار ، حتى روائح آثار الكفته الآدمية النييء . و من يعرضون الفلم مال حفلة الوليمة على الجلادين حتى ياخذون الدروس منها ، كلهم يهزون برؤوسهم العفنة علامة السرور و الرضا ، و تلمع أسنانهم جوا شواربهم المصبوغة و المقلمة بنعومة ، و بعدين كروشهم تختض ، و يصدرون مرسوم جمهوري بمنح الـچـلاب نوط الشجاعة ، و وسام النظافة ، و وشاح الجدارة .
الديك - عيعيعيعووووو !
كامل - و هذا الديـچ يشهد . صحيح الوضع بالمثرمة مو بهالنظافة التامّة كلش ، بس القذارة بيها تسوا ، قذارة كلها أبَّهة و كشخة ، جايه من شيكاغو مباشرة بفضل بركات ربع طارق عزيز بديترويت اللي نقلوا إله مجازر الخنازير بالدوكيارد ، وهي من عجائب صناعة الدنيا الأمريكية الجديدة ! كلها فولاذ مثقف و متكبر ، غاسل بشامبو و مزيَّن موس و مريّح و لابس رباط و يزهي مثل المراية . و من ينشمر بالبير إبن الخايبة ، البير مزيّته و تلمع وما بيها و لاحباية تراب عكس القبور . بعدين تجي السـچـينة . هاي صناعتها مضبوطة بدرجة ممتازة ، و ريشها متغلط أبداً ، و تشتغل مثل بروانة البي إثنين و خمسين الشايلة قنابل هيدروجينية فوق الغيوم . من يطب بيها صاحب الإمتياز المنكود ، راح رأسـاً روحه تقندل و تتطاير مثل غبار الطلع . بعدين تتماسك من جديد مثل عجينة البرمة أم الفستق . و الواحد ما يحتاج يقلق على تكامل أعضاءه بالآخرة ، هنا ماكو أي شي من اللشة يجرأ على الضياع أو الهروب . و من تخلّص المكينة واجبها القومي التقدمي ، البرمة المعسلة بالدم تنذب كاملة مكملة بنص مياه دجلة الحبيبة ، اللي تتلقف الشريط الطويل بالأحضان ، مثل الحبل السري برحم أمه . و بدلاً من الدود الحقير اللي ياكل فطيسته بالقبر ، ياكلها السمج الغالي ، حتى من يصيدوه المقاولين مالت قصي و يبيعونه و ينسـگف ، يصير طعمه حلو و طيب بحلوگ ولد العوجة ، أو عبيدهم من المقاولين ؛ و هكذا تكمل دورة الدماء العراقية بالطبيعة .
يحيى - ها سيد كامل ، الآن أمسكتك متلبساً بالجرم المشهود ! همّاتين گول إنت مو حاقد على الحزب القاعد و الثوْره ، ها؟! تـگدر تنكر الآن محاولاتك الخائبة و المكشوفة في دس العصي بعجلة الثورة المظفرة المباركة ، لو تنكر التآمر على سلامة حياة القائد المناضل و بطل التحرير القومي الرئيس المؤمن و الفلته و الشاب الجميل صدام حسين حفظه الله و رعاه ؟ لماذا كل هذا الحقد الأعمى و نكران الجميل الشعوبي ؟ هع؟ و الله تحيّرنا وياكم ! نستقطع ملايين الدولارات من زراديمنا و من رزق أولادنا الجائعين و نجيبلكم چـلاب درجة أولى و مثقفة من أفريقيا حتى تنظف جيفكم ، ما تشكرونا و لا تقبِّلون أياديـنا . إنجيبلكم أحسن مثرمة متطورة بالعالم من ديترويت - و اللي حتى فرانك سيناترا كان يتغزل بيها مثل ما يتغزل بمارلين مونرو - و ما ترضون بيها ! تحيَّرنا ويّاكم ، إنتو – في الحقيقة و الواقع – أناس جاحدين ، و شعوبيين حاقدين ، و عبيد مارقين و نـگسين ، و ما تصير لكم جارة . إنتو ما عدكم ولا ذرّاية شرف ، و لا ذرّاية تقدير لجهودنا المخلصة و عرق الجبين و سهر الليالي في خدمة الشعب العراقي و الأمة العربية . صدق اللي گـال فيكم : "أهل الشقاق و النفاق و مساويء الأخـلاق !" (يلبس حذاءً كبيراّ فوق رأسه مثل الكاسكيته ، و يقلد صوت صدام ، و هو يضع يديه على خصريه ، و يصعّر خده .) . شوفوا حكّام الخليج ذولي أمامكم ، هع ؟ الواحد منهم يحكملو إمارة بكبر البعبوص ، هع ؟ و كل واحد منهم عندو مليارات الدولارات وعشرات البنوك و الشركات بأمريكا و أوروبا ، و متزوج أغلى شقراوات العالم أللي يستوردهن كل شهر ويّا جهازهن الفاخر بالطيارات وبالعملة الصعبة من كل مكان بأوروبا وأمريكا ، و هوّي زبو ما يوگف ، و بس يعضعض نهود گحاب أوروبا و يـگطّع حلماتهن . و شعوبهم تحبهم و ما تتآمر عليهم مثلكم . في حين آنا أحكم أغنى دولة بالعالم ، و نجلنا المسكين عدي زين الشباب ما عندو و لا فلس واحد و و جاعد دا يشحت الحصة التموينية الشهرية ، هع ؟ و زين تدرون بيّا أنا فحل أصيل ، مع ذلك ضغطت على نفسي و طلّعت قرار منع الزواج بالأجنبيات ، و ما استوردت النسوان الأجنبيات إلتزاماً مني بمبادىء القومية العربية العليا . آني ما أسوّي شي غلط ! حيشاي ! و ما تزوجت غير أربع عراقيات على شرع الله ، بعد ما عطفت عليهن بسبب توسلاتهن المتكررة ، و إنجبارهن بحب بطل وسـيم و هـمام مثـلي ، فسمحت إلهن يتطلقن من رجولتهن البائسين و غير المقتدرين جسدياً ولا مالياً ، و يتزوجن رئيسهن محبوب الجماهير . بس أنتم ما صدقتوا آني تنازلت وتزوجت حتى رحتوا - كلكم الخونة العملاء - تلدغون بذاتنا المقدسة بكل المجالس بلا ذمة و لا ضمير ، و ما تخافون من شرع الله ، هع؟ تغتابونا و تسيئون ليل نهار و بكل المجالس لسمعتنا الرئاسية المقدسة ، و سمعة عائلتنا الشريفة المهيوبة ، كلاب ! شوفوا الفرق الشاسع بيني و بين الحكام العملاء و الخصيان اللي يستوردون النسوان الأجنبيات : آني يوميّا الماجدات العراقيات - اللي ما أعرفهن و لا داز عليهن - يجن برجليهن إلي للقصر الجمهوري - خمسين أو ستين ماجدة باليوم ، أو و حدتهن تسوه كل نسوان أمريكا ، هع؟ . يتعنّن لزيارة رئيسهن الشرعي المنتخب ديمقراطياً بشهادة الجميع ، حتي يرددن قسم الوفاء لجناب حضرتنا ، و يقدمن الإلتماسات . و آني ألبّي إلتماساتهن كلها من جيبي الخاص: اللي أنطيها قصر ، و اللي أنطيها بستان أو عرصة سكن فاخر ، أو باخرة أو باخرتين نفط ؛ و اللي تريد تسافر تتونس بفرنسا على حسابي ، و اللي تريد منصب أعلى لرجلها أو لأخوها ، و اللي تريد مليون مليونين من زردومي. كلهن أنطيهن من حرّ مالي الخاص ، و العوض على الله ، هع ؟ و من يشوفن كرمنا العربي الأصيل ، و أخلاقنا العالية ، و كياستنا الأرستقراطية : كلهن يطالبن بعظمة لسانهن و بكل شرف و شجاعة و ديمقراطية - و بدون أي خوف ـ أنّو يتشرفن بمحضننا الشريف . و آنا ما أزعل عليهن أبداً بسبب هذا التجاوز الخطيرعلى سيادتنا ، تدرون ليش ؟ لأن آني إنسان ديمقراطي من عامة الشعب ، و أؤمن بالرأي و الرأي الآخر ، و بحوار الجنسين . و لذلك أضحي بجهدي و وقتي الثمين و صحتي ، و ألبي الرغبات الصادقة لستة أو سبعة منهن في الفراش بالليل ، بّسْ ! إنما نطعمكم لوجه الله ، لانـريد منكم جـزاءً و لا شـكوراً ، هع ؟ و أخلي الحماية مالتي من ولد العوجة الشجعان يشبِّعون الباقي بالرفق و الإحسان ، و يرجعوهن لبيوتهن معزّزات مكرّمات و مدججات بالعطايا حسب الأصول . زين ، آني لويش أقدم هيـچ تنازلات مكلفة ، هع ؟ لأنو آني إنسان أصيل : قنوع ، و إطلاقاً مو طمّاع ، و كريم ، و رحيم ، و أفضل الصناعات الوطنية على البضاعة الأجنبية ، و أفضل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ، و أحرم نفسي من حقي الطبيعي في إستيراد النسوان . شعاري هو : خلونا نبقى فدائيين ، ونصير القدوة ، هع ؟ أنا أول إنسان عربي يطبّق على نفسه شعار الحزب و الثورة : "الحزبي هو أول من يضحي و آخر من يستفيد" ، هع؟ و حتى نجلنا زين الشباب عدي ، آني موصيه ما يبخل أبداً على العراقيات و الفنانات العربيات الشريفات المجبورات بمحضنه الكريم. أكو أحسن من هذا الدليل المادي و الملموس لمس اليد على الشـرف، و على النزاهة ، و على نكران الذات ، و الفـداء ، و التجرد المثالي ، هـع ؟
الديك - عيعيعيعوووو.
أمير - بالروح ، بالدم ، نفديك يا صدام !
يحيى - يعيش الرئيس القائد المناضل صدام حسين ، يا !
أمير/كامل/مناضل/قادر - يعيش ! يعيش ! يعيش ! يعيش ! يعيش !
يحيى - يا !
أمير/كامل/مناضل - يعيش ! يعيش ! يعيش ! يعيش ! يعيش !
أمير – ها! ها! ها !
عادل/كامل/مناضل/قادر - ها !
أمير - ( يؤشر على يحيى . ) ها خوتي هاه ! هذا الطيّح حظنا (وقفة قصيرة.) ، هذا الطيّح حظنا (وقفة قصيرة.) ، هذا الطيّح حظنا حمود يـگله لكاكا : هذا الطيّح حظنا !
عادل/كامل/مناضل/قادر - هذا الطيّح حظنا ؛ حمود يـگله لكاكا : هذا الطيّح حظنا ! حمود يـگله لكاكا : هذا الطيّح حظنا ! هذا الطيّح حظنا ! حمود يـگله لكاكا : هذا الطيّح حظنا ! حمود يـگله لكاكا : هذا الطيّح حظنا !
يحيى - هلهوله للحزب القاعد ، هلهوله !
عادل/كامل/مناضل /أمير/قادر - هلهوله للحزب القاعد ، هلهوله!
قادر - كللليــشششششش !
مناضل - ككككلللللووهههووششششششششش !
يحيى (يمد يديه ليسكتهم ، و يعاود تمثيل دور صدام.) - هعهعهع . بارك الله بيكم يا خونة ، هعهعهع ، يا حوَش ، هعهعهع ، يا سفلة ، هعهعهع ، يا عملاء ، هعهعهع ، يا كلاب ، هعهعهع . إحمـ-إحم ؛ ما تصير لكم چـارة أبداً و حق رب الكعبة ! و إنتم بدل ما تشكروني على كرمي العربي الأصيل ، و على رحمتي الإيمانية بكم لمّا أستوردت إلكم أحسن المنظفات ، و أسرعهن مفعولاً ، حتى أثقِّفكم بتالي أعماركم شوية ، و أسهِّل عليكم أمركم ؛ تنكرون جميلي و أفضالي الرئاسية عليكم ، و تروحون تتكلمون عَلَيْ بالموزين ، وتنهشون بلحمي ، و تتآمرون علي آنا إبن العوجة أم القرى ، و إبن الرسول العظيم ؛ و تعتدون علي ، و تنعقون مع كل ناعق أجنبي عميل ؟ أيهو أحسن ؟ هـع ؟ تفطسون بالحبل ، لو بمكينة "هاي تِج" كلفت الشعب العراقي المليارات من جيبنا الخاص ؟ هـع ؟ أذكروا أفضالي عليكم يا حَوَشْ . ماكو عراقي إذا ما آني مسوّي فضل عليه . آني اللي سوّيت العراقيين أوادم محترمين . قبلي ، كنتو خبز يابس ماشابعين ! كنتوا حتى ملابس داخلية ما عدكم تلبسون . و الدليل القاطع على صحة كلامي هذا هوي أنو أمي كانت تروح هيّا و خالي يتونسون بالصابونجية بلا لبسان ، هع؟ أنا نفسي من كنت صبي حليو ، كنت أروح للميدان بلا فانيلة و لا لباس ، هع ؟ آني أول واحد دخِّلت الفانيلات و اللبسان للعراق ! هيـچ تكافئوني على مكارمي القومية السخية ، هع ؟ و الله لنيـچ أمهاتكم كلهن بالمقلوبي ، و أبيد رجالكم كلهم ، و أمسح الأرض بدماءكم النجسة مسحاً مسحاً . هاع هاع هاع هاع هاع هع!
عادل/كامل/مناضل /أمير /قادر- هاهاهاهاهاهاهاهاه ! ( تصفيق . )
أمير - هلهوله للحزب القاعد ، هلهوله !
عادل/كامل/مناضل - هلهوله للحزب القاعد ، هلهوله ! ههلهل ههلهل ههلهل !
قادر - كللليــشششششش !
مناضل - ككككلللللووششششششششش !
باقر - كافي هرج و مرج ، أخوان ! خللي نشوف الأخ كريم شنو قضيته . تفضل سيد كريم . أكيد إنت هم علّبوا لك مادة 158 ، لو آنا غلطان ؟
كريم - حاشاك من الغلط . مادة 156 .
أمير - 158 ، 156، ماكو فرق .
عادل - تعددت المواد و الإعدام واحد ! إذا ما ضايج ، شوية إحـچيلنا عن قضيتك ، سيد كريم الورد .
كريم - يجرا لك أخي ! إحنا خمس إخوة ، و آني أزغرهم . كلنا چنّا عسكريين من بدت الحرب و يّا إيران . إثنين أستشهدوا بإحتلال المحمّرة ، و واحد إستشهد بالهجوم على منطقة بستان ، و واحد إتصوّب بالشوش و گصوا إيده اليمنى و وحده من رجـليه فوق الركـبة ؛ و مابقيت بس آني جندي مكلف مستجد بقاطع قصر شيرين و عمري سباطعش سنة . من صار الهجوم الإيراني على قاطع سربيل زهاب عام 1987 ، تأسرت آني . و أخذونا لسجن قيصر فيروزه بإيران . هناك ، چـانت ظروف الأسر بالبداية تنجرع . الأكل كان قليل ، و لكن لا بأس بيه ؛ و الملابس زينه ؛ و ننام على القريولات ؛ و أكو رياضة و حمامات ؛ و الصليب الأحمر ينقل رسايلنا بالشهر مرة . صحيح كل أسبوع مرتين يجيبولنا روزخون و يسوّيلنا مأتم يضحِّك - نص بالفارسي و نص بالعربية المكسّرة - و ويّاه هوايا لطم بالخالي بلاش ، بس الوضع كان عموماً ينجرع . بقى الوضع بهشّكل إلى أن إجونا التوّابين .
مناضل - مـ-مـ-منو التو-تو-توّابين ؟
كريم - هذوله أسرى عراقيين مثلنا ، سوولهم الإيرانيين تنظيم خاص بيهم ضد صدام ، و خلوهم مسؤولين عن بقية الأسرى العراقيين . بعضهم چـان ويّانا بالسجن ، و ناكل و ننام و نضحك سوا . أشو من صعدوا و صاروا مسؤولين على قصر فيروزة ، حتى دمّروا كل شي . أخذوا القريولات و الفراش إلهم ، وگـاموا يبوگون التعيينات القليلة أصلاً و الجـگـاير و الملابس و يبوعونهن برّه . و اللطم صار بالليل و النهار ، و بدأوا يعذبون الأسرى لأتفه الأسباب . يوگّـفون ألأسير بالبرد و هو شايل قالب ثلج مشدود على إيدينه ، و يضربون فلقة ، و يجلدون بالقرباج ، و يعلّـگون الأسرى بالبانكه . يعني شلون أفراد الأمن يسوون هنا بالمتهمين ، مثلهم التوّابين العراقيين بإيران سووها بالأسرى العراقيين .
يحيى – (ينزع فردة الحذاء من فوق رأسه.) إي ، أويلي عليك يا شعب العراق المظلوم . يوميّا يجيلك كلب جديد يعضعض بيك. تدرون إحنا العراقيين ليش الله ما يرحمنا ، ها ؟ لأن والواحد منّا ما يرحم أخوه من يستلم شويّا مسؤولية .
حامد - ماكو هيـچـي حـچـي ، التوابين شباب مجاهدين مؤمنين ، و حاشاهم من الموزين !
كريم - يابا لو تسكت هوايا أحسن لك . آني شفتهم ، و بعدين إشتغلت و يّاهم أكثر من عشر سنين ، و أعرفهم زين . هسّا أعرفك بيهم زين ، و لو آني محكوم بالإعدام بفضل ألإنتماء إلهم . هذولا واحدهم مثل صدام حسين بالضبط ! الفرق بس هوّا لابس عمامة و يتاجر بالطائفية بدلاً من القومية . من كمشوا مسؤولية السجن اللي آنا كنت أسير بيه ، راوونّا شمس الضحى بعز الليل . المهم ، حتى أخلص من العذاب ، إضطريت بالأخير أن أنضم للتوّابين . بعدين ، دخلوني دورة لزرع الألغام بعبادان ، و هناك شافني بالتدريب مسؤولهم رضا طهراني ، و نقلني مراسل يمّه . أشو ثاني يوم بالجناح مالته بالليل ، و آنا نايم ، ركب فوگـايا ، يريد يفعل الموزينه بيّا . توسلت بيه بحق الرسول والأئمة الأطهار حتى يتركني ، ما فاد بيه . بعدين ، هددني يدزني بنص حقل ألغام إذا ما قبلت ، گلت له: "و الله الموت أشرف لي ؛ دِزني لحقول الألغام ". من شافني ما أخاف من الموت ، گلب ، و گـال لي أنو راح يجيبلي أربعة من جلاوزته يكمشوني ، و هو يشتغلني مثل ما يريد . فاستسلمت و أمري لله .
مهدي - قبّحك الله !
حامد - عفوك يارب!
كريم - إي ، لأنه چـان مؤمن حقيقي ، ويخاف ربه ! بقّاني وياه مراسل سنتين ، و هوّا مايشبع أبداً ، العاهر إبن العاهر . بعدين ، إجتّي دورة مال تفـخيخ عجلات ، فوسّطت عليها ، و شاركـت بيها . وراها، إتطوعت للأشتراك بعملية إنتحارية بالعراق حتى أخلص من طهراني . بس طهراني درى بالتطوع مالتي ، فدز عليّا ، و صار عصبي و گـال لي: " لويـش تريد ترجع للعراق ؟ ليش إيران مو زينه وياكم ؟ وآني مو زين وياك ؟" . شـگول له ؟ طلّعت له حجّة آني أريد أرجع للعراق حتى أتزوج و أرتاح . فجاوبني : " زين ما دام عايز عروس ، و حتى أثبتلك إشـگد معزتك عندي ، راح أزوّجك بنتي الكبيرة زهرة !"
باقر - أي يعني صار عمك من صدگ.
سمير – إضرييييب ! هم گول الأيرانيين موزينين !
الديك - عيعيعيعووووووو !
سمير - و هاي بشهادة !
كريم - تجيك السالفة . ورا أسبوع ، أخذ لي طهراني أجازة زواج ، و رحنا لبيتهم بطهران ، و جاب الشيخ إللي عقد لي على بنته زهرة بلا شوف . شفت أمها وأختها المتزوجة قبل ما أدخل بيها ، فـگلت لازم هيّا هم حلوة مثلهن . بالدخلة شفتها لأول مرة : مرا چـهره سز ، و طويلة كلش ، و جمّة ، و ما تنحب أبداً . و هيّا أكبر مني بثمن سنين ، و لغوية كلش ، و تشتغل معلمة تنطي دروس من الصبح لليل . شسوي ؟ دخلت بيها مثل واحد دا يدخل على بعيرة ، و أمري لله للواحد القهار . بعد الزواج ، عمّي الجديد گلي : "إبقى هنا إستخدام ببيتي ، حتى إتدير بالك زين على أهلي خلال غيابي للدفاع عن الأسلام ." و رجع لعبادان ، و بقّاني إبّيته. الـمهم ، صرت آني أبو البيت : أتسوّگ ، و أطبخ ، و أكنس ، واغسل مواعين وهدوم . و من تجي مرتي من الدوام ، تلـگـى كل شي جاهز . عمتي چـانت مو چـبيرة بالعمر ، و متزوجة من چـان عمرها حدعش سنة . فد يوم ، من طلعت مرتي ، و آني خلّصت التنظيف بالحوش ، دخلت لغرفة عمتي آخذ منها فلوس للمسواگ مال ذاك اليوم ، لـگيتها گـاعدة على السرير مصلّخة . درت وجهي ، و طلعت من الغرفة . و چان تصيحلي: "بيا بيا ، جانم " ! و چـان أطب عـليها من جـديـد ، و أشتغلها حسب الأصول ، و أطلِّع حيفي بالخنزير رجلها. و الله نيـچتها چـانت أحلى من نيـچـة مرتي !
مهدي - قبَّحك الله !
حامد - شلون تزني بيها ؟ مو هذا حرام ، و مرتك تحرم عليك !
كريم - ليش هوّا حلال واحد يلوط بواحد و يزوِّجه بنته ؟
يحيى/قادر/كامل/أمير - هاهاهاهاهاه !
كريم - چـان طهراني أول ما زوَّجني أببنته ، يجي للبيت أسبوع أيام كل شهر . وراها بست أشهر ، گـام كل تلث تشهر يجي مرة . صّادله توّابين إثنين جدَّد ، و گـام يشتغل كل واحد منهم بيوم ، و ذلك بالعدل و القسطاس ، شلون واحد متزوج نسوان إثنين ! المهم ؛ هناك ، رجل بنته الثانية شيرين أخذوه عسكري إحتياط للجبهة ، و صرت آني أتسوگ لمرته الـگـاعدة بوحدها بحوشها وما عدها أطفال . ورا أسبوع ، تعّت لي هي الأخرى ، و همّاتين إشتغلتها ، و حبَّلتها تومين واحد ورا اللاخ !
مهدي - قبَّحك الله !
يحيى - إيدك بالدهن ! والله لو چـانت بغير مكان چـان هسّا طلبت عنوانها منّك . بس تعفيني أخي أرجوك جداً جداً ، تدري الواحد يمكن أن يقنع نفسه يروح يتعنّى للونسه بفرنسا لو بإيطاليا أو بولندا أو حتى أمريكا ، مو لإيران !
حامد – عفوك يارب !
سمير - أعوذ بالله !
كريم - المهم، برنامجي اليومي چـان : أگـعد الصبح ، و أسوي ريوگ لمرتي . تاكل ، و تروح للدوام شايلة الدفاتر اللي صححتهن بالليل . وراها أغسل مواعين و أنظف ، و أروح أشتغل أمها ، وآخذ منها فلوس المسواگ . بعدين ، أروح أتسوّگ من البازار ، و أودي المسواگ مال بيت أخت مرتي شيرين ، وأشتغلها . أرجع للبيت أطبخ الغدا ، و أنام لمن تجي مرتي العصر .
سمير - أي ليش هذا الحرام ، ما تخاف من الله يمسخك خنزير وانت بعدك شاب ؟
كريم - و الله آني چنت مقرر أن آخذ حيفي من الخنزير طهراني ، و الله گدرني عليه . آني ما أتحارش بالنسوان ، و اللي ما تدندل السلّة مالتها ، محّد يعبّيلها . بعدين الأمور چـانت ماشية زين ، و الكل مرتاحين . عمتي مرتاحة لأن رجلها ملتهي بالمراسلين مالته ، و ما يجيها ألا كل تلث تشهر مرّة ؛ و شيرين مرتاحة لأنها حصِّلت على الأطفال المحرومة منهم ؛ و آني مرتاح و مشبِّع الكل ، و أولهن زوجتي . وين المشكلة إذن ؟ ماكو مشكلة . المشكلة صارت من طلع طهراني من الشغل و يا التوّابين ، و نقلوه من عبادان لشيراز . ورا أسبوع من طلعته ، أنلغى أمر الإستخدام مالتي إبّيت طهراني . رجعت للأهواز ، و دزّوني للبصرة أنقل هاونات و فلوس هوايا للمجاهدين بالتنومة أول ما رجعت من إجازتي الأولى . آني كيّفت بالمهمة لأن چنت مقرر بس أوصل للعراق ، أذب الهاونات بشط العرب ، و أگلب عدل لمعسكر رفحا بالسعودية ، و من هناك أطلب لجوء إنساني بأوروبا . بس ياحيف صاحبي التوّاب المؤمن - أبو اللنج اللعين اللي إجا وياّيا من عبّادان علمود يعبِّرني بحيرة الأسماك بالشلامجة - طلع يشتغل بالمخابرات العراقية ، فسلمني إلهم تسلوم يَدْ - آني و الهاونات و گونية الفلوس . بالتحقيق ، طلعت المخابرات العراقية تعرف كل التفاصيل عنّي ، و طلعن كل أسرار فيلق التوابين موجودة عدهم ، و تبيَّن أنهم مبوِّشين الفيلق من فوق ، و يعرفون كل شيء صاير أو راح يصير بيه ؛ و نص المسؤولين القياديين بالفيلق ياخذون رواتب من رفسنجاني و من صدام بنفس الوقت ، والله يدري منين بعد ياخذون خرجية . و بعد التعذيب الرهيب في مديرية جهاز المخابرات بقصر النهاية ، فرّوني على كل مديريات المخابرات و الأمن بالعراق طوال ست سنوات و ثمن تشهر كاملة . و چـان التعذيب يتكرر من جدّة و جديد في كل محافظة .و بعد ما سـگطوا عيني اليسرى و صار عندي إنزلاق بالعمود الفقري ، و خلع بالأكتاف ، و ما بقى مكان بجلدي ما مشوّه ، و دمروا جسمي بالكامل ، حالوني للمحكمة الخاصة ، و حكمني الرفيق ألأعلى عواد البندر بالإعدام وفق المادة 156 .
باقر - شوف شلون الله إنتقم منك على آثامك و معاصيك ؟
كريم - لازم جنابكم ما عندك معاصي ، مولانا؟ مو صحيح ؟
باقر - آني رجال صايم مصلي ، و متقي ربي و الحمد لله !
كريم - إي تمام ، و لهذا فإن الله قد كافأك على تقواك بمثل مكافأته إليَّ ، و جمعنا معاً بمصير واحد ، و بزنزانة إعدام واحدة من غير ميعاد ! هاي شبيها عينك اليمنى ؟
باقر - راحت بالتعذيب . ضربوني عليها براس الصوندة و آنا غافل و عيوني مشدودة ، و ما ودوني للطبيب ، فإنطفت تماماً.
كريم - نفس الشى سووا بيّا آنا بالعين اليسرى ، بس الضربة جانت ببوكس حديد ! ياحيف عينك ما شافت شـگد التوّابين ناس مؤمنين ؟! يسلمون إخوانهم المسلمين لمخابرات صدام ، للراحة والإستجمام و تليين العظام ! تدري الجماعة اللي چـان المفروض أن أوصل إلهم الهاونات و الفلوس بتنومة طلعوا كامشتهم المخابرات العراقية ، و معدومين گبل شهرين من نزلتي من إيران ؟
جيثوم - أگول ، بإيران هم عدهم دوري مال مهارشين ؟
كريم - كلشي أكو .
عمران - ليش إنت ماعندك معلومات عن الجمهورية الإسلامية بإيران ؟ أصلاً هيّ أم الديوچـة الهراتية . إسم "هرات" جاي من مدينة هرات في جمهورية إيران الإسلامية !
جيثوم - شنو جمهورية إسلامية ؟ ليش الإسلام ما موجود بأي جمهورية بالعالم بس بإيران ؟ سكان إلدول العربية مو كلهم مسلمين ؟ إحنا بالجمهورية العراقية مو مسلمين ؟
عمران - أي وشكو بيها إذا واحد يحب الأسلام ، و يعتز بدينه ، و يسمي الوطن مالته بإسم الجمهورية الإسلامية ؟
عادل - صحح معلوماتك ، دكتور . هرات مدينة واقعة بأفغانستان ، مو بإيران . و الإسلام دين للبشر الذين يعبدون ربهم و ليس ديناً للأوطان . الوطن مفهوم جغرافي ، رقعة من الأرض. و معلومك دكتور ، الأرض جماد و غير قادرة على الصلاة والصوم أو أداء فريضة الحج أو أداء الزكات و الخمس و غيرها من العبادات الإسلامية . سؤال السيد جيثوم ذكي و صحيح ، لأن آني من عندي - مثلاً - دكان مال عطارة و أسميه "العطارة الأسلامية" ، فهذا يعني أنني قد حصرت الإسلام بدكاني حصراً ، و بقيَّة دكاكين العطارة مالت عباد الله المسلمين إعتبرتها مو إسلامية ، و ذلك لأغراض الدعاية التجارية ؛ أي أنا تاجرت بالأسلام عن طريق إحتكار إسم الإسلام لتجارتي ، في حين أن كل العطارين داير مدايري هم مسلمين ، وهم مسلمون أشرف منّي ، لأن همّا ما دا يتاجرون بالدين الحنيف مثلي .
قادر - بإعتقادي ، كل واحد يطلق إسم الدين على المحلات أو المصارف أو الجمعيات أو الأوطان او المنتوجات ما هو إلا متاجر بالدين للمصالح الشخصية عن طريق إحتكار الدين لنفسه ، و غالباً بقصد التغطية على عوراته ، أو إفلاسه المادي أو المعنوي ، أو إثنيناتهن سوا . القضية هذي تجارية أو سياسية للتزايد على المؤمنين الحقيقيين ، و أستغلال الدين الحنيف للحصول على المكاسب الشخـصية الأنانـية ، و ليس الحرص على بـيضة الديـن . و لذلك هـذولا لمّن تسمّيهم منظمات دينية ، يحتجّون و يـگولون إحنا مو منظمات دينية ، إحنا منظمات إسلامية . لويش دا يحتجون على التسمية الصحيحة إلهم ؟ لأنك دا تسلخ منهم ملابس الأمبراطور العجيبة اللي مقشمرين بيها الناس البسطاء !
حامد - أرجوكم ، شنو هذا العدوان الأثيم على الإسلام و المسلمين ؟
كامل - أنا الذي أرجوك يا سيد حامد ، بطّل هذا النفاق ! الأسلام مو ورث بإسمك جايلك من أُمّك و أبوك ! و الناس المسلمين غير المتاجرين بيه أحرص و أشفق على الأسلام و المسلمين من المرتزقين بيه . الدين لله ، و الوطن للجميع !
الديك - عيعيعيعيعيعيعيووووو !
عادل - أخواني الأعزاء ، خلّي نخلّي السياسة على صفحة ، ونسمع قضية السيد وليد .
وليد - أخوان ، أحب أوضح أن مستقبل العراق يحتاج إلى تكاتف الجميع . صحيح آني رجال مو سياسي ، بس ترا ما دمّر العراق غير الإحتراب بين الأحزاب السياسية . كل من يصعد الكرسي المسحور يريد الكعكة بس إله بحجة أنه ربنا الأعلى ، و بس هوا و ماكو غيره ، و الشعب ينطحن طحن ! أما يكفي مزايدات و أنانية ؟! دشوفوا ليوين وصّلتنا هذه الإنتهازية ؟ و هذا بلدنا المبتلى بالعـقـول الشمولية الأنانية إلى أين نسير به ؟ و شنو هو مستقبله ؟ و إلى متى نـبقى نتنقل من حرب مدمرة إلى حرب أكثر تدميراً ، والأجانب يتحكـمون بمـقدراتـنا ، وأحنا مـچلّبين بالتفاهات اللفظية ؟
عادل - لا عاب حلـگك . هذا هو الوعي الشعبي العراقي الأصيل ! خلي تسمعك الأحزاب السياسيه العراقية المنجنيقية مال تالي وكت، و تتعلم منّك السياسة النافعة ، و ليس الدجل و النفاق و التكالب على الجيف . إنت لازم قضيتك مو سياسية ، صحيح ، سيد وليد ؟
وليد - أسكت و خليها ! صارت سياسية غصباً عليّا . حتى إستيراد السيارات صار قضية سياسية بهذا البلد المسكون بالشياطين !
عادل - شلون ، سيد وليد ؟
وليد - أستوردنا سيارة مارسيدس سبشل أوبشن من ألمانيا للعراق عن طريق الإمارات ؛ هذا بعد ما أشترينا إجازة إستيراد سيارة من ضابط مخابرات عراقي چان ملحق ثقافي بألنمسا لفترة سنتين و رجع للعراق . بعدما دخلت السيارة للعراق ، و دفعنا ضعف مبلغها للگمارك ، نقلناها للمعمل مالتنا . طبّت السيارة - المحملة على التريلة - گراج المعمل مالي ، و هيه بعدها بـگريزها الساعة الخامسة بعد الظهر . ساعة خمسة و خمس دقائق طبت حماية عدي للمعمل ، ونزل مسؤولهم و گـال : " الأُستاذ يريد السيارة المارسدس . شوفوا شـگد كلفتها ، و سوولي قائمة بيها حتى أستلمها الآن ." گـلـت لـه : "ألف صار ، يؤمر الإستاذ . أخذها بلاش !" گـال : " لع ، الأستاذ مصر على دفع مبلغها بالكامل ، إنـتو بيش مطلوبين ؟! حقكم يوصلكم بالتمام والكمال ، مع تحيات الأستاذ !" آني و أخوية المرحوم ردنا نتـچفّى الشر ، و ما چنا مهتمين هوايا بقيمة السيارة ، فـگلنا لمسؤول الحماية : " عيني تسلِّم لنا على الإستاذ الفاضل ؛ و تفضل هذي مفاتيح السيارة ، و إحنا گلنا فـدوا للإسـتاذ و للريس ." المسـؤول رد علينا و گـال : " شعوركم العالي بالمسؤولية هذا محل تقديرالأستاذ ، وإنتو طبعاً ما تقبلون تنزل سيارة فاخـرة وجديـدة على الطريـق و زيـن الشـباب محروم مـنها ." فـگلنا له : " عيني الأستاذ يؤمر ." و سلِّمناه المفاتيح ، وأخذ السيارة اللي ما دشنتها حتى و لو مسافة متر واحـد ، و راح لعمّه . آني نسيت الموضوع ، و ما كنت مهتم بخسارة السيارة . أعتبرتها دفع بلاء . بعد شهر ، فد يوم الصبح ، خابرني مسؤول الحماية مال عدي ، و گـال : "الإستاد مصر ، و يريد القائمة بقيمة السيارة ". جاوبته : "تؤمر إنت و الأستاد . القائمة توصلك اليوم ." السيارة كلفتنا مع الـگمرك حوالي أربعمية وسبعين مليون دينار ، و حتى نتـچفَى الشر ، سوينا القائمة بتلثمية وسبعين مليون بس – يعني أقل من كلفتها الحقيقية بحوالي مئة ألف دولار - و دزيناها للإستاد مع مستندات شحن و تحميل السيارة ، و تصريحة الإخراج الكمركي . بعد يوم ، إجا أبو الحماية مالته ، و جايب سيارة شكودا بس گشر ، و ماطور غاطس مال زورق ، و گـال :"الأستاد يـگول: "هذي السيارة هي أيضاً ذات مواصفات خاصة مثل سيارة المارسدس ، و أنتو تردوها ، و سعرها ثلتميت مليون دينار بس ، وهذا الغاطس - اللي إنتو تحتاجوه هوايا ، و متـگدرون تشتغلون بلاياه - سعرة ميتين مليون دينار بس. يعني ، إنتو الآن مطلوبين مية و تلاثين مليون دينار ، و الأستاذ محتاج سيولة نقدية ، و يريد فلوسه هسا ." گلت له: " عيوني ، تؤمر إنت والإستاد !" سلمت أمري لله الواحد القهار ، و حررت له صك بمبلغ مية و تلاثين مليون دينار .
الديك - عيعيعوووووو .
جيثوم - شوفوا الديـچ مالتي شلون يفتهم . من واحد يحـچـي حـچـي صدگ ، يأيده !
وليد - تسلم أنت و ديـچـك ، أبو سبع الورد . إجيت للسيارة الشكودا ، طلعت موديل ثمانية و خمسين ، و بس گشر و جروخ . متسوالها تلث دنانير ، وليس تلثميت مليون دينار ! يابا زين هاي قبلنا بيها . أمّا المحرك الغاطس ، فطلعت وزارة النقل مستوردته للشرطة النهرية خلال السبعينات من رومانيا ، و سعره دينارين فقط ، و ليس ميتين مليون دينار . و ما يشتغـل ؛ و حتى لو يشتغـل ، ما يفيد بأي شيء ، و إحنا لا رايدينه ، و لا نحتاجه . شركاتنا تشتغل بالمثلجات و المعلبات و المنتجاة البلاستيكية و ليس بصيد الحرش . رحت أشوفه لعدي آني و أخوي الصغير حتى نرجِّع له الزبالة مالته . قابلني الإستاد ، و جابولنا الجلاوزة مالته گـلاصين شربت برتقال . آني چـنت منشول ، و ما شربت الشربت ، بس أخوي – ياحيف - شربه . گلتله لعدي إنو آني السيارة جايبها أساساً هـدية له ، و ترجّيت منّه ياخذ السيارة الشكودا و الغاطس ، و گلتله آني أيضاً إحنا متنازلين عن مبلغ الصك إللي حررنالياه . چـان عدي يصير عصبي ، و يفك عيونه علي ، و يـگول : "و لك شنو آني دا أشحت منك ؟ منو جبرك تشتري سيارتي و الغاطس ، و تكتب لي صك بيهن؟ ها ؟ هذا حقي ، و انتهت المقابلة !" طلعنا من عنده مزنبرين ، و رجعنا إيد من ورا و إيد من قدام ! بالطريق ، أخوي تخربط علي . گلت نوصل للمعمل و أجيبله طبيب . و صلنا للمعمل و إجانا الطبيب . من فحصه ، شاف جسم أخوي مزرگ من الرقبة للصرة . الطبيب رأسا شخَّص الحالة تسمم . فنقلناه للمستشفى حالاً ، و سوّوله غسل معدة . بعد ساعة ، گـام بعد ما يشوف ، أو بعد ساعتين مات . تحليل الجثة أثبت أنو مات متسمم بالثاليوم عالي التركيز . أخذت شهادة الوفاة ، و الجثة ، و دفنت ألمرحوم أخوي بإيديّا و هوا شاب بعده ما متزوج ، و عيوني تهمل ، وصدري يريد ينفجر ؛ بس جمًّضت على روحي ، و فوّضت أمري لله الواحد القهار ، و نـصبت الـفاتحة . إجا عدي للفاتحة ، و إستفسر عن سبب الوفاة ، فشوّفتله شهادة الوفاة المسببة بالتسمم . قـراها و طلع . خلصت الفاتحة الـمغرب ، و رحت للبيت . بالليل إجوني جلاوزة المخابرات و أخذوني للمنظومة ، و وجهوا لي تهمة التآمر لأغتيال عـدي بالسيارة المارسدس اللي طلعت مفخخة ، و حالوني للمحكمة و فق المادة 158 ، و حكمني النذل مسلم الجبوري بالإعدام !
كامل - زين السيارة صحيح مفخخة ؟
وليد - چذب و تلفيق مسفط . السيارة مستوردة من الأمارات للعراق بإسم ضابط المخابرات العراقي إللي عاينها بنفسها قبل الشحن من ألمانيا . وإستيرادها من ألمانيا للإمارات كان بإسم تاجر إماراتي اللي أدخلها گمرك أبو ظبي أولاً قبل إعادة التصدير للعراق . و بالـگمارك فحصوها فحص كامل حسب الأصول بأبو ظبي و بالحصوة ، و مكينتها مغلفة و مختومة ، و نفس الشي بالنسبة للكهربائيات مالتهة المغلفة و إللي ماتقبل غلط . بالمحكمة ، جابوا رزمة ديناميت مشدودة بساعة منضدية ، و إدعى المدعي العام إنها قنبلة زمنية أنا ناصبها بالسيارة اللي أخذها مني عدي ، و لم تنفجر بفضل العناية الإلهية بزين الشباب الأستاذ عدي ! آني طلبت فحص القنبلة ، و شفتها بس ديناميت و ساعة . فـگلت للحاكم : "سيادة القاضي ، هاي مو قنبلة ، هاي بس أصابع ديـناميت ، و ماتكتللها نملة ، لأن ما بيها صاعق !" . أخذها الحاكم ، و گـلَّبها بيده ، و شاف صحيح مابيها صاعق ، فأجَّل المحاكمة أسبوعين . بالجلسة الثانية ، جابوا صاعق جديد ، و المدعي العام گـال أنو الصاعق كان موجود بالجلسة السابقة ، بس واگـع بالـگـاع ، و ما شفناه أثناء الفحص ! الحاكم أيّده ، و گـال : "ما دام أنت أثبتت أمام المحكمة أنو إنت متدرب زين على أعمال التفخيخ ، و ضابط كل أسراره بحيث رأساً عرفت إنو الصاعق ما موجود ، فهذا يدلل على إنك إنت الذي صنعت القنبلة ، مو أحد غيرك ، و لهذا أنت تعرف كل أجزاءها زين ، حتى الساقط منها !" طلبت أفحص بنفسي القنبلة من جديد ، رفض الحاكم بحجة عدم ضاعة وقت المحكمة الثمين !
قادر - و لك هذولة شلون طاعون أسود !
وليد - بعد صدور الحكم ، إستولى عـدي على كل فلوسي و شركاتي و عماراتي و بيوتي ، و حتى دار السكن مالتي أخذه ، ويّاه كل أثاثه ، و بضمنه أثاث غرفة النوم مالت زوجتي إللي سـرقوها و ذبّوا الحرمه بالشارع ، و العـوض على الله !
باقر - و شـگد تقدِّر ملكيتك اللي تصادرت ؟
وليد - كلش هواي . بس النقد بالدولار مو أقل من ميتين مليون ! العمارات و البيوت و الشركات بالعراق مو أقل من خمسة مليارات دولار ! هم زين عندي تقريباً بـگدهن بالخارج بإسم زوجتي و أطفالي . أبويا الله يرحمه وصّاني گبل ما يموت أن أقسم ملكية العائلة نصين : نص بالعراق ونص بالخارج .
باقر - ما شاء الله !
يحيى - ألف عافية إبن سجودة . إيدك بالدهن ! إضرب بيها !
أمير - لا تفرح له ، يجيله يوم ويطلع كل المال الحرام زقنبوت من خشمه . اللي ياكله العنز اليوم، يطلعه الدبّاغ باچـر !
منفي - زين إنت رجال مقتدر ، عجل ليش ما وسّطت يم مدير المخابرات حتى يخففون الحكم عليك شويّا ؟
وليد - شلون ما وسّطت ! لمدير المخابرات إنطيته ميتين مليون دينار ، و مثلهن أنطيت لمسلم الجبوري ، و أثنيناتهم أقسموا بشرهم أن الحكم علي ما راح يزيد على ستة شهور ! أشو خلوا الملايين بجيوبهم ، و الشهور الستة صارت إعدام !
باقر - و لا يهمك ! إن الله يمهل و لا يهمل !
قادر - هذه أختلف فيها معاك !
مهدي - شلون أستاد ؟
قادر - آنا اظن – و بعض الظن أثم – إن الله سبحانه و تعالى قد هجر شعب العراق منذ زمان بعيد ، و تركه نهباً للمردة و لشياطين الموت الأسود ، و لهذا السبب نشوف أن شريعة الغاب هي التي تسود فيه الآن !
مهدي - أستغفر الله !
باقر - أعوذ بالله !
حامد - شنو هذا الخرط ؟
قادر - نعم مولانا ، الله أبداً ما إله حاجة بينا ، و شامرنا بعيد عنّه على الرف حتى تفتك بينا كل قوارض العالم فتكاً رهيباً و مستمراً و بلا وازع و لا رادع ! و إلا شلون تفسر اللي صار بالشعب العراقي من سنة التلاثة و ستين لحد الآن ، ها؟ ملايين من خيرة رجالات العراق إنقتلت و إنعدمت ، و ملايين النسوان ترملت ، و ملايين الأطفال ماتت من الجوع ، و ملايين تعوَّقت ، و ملايين العقول هاجرت ! هذا من غير سرقة و تبديد ترليونات الدولارات ، و توزيع أراضي العراق مجاناً لكل دول الجوار ! ما كو بلد دماره شامل بالتاريخ المعاصر مثل العراق ، و لا توجد مأساة أرعب من مأساة الشعب العراقي المسكين ! و الدم العراقي صار أرخص دم بالعالم ! كل شيء بالعراق غالي ، بس الإنسان رخيص . وين الله عن كل هذا الظلم الرهيب ؟ ألا يسمع مناجات ملايين الأرامل و الأطفال اليتامى ؟ شنو هذولة المسلمين ما إلهم حوبة ؟ ألا يوجد من يسمع شغرة ملايين الأرامل و اليتامى ؟ كل هذا و صدام يزداد قوة يوما بعد يوم ، و تزيد ملياراته مليارات ، و جوگـة الصفاگـة مالته تـزيد ! ألله ما حطّه إلا بالعراق ، حتى منين ما يلتفت يـگش الذهب گش ، واللـگامة داير مدايره فاكين حلوگـهم و يصفـگون و ينتظرون يزتلهم عظام الولائم مالته . لو الله چـان دازّه لبلد فقير مثـل الأردن لو لبنان، چـان ما بقى بالحكم عشرين يوم ، مو عشرين سنة !
عباس - و الله كلامك صحيح ، و لكن يبقى ثمة أمل لـگلـگـامش !
عادل - عظيم ، عظيم ! جنابكم لازم مثقف زين و تعبان على روحك ! شتقصد أستاذي العزيز بـگلـگـامش ؟
عباس - گلـگـامش هو شعب العراق اللي يلهط من حرب لحرب و عشاه خبّاز ، و رياضته اللطم و النواح على قتلاه !
كامل - أگـول ، أشو ما گـتلنا شنو قضيتك ؟
عبّاس - أخي ، آني ما عندي قضية ! فتحت السير حسب السرة و هاي هيّا ، و حكموني بالإعدام !
باقر - شلون حــچـي هذا ؟؟
عباس - إي والله ، و داعتك !
أمير - عيني ابو فاضل . شويّا بحبحها . بس فهّمني : جنابكم ضابط مرور ؟
عباس - نعم ، ضابط مرور .
أمير - خوش ! بيا فلكه چـنت كامش واجب ؟
عباس - بفلكة تمثال مشعول الصفحة البكر بالمنصور .
أمير - بالليل لو بالنهار فتحت السير ؟
عباس - بالليل .
أمير - عظيم . بالليل و بالمنصور ... خوش ، و بعدين ؟
عباس - هاي كل الحـچـاية . من اليمنى إجا موكب عدي ، و من اليسرى إجا موكب عمّه وطبان وزير الداخلية . إحنا كنا خمس ضبّاط بالفلكة . كل ضابط كامش له شارع ، و الرائد بالوسط . نقيب حسن فتح السير الأيمن اللي كان بيه موكب عدي ، وآني قطعت السير الأيسر اللي بيه وطبان . بعد ما طلع السير الأيمن ، آني فتحت السير الأيسر . أشو سيارة وطبان من صارت يمّي ، نزل منها وطبان بنص الشارع ، و وسط السيارات و الناس ، و هجم عليّا ، وگام يضربني چـلاقات و بوكسات . گتله : " سيّدي، شلون تهينني گدام الناس بالشارع وآني ما عندي ذنب غير تطبيق قانون المرور ؟ مو آني ضابـط عندك ، و إحترامك مـن إحترامي ؟" جان يستمر يضربني جلاليق ، و يـگللي : "إبن الكذا ، شلون توقّف موكبي وآني وزيرك ، و تمشّي موكب عدي و هوا مو وزير و لا شي ؟" چان يطگ عندي العرگ الهاشمي ، و كمشت رجله، و طرحته بالشارع ، و إنهزمت ، و الناس يصفِّـگون لي . الحماية مالت وطبان أطلقت النيران بإتجاهي ، فماتوا وأنجرحوا هوايا ناس أبرياء مستطرقين بالشارع ، بس آني فلتت . بعدين الحماية مالت وطبان ألقت القبض على بقية ضباط المرور الأربعة ، و عدموهم بالدگ بالصوندات و الخيزرانات بنفس اليوم . و عدموا خمسين من الحماية مالته رمياً بالرصاص ، لأنهم ما حموا الوزير من گلبته بالشارع . بعدين كمِّشوا كل أصحاب المحلات بالمنطقة ، وعدموهم لأنهم صفّـگوا لي ، و أخذوا أملاكهم و أموالهم ، و إغتصبوا نسوانهم و أطفالهم ، و بقيت بس آني . (يسكت.)
كامل - أشو سكتت ؟
عمران - أي دِحجي . شلون كمشوك ؟
عباس - تعذروني أخوان ، بعد ما أگدر أكمِّل . كمشوني و هاي هيّه ! تعددت الأسباب و الأعدام واحد ! لاحول و لا قوّة إلا بالله . (تنزل الدمعة من عينه اليمنى ، فيمسحها و يضطجع.) من رخصتكم أخوان ، تسمحولي أنام شوية . ( يغطي جسده كله بشرشف أبيض - يشبه الكفن - ذي شرائط ، و يتبيّن من إهتزاز البطانية أنه يبكي بحرقة تحتهـا. )
كامل - براحتك عزيزي .
عادل - إخواني ، الجماعة الجدد تعبانين . خليهم يرتاحون شويه ؛ اللي يريد ينام ، ينام براحته بالوسط ، و القدماء يفسحون المكان للجدد بالبقاء قاعدين متّكئين على الحيطان .
( ينام المحكومون الجدد وسط الزنزانة و يغطون أنفسهم كلياً بشراشف بيض مقلمة بالأزرق ، فيما يجلس المحكومون القدماء متكئين جنباً إلى جنب على الحائط . )
الديك - عيعيعيعووووو !
(ستارة)










الفصل الثاني
( نفس الزنزانة ، صباح اليوم التالي .)
الديك - عيعيعيعووووو .
جيثوم - صباح النور يا نمر . ( يحك ساقه بشدة .) ولك هاي غير گرصة گشره .
عمران - شو خليني أشوف .( يعاين رجل جيثوم .) . دير بالك ! أبداً لا تحكها ! روح إغسلها زين بالماي ! و لا تحكها أبداً ! ترى هاي لدغة دودة الكالوس .
( جيثوم يذهب الى المرافق ، و يغسل رجله، و يعود و يجلس ، و يحك ساقه من جديد.)
عادل - سيد جيثوم ، مو گلك الدكتور لتحكها ؟ أرجوك عزيزي أبو سبع إسمع الكلام ، و بطِّل الحك . أخوان: ديروا بالكم من دودة الكالوس ! لا أحد يحك گرصتها !
عباس - ( يحك .) شنو يعني دودة الكالوس ؟
عمران - أخواننا الجدد . إنتبهوا زين . ديروا بالكم زين . شوفوا بطني . ( يرفع الفانيلة المهلهلة عن بطنه ، فتظهر عدة بقع درهمية حمراء و مسودة الإطار عليها .) أخوان ديروا بالكم من دودة الكالوس . هاي لدغتها الواحد ما يحس بيها مباشرة . الدودة تفرز مادة مخدرة ويا السم مالتها من تـگـرص حتى الواحد ما يحس بيهة إلا بعد ما تلدغ و تنهزم . و بعد شويّه ، يحس الملدوغ بالألم ، و يبدأ يحكها . وكلما حكها زايد ، كلما إزدادت رغبته بالحك ، و زاد إنتشار سمها ، فيتقرّح الجلد و تسوّي طرر بيه مثل هاي . ( يعيد رفع فانيلته .) أخوان ، هاي الدوده ما إلها دوا هنا غير الماء البارد وعدم الحك . أول ما الواحد يحس بالـگرصة مالتها لازم يغسلها بالعجل و ما يحكها أبداً .
جيثوم - شنو كالوس ؟ أشو ما سامعين إحنا بيه گبل ؟
يحيى - عيني هاذي حشرة "هاي لايف" . هذي إستيراد خاص تشرفنا بيه بفضل المساعي النضالية الحميدة للمرحوم أللواء الركن حسين كامل خريج الإبتدائية حفظه الله ورعاه ! إستوردهن للتصنيع العسكري من أفريقيا ، و جرّب تلويثهن بالجمره الخبيثة لنقلها للبشر عن طريقهن . طبِّقوا هذه التجربة لأول مرة على العلماء و المهندسين المسجونين في معتقلات التصنيع العسكري . و منهم جتّي لهنا لمن حكموهم بالإعدام و تشرفنا بمعرفتهم ! إللي جابها لهاي الزنزانة هو المهندس المرحوم محمد جابر ، مدير معمل الإطارات ، صحيح سيد عادل ؟
عادل - صحيح . الله يرحمك أبو رؤى .
علي - ( يحك .) شنو التصنيع العسكري هم عدهم مراكز إعتقال ؟
أمير - شلون سؤال هذا ؟ بكل منشاة أكو عدة مراكز إعتقال . سراديب الملاجىء مالت العمارات مالتهم كلها حولوها إلى معتقلات .
علي - زين لويش كل هاي المعتقلات ؟
أمير - عيني ، حسين كامل كان إذا دخل منشأة إنتاجية أو خدمية ، و شاف گباله واحد لابس كشخة ، أو دا يبتسم ، أو مزيِّن شاربه ، أو يحـچـي مصطلحات هندسية إنـگليزية ، أو يناقش بالحق ، رأساً يعتقله ، و يرتب له قضية إعدام مناسبة . المرحوم محمد إنعدم لأنه طرد المراقب مالت حسين كامل بمعمله .
علي - ( يحك .) لويش طرده ؟
أمير - إجا المراقب مال حسين كامل للمعمل على مود يزيّد أنتاج الإطارات . المراقب كان فرد واحد غبي ، و ما عنده غير شهاده الدراسة الإبتدائية مثل اللواء الركن اللي كان دازّه . طب للمعمل ، و سأل عن دورة الإنتاج . محمد – و هومهندس ميكانيك عنده ماجستير من ألمانيا الغربية - شرح له شلون بلوكات المطاط الأبيض الخام تدخل المكائن ، و عمليات التسييل الحراري و الكبرته و الكبس اللي تصير عليهن بكل مرحلة من المراحل إلى أن يتحول المطاط إلى إطار ، و يروح للسيطرة النوعية . بعد أسبوع ، إجا المراقب للعامل إللي يشتغل على قوالب الضغط ، و گـال له :" ليش جنابك ماتفتحو للقالب بَلعَجَلْ حتى نزيدو الأنتاج الوطني ؟" العامل شرح له شلون قالب الضغط الهايدروليكي مصمم على عدم الإنفتاح إلا بعد أن تتم عملية ضغط الإطار بشكل كامل خلال ربع ساعة ، فينفتح قفله الهايدروليكي بشكل ذاتي . المراقب گـال له " جنابك جاعد تتعيقل علينا ! نفِّذ الأوامر ؛ إفتحو للقالب كل خمس دقائق ، مفهوم ؟" العامل خاف ، و گـام يفتح قوالب الضغط بالدگ بالمطارق كل خمس دقائق ، وزاد الإنتاج . ورا أسبوع ، كل القوالب خربن ، و الأطارات المنتجة تبيَّن كونها لا تصلح للإستعمال لأنها متروسة فقاعات هوائية . من سمع محمد مدير المعمل بالموضوع ، صار عصبي ، و طرد المراقب الغبي ، بعدين أتلف الإطارات الفاسده لأنها تشكل خطر على سائقي السيارات . المعمل توقف عن الإنتاج ، والمراقب راح إشتكى يم عمّه ، و گـال له أنو مدير المعمل ما يقبل يزيِّد الأنتاج للحزب و الثورة حسب الخطة العبقرية مالته . حسين كامل ما چذّب خبر ، فإعـتقل محمد بسرداب منشأة آشـور أولاً ، و بعدين أحاله للمحكمة الخاصة بتهمة تخريب الإقتصاد الوطني في زمن الحصار لأنه خرّب المعمل و أتلف المنتوج . وطبعاَ ، محمد إنحكم بالأعدام ، و إجا لهاي الزنزانة ، و نفذوا بيه الحكم قبل حوالي شهرين. و هوه اللي جابلنا ويّاه دودة الكالوس هدية نادرة من سرداب منشأة آشور . خطيّه ، كان كل جسمه مدنّر بطرر اللدغات . الله يرحمه لأبو رؤى ، جان يوگف هنا ، و يـنزع الفانيلة ، و يفترّ يمنه و يسرة ، و يـگـول : "شوفوني زين ، آني أجمل و أغنى واحد بيكم . جلدي كله مطرّز بليرات الذهب !"
كامل - شلون إلله بلانا بلوا بجوگـة الجهلة ذول ؛ واحدهم مثل الزعطوط : يخوط بخراه ، و يـگول خوش !
جيثوم - زين هاي الدودة متنكمش حتى واحد يـگدر يكتلها ؟ شلون شكلها ؟
عمران - تنكمش ، إذا واحد بقى منتبه زين لدبيبها على جلده ، لأن دبيبها ناعم ، و يحتاج إلى تدريب و إنتباه حتى الواحد يحس بيا . إنت لازم شفتها من البارحة لليوم ، هيّه تشبه الـگملة ، بس شوية أرفع . المشكلة هي أنو هذه الدودة خنثى و تتزايد بالآلاف يوميا بمثل هذه البيئة المقفلة و الوسخة و الوخمة. ومثل ما گتلك ، دواها الماء البارد و عدم الحك .
قادر - أسوأ مكان لعضتها هو وسط الظهر . شوف ( يـخلع فانيلته، و يريه ثلاث طـرر على ظهره .) الجماعه گـالولي لا تحكها ، بس المشكلة إنو الـگرصه مالتها تخلي الواحد يحب الحك . هذنّي الطرر صارن من ورا الحك بالحايط !
( يبدأ علي و علاء و منفي و وليد و كريم و جيثوم بالحك الفضيع و المحموم لمختلف أعضاء أبدانهم ، بأيديهم و بالحائط ، و بأشرطة الشراشف المستخدمة مثل ملمعة الأحذية .)
أمير (يغني) - حُكِّي ، ثمار القطفِ ، حُكِّي؛ حرستك شياطين الدكِّ .
حُـكِّــي ، فإن لــم تشـــبعي مـن حــكٍ ، فمن العَـكِّ.
نامي على جمار الحـــتوف تستعر بسياط الشكِّ ؛
و تَغَازَلي بالناعمــــــــات من القارصات بلا تـَكِّ،
متراقـصات و البراثــــــن تـَجُدّ عـــزماً بإلـــحكّ .
حُكِّي على مهــــــد الأذى؛ و توسَّدي أتون السكِّ .
حُكِّي فما الدنــيا ســـــوى جسرٍ بالقيود متوكِّـي .
حُكِّي جمار الحـتف حكِّي ؛ فالمســـا آفلٌ بالفــكِّ.
حُكِّي تَطُفْ حـورُ الجــنان عــليك بمـــدام التُكّي .
حُكِّي فكف الله تــــــغسـل عنك الأدران بالمسكِ .
حُـــكّي حـالاً تـتنعّــــمين بجباب بُكّي و مُكّـي .
تحياتي إلـيك ، فحُــكِّي ؛ و لـك سلامي ، فبـَكّي .

( يتواصل الحك و الهرش . )
الديك - عيعيعيعووووو .
جليل - ( يدخل الممر حاملاً كيساً من الصمون و يدق على باب الزنزانة . ) - طاخ ! طاخ ! طاخ !
أمير - إجا الريوگ .
( يقوم عادل و يتجه إلى الباب و يقف عند الشباك. )
يحيى - مرحباً بالصمونة الإصبعية و الجبنة القشرية !
جليل ( يتكلم من شباك الزنزانة من خلف الباب ، بصوت عال . ) - زنزانة 17 : عددكم 18. إستلموا التعيين مالتكم من فتحة الباب ! ( يسلم الصمون . )
عادل ( يجلس ويتحدث من خلف فتحة الباب بصوت لطيف ، و هو يستلم الصمون . ) – صباح الخير سيد جليل .
جليل ( من وراء الباب ، يجلس ، ويتحدث بصوت منخفض . ) - صباح الأنوار . حيّاك ! عيني أبو علي ، الجماعة مقررين ينظمون إضراب عن الطعام لتحسين نوعيته و كميته ، و يريدون رأيكم بالموضوع .
عادل - كم زنزانة رفضت المشاركة ؟
جليل - هستوني بلّغتهم ، و بعدني ما ماخذ جوابهم ، إذا حصلت الموافقة ، فالإضراب يبدأ مع طعام الغداء .
عادل - منو بلّغك بالموضوع ؟
جليل - سيد نجدت ، مسؤول زنزانة 3 .
عادل - كُفو ! و شنو رأيه بالمشاركة الجزئية بالإضراب ؟
جليل - شتدري بيه ؟ كردي و راسه ناشف . يگول لو الكل يشاركون ، لو ماكو إضراب .
عادل - زين و بقية القواطع ، هم عندهم خبر ؟
جليل - و الله ما أعتقد ، تدري الزيارات ماكو ، و المستشفى ماكو ، و وكلاء المتعهد كلهم جبناء و غير متعاونين ، و لذلك فإن مجال نقل المعلومات بين قاطعنا و بقية قواطع أبو غريب معدوم تقريباً.
عادل - زين إنت بنفسك ، شنو رأيك بالإضراب ؟
جليل - و الله هذا المتعهد هوايا مصَّخها ، ما دا يجيب حتى عُشْر التعيين !
عادل - عيني جلّولي ، أدري مصَّخها ؛ بَسْ الحـچـي مو هنا ، قـصْدي هل تعتقد الإضراب يمكن أن يجيبلنا فرد نتيجة زينة ؟
جليل - أيِّس يا عبيِّس ! على فرض أنهم ما عدمونا كلنا هذا اليوم ، و رضخوا لمطالبنا – وهذا إحتمال بعيد – فراح يزيّدون التعيين يومين تلاثة ، و بعدين ترجع حليمة لعادتها القديمة !
عادل - زين ، الجو العام بالقاطع شلونه ؟ قصدي المعنويات شلونها ؟
جليل - ضعيفة ! راح وكت الدكتور عادل ربيع ، الله يرحمه ! تسعين بالميّة من المحكومين سياسياً الآن هم ناس ما إلهم أي علاقة بالنشاط السياسي ، و جايبينهم حتى ما تتوقف ماكنة الطحن عن تكسير جماجم العراقيين ، و أكثرهم ما يمتلك ذرّة من شجاعة السياسيين ! هَـزُلَتْ ! إذا من أصل ميت زنزانة أضربت عشرة زنازين زين !
عادل - أنت متوهم ! هذا شعب العراق ، إذا گام ، يگلب الدنيا .بس شويا ينراد له تحريك . زين ، شوكت تريد الجواب ؟
جليل - الظهر ، اللي مقرر الإضراب ما يستلم التعيين مال الغداء .
الديك - عيعيعيعوو !
جليل - صدگ نسيت أسألك ، شنو قضية صاحب الديـچ ؟
عادل - هاها! ديـچـه فاز بالمهارشة ، فأخذه و راح لمطعم البحر الأبيض حتى يحتفل . هناك كان الأستاذ موجود و يا النمر مالته يتغدون . الديج إسمه نمر ، فگال صاحبه للبوي : "جيب نفرين كباب للنمر" . البوي المصري راح فتن عليه للأستاذ اللي إعتبره دا يستهزيء بيه ، و طبِّبوه جوّا ، و رتِّبوا له وصفة الطگ بالدهن . هاي كل القصة . تدري أكو يمنا عميد ركن محكوم لأنه حلم بالنوم بحصول إنقلاب عسكري على صدام ، و الإنقلابيين إختاروه وزير للدفاع ؟
جليل - صدگ ، چـذب ؟ و لكم حتى الأحلام ممنوعة ؟ طبعاً ، البعث يصنع المعجزات ! عدنا واحد جديد محكوم هو و إبنه لأنَّه رفض يزوج بنته لجيرانهم ضابط الأمن السياسي ؛ و واحد ثاني محكوم لأنه مرته رفضت تتطلق منّه حتى يتزوجها جيرانهم عضو الفرع! عيش و شوف ! تالي زمن ! هزلت ! حتى حكم الإعدام على السياسيين نگِّسوا بيه ، و خلّوه يصير بدون قيمة ! تدري آني گمت أستحي من نفسي ؟ سلِّم لي على الشباب ربعك . في أمان الله . ( يخرج جليل من الممر. )
الديك - عيعيعيعووووو .
عادل - و عليكم السلام . ( يدير وجهه للمحكومين ، ويسِّلم الصمون لأمير الذي يوزِّعه على بقية النزلاء الذين يبدأون القضم بعد تفتيش بطن الصمونة.) إخوان : سيد جليل القروانجي يسلم عليكم .
النزلاء - و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته !
يحيى - ( ينظر داخل الصمونة ، ويستخرج خيطاً أبيض قصير .) اليوم الجبنة خيطيّة ، طولها سنتيم ونص بس . ( يبتلعها.) سنتيم ونص جبن ، بصمونة طولها أربع إنجات . و الله متعهد الأرزاق هذا فنّان أصيل بكل حق وحقيق . هذه هي النسبة الذهبيه بالتصميم . بعد شتريدون ؟ دا تفطرون بموسيقى جامدة ! هم گولوا المتعهِّد مو زين ويّاكم ، وسوّوا عليه إضراب إجرامي جبان !
جيثوم - ( ينظر داخل صمونته . ) هاي الصمّونة ما بيها جبن . هاكم شوفوها . حتى ما مفتوحة . ألله أكبر على الظلّام .
عادل - عيني أبو سبع ، جيبها ( يأخذ الصمونة.) تفضل عزيزي ، هاك هاي بدالها . ( يعطيه حصَّته.)
جيثوم - ( يحك .) زين إنت شنهو ذنبك تنطيني حصتك ؟
عادل - عيني أبو سبع ، أصير لك حصة . آني شابع من الأكل هوايا . و بيناتنا ماكو فرق .
جيثوم - منين شابع أكل ؟ چم ساعة صار لنا صايمين على الأكل ؟ مرگة الماي المالح و وورقة السلگ الطايفة مالت العشا جابولنياها البارحة المغرب ، حوالي ساعة بالستة ، و هسا الساعة أكيد جازت تسعة الصبح . خمسطعش ساعة تجويع و بعدين ما يجيبون غير إصبع خبز بس . زين إنت شوكت أكلت ؟ مو البارحة الصبح إنطيتني اللبن مالتك ؟ شنو إنت تريد تموّت نفسك من الجوع ؟ هاك أخذ الصمونة مالتك و رجعلي مالتي !
عادل - ( يبدأ بقضم الصمونة .) شوفني شلون آكل ! عيني أبو سبع آني عندي قرحة ، و الأكل الهواية موزين عليّا . تهنَّأ بالفطور . يللا أخوي ، أذكر الله . آني إشتهيت صمونتي إلك ! ألف عافية أغاتي !
جيثوم - ( يحك .) لا حول و لا قوة إلا بالله . ألف رحمة على البطن إللي نگلتك !
عادل - و ألف رحمه على والديك ، أغاتي أبو سبع الورد !
جيثوم - آني هسّا آكل إكراماً لعيونك ، بس بعد لا تتقشمر ويّاي ، و تگول الأكل عليّا موزين ! آني العلوية زوجتي هم صارت بيها قرحة بالمعدة ، و من ودّيتها للطبيب گاللها : "لازم تاكلين على الأقل ست و جبات خفيفة باليوم".
عادل - كلامك صحيح ، أخوي أبو سبع ؛ بس آني القرحة مالتي مختلفة . آني القرحة مالتي بالإثني عشري ، مو بالمعدة ! و صدگ ، ترا الزعل كلش موزين عليّا. أُكل صمـونتك بالـعـافية ! لتهيِّج القرحة على أخوك ، و أگوم أزوِّع دم . أرجوك أبو سبع الورد !
جيثوم - تؤمر ( تغرورق عيناه بالدموع . ) تـ-هأ-تؤمر ،هأ-أستاد-هأ . ( يبدأ الأكل ببطء ، و عيناه تدمعان ، و يهرش بساقه أولا ً ُثم خاصرته ثم ساقه بشدّة .)
عادل - تعيش ، أبو الأصول ! ( يبدأ بقضم صمونته الفارغة. )
كامل - عيني أبو علي ، شبيه سيد جليل ؟
عادل - فد شوية أگلك . أخوان ، بعد الفطور أكو إجتماع مهم للجميع .
حامد - صار ! خير إنشاء الله ! ما تشبعون من الإجتماعات ؟ شسوتلكم ؟ شسوتلنا ؟
عادل - إنشاء الله خير علينا جميعاً !
يحيى - (يغني) روحي ، لا تگلها شبيـچ ، و إنت الماي
مگطوعة مثل خيط السمـچ روحي .
حلاوة ليل ، محروگه حرگ روحي ،
عتبها هواي ، ما يخلص عتب روحي .
و لا مريت ، و لا نشديت ، و لا حنّيت .
و گالولي عليك هواي ،
يا ثلجي اللي ما وجّيت .
و گالولي عليك هواي ،
يا ثلجي اللي ما وجّيت .
( يجلس المحكومون ثلاثة ثلاثة بشكل حدوة الحصان فتحتها لليسار . يقف عادل أمام باب قاطع المرافق مقابل فتحة الحدوة . المحكومون الجدد كلهم يحكون . )
الديك - عيعيعيعييعوووو !
عادل - عيني أمّوري الورد ، عينك على شباك الباب . شيصير بلِّغنا ، و نوّرنا بمواقف بقية الزنازين بلغة الإشارات الرائعة مالتك .
أمير - تؤمر أبو علي . ( ينتقل إلى الباب ، و يراقب منها و هو يخرج كفيه و يؤشر بهما طول الوقت .)
عادل - أخواني ، هذا الإجتماع مخصص لدراسة مقترح مقدم من الإخوة بالزنزانة رقم تلاثة بالطابق الأرضي للقيام بإضراب شامل عن الطعام لتحسين نوعيته و كمية الأرزاق . الدعوة وصلتني عن طريق أخوكم سيد جليل القروانجي من جاب الريوگ قبل شويا . الإضراب المطلوب يجب أن يكون شامل في القاطع كله ، و لازم يبدأ ويّا توزيع وجبة الغدا . الإضراب إذا صار ، راح يكون لإضراب عن الطعام فقط . يعني يمكن للمضربين شرب الماء على راحتهم . و بالمناسبة ، أكو تقليد حميد هنا بالقاطع ، و هو أنّ المحكوم إذا ما صاحوله بإسمه للتنفيذ بالليل ، فأنه يسارع لشرب كمية كبيرة جداً من المياه ، لان الماء ثقيل ، و يسهل عملية الشنق . الجسم من يصير أثقل ، راح يؤدي ثقله الى كسر الفقرة العنقية بسهولة من يطيح بالبير جوّاه ، و ما كو داعي يتعلعل ، و يصعدوه ويرموه من جديد أكثر من مرة . لذلك أرجوكم ، خاف آني أنعدم گبلكم ، كل واحد يصيحون بإسمه للتنفيذ لازم ما يطلع إلا بعد ما يترس معدته بالماي ترس ، خصوصاً إذا كان ضعيف البنية . و الـله يحفـظ الجميع . نرجع لـموضـوع الإضـراب . الإضـراب ، مثـل ما گـلتلـكم ، دعت إله جماعة سيد نجدت بزنزانة رقم تلاثة .
علي - ( يحك .) ذولة شنو قضيتهم ؟
عادل - قضيتهم طويلة عريضة . المختصر المفيد هو أنو السيد نجدت وجماعته الثمانية و الستين واحد محكومين بالإعدام لأنهم كانوا يصيدون سمـچ البز بموجب إجازة أصولية في بحيرة الثرثار ، اللي قصي وسجودة محتكرين الصيد بيها . نرجع لموضوعنا . الإتفاق هو أن الإضراب يجب إما أن يكون شاملاً أو لا يكون . شامل بمعنى إشتراك كل النزلاء في كل الزنزانات فيه ، أولاً ؛ و تعاهدهم على عدم كسر الإضراب لأي سبب كان ، ثانياً . الأمر متروك إلكم أخوان ، و الخيار خياركم ؛ بس أحب أوضح للجميع أننا إذا ما توصلنا إلى أي قرار ، فيجب على الجميع أن يتكاتفون لتنفيذه بكل عزيمة و إصرار حتى لو أدى ذلك إلى الشهادة . القرار قراركم أخوان ، و انتم أحرار ، و لكن قبل ما نتسرع بهذا الخصوص يجب دراسة الموضوع زين من كل جوانبه .
كامل - كم زنزانة تريد تشارك بالإضراب ؟
عادل - الموضوع ما يزال قيد الدراسة الآن في كل زنزانات القاطع . الجواب النهائي يجب أن تقدمه كل الزنزانات قبل و جبة الغدا ، بس السيد أمير الورد واگف الباب ، و هوّا راح يستطلعنّا الموقف ، و يبلغنا عن المستجدات أولاً بأول .
الديك - عيعيعيعيوو !
جيثوم - ( يحك .) حيّاك يا نمر . عيني أبو علي ، آني موافق على الإضراب !
حامد - على كيفك . إنت شفتهمت ؟ الحـچـي مو هشّكل . ما يجوز تقرر بدون دراسة الموضوع زين ، و بعد المناقشة المستفيضة . الموضوع خطير و يمكن أن يجر علينا المهالك .
عادل - صحيح أبو سبع الورد . آني أحيي فيك شجاعتك العالية . و لكن ما يخفى عليك أنو هذا الموضوع لازم يندرس بعمق ، و نحدد كل جوانبه الإيجابية و السلبية قبل إتخاذ القرار بشأنه ، لأنه موضوع يمكن أن يصبح قضية حياة أو موت ، و لا يجوز التسرع فيه ، مثل مايـگول السيد حامد .
جيثوم - (يبدأ بالحك من جديد. ) عيني دكتور ، أنت شتقرر آنا وياك.
عادل - حياك أبو سبع الورد .
الديك - عيعيعيععيعيعوووو !
عباس - ( يحك قذاله بشدة .) آني أيضاً موافق على الإضراب . أملي هو أن أموت و أنا أناهض هذا الحكم الظلامي !
باقر - إي إنت جازع من عمرك ، إحنا أببيش مطلوبين ؟!
مهدي - آني ما أوافق على الإضراب . ألله سبحانه و تعالى يگول : و لا تلقوا أنفسكم في التهلكة ؛ و ما الإضراب عن الطعام إلا عين إلتهلكة !
حامد - آني أأيّدك سيد مهدي . و بعدين يجوز يجينا عفو ، و من يشوفونا مضربين يستثنونا منّه .
باقر - بالضبط ! آني أأيد السيد مهدي ، و أدعو أخواني المؤمنين إلى عدم التهور .
كامل - يا جماعة يواش ، ترى هذا الكلام غير معقول ! لويش هذه الروح الإنهزامية ؟ شنو تهلكة ؟ شنو عفو ؟ شنو تهوّر ؟ إللي يسمعكم يگول إحنا صدام حسين جايبنا هنا نستجم بسويسرا ، مو حاكم علينا بالإعدام ، و حالنا حال الكلاب السائبة إللي تنبش بالزبايل ، و السيف مسلّط فوگ راسها . و بعدين ، تعالو أگلكم : إذا صدام يريد يعفي عنكم ، لويش حكمكم بالإعدام أصلاً ، ها ؟ شنو دا يلعب ويّاكم غمّيضة بقفص الدجاج هذا ؟
قادر - آني عندي حـچاية زغيرة ، تريدون تشتروها ، إشتروها ؛ شفتوها مو زينا ، ذبّوها بالشط . أخوان ، كلنا ميتين ميتين ؛ إذا مواليوم ، فباچـر . و الأنسان ما يعيش غير حياة وحدة بس ، و لذلك يحتاج أن يعطي لهذه الحياة قيمة عليا يحافظ من خلالها على إحترامه لنفسه ، بعد الهوان اللي تعرض إله كل واحد من عدنا بلا ذنب . أگول ، كلنا محتاج في آخر أيامه لأن يقف وقفة شجاعة ضد الظلم ، حتى الظالمين يشوفون بعيونهم زين كيف إن الجلاد يمكن أن يسجن الشرفاء ، بس ما يگدر أن يحطم إرادتهم في مقارعته حتى آخر نفس ! و الجبناء وحدهم يخافون الظالمين !
الديك - عيعيعيعيعيعيووو !
جيثوم - ( يحك . ) لا عاب حلگك اخوي . والله فرحتني و آنا روحي موش طويبة !
وليد - ( يحك هو الآخر.) عيني أبو علي ، إنت مبيّن عليك شخص مجرب . شنو رأيك بالموضوع ؟
عادل - أخواني ، إتذكروا أنو إحنا كلنا مجتمعين سوا حتى ندرس قضيّة هدفها الأساس هو تحسين أوضاعنا جميعاً ، و شد أواصر الود بيننا ، و ليس التشاجر مع بعضنا . إذا هذا الموضوع يمكن أن يخلّي الواحد منّا يصير ضد أخوه ، فهـسـا أنهي الإجتماع ، وكل واحد يـگعد بمكانه ، و كفى الله المؤمنين شر القتال ! أهم شيء هنا برأيي هو جمعتنا سوا ، و تكاتفنا مع بعضنا في السراء والضراء . هيـچـي موضوع لازم يناقش بهدوء تام ، و بعقل راجح . و كل واحد منّا يجب أن يسمع الرأي و الرأي الآخر ، و كل رأي ينطرح هنا فإن أوّل من يجب عليه أن يحترمه هو الشخص اللي يكون ضدّه . المجادلة هنا غير مفيدة قطعاً ، و غير مطلوبة . كل الملاحظات السابقة نعتبرها ملغية ، و نبدأ من جديد . و حتى نستطيع أن نبدأ ، لازم نتفق على المباديء أولاً . هل الجميع موافقين على إحترام الرأي المضاد ؟
الكل - نعم .
عادل - طيب ! سيد جليل يگول أنو حتى على فرض أن الإضراب حالفه النجاح ، فكل إللي راح يصير هو أن المتعهد راح يحسِّن الأكل ليومين أو تلاثة أيام ، و بعدين ترجع حليمة إلى عادتها القديمة . هذا الرأي وجيه ! و سبق لي وأن وصفت لكم شصار بالإضراب الأخير ، و شلون مدير السجن كسره بتنصيبه لنفسه مسؤلاً عن إصدار أوامر تنفيذ أحكام الإعدام بكل واحد صار له بالقاطع هنا أكثر من ثلاثة أيام ، و شلون أنو أكثر من ميِّت معدوم إما إجاهم العفو أو خففت محكومياتهم بعد فوات الأوان و بعدما ما شبعوا إعدام . هذا من جهة ، من جهة أخرى لازم ما ننسى أنو إدارة السجن و معها هذا المتعهد هوايه إستهتروا بحقوقنا ، و إحنا ما لازم أبداً نبقى ساكتين على الظلم حتى لا يزيد إستهتارهم علينا . و لا يوجد ما نخاف أن نخسره في هذه المعركة . حتى الله سبحانه و تعالى ما يقبل بالظلم . هذا المتعهد و مـدير السجن لازم نلقنهم درس قاسي ، على الأقل حتى اللي يجي بعدنا ما يعاني مثل ما عانينا . و المعروف أن الحقوق تنتزع و لا تُمنح ، و أن إنتزاع الحقوق يمكن أن يتطلب الكثير من التضحيات ، بل و حتى تقديم الشهداء من الناس اللي يمتلكون إرادة حقيقية و ثابته في النضال ، و في مقارعة الطغيان . و لا يجب أن ننسى أنو الأضراب يمكن أن يعرضنا للهجوم ، و للتعذيب ، و للأعدام السريع . أيضاً ما لازم ننسى أنـو الجوع يسبب ألآلام الباطنية الشديدة ، و يمكن الواحد منّا ما يـگدر يصمد ، و ينهار بنص الإضراب ، و هنا الطامّة الكبرى . كما يمكن لمدير السجن أن يكون جداً سعيد بالإضراب ، و ما يتخذ أي إجراء ضدنا ، و يخلّينا نموت من الجوع مثل الكلاب المحبوسة ! و هكذا ترون أنو كل الإحتمالات مفتوحة هنا !
آخر شيء أگوله هو أنو إما ألكل يشاركون بالإضراب أو ألكل ما يشاركون . ليش ؟ لأنه ما يجوز واحد مضرب عن الطعام و راح يموت من الجوع ، و يشوف زميلة الجالس بصفّه ياكل يمه و يتحول إلى آلة تعذيب بشرية ! هسا كل شخص مصمم تصميماً لا رجعة فيه على الإضراب عن الطعام من الآن و حتى نهاية الأضراب و بدون ذرة تردد يتفضل يرفع إيده .
( الكل يرفعون أيديهم عدا مهدي ، و حامد ، و باقر ، و سمير ، و عمران . )
عادل - ( يحسب الأيادي غير المرفوعة. ) لدينا خمسة أشخاص لم يرفعوا أيديهم بالموافقة . طيب . منو معارض للإضراب ، يرفع إيده .
( يرفع مهدي ، و باقر ، و حامد ، و سمير أيديهم .)
الديك - عيعيعووو .
عادل - طيب ، عدنا أربعة معارضين . سيد مهدي وسيد باقر و سيد حامد و سيد سمير .
نبدأ بسيد مهدي . عيني سيدنا العزيز ، إشرح لنا أسبابك حول أفضليات المقاطعة على المشاركة بالنسبة لكل الموجودين هنا .
مهدي - يشهد الله آني مو إنسان جبان . وهذا الموضوع ما إله علاقة بالجبن والشجاعة . أساس القضية هي قضية أيمانية . آني أعتقد بكون الإضراب عن الطعام هو عمل إنتحاري ، و الدين الإسلامي الحنيف قد أنهى المؤمنين عن الأنتحار !
سمير - آني أوافقه الرأي . و لا تلقوا أنفسكم بالتهلكة !
عادل - رأي وجيه ! منو عنده رد على هذا الرأي ، رد مناسب ، و ينطلق من نفس مرجعيته ، رجاءً ؟
كامل - ( يرفع يده ) تسمح لي ؟
عادل - تفضل أبو الكمال .
كامل - أخوان ؛ كليتنا نعرف أن قضية الإضراب هي قضية عادلة ؛ هي قضية إستعادة حقوق مهضومة . إحنا ما دا نسوي الإضراب بطراً . السجين إنسان له حقوقه المعترف بها بكل الأديان و بشرعة حقوق الأنسان ، و إحنا كل حقوقنا مصادرة ظلماً وعدواناً : من زيارة الأهل و العلاج الطبي و التشمس والرياضة ، إلى المأكل و الملبس . ماكو نظام آدمي يجوّع أسراه . الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام يقول: "إنما الأعمال بالنيات" . و هو أيضاً يقول :" و لكل إمريء ما نوى" . هنا ألسؤال هو : هل إحنا دا نضرب عن الطعام بقصد الأنتحار ؟ الجواب هو قطعاً لا ، لأن الإضراب منصب على قضية عادلة ، قضية إستعادة حقوقنا المهضومة و أهمها الطعام الآدمي ، و هذه الحقوق يكفلها لنا الدين و القانون . و الدين الإسلامي الحنيف يؤكد بأن الحق يعلو و لا يعلى عليه ، و الساكت عن الحق هو شيطان أخرس ؛ و لذلك فإن نية الإنتحار غير واردة هنا مطلقاً .
عادل - سيد مهدي ، عندك رد على هذا الكلام ؟
مهدي - لا رأي لمن لا يطاع !
عادل - طيّب . سيد حامد ، نوِّرنا بالأسباب اللي تعتقد أنها تجعل عدم المشاركة في الإضراب هي القرار الصائب إلنا.
حامد - آني ما رفعت إيدي بالموافقة ليس لأنني ضد الأضراب ، بل لكوني إنسان كل جسمه مدمّر ، و لا طاقة لي بتحمل ألمشاق . ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها !
الديك - عيعيعيعيعوووو !
عادل - سبب معقول . رحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه فأنتهى . إنت أدرى بطاقتك منا ، و أنت حر . عيني سيد باقر ، إتحفنا بأسبابك .
باقر - آني أعتقد الإضراب لا يمكن أن يجيب نتيجة مفيدة لأي واحد منّا . بالعكس ، إذا أكو أي بصيص لأمل بالعفو فأنه سيقضي على هذا الأمل تماماً .
الديك - عيعيعيعيي !
عادل - هل من رد على هذا الرأي ؟
( يحيى يرفع يده .)
عادل - تفضل ، أبو أيوب .
يحيى - من سنة الثمانين لحد الآن ما صدر أي عفو بالعراق على المحكومين بموجب المادة 156 اللي أنت محكوم بيها يا سيد باقر . هذه واحدة . ثانياً ، الأمل بنيل الحقوق الأساسية المصادرة أولى من التعلق بالآمال الواهمة و التي لا يمكن أن تتحقق . لا يجوز أن نبيع حقوقنا الحالية على أمل إصدار عفو وهمي مستقبلاً . ثالثاً ، إذا العفو فعلاً إجا لأي شخص وهو مضرب عن الطعام ، فهذا يلغي موجبات إضرابه أساساً ، و بإمكانه التوقف عن الإضراب للتمتع بالعفو و الخروج من السجن بسلام ، و الله و محمّد ويّاه . آخر شيء مهم بهذا الصدد و هو أننا ينبغي أن نحرص على شرف الموقف قبل ما نلتحق بالرفيق الأعلى ، و ينبغي أن نكون قدوة للآخرين و أن نضرب الأمثال العالية . الله سبحانه و تعالى يحاسب عبده الساكت عن الحق .
عادل - شنو رأيك بهذا الكلام ، سيد باقر الورد ؟
باقر - الله يستر !
عادل - طيب . سيد عمران ، هل أفهم إنك لست مع المشاركة بالإضراب ولا ضدها !
عمران - نعم أنا حيادي .
الديك - عيعيعيعيييي !
عادل - موقف محترم ، و لكنه غير قابل للتطبيق في حالة الإضراب ، مع الأسف ، مثلما لا يخفى عليك ، سيد عمران ! عندما ياتي الطعام ، فأنت لا تملك إلا أن تأكل فتصبح ضد الإضراب ، أو لا تأكل فتشارك بيه . لا حيادية في تطمين المتطلبات الضرورية للحياة ، و جنابكم طبيب و أعرف مني بهذا . طيب ، سيد أمير : هل هناك شيء شفته و تريد تبلغنا بيه ؟
أمير - نعم . أتصوّر جماعة الطابق الأرضي كلهم متفقين على الأضراب ، و جماعة زنزانة رقم ثلاثة دا يأشرونّا يريدون من عدنا موقف .
عادل - شلون عرفت بالأتفاق ؟
أمير - من إشارات اليد .
عادل - طيب ، الجماعة مقابلنا شنو موقفهم ؟
أمير - كلهم موافقين .
الديك - عيعيعيعييو !
عادل - طيب . أطلب مهلة ، و شوفلنا مواقف جيراننا على اليمنى و اليسرى و جيرانهم و جيران جيرانهم إلى نهاية الطابق .
أمير - تؤمر أبو العلاء ، لحظات . ( يخرج أيديه من الشباك و يؤشر للزنزانات المقابلة لنقل مواقف الزنزانات المجاورة .)
عادل - أتصور أن القضية قد أصبحت الآن واضحة للجميع . طيب ، هل أكو شيء ينبغي لنا أن نناقشه أو نخصه بالذكر ولم نذكره لحد الآن ؟ اللي عنده شيء جديد يريد إضافته ، يرفع إيده ، و يتفضل بالكلام .
علي - ( يحك .) هل يمكننا أن نقوم بالتصدي لمحاولات كسر الإضراب أو الإنتقام من المضربين ؟
عادل - شتقترح بهذا الصدد ، سيادة العميد الركن ؟
علي - ( يحك .) نستطيع – حسب الوضع – أن نعتصم ، أو نكسِّر ألأبواب ، أو ندخل بإشتباك مباشر بالأيدي مع الجلاوزة .
عادل - نستطيع ؛ في حالة توافق الجميع . و جنابكم راح تصبح الشخص المسؤول عن تنظيم وإدارة هذا الأمر في حالة حصول الإتفاق عليه و على الأضراب أولاً . طيب . نقترع من جديد . الإخوة الموافقون على المشاركة بالإضراب على الطعام بالشروط المعلنة يرفعون إيديهم ، رجاءً .
أمير - إخوان ، القاطع كله موافق على الأضراب !
( يرفع الجميع إيديهم بالموافقة .)
الديك - عيعيعيعيووو !
عادل - إذن الكل موافق على المشاركة بالأضراب . عظيم ! هل نستطيع أن نقول بشكل قاطع بأن هذا الموقف مبني على قناعات راسخة لدى الجميع ، و غير مستند على غريزة القطيع ؛ أي غير متأثر بقرار بقية الزنازين ؟
وليد - ( يحك .) تسمح لي أبو علي ؟
عادل - تفضل سيد وليد .
وليد - ( يحك .) القرار واضح ، و التردد غير مفيد ! توكل على الله !
عادل - هذا صحيح . طيب ؛ هل يوجد شيء بخصوص المشاركة بالإضراب كان يجب علينا أن نناقشة و لم تتم مناقشتة لحد الآن ؟
مناضل - إهـ- منو أ-أ-أ منو زعـ- زعـ-زعيم الإضـ- الإضـ- الإضراب ؟ ها ؟
عادل - تعيش أبو الشباب ! هذا الموضوع مهم . طيب . منو يريد يتزعم الإضراب في الزنزانة رقم سبوطعش يرفع إيده .
( لا أحد يرفع يده . )
الديك - عيعيعيعيعيعيعيييي .
باقر - آني أرشح العميد الركن علي محيي لقيادة الإضراب .
عادل - طيب . لدينا ترشيح لقيادة الأضراب هنا . هل يوجد من يريد أن يرشح نفسه أو غيره لقيادة الزنزانة بالإضراب ؟ يمكن لأي شخص أن يرشح نفسه ، أو أن يرشح غيره ممن يثق فيهم .
باقر - أنا أرشح السيد حامد أو السيد مهدي لقيادة الإضراب ، لكونهما الأقرب إلى الله !
عادل - طيب . لدينا ثلاثة مرشحين . السيد علي و السيد مهدي و السيد حامد . هل هناك ترشيحات أخرى ؟
جيثوم - إنت بالطبع !
عادل - طيب . أصبح لدينا الآن أربعة مرشحين . هل من مزيد ؟
( سكوت. )
عادل - طيب . لايوجد مرشحين جدد . سيد علي ، أنت مرشح لقيادة الإضراب . هل تقبل بتحمل مسؤولية قيادة الإضراب ؟
علي - أنا إنسان عسكري و ليس سياسي . الإضراب عمل سياسي ، و بتصوري أن أحسن من يقوده هنا هو أنت يا دكتور عادل .
عادل - أشكر ثقتك العالية . أستاد مهدي ، هل توافق على قيادة الإضراب هنا ؟
مهدي - أنا أعتذر ، و أرشح السيد حامد بديلاً عني .
عادل - جيد . سيد حامد ، هل ترشح نفسك لقيادة الإضراب ؟
حامد - بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على أفضل الأنبياء محمد بن عبد الله ، وعلى آله و صحبه ومن والاه بالحق إلى يوم الدين . نحن لا مانع لدينا للقبول بترشح أنفسنا بعون الله تعالى و بركاته للولاية على كل أمور هذه الزنزانة و ذلك نزولاً عند رغبة الأكثرية الساحقة من جمع المؤمنين ، و الله من وراء القصد ، وبشِّر المؤمنين !
الديك - عيعيعيعيي !
عادل - طيب . إذن فقد بقي لدينا رأسان ! سيد حامد و أنا . من يختار السيد حامد رئيساً للإضراب في هذه الزنزانة يرفع يده .
( يرفع حامد و مهدي و باقر و سمير و عمران أيديهم و هم يتلفتون حولهم . )
عادل - ( يحسب الأصوات . ) واحد ، إثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة . خمسة أصوات . السيد حامد فاز بخمسة أصوات من أصل ثمانية عشر صوت . جيد . من يختارني أنا قائداً للإضراب هنا - و ليس لولاية أمر المسلمين - يرفع يده .
( يرفع الجميع أيديهم ، عدا الخمسة السابقين ، و عادل نفسه . )
عادل - ( يحسب الأصوات . ) واحد ، إثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة . ستة ، سبعة ، ثمانية تسعة ، عشرة ، أحد عشر . أحد عشر صوتاً لعادل .
أمير - إحسبني آني ويّاهم ، و لا تنسى صوتك !
عادل - طالب الولاية لا يولّى . طيِّب . خمسة أصوات إلى جانب سيد حامد ، مقابل إثنعش صوت لي . طيب ، أنا أتشرف بقبول أكثرية الثلثين بي .
الديك - عيعيعيعييو !
باقر - ليش ما نكون ديمقراطيين حقيقيين و نخلي السيد حامد نائباً لك ، حفاضاً على حقوق الأقلية المؤمنة ؟
حامد - أرجوكم سيد باقر ، نحن لا نقبل لأنفسنا بمنصب النائب !
عادل - طيب ، لدينا ترشيح غير مقبول من طرف المرشح نفسه السيد حامد للنيابة بعدي . هل هناك من يرشح نفسه لمسؤولية النيابة .
الديك - عيعيعيعيي !
باقر - بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على أفضل الأنبياء محمد بن عبد الله ، وعلى آله و صحبه ومن والاه بالحق إلى يوم الدين . نحن لا مانع لدينا من ترشح نفسنا بعون الله تعالى و بركاته على نيابة الولاية على كل أمور عباد الله في هذه الزنزانة و ذلك نزولاً عند رغبة الأكثرية الساحقة من جمع المؤمنين ، و الله من وراء القصد . إن قبولنا ترشح نفسنا لم ياتي رغبةً منا في المناصب الزائلة ، و ليس لإقصاء الآخريـن ، و لكنه ياتي لإيماننا الراسخ بالمباديء العليا للدين الحنيف ومنها مبدأ الشورى ، و كذلك بمباديء الديمقراطية الحقّة وقوانين حقوق الإنسان الأساسية بشرط أن لا تتعارض مع المباديء العليا للدين الحنيف !
عادل - السيد باقر يرشح نفسه . هل هناك من يرشح نفسه أو غيره لمسؤولية النيابة إلى جانب ألسيد باقر ؟
باقر - شوف عادل : ماكو داعي واحد يرشح نفسه ضدنا و تصير حزازات . نحن الآن أحوج ما نكون للتكاتف و التعاون . يا أيها الذين آمنو تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان . نحن أحسن الموجودين بشهادة الجمع المؤمن ، و كل الأخوان هنا مسلمين و يخافون ربّهـم ، و من الطبيعي أنهـم لا يختارون إلا من يخاف ربّه مثلهم !
كامل - أنا أرشح السيد أمير للنيابة .
عادل - سيد أمير ، هل تقبل بترشيحك لمسؤلية النيابة بعدي ؟
أمير - نعم !
عادل - هل من مرشحين آخرين .
(سكوت .)
عادل - طيب . لدينا مرشحين إثنين فقط هما السيد باقر و السيد أمير . الذي يختار نيابة السيد أمير ، يرفع يده .
( يرفع الجميع أيديهم عدا الخمسة المذكورين سابقاً.)
عادل - طيب . ( يحتسب الأصوات .) الأغلبية - ثلاثة عشر صوت - تؤيد نيابة السيد أمير . السيد أمير ، أنت النائب المنتخب بأغلبية أكثر من ثلثي الأصوات ، و حظاً سعيداً في المستقبل لمن لم يفز من المرشحين . الآن أطلب من الجميع أن يرددوا معي جماعياً قسم المشاركة بالإضراب ( يرفع يده .). أُقـسـم باللـه العـظيم .
الكل - أُقسم بالله العظيم .
عادل - و بشرفي .
الكل - و بشرفي .
عادل - أن أُسهم بالإضراب على الطعام بكل ثبات و ألتزام .
الكل - أن أُسهم بالإضراب على الطعام بكل ثبات و إلتزام .
عادل - و بكل تفاني مع كل واحد من رفاقي المشاركين بالإضراب .
ألكل - و بكل تفاني مع كل واحد من رفاقي المشاركين بالإضراب .
عادل - و أن أضحي بكل غالي و رخيص .
ألكل - و أن أضحّي بكل غالي و رخيص .
عادل - من أجل الحفاظ على سرية كل ما جرى و يجري أمام الجلاوزة .
الكل - من أجل الحفاظ على سرية كل ما جرى و يجري أمام الجلاوزة .
عادل - و إنجاح كل صفحات إضرابنا عن الطعام .
ألكل - وإنجاح كل صفحات إضرابنا عن الطعام .
عادل - و الله على ما أقول شهيد .
ألكل - و الله على ما أقول شهيد .
عادل - إنتهى الإجتماع ! أرجو أن لا تؤخذ أية مواقف سلبية تجاه أحدنا ألآخر بسبب وقائع هذا الإجتماع ، و مثل ما گال السيد باقر الورد ، أطلب من جميع الإخوة التكاتف بقوة ، و التحرك كتلة واحدة لإنجاح الإضراب . سيد أمير ، بلغ بقيَّة الزنزانات بقبولنا للمشاركة الجماعية في الأضراب ، رجاءً .
الديك - عيعيعيعيوووو ، عيع !
أمير - صار . ( يؤشر بيديه من شباك الباب . )
عادل - نرجع لإقتراح السيد علي بمقوامة الإعتداء على المضربين . الإقتراح يعني تنظيم عملية المقاومة في حالة لجوء الجلاوزة الى الأعتداء الجسدي علينا . إشرح لنا مقترحاتك بهذا الخصوص ، سيادة العميد الركن البطل .
علي - الشغلة سهلة . نشكل رهط للدفاع عن الزنزانة من الشباب المتطوعين فقط ! هذولة واجبهم إستخدام قواهم الجسمانية لمنع العدوان . أهم ستراتيجية هنا لازم تنطلق من حقيقة أن العدو هو اللي يجي لهنا و يهجم . أحنا لازم نبقى لابثين في أماكنا هنا حتى نجبر المهاجمين على دخول الزنزانة . هنا رهط القاومة يستخدم عنصري المباغته و التفوق العددي ، ويهجم كتله واحدة على الجلاوزه ، ويجـردهم من أسلحتهم ، و يسجنهم هنا . و هناك تكتيكات أخرى يمكن إستخدامها ، بس أريد متطوعين !
عادل - المبدأ الأساسي اللي ما يخفى عليك هنا ، أستاذي ، هو عدم البدء بالإعتداء . المسألة دفاعية بحته ، و لا تُباشَر إلا في حالة العدوان !
علي - واضح ، ابو علي . الهدف من الأضراب هو تحسين الطعام ، و ليس الدخول في معركة غير متكافئة بالأيدي ضد جلاوزة مسلحين !
عادل - طيب ، منو يجد في نفسه المقدرة على التطوع في رهط المقاومة ؟
( يرفع قادر و كامل و مناضل و أمير و جيثوم و علاء و وليد و يحيى و منفي و كريم و علي و عباس و عادل أيديهم . )
عادل - ( يحتسب العدد . ) طيب ، عدد المتطوعين ثلطّعش . سيد علي ، باشر مسؤولياتك في قيادة رهط الدفاع ، و أوجزنا بمهماتنا فور الإعلان عن الإضراب رسمياً .
علي - صار !
عادل - عيني أمير ، بلغ بقية الزنازين بموضوع تنظيم رهط الدفاع في كل زنزانة !
أمير - صار !
عادل - إخواني . ألمطلوب من الجميع صرف أقل جهد ممكن للحفاظ على طاقة أجسامهم . أقترح الجلوس إتكاءاً على الحائط و تقليل الكلام إلى أقل ما يمكن ، و من يستطيع الـنـوم فلينم !
الديك - عيعيعوو !
(ستار)








الفصل الثالث
( نفس الزنزانة ، بعد ساعتين . )
الديك - عيعيعيعيعيعيعووو-عيع !
أمير - ( يقف عند شباك الباب . ) جابوا الغدا .
عادل - ( يجلس عند جدار الباب . ) شوفلنا هل كل الزنازين ترفض إستلام الأكل ، أم لا .
أمير - سيد جليل واقف الآن أمام الزنزانة الأولى ، بس ما دا أشوف شديصير بالضبط .
باقر - ( يحك .) آني ما أعتقد الإضراب راح يتنفذ . يمعوّد ، منو عايف نفسه و يقبل يموت من الجوع ؟ شنو هذه البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ؟
حامد - ( يحك .) هذا هو الكلام الصحيح . بإعتقادي إحنا هوايا تسرَّعنا بالمشاركة بالإضراب . و لا حول و لا قوة إلا بالله .
مهدي - ( يحك .) و الله أنا ضميري مرتاح ، فقد بلَّغتكم جميعاً بأن الإضراب عن الطعام ما هو إلا ضرب من الإنتحار ، ولكن لا رأي لمن لا يطاع !
الديك - عيعيعيعيعيع !
أمير - عظيم ! زنزانة رقم واحد رفضوا إستلام الطعام . و كذلك زنزانة رقم إثنين . سيد جليل دا يتكلم و يا زنزانة رقم تلاثة ، زنزانة جماعة نجدت .
عادل - هل مأمور القاطع وجلاوزته موجودين داخل القاطع ؟
أمير - ما دا أشوف أحد غير جليل و معاونه . الآن تحركوا الى زنزانة رقم أربعة .
عادل - هل زنزانة نجدت إستلمت الطعام ؟
أمير - لع . أصلاً جليل و معاونه ديتنقّلون بين الزنازين و ما شايلين مواعين الأكل ! و صلوا هسّا لزنزانة رقم خمسة .
عادل - إخواني الأعزاء ؛ الإضراب بدأ رسمياً . شدّوا الأحزمة على البطون ، و تكاتفوا . عيني سيد مهدي : إدعوا الله أن ينصرنا جميعاً على القوم الظالمين ، فأنت القريب من الله سبحانه و تعالى ، و دعاؤكم مستجاب ، مولانا العزيز .
أمير - جليل و صل لزنزانة رقم عشرة ، و الكل مشاركين بالإضراب !
الديك - عيعيعيعيعيعوووو !
جيثوم - ( يحك .) حيّاك يا نمر ! هذا يومي ، مو يومك !
وليد - ( يكلِّم باقر . ) سيِّد باقر ، جنابكم مقاول ، ما صحيح ؟
باقر - (يحك .) أنا مهندس مدني ، و كنت من أكبر المقاولين بالعراق !
وليد - ( يحك .) شنو درجتك الحزبية ؟
باقر - عضو فرقة ، لويش هذا السؤال ؟
وليد - ( يحك .) مجرَّد سؤال خطر ببالي . أكو شركة مقاولات إسمها : "شركة الأنفال" ، جنابكم هم سامع بيها ؟
باقر - و شذكَّرك بهاي الشركة بمثل هيچي وكت ؟
وليد - مرَّة صارت مقاولة لتجهيز مادة الستايروبور لهيئة التصنيع العسكري ، و شاركت آني بيها ، و أتذكر – بس ما متأكد – آني شفتك هناك يم حسين كامل من كان المشرف على التصنيع العسكري .
باقر - صحيح ، بوَقتها إحنا فزنا بالمناقصة . جنابنا رئيس مجلس الإدارة لشركة الأنفال للمقاولات المتخصصة .
أمير - أخوان ، كل الطابق الأسفل مشاركين بالإضراب !
وليد - ( يحك . ) و لكن المعروف أنو هذه الشركة كانت مملوكة لحسين كامل رئيس هيئة التصنيع العسكري ، و لذلك فإن كل مقاولات الهيئة كانت لا ترسوا إلا عليها ، و بأعلى الأسعار !
باقر - صحيح ، بَسْ الشركة كانت مسجَّلة بإسمي آنا و أربعة مهندسين آخرين . فقط زوجتي چـانت تعمل بمنصب سكرتيرة حسين كامل . أما حسين كامل نفسه فما كان إله أي علاقة بينا ؛ فقط يستلم مني خمسين بالميّة من صافي الأرباح في نهاية كل عام ! هـذا هـو كل شيء .
وليد - ( بصوت عـالي و هـو يحك .) المعلومات اللي واصلتني من لسان عدي نفسو هو أنو شركة الأنفال أسَّسها حسين كامل بأسماء مجموعة مقاولين من جماعتو ياللي كانم يشتغلون عندو موظفين براتب شهري ، و إنت واحد منهم . عدي كان يسمّيكم جوگة الحرامية !
باقر - ( يتلفَّت و يحك . ) على كيفك ! وطّي صوتك أرجوك ! الحـچـي هوايا مو زين علينا !
يحيى - لا يوطّي صوته و لا من يحزنون ! الجماعة القدماء كلهم يعرفون بموضوع شركة المغفور له حسين كامل اللي كنت تشتغل بيها مقاول براتب مقطوع . وأزيدك من الشعر بيت : الشخص اللي خابرك من الإمارات و طلب منك أن تصيد له الباز الأبيض هو زوج حلا بنت صدام حسين ، و كانت مكالمته – اللي سجِّلتها المخابرات ضدّك – منفَّذة حسب تعليمات عدي نفسه ، إللي كان مقرر إعدام كل حرامية حسين كامل بعد قتله !
باقر - و شلون عرفتوا ؟
يحيى - جماعتك المقاولين شرِّفونا هنا قبلك ، و تَم تَنفيذ بيهم حكم الإعدام قبل مجيئك الميمون . و دَگّوا الإسطوانة مالتكم هنا من الألف إلى الياء ، و إذا ما تصدِّگ ، گدّامك أبو علي الورد ، و إسأله .
باقر - عادل ! عادل !
عادل - نعم سيد باقر الورد ، أُؤمرني فأنا خادمكم المطيع !
باقر - جنابك عندك علم بموضوع نضال شركائي في شركة الأنفال ضد المجرم عدي ؟
عادل - سيد باقر الورد . في الوقت إللي أأكِّد لك فيه صحّة كلام السيد أبو أيوب ، و الكثير غيره مما تشيب له الرؤوس ، أگول لك بالحرف الواحد بأنه هذا ليس هو الوقت المناسب لطرح مثل هذا الموضوع . لا الآن و لا في أيِّ وقت بالمستقبل ! خوش ؟ الآن آني و كل إخوانك هنا بأمس الحاجة لعونكم القوي ، و لمساهمتكم الإيجابيّة في هذا اليوم العصيب ، سيد باقر الورد !
باقر - صار أغاتي أستاذ أبو علي ! و لذلك آني أؤكِّد بكلامي على تكاتف الجميع . ( لأمير ) وين وصلت الأمور الآن ؟
الديك - عيعيعيعيعيعيعووو-عيع !
أمير - سيد جليل جاي لزنزانتنا . تعال هنا عزيزي أبو علي .
عادل - ( يقف و يأخذ مكان أمير عند شباك الباب .)
( يدخل جليل ممر الباب ، و يتحدث من الشباك .)
جليل - حيّاك أبو علي . سلامي لكل الأبطال يمك . أبشِّرك بكون الإضراب شامل .
عادل - السيد جليل يسلم عليكم ، و يبلغكم بأن الإضراب شامل .
الكل - وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
باقر - ( يحك . ) عينى سيد عادل : سلّم لي على السيِّد جليل من يمّك .
عادل ( لجليل . ) - المهندس المقاول السيد باقر يسلم عليكم .
جليل - و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . آني كلش مستعجل . لازم أبلِّغ المتعهد برفض كل المحكومين للأكل الفاگس مالته ، و أمر على بقيّة الزنازين . عيني ، سيد نجدت طلب مني أن أبلغك بإختيار القاطع إلك رئيساً للإضراب . إنت الوحيد المخوَّل بالتحدث بإسمنا ، و الكل مبلَّغين بهذا . و إذا صار شي ، ياخذ نجدت مكانك !
عادل - صار ! عيني ، بلغ كل زنزانة تسوي رهط للدفاع لصد أي إعتداء من جلاوزة الأمن عليهم . الخطة هي صمود النزلاء بالبقاء النزلاء داخل الزنزانة و إجبار الجلاوزة على دخول الزنزانة ، ومباغتتهم بالهجوم عليهم كتلة واحدة و تجريدهم من أسلحتهم و تحييد أذاهم بحصرهم في الزنزانة .
جليل - صار ! شد حيلك أبو علي ! في أمان الله ! ( يخرج جليل من ممر الباب . )
عادل - أجمعين ! ( يدير وجهه للزنزانة . ) وصل سلامكم ، سيد باقر . أخوان ، أحب أن أبلغكم بإختياري ناطقاً بإسم المضربين ، و إذا صار شي عليّا ، يستلم القيادة سيد نجدت .
كامل - كَفُو !
حامد - إضرييييب . بعد شترييييد ! إيدَك بالدهيييين !
عادل - ( يضحك. ) كل هذا بفضل مؤازرتكم القويّة المشكورة مع بعضكم البعض . ( يتحرَّك من مكانه و يجلس .) سيد أمير، راح إنتعِّبك و يّانا هوايا اليوم . داوم بالمراقبة و نقل الأخبار ، أستاذي !
أمير - ( يتحرَّك إلى الباب .) تؤمر ! ( ينظر من الشباك . ) عيني ، سيد جليل راح يبلغ المتعهد بالإضراب . ...... طب المتعهد يركض ........ هسا المتعهد دا يحجي و يا زنزانة رقم تلاثة ...... يبيِّن دا يتوسل بيهم كلش ..... شنو من متعهد هذا ؟ لويش دا يتوسل ؟
عادل - إنت متأكد دا يتوسل ؟
أمير - بالتأكيد !
عادل - إذن هذا مو هوا المتعهد الأصلي ! هذا مقاول بالباطن . و ضعه غير قانوني . القانون يمنع الملتزم في العقود مع الجهات الحكومية يبيع مقاولته بالباطن لجهة ثالثة .
أمير - ..... ألمتعهد إجا يركض علينا ، دا يصعد الدرج....... تعال إستلم القيادة ! إضريييب ، بعد شتريييد ، إيييدك بالدهن ، راح تحصّـل على أحسن إعدام ! و عين الحسود تبلى بالعمى !
الديك - عيعيعيعيعيوو !
عادل - ( يأخذ مكان أمير .) ها-ها-ها-ها-هها !
يحيى - عين الحسود صابتني ، و رب العرش نجّاني . ياناس يا شر ، كفاية قر ! ههاهاهاهاهاه ! إجاك الطگ بالدهن ! كل هذا بفضل بركات دعاء الوالدين !
وكيل متعهد الأرزاق - ( يتكلم بصوت عال من خارج الزنزانة، وراء فتحة باب الزنزانة. ) السلام عليكم إخوان .
عادل - و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . جنابكم – و لا صغراً بيكم – منو ؟
وكيل متعهد الأرزاق - أنا أخوكم صيهود . آني مقاول ثانوي ووكيل متعهد أرزاق سجن أبو غريب كله .
عادل - ( بصوت عالي جدا .ً ) أنعم و أكرم . أرجوك تحـچـي بصوت كلش عالي ، ترا آني أطرش !
وكيل متعهد الأرزاق - (بصوت عالي جداً .) تؤمر عييني ، دا تسمعني ؟
عادل - ( يعلي صوته. ) احـچـي بصوت أعلى !
الكيل - ( بصوت عالي جداً . ) تؤمر ، تؤمر ، تؤمر ، عيني ، أغاتي ، تاج راسي .عيني أخواني الأعزاء ، ألله يخليكم وقّفوا الإضراب فوراً ، تقبلون ينقطع رزقي و تنكسر ركبتي؟
(الحوار التالي يجري بصوت عال جدا.ً)
عادل - شلون ؟
الوكيل - عيني ، عزيزي ، أغاتي ، الله يخليك و يفك سجنك ، آني هم أخوكم ؛ آني مقاول ثانوي . و أحلف لك بكلام الله آني دا أجهز الكميات والنوعيات المتعاقد عليها حسب الأصول ، و بدون ذراية نقص ، بس الجماعة المسؤولين هنا دياخذون النسبة مالتهم . زين أني شنو ذنبي تـنكسر رگبتي بالخالي بلاش ؟ ها؟
عادل - منو هم ذوله الجماعة ؟
الوكيل - أخي العزيز ، كل ضباط أبو غريب عدهم أسواق و محلات بيع مواد غذائية بالجملة ، و هاي الأسواق كلها تتجهز من حصتهم من أرزاق السجناء . همّا حصتهم تسعين بالمية و أنتو حصتكم عشرة بالمية حسب الأتفاق مع الاستاذ مدير السجن العقيد حمّاد التكريتي . ضباط المخابرات ياخذون ستين بالمية ، و ضباط الأمن ياخذون تلاثين بالمية ، و ضباط الشرط ياخذون عشرة بالمية . آني دا أجهزلكم حصتكم زايد مو ناقص ، بس آني حاطّيني ماشة نار .
عادل - إنت شگد مبلغ المقاولة مالتك باليوم ؟
الوكيل - أخي العزيز ، آني مقاول ثانوي . المقاول الرئيسي – وكيل الأستاذ قصي - ماخذ أرزاق كل سجن أبو غريب بتسعين مليون دينار باليوم . نفس هذه المقاولة أني ماخذها منه بتسع ملايين دينار باليوم بس ، و آني ملتزم بيها !
عادل - زين هاي نسبة الأستقطاع اللي دا تتكلم عنها -التسعين بالمية - هل تستقطع من مبلغ المقاولة الكلي - التسعين مليون - أم من التسع ملايين مالتك ؟
الوكيل - من التسع ملايين مالتي . أرجوك أخي . گللهم لربعك يوقفون الأضراب هسا ، الله يخليك . آني إنسان مسكين يريد ياكل خبزة ، و اجهز زايد مو ناقص . أبوس إيدك ، وقّف الضراب ، و شتردون فلوس أنطيكم !
عادل - إحنا ما دانشحت من واحد ! إحنا نريد حقنا من الأرزاق بلا زيادة و لا نقصان ! شگد نسبة قاطعنا من الحصة الكلية للتجهيز ؟
الوكيل - عيني هنا ما يمشون بالنسب . يمشون على الروس . هسا أنتو عشرين ألف راس بهذا القاطع من أصل ثمانينن ألف راس بالسجن كله !
عادل - عظيم . يعني إحنا نزلاء هذا القاطع نسبتنا خمسة و عشرين بالميّة . طيب ، جيبلنا حصتنا القانونية من التسعين مليون . يومياً جيبلنا أرزاق بمبلغ أثنين وعشرين مليون دينار ونص ، خوش ؟ و يتوقف الإضراب ، و كفى الله المؤمنين شر القتال .
الوكيل - أخي إنت بيش تطلبني ؟ گللي إنت ما عندك عائلة و أولاد ؟
عادل - عندي سبع جهال ، خدامك .
الوكيل - خادم ربك عزيزي ؛ وآني متزوج أربع نسوان على سنة الله و رسوله ، وعندي ثلطّعش طفل ، و أثنين من نسواني حوامل . ألله يخليك و يفكك من هذه المحنة ، هذولة كلهم برگبتك ! إنتو مو مسلمين . خافوا من الله الواحد القهّار !
عادل - الله يحفظهم من كل مكروه . عزيزي ، جيبلنا يوميّة أرزاق بمبلغ إثنين و عشرين مليون ونص مليون دينار ، و أبوك الله يرحمه . هذه حقوق ، و الحق ما ينزعل منه. ولكن آني أسألك كيف يجوز لك في دين الله الواحد القهّار أن تسلم أرزاقنا - إحنا المحكومين بالإعدام - لضباط المخابرات والامن و الداخلية وبموجب عقد باطني غير قانوني ؟ ها؟
الوكيل - لا حول و لا قوة إلا بالله ، أگله بي ، يگول لي تي . أخي دا أگول لك آني كل مقاولتي هيّا بتسع ملايين دينار باليوم لكل قواطع السجن ، أشلون أجيبلك أرزاق بإثنين و عشرين مليون دينار و نص بس لقاطعكم ؟ يعني يصيرآني أدفع من جيبي يومية ثلطعش مليون ونص مليون دينار بالخالي بلاش بس إلكم ؟ هذا شلون حـچـي ! زين آني إبيش مطلوب ؟ ها ؟ هذا حـچيك بيه كسر عظم . شنو أنت ما تخاف من الله؟ أنت مو مسلم ؟
عادل - عزيزي ، هل إنت متأكد إنت دا تنفذ عقد التجهيز مالتك حسب الأصول و بدون أي تجاوزات ؟
الوكيل - و الله العظيم أأكد لك آني أول إنسان يوفي بالتزاماته ، و ما عندي أدنى تقصير و لا عندي دغش !
عادل - عظيم . أذن إنت ما بيك أي صوچ ! أنت موقفك التعاقدي سليم ، و تجهيزاتك – مثل ما تگول - صحيحة . طيب ليش خايف ؟ بوگ ما أبوگ ، و من سلطان ما أخاف .
الوكيل - أخي إنت ما تعرف جماعة المخابرات شيسوون بيّا إذا سمعوا أكو إضراب ضد تجهيزاتي . يشبِّعوني فلقة و صوندات ، و يگعدوني على البطل ، و يغرِّموني ألف بالمية من المقاولة مالتي ، و يصادرون كل أموالي و بيوتي ، و ما أگدر أگول لك شبعد راح يسوون بأهلي ، هذا من غير الأعتقال و المحكمة الخاصة ، و يجوز حتى يعدموني . يعني أربعة عوائل تنفني عن بكرة أبيها . تقبلون بهذا ؟ ما عدكم شوية مروءة ؟ آني شنو ذنبي ؟ أرجوك أخي ، الوقت يمر مو بصالحنا ، لا بصالحي و لا صالحكم . تدري شراح يسوون بيكم جماعة المخابرات ؟ والله هسا يعدموكم كلكم ! و انتو شلكم بهاي الطلابة اليابسة هاي ؟ ها؟ خلوها على الله بلكت تستفادون من عفو يجيكم ، او تستفادون من تنزيل أحكام . أرجوك أخي ، لازم هسا يتوقف الأضراب . أبوس إيدك ، أرجوك . انتو مو مسلمين ؟ إذا تقبلون ، و قفوا إضرابكم الآن ، و آني فوراً أجيبلكم حصة من قاطع الأحكام الخفيفة إلكم . هذولة أكو عدهم مواجهة أسبوعية و عدهم أكل هواي ، و بيكم خير و تتدللون .
عادل - أخي إحنا ناس شرفاء ما نسمح لأنفسنا ناكل أرزاق الغير بالحرام مثل ما يسوّي غيرنا . لو إحنا حراميّه كان ما وصلنا لهذه الحال . مشكلتنا مو وياك ؛ مشكلتنا ويا إدارة السجن و ولد العوجه ، و إنت خالي طرف . أحنا لا متشرفين بمعرفتك سابقاً ، و لا عدنا عداوه ويّاك گبل . أحنا بشر أبرياء مسجونين ؛ تعرف شنو أنسان بريء محكوم بالإعدام ، و تمنع عنه الزيارات ، و كل إتصال بالعالم الخارجي ؟ لو كنت تدرك حالنا هذه زين ، چان ما قبلت بتجويعنا . إنت لازم ما تقبل إخوانك المسلمين المسلوبين الحرية و المقطوعين عن العالم الخارجي تُسرق منهم أرزاقهم القانونية و يجوَّعون . أكو عقاب في أي مكان بالعالم إسمه : الحكم بالموت جوعاً ؟ الأكل دا يجينا صمونة بكد الأصبع و بنصها خيط جبن طوله سنتيم ونص الصبح . الظهر كلاص لبن و نفس الصمونة الأصبعية . العشا مرگـة مالت مي مالح و عضد سلگ واحد طايف بكل الجدر . لحم ماكو ، بيض ماكو، تمن ماكو ، بقوليات ماكو ، فواكه ماكو ، خضراوات ماكو ، چـاي ماكو . كل طعـام مال أوادم ماكو . زين إنت إسأل نفسك و حكّم ضميرك : شلون السجين السياسي الشريف المحكوم بالإعدام بالخالي بلاش يگدر يواصل العيش بهيـچـي أكل ؟ أشو أنت لو مربيلك طلي بالبيت ، مو من واجبك أن تشبع بطنه ، يو لا ؟ زين أي نوع من الطليان يقبل ياكل هيـچـي فاگس مثل هذا اللي داتجيبلنياه ّ ؟
وكيل - أخي ، كلامك صحيح . الصمون هذا مو نظامي ، بس آني لازم أشتريه من فرن الصمون مال مدير المخابرات . وآني دا أجهز يومياّ تمن و بقوليات و لحم و فواكه و خضراوات و حليب و چـاي و شكر و تمر ؛ بس كل هذه الأرزاق تصير ضمن حصة ضباط المخابرات و الأمن . بس من اللحم دا أجهز يوميا ًتلث أنواع : لحم دجاج ، و لحم ضأن ، و أسماك .
عادل - أنت بنفسك دا تعترف ألآن بكون ضبّاط المخابرات و الأمن دا يسرقون أرزاقنا القانونية هذه اللي إنت المفروض بيك أن تسلمها إلنا مو لغيرنا ، بس إحنا الآن فقط سمعنا بوجودها منّك ، و أبداً ما شايفيك جايبها إلنا . آني صار لي نزيل بهذا القاطع سبع تشهر و ثلاثة أيام و ما فرد يوم طب بزردومي من تجهيزاتك ذراية لحم أو تمن أو بقوليات أو خضراوات أو فاكهة أو چـاي . زين ، تقبل إنت واحد يسرق اللقمة من حلگك و تسكت ؟ إنت تگول شنو ذنبي ، رغم كونك تسلم أرزاقنا لغيرنا . طيب ، أشو ما تگول شنو ذنب عشرين ألف راس - مثل ما تسميهم إنت – صار لهم سنين مغيبين في السجون ، و ما شايفين حتى نور الله ، وكل واحد بيهم شابع من التعذيب ألوان ، وبيه من الأمراض أشكال ، و انت تجيبلهم بإيدك لهنا قوت ما ترضى بيه حتى الطليان ؟ ضباط المخابرات و الأمن يترسون كروشهم ، و يبنون عمارات و أسواق بالسحت الحرام اللي إنت تنطيه إلهم مو إلنا، و إحنا مخيسينا هنا و تنطينا قوت ألا يموت ؟ والله نضرب عن الطعام ، و نموت كلنا من الجوع ، و لا نخلي السفلة من الجلاوزة يغتنون من قوتنا . إسمع زين ، إحنا نريد يوميا تجهزونا أرزاق باثنين و عشرين مليون و نص مليون دينار ، ما تنقص و لا فلس أحمر واحد ؛ لأنه هذه حقوقنا إللي كفلها القانون إلنا . تجهزونا حصتنا حسب القانون ، نوقف الإضراب . تبقون خارجين عن القانون و ما تجهزونا ، واحدنا يموت من الجوع أحسن من أن يغتني من دمائنا المهدورة الحرامية الحقراء ، أفتهمت ؟ روح بـلغ إدارة السـجن بهذا الكلام . يللا من غير مطرود !
الوكيل - يعني هذا آخر كلام عندك ؟ أخي ، إتقي الله . أني بيش مطلوب ينهجم بيتي ؟ زين آني بالجير ، شنو ذنب ذولة الآلاف من المساجين اللي راح لو يموتون من الجوع لو ينعدمون كلهم ؟ إنت مو تدري هذوله الربع عدهم إعدامكم كلكم مثل الشكر ؟ ما يكفيكم ما أنتم فيه من ضيم و عذاب ؟
عادل - أخي ، آني أريدك أن تتفهم موقفنا العادل هذا زين ، و أن تتعاطف ويّانا ، لأن إحنا أخوتك مظلومين ، و الله و البشر الأوادم ما يرضون بظلم الأنسان للإنسان . إحنا ما نخاف من الموت ، تدري ليش ؟ لأننا نلاقي ربنا بوجه أبيض ناصع . إحنا ناس شرفاء . إحنا عقل و ضمير العراق ، و أعلى من كل ولد العوجة و خدمهم من الحرامية القتلة . غير هذا ما عندي بعد كلام ويّاك . ( يترك الشباك ، و يجلس . يأخذ أمير مكانه . )
الوكيل - هيـچـي ؟ الله ينتقم منك ! الله ينتقم منكم كلكم ! (يترك الباب ، و يبقى صراخه مسموعاً. ) الله ينتقم منكم مثل ما هجمتوا بيتي ! ساعة السودا من إشتغلت بهاي النگرة السودا . الله لا يوفقكم ! انشاء الله يعدموكم كلكم ، و تخلص البشرية منكم ! هجمتم بيتي ، الله يهجم بيتكم ! ياحشرات ، يا إنتهازيين ، يا سفلة !
( يسمع صوت بكائه و هو ينزل و يخرج . )
الديك - عيعيعيعيعيوو !
أمير ( ينتقل إلى شباك الباب .) – طب مأمور القاطع وياه جلاوزه إثنين .
مأمور القاطع ( يسمع صراخه من الطابق الأسفل .) - مسووين إضراب ، ها ؟ كلاب ! تضربون ضد القائد العظيم صدام حسين ، ها ؟ خنازير ! هسع تشوفون شلون نداويكم يا جياف ! إنتم دواكم الشافي يمنا ، أولاد الزنا ! هسع يجي العقيد حماد التكريتي ، و شوفم شلون يشويكم شوي مثل الجرابيع ! حضّروا رواحكم ! و الله إلا نگصكم گص ، و نسوّي رقابكم حبال ، و نودي جلودكم للدبّاغ ! مجرمين و خونه و يريدون نمنمات ، كلاب ! تتمردون على نعمة الله ؟ موزين دا نعس ببطونكم الجايفة عس ؟ عجيب غريب شلون سفلة و ناكرين للجميل ! يكفرون بنعمة الله ! كفّار و نگسين و خونة، و فوق كل هذا : يريدون نمنمات ، ولد القحبة !
الديك - عيعيعيعيعيعيع !
عادل - ( بصوت عالي .) هاهاهاهاها .
الكل - ( بصوت أعلى .) ها ها هاهاهاها .
القاطع كله – هاهاهاهاهااه .
( يسمع صفير الأستهجان العالي و الضحك من كل الزنازين و الذي يغطي على صوت مأمور السجن . )
أمير - (يضحك . ) رحمة على والديك يا بوعلي . هاهاهااهاهاهاها . من زمان ما ضاحك هيـچـي ضحكة من گلبي ، هاهاهاهاهاه .
( الكل يضحك . و بعضهم يحك و يمسح دموعه و هو غارق في الضحك . )
الديك - عيعيعيعيوووو ، عيع .
(يتواصل الضحك و يـتصاعد بينما ينزل الستار . )












الفصل الرابع
المشهد الأول
نفس الزنزانة ، بعد ساعتين . باب الزنزانة الحديدي مكسور و منخّب ، و متحول على ما يشبه المنخل من الرصاص . على الجدران آثار آلاف الطلقات . على الأرضية - المغطاة ببرك الدماء - تتمدد الجثث المسودّة لكل من :عادل و أمير و يحيى و باقر و كامل و قادر و مناضل و عمران و علي و جيثوم و علاء و منفي و وليد و كريم و هي مكوّمة بأوضاع شتى فوق بعضها ، و سابحة بالدماء ، و مليئة بثقوب الرصاص ، و بعضها ما زالت الدماء تقطر منه . لا يوجد في الزنزانة أحياء غير مهدي و باقر و حامد و سمير ، و هم وقوف يرتجفون و فانيلاتهم و لباس الوسط ملطخ بالدماء . يدخل الزنزانة مأمور السجن و المحقق و ذياب ، وهم يرتدون الزيتوني و البسطال و كاسكيتات الرأس ويتنطقون بالمسدسات . مأمور السجن يسير متبختراً - و هو يدخّن سيكاراً - حول كومة الجثث ، و يتفحصها عن كثب من مسافة مترين جيئة و ذهابا ، و أنفه مرفوع إلى الأعلىً . يتحرك بعده المأمور نحو الأحياء ، و يتفحصهم بنفس الطريقة واحداً واحداً ، ثم يسير بتؤدة متبختراً نحو الجثث ، مصعراً خدّه بتشفٍ طاغ .

مأمور القاطع – هأ هأ ها هااااااااااء . (يقف و يؤشر عل الجثث مشمخراً بتشفي .) هذا هوّي الجزاء العادل لكل مجرم نجس ، و عميل حقير يتجاسر بالتآمر على سلطة الحزب و الثورة و القائد صدام حسين ، حفظه الله و رعاه إلى الأبد . فليعيش القائد صدام حسين ، يا !
( يرفع كل من المحقق و ذياب و مهدي و باقر و حامد و سمير أيديهم و يهزجون ) – يعيش ، يعيش ، يعيش !
مأمور القاطع – يا!
المحقق و ذياب و مهدي و باقر و حامد و سمير – يعيش ، يعيش ، يعيش !
مأمور القاطع – يا!
المحقق و ذياب و مهدي و باقر و حامد و سمير – يعيش ، يعيش ، يعيش !
مأمور القاطع - ( يتخوصر و يتحرك نحو مهدي و باقر و حامد و سمير و يتفحصهم بهدوء واحداً واحداً بنفس الطريقة السابق من جديد ، وهم يرتجفون هلعاً . ) هأ هأ ها هااااااااااء . عَجَلْ إنتَم ، ليش لهَلْ الحين ما فاطسين ؟ هأ ؟ عجل ليش الشباب ما نخّبم رووسكَم العفنة بالرصاص ؟ هأ ؟ صمٌ بكمٌ فهم لا يعقلون ! عَجَل أنتم بَهايم خرسا يا ضباع ؟
مهدي – سيدي ، إحنا كلنا الأربعة وگفنا بكل قوتنا ضد الإضراب ، سيدي ! إحنا خدامكم و خدام الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله و رعاه للأبد .
مأمور القاطع – (يتحرك نحو مهدي مشمخراً ، و فجأة ، يصفعه صفعة رهيبة تسقطه أرضاً .
مهدي – آخ ، يمّا . (يبقى مطروحاً على الأرض .)
مأمور القاطع – ( يركل مهدي ببسطاله بقوة .) تفو ، عجيّة ! لا تجيب إسم الريّس المقدس بثمّك الخايس مرة لاخ ، فاهم ! خاين ! ( يتحرك نحو باقر و سمير ، و يمسك برأس كل واحد منهما ، و يضرب أحدهما بالآخر بقوة ، فيسقطان أرضاً معاً . ) تفو ، كلاب !
حامد – (يتقدم قليلاً و يستعد . ) تسمح لي ، سيدي المبجّل ، أن أقدملك نفسي : آني الرفيق حامد جواد حسين ، عضو قيادة شعبة المناذرة ، و بعثي قديم ، سيدي . آني عندي معلومات خطيرة حول الإضراب أريد أن أقدمها لسيادتكم ، سيدي المبجّل .
مأمور القاطع – هَلَك وين ، وَلَك أنت يالسلوگـي !
حامد – بأبو صخير ، سيدي المبجّل .
مأمور القاطع - هأ هأ ها هااااااااااء . تفو عليك يا نَجِس. (يتوجه نحو المحقق.) شوف شغلك وياه . حسب الأصول . (يخرج مأمور القاطع و وراءه المحقق و ذياب . )

ستار








المشهد الثاني
غرفة تحقيق صغيرة . إلى اليسار كرسي يجلس عليه حامد ، و أمامه كرسي و مكتب هزيل يجلس إزاءه المحقق ، و هو ضابط برتبة رائد و ضخم الجثة جداً. على المكتب تتبعثر الأوراق و الأقلام ، مع إضبارة ضخمة جداً ، و الى جهة اليمين باب عال مغلق .

حامد - (يرتجف.) سيّدي آني خدّامكم ، و الحسين الشهيد آني خادمكم الصغير . إسأل عليّ سيّدي كل الرفاق إللي أشتغلوا ويّاي بالحزب بأبو صخير ؛ و إسأل عني الرفاق بقيادة شعبة المناذرة ، و الرفاق بقيادة فرع النجف ، كلهم راح يأكد لك سيّدي آني چنت دائماً جندي شجاع في النضال لتحقيق الأهداف السامية للحزب و الثورة في الوحدة و الحرية و الإشتراكية ، سيّدي .
المحقق – شوف حامد ، الحزب يعرف كلشي عنك . (يؤشر على الإضبارة الضخمة أمامه .) شوف هاي إضبارتك هنا بيها كلشي عنك . صحيح إنت چنت بعثي ملتزم ، و لكن هذا كان قبل ما تـگوم تفر بذيلك للطائفيين ، و تصير معمّم ، و تشتغل طابور خامس للعميل حافظ الأسد . كل شي ثابت هنا عليك !
حامد - (يرتجف.) و الله آني مظلوم ، سيّدي العزيز ، و الحسين الشهيد آني مظلوم سيّدي !
المحقق - مع ذلك إنت تدري أنو الحزب و الثورة گلبهم چبير ، و انت هم إبنّا ، و أنت و لو الآن محكوم بالإعدام ، بس منو يدري باچر شيصير ؟ من الباب للكوسر فرج ، مو تمام ؟
حامد ـ تمام سيدي ، تمام ! و الله تمام ، سيدي !
المحقق - و هاي هي ساعتك . أريدك تحـچيلي كلشي عن الإضراب المشؤوم مالتكم : منو إللي نظّمه ؟ و منو هم القياديين مالته ؟ و شلون چنتو تتبادلون الرسائل بيناتكم ؟ إحـچيلنا كلشي بالتفصيل الممل ، و لا تضم أي شي علينا ، ترى إحنا نعرف كلشي ، بس نريد إنشوفك صارت عندك صحوة ضمير يو لا ؟ و هاي لي جدّام عربون جكارة سومر سن أسود فاخر .
(يخرج المحقق علبة سيكاير من جيب قميصه ، و يولعها لنفسه ، و يأخذ منها ثلاث مصات طويلة ، ثم يناولها لحامد .)
حامد - ( يتناول السيكارة بتلهف شديد . ) و الله أنا عاجز عن شكركم يا سيّدي الجليل ، أغرقتموني بمكارمكم العظيمة ، سيّدي المبجل. (يدخّن بتلذذ . )
المحقق - يللا إحـچـي .
حامد - (يرتجف.) تؤمر سيّدي ، خادم سيّدي ، راح أحـچيلك كلشي ، بشرفي كلشي . إنطيني إيدك أبوسها سيّدي ، آني أتشرف بيكم سيّدي . لا زم أبوس إيديكم سيّدي . (يهم بتقبيلها ، يرفض المعاون الأمن .)
المحقق - هسا هاي خليها بعدين ، إحـچـيلي : منو هم قادة الإضراب ؟
حامد - نعم سيّدي (يأخذ نفساً من السيكارة .) تؤمر سيّدي . (يأخذ نفساً آخر من السيكارة .)
المحقق - ( يأخذ السيكارة منه و يدخّنها هو. ) هسا هاي خلّيها بعدين ! إحـچـي !
حامد - (يرتجف.) سيّدي راس الحية هو هذا الشوعي الدكتور عادل . هو راس الفتنة ، أجارنا الله و إياكم منها !
المحقق - شسمه ألكامل ؟ عادل إيش ؟
حامد - الدكتور عادل جعفر علي حسين ، سيّدي .
المحقق - دكتوريش هذا ؟
حامد - طبيب جراح ، سيّدي .
المحقق – كلب إبن الكلب ، الثورة تدفع عليه فلوس من زردومها ، و تسويه طبيب جراح شكبراته شـگدة ، و هو يتنكر لأسياده ، و يصير شيوعي عميل . و منين أهله هذا ؟
حامد - من أهل النجف سيّدي. أبوه چـان عالم مجتهد ، جيران بيت خالي بالنجف ، و هو أللي دزّه لإبنه يدرس على حسابه بأمريكا ، بس يا حيف هوا ما طالع عليه .
المحقق - أسكت ولك ! شنو عالم مجتهد ؟
حامد – ( يرتجف) و الله سيّدي ما دا أكذب عليك ؛ أبوه چـان أفهم عالم شرع بالنجف ، و إنسان زاهد و متواضع ، و الناس تحبه و تحترمه و تحلف براسه ! بس يا حيف هذا إبنه ما طلع عليه ، شايف روحه شوفة ، لأن هو دكتور ،سيّدي .
المحقق - هو أصله إيراني ، مو تمام ؟
حامد - لا و الله سيّدي ، أهله من السادة العلويين الأُصّل ، أباً عن جد . يعني ، أبن رسول الله ، سيّدي .
المحقق - إسكت ولك ، شنو هذا الخرط ؟ لوچـان صدگ سيد مثل ما تـگول ، ما چـان حارب بطل الأمة العربية ، و القائد الضرورة و السيد الصحيح الحسب و النسب صدام حسين ، سليل الدوحة المحمدية المقدسة . صحيح ، لو مو صحيح ؟
حامد - (يرتجف) آخ راسي ، يمّه ؛ أي و الله صحيح سيّدي ، و الله كلّش صحيح ، سيّدي المبجل ! الصحيح هو هذا عادل سيد إيراني إبن رسول الله ! راسى يوجعني كلش و دا يدور ، سيّدي العزيز !
المحقق - لك شدا تخربط و لك ؟ ها ؟ أثول ! شلون إيراني و إبن رسول الله ، ها؟ قابل النبي محمد إيراني الجنسية ؟ ها؟ و فوگـاها يـگول آني خادم مخلص للقائد صدام حسين !
حامد - (يرتجف) سودا بوجهي على هالغلطة الشنية ، سيّدي . سيّدي العزيز ، شتـگول إنت هو الصحيح ، و كلامي كله خرط ، سيّدي. و كلامكم كلش صحيح ، سيّدي! هذا الزنيم إبن الزنيم هوا إيراني ، و أبداً أبداً هو مو سيد ؛ و لا إبن رسول الله . بري منه رسول الله ، هذا الكافر إبن الكافر ! نعم ، هذا هو الصحيح ، سيّدي العزيز . إغفر لي سيّدي ؛ أمسحها بعلباي سيّدي ، آني غلطت سيّدي ، زلة لسان سيّدي ! غفرانكم يا سيّدي المبجل ! صدگ آني أثول مثل ما دا تـگول ، سيّدي ! راسي دايدور كلش ، سيّدي .
المحقق - زين إنت منين تعرفه لهذا الشيوعي الإيراني عادل ؟ هم چنت إنت تشتغل وياه بالحزب الشيوعي ؟ ها ؟
حامد - (يرتجف) لا على بختك ، سيّدي ، آني بعثي من قبل سنة الثلاثة و الستين ، و من گبل ما أدخل الحوزة العلمية . و بعروس الثورات ، چـانت رشاشتي البورسعيد معلـگـة جوّا أبطي ، و المسدس أبو الحصان بحزامي ، سيّدي ؛ و عشرين واحد من شباب الحرس القومي الأبطال يمشون ورايا ؛ و خمس سيارات قيادة جوّايا ! إي ، نعم ، سيّدي . و چنت أسوگ بالشوعيين همّا ونسوانهم و زعاطيطهم سوگ الغنم للتوقيف بنادي الموظفين بأبو صخير ، سيّدي ! كلهم عن بكرة أبيهم ، سيّدي ! زرافات ووحداناً ، و الله شاهد سيّدي . و إذا ما تصدّگ ، سيّدي، روح إسأل عني الرفاق بقيادة الحزب بأبو صخير و بالنجف ، سيّدي ؛ الكل تشهد بصولاتي و جولاتي على مذبح القومية العربية ، سيّدي ؛ و كلهم يعرفونّي آني شلون نشمي و أخو أخيته ، سيّدي ! سيّدي و الله آني ما عرفته لعادل إلا من جابوني للزنزانة اللي هوّا بيها ، زنزانة رقم سباطعش ، سيّدي . و آني عندي هنا رأي خاص و مهم بخصوص وضعه ، سيّدي ، إذا تؤمرون أوضّحه لجنابكم ، سيّدي الجليل .
المحقق : و شنو هوّا هذا الرأي ؟
حامد : سيّدي ، هذا عادل سياسي داهية ، سيّدي . حـچيه هوايا حلو ، سيّدي ، و هو ذكي و مثقّف حيل ، و يتفهم نفسيّة المقابل بسرعة ، سيّدي . و من يحـچـي ويّا أفهم واحد حـچـايتين بس، رأساً يكسبه إله ، و يحطّة جوّا أبطة ، تـگول ساحر له سحر ، سيّدي. سيّدي ، هذا مجرم خطر جداً على مستقبل الحزب و الثورة ، سيّدي . نعم سيّدي ، و الصوچ كله هو من مدير السجن اللي بقّاه بدون إعدام إلى أن جتّه الفرصة ينظم الإضراب بالقاطع ، سيّدي . المفروض بهذا المجرم عادل أن ينعدم من زمان ، بس ما أدري ليش الجماعة إتهاونوا وياه ، سيّدي . تدري سيّدي هذا اللعين بقـى أكثر من سبعت شهر بزنزانة الإعدام ، ولوما الشباب من القوات الخاصة يرمونه چان لسّا ما تنفذ حكم محكمة الثورة العادل بحقة ، سيّدي .
المحقق – و إنت برأيك لويش هذا الخائن النـگس بقى نايم على گلوبنا كل هذي الفترة الطويلة بدون تنفيذ الحكم عليه ، ها ؟
حامد – و الله سيّدي ما أدري . المسألة تحيّر . و الله سيّدي لو ما آني أوگف ضده كلما أشم منه ريحة تطاول على سياسة الحزب و الثورة ، چـان من زمان ما بقى بالسجن أحد ما حطه جوا إبطه ، سيّدي؛ و چـان الإضراب صار قبل ثلث تشهر ، مو هسا ، سيّدي المبجل . الشاهد الله يا سيّدي آني چـنت دائما أوگف له بالمرصاد سـچينة خاصرة ، و أخليه يلزم حدوده كلما توصل الحـچـاية للنيل من سمعة حزبنا المجاهد و ثورتنا المظفرة ، سيّدي ، وهاي أمانة مقدسة برگبتي وآني ملتزم بيها للّوحة ، سيّدي !
المحقق - زين ، لعد شجابك للحوزة ، ها ؟ وإنت بعثي قديم ، مثل ما تدّعي ، و عندك وعي قومي ، وإندفاع قوي مع سياسة الحزب ، ها ؟ لويش لدغت الإيد اللي شالتك ؟ ها ؟ لويش خنت الحزب إللي تعب على ترباتك ، و اللي صرف عليك من دمه ، وسوّاك آدمي و قائد ، و إنت چنت خلـگ عربنـچـي دايح بالسواگـه , ها؟
حامد - (يرتجف) حاشا لله سيّدي . سيّدي ، آنا رحت للحوزة بأمر الحزب ، سيدي . سيدي، و خمسة و تسعين بالمية من الحوزويين هم بعثيّة شرفاء ، و أرتباطهم بالأمن مباشرة سيّدي . و الله سيّدي ، إسألني إلي ، سيّدي . آني چـانت تقاريري تروح لمدير الأمن مباشرة ، سيّدي ، لأنه يدري بيها تـگص گص، و الله سيّدي ! و يا ما ودّيت رؤوس عفنة للمشنقة ، سيّدي . و الله سيّدي ، وچانت التكريمات تزخ عليَّ زخ ، سيّدي . و بعد ، سيّدي ، آني چنت معتاز چم فلس ، فرحت للحوزة ؛ بس بأمر الحزب ؛ تدري خوش رزق بيها ، سيّدي ، و آني عظم واحد ، و مريض : عندي إرتفاع سكر و ضغط ، و صاحب عيال هواي ، و عمري تعدى السبعين ، سيّدي !
المحقق - ليش ما كفّتك رواتب الحزب ، و مكارم الثورة ؟
حامد - (يرتجف.) أعوذ بالله سيّدي الجليل : الحزب و الثورة مغرّگينا بأفضالهم من سنة الثلاثة و الستين لليوم ؛ و هذا لحم چتافي كله منهم ، سيّدي . و بعدين آني چـنت رايح بمهمة حزبية رسمية ، و ما قصّرت بالواجب أبداً ، سيّدي .
المحقق - و شـكثر چـنت تحصل من العمامة باليوم ؟
حامد - و الله چان الرزق مو سوا ، سيّدي . حسب أيام الزيارات ؛ و خصوصا أيام الخميس و الجمعة ، وشهر رمضان و محرم ، سيّدي . يعني ، چـان الوارد الشهري يطلّع أيجار بيوتي الأربعة ، و مسواگـهن ، و شويا فوگـاهن چم گشّة ، سيّدي .
المحقق – (يسيل لعابه .) زين ، لعد وين إنت ضام هاي فلوسك كلهن هسّا ، ها ؟
حامد - و الله سيّدي ما بقى منهن شي . كلهن راحن ، سيّدي !
المحقق (يصاب بالخيبة ) – لا تـچـذب ولك ! و ين راحن ؟
حامد – (يرتجف.) سيّدي ، كلهن صارن إببطن عميد الأمن عدنان الدوري .
المحقق – مدير أمن النجف ؟
حامد – نعم ، سيّدي . بعد إنتهاء التحقيق ويّايا بمديرية أمن النجف ، العميد عدنان دز عليَّ من الموقف لمكتبه فوگ بالمديرية بالليل ، و إتعهد لي تعهد قاطع أنّو راح يشمّلني بالعفو بالتأكيد ، و أطلع إفراج مقابل كل أموالي المنقولة و غير المنقولة ، سيّدي. فكتبتله صك بكل فلوسي بالبنك ، و حوشين ، و سيارتين ، و بستان ، و ما بقى شى عندي ، و الله سيّدي .( تثقل أنفاسه ،و يبدأ يتبلعم عند الكلام . ) هيههيههـ ، هيههيهـ .
المحقق – إنت مو چنت موقوف ؟ شلون لعد كتبتله الصك ؟
حامد – سيّدي من صعّدوني لمكتبه بالليل ، و فكّوا العصابة من عيوني و الجامعة من إيدي ، شفت مرتي الزغيرة گـاعدة يم العميد عدنان ، و متزوِّگـة ، و تضحك ويّاه ، و لابستني آنا رجّالها الشايب ، چني مو يمها . هيههيههـ ، هيههيهـ . و بعد ما جابولي چـاي و جكارة ، مرتي الزغيرة هيَّ إللي طلّعت لي دفتر الصكوك مالتي ، و يّاه كشف حسابي بالبنك ، سيّدي . هيههيههـ . و آني كتبتلها صك بأسمها بكل رصيدي . و بعدين العميد عدنان جابلي مرتي الزغيرة مرة لخ و يّا القاضي لمديرية الأمن ، و سوّيتلها وكالة عامة ، و هي كتبتله كل أملاكي بإسمه و إنطته كل فلوسي ، هيههيههـ .و بعدين طلبت الطلاق مني على مود هوا يتزوجها ، سيّدي . هيههيههـ ، هيههيهـ .
المحقق – و بعدين ؟
حامد - سيّدي ، بعد ما حصّلت على الطلاق مني ، العميد عدنان أخذ منها الورا و الـگدام ، و رفض يتزوجها ، سيّدي . بربوگ البعيدة ! هيههيههـ . و آني هسّا أمامكم محكوم بالإعدام بسبب مرتي الزغيرة و أملاكي ، و الله سيّدي ! لا عمامة و لا طابور خامس و لا من يحزنون ، سيّدي العزيز . هيههيههـ.
المحقق – إي ، هذا هو الشغل التمام و المضبوط ! عوافي أبو قحطان الفحل ! فحل و قفّاص ! ما تبقّي لغيرك شي ! ما علينا , إحنا ولد اليوم . إذن هذا المجرم الخطير عادل جعفر چـان هو قائد الإضراب . و منهو بعد غيره ؟
حامد - سيّدي هوّا و المعاون مالته ، فرد واحد كردي إسمه نجدت ، سيّدي .
المحقق – و شسمه الكامل ؟
حامد - و الله سيّدي ما أعرف ، بس هو بزنزانة رقم تلاثة ، وشغلته اللي إنحكم عليها هو وجماعته مالت صيد سمچ في بحيرة الثرثار ، سيّدي . هيههيههـ.
المحقق : و منهو بعد ؟
حامد : سيّدي بزنزانتنا رقم سبعطعش المؤيدين للإضراب هما – من غير عادل - هم كل من النزلاء : قادر و كامل و مناضل و أمير هيههيهــ و جيثوم و علاء و وليد و يحيـى هيههيهــ و منفي و كريم و علي و عباس ، سيّدي . هيههيههيهــ.
المحقق - ( يدوّن الأسماء على الورقة أمامه .) حيل ، هذولة إثنعش واحد ، ليش أنتو أشـچم واحد چنتو بالزنزانة ؟
حامد – ( يرتجف. ) سيّدي ، چنّا ثمنطعش واحد ، سيّدي هيههيههـ .. سيّدي ، أشو راسي دايدور كلش ، ما أدري شبيا ، سيّدي ! هيههيهـ . هيههيهـ .
المحقق – هسّا مو وكتها إتدوّخ راسك ! لا تدوخ ، إفتهمت؟ هسّا صحصحلي دماغك زين ، إفتهمت ، يو لا ؟
حامد – (يرتجف ) هيههيههـ . إفتهمت . تؤمر ، سيّدي ! هيههيهـ .
المحقق - عود راح أوصّيهم يدزولك حباية باراسيؤول بعدين . لعد منو چـان ضد الإضراب ؟
حامد - سيّدي بس آني و مهدي و باقر و سمير و عمران ، سيّدي . هيههيهـ .
المحقق – خمسة بس ؟ شنو يعني هذولا الشيوعيين بعدهم مسيطرين على قاطع الإعدام ؟
حامد – سيّدي السبب هو هذا سـ- عادل ، راس الحية ، سيّدي هيههيههـ .و همزين تنفذ بحقة بالأخير القصاص العادل ، سيّدي . هيههيهـ .
المحقق - زين شلون چنتوا تتفاهمون و يّا بقية الزنزانات ؟
حامد - سيّدي العنقرجية جليل الهاشمي و المعاون مالته عبّاس چـانوا يودّون و يجيبون الحـچـي بين الزنزانات ؛ هيههيهـ . من يوزّعون صحون الأكل ، سيّدي . هيههيهــ
لمحقق - و من هوا جليل هذا ؟
حامد - سيّدي ، سيد جليل ، من أهل الكوت ، سيّدي . هيههيههـ .
المحقق - أشو هم رجعنا لقوانة "السيد" مرة لوخ ؟
حامد - (يرتجف.) العفو ، سيّدي ، هو كلب إبن كلب ، و إيراني حقير . هيههيههـ .
المحقق - لازم أصله من التبعية الإيرانية ، مو تمام ؟
حامد - تمام ، تمام ، سيّدي. هيههيههـ . و هو من سلالة الملك حسين ، أبو الإردن ، سيّدي . هيههيههـ .
المحقق - و شلون عرفت علاقته بملك الأردن ؟
حامد - سيّدي ، مو السفير الأردني إجا يزوره مرة مرتين ؛ هيههيههـ .و هوا إللي توسط له ، و سواه عنقرجي علينا ، سيّدي . هيههيههـ .
المحقق - كلب إبن الكلب ! ناكر الجميل ! و منهو اللي سواه عنقرجي ؟
حامد - آمر السجن ، سيّدي .هيههيههـ. سيّدي المبجل ، انتم المفروض بيكم تخلّون الناس اللي مثلي و الحريصين على الحزب و الثورة إبمكان العنقرجي الإيراني الحقير هذا ، چـان شفتوا شلون أجيبلكم كل دسائس هذولا المجرمين و مؤامراتهم ، هيههيههـ أولاً بأول , و من الألف للياء ، و الله ، سيّدي . خلّيني ابمكانه ، و هسّا تشوف ، سيّدي . هيههيههـ .
المحقق – بعدين ، بعدين ! و هذا عبّاس ، منو هوّا ؟
حامد - سيّدي هذا المعاون مال سيد جليل ـ أقصد جليل ، سيّدي ، العفو ! هيههيههـ .
المحقق - و شنو إسمه الكامل ؟
حامد - سيّدي ما أدري ،هيههيههـ بس يـگولون هوا دليمي من آلبو علوان ، سيّدي ! هيههيهــ .
المحقق - من هذولا اللي إرتدّوا عن دينهم ، مو تمام ؟
حامد - و الله ما أدري ، سيّدي . هيههيههـ .
المحقق – شلون ؟
حامد – نعم سيّدي ، هيههيههـ .هو من المرتدين الأنجاس ، سيّدي ! هيههيههـ .
المحقق - زين هذا جليل و عبّاس ، إبيا زنزانة موجودين ؟
حامد - سيّدي بزنزانة رقم واحد . هيههيههـ .
المحقق - إثنيناتهم بنفس الزنزانة ؟
حامد - نعم سيّدي . هيههيههـ .
المحقق - زين ، و شلون تتفاهمون مع الزنزانات الإخرى في غير أوقات توزيع التعيين مال الزقنبوت مالكم ؟
حامد - سيّدي بالإشارات ! هيههيهـ .
المحقق - إشاراتيش ، ها ؟
حامد - سيّدي بالإشارات مالت الأصابع . هيههيههـ .
المحقق - شلون يعني ؟
حامد - سيّدي ، يعني يوگف المحكوم ورا باب الزنزانة و أمام الشباك الصغير اللي صاير بالباب فوگ ، سيّدي ؛ و يطلّع أصابيعه من الشباك ، و يحـچـي بيهن و يّا أبو الزنازين اللي مقابيله ، سيّدي . هيههيههـ . و بعدين سيّدي هذا أبو الزنزانة المقابلة لزنزانتنا يحـچـي بأصابيعه و يّا الزنزانات المقابلة إله ، و هكذا سيّدي . هيههيههـ . و اللي يقرأ الرسائل واحد من كل زنزانة يوگف ورا الشباك ، و هوا إللي يبلّغ ربعه بكل زنزانة بمعنى الرسالة الواردة ، و بعدين يرجّع الجواب إلهم ، سيّدي . هيههيههـ ، هيههـ .
المحقق - أشو شوّفني شلون تحـچـي بأصابيعك ، ها !
حامد - سيّدي ، آني ما أعرف شلون يحـچون بالأصابع ، و الله سيّدي ! (يمسك رأسه بكلتا يديه ،و يأخذ أنفاساً طويلة ثقيلة .) هيههيههـ ، هيههيهـ .
المحقق - كلاب أولاد الكلب ، بالإشارات مالت الأصابع ! و بعد شكو عدكم من الأعمال الإجرامية الأخرى ، ها ؟ إحـچـيهن كلهن ، ولا تضم شي ، فاهم ؟
حامد - (يرتجف و هو يواصل الإمساك برأسه بيديه . ) نعم سيّدي ، نعم . هيههيههـ . ها ، و نسيت أگولك سيّدي .. (يمسك قلبه و يصبح تنفسه ثقيلاً .) هيههيههيهـ ، هيههيهـ . سسيّدي صار لي .. سست أشهر ما ماخد دوا الضضضغط مالي .أخذوه أخذوه رررجال الأمن منّي من وقّفوني إيهههيههيهـ ، هيههيهـ ؛ و ما رج-ررجّعولياه آهـهـهـهـ .. سسسسيـ هيههيههـ . (يغيب عن الوعي و يسقط من كرسيه إلى الأرضية على رأسه .)
المحقق – حامد ! و لك حامد ! (يقوم من كرسيه ،و يتجه نحوه و يهزه.) حامد ، أگـعد ! و لك حامد ، أگـعد ، أگـعد ، أگـعد ، كلب إبن الكلب ! (يرفعه من الأرض بكلنا يديه إلى الأعلى ، و يهزه بقـوة موجها عدة صفعات قوية إليه ، وهو يهتز بيده مثل الحبل السائب و رأسه يتمايل . ) حامد ! و لك حامد ! حامد ! . و لك أگـعد ! أگـعد ! أگـعد ! إبن الكلب ؛ شنو دا تضحك علينا ؟ ها؟ أگـعد ! و لك أگـعد لا هسّا أقلّع عيونك بالسـچـّّـينة ! ( يهزه بقوة ، ثم يتركه ، فيسقط أرضا ، و يتكوّم جثّة هامدة .) و لك هَيْ إبن الكلب ، هسّا هذا وقتك يغمى عليك ؟ تفو عليك ! كلب إبن الكلب ! جايف ! رجل القحبة ! ( يتوجه نحو باب غرفة التحقيق ، و يصرخ .) مفوّض ذياب ! مفوّض ذياب !
( يدخل المفوض ذياب.)
ذياب – (يؤدي التحية.) نعم سيّدي !
المحقق – إستدعي سيارة الإسعاف ، و خلّي يشيلون هذا الكلب للمستوصف حالاً حتى يكشف عليه المضمّد ، يللا ، إسرع ! (يخرج مسرعاً .)
ذياب – (يؤدي التحية.) تؤمر سيّدي ! ( ينحني على حامد ، يضع أذنه على قلبه ، يرفع يده اليسرى إلى فوق من الرسغ ، ثم يتركها ، فتسقط . يقف. ) و لك أي إسعاف ، أي مضمّد ، أي طرّماش ، هذا الشايب فطس ! صدگ لو گـالوا هذا حزبنا يشوي شوي ! كله : ققققق ! (يؤشر بسبابته على رقبته إشارة الذبح السريع .)
ستارة











المشهد الثالث
غرفة محاكمة صغيرة . في الوسط توجد منصة عالية ، يجلس مأمور قاطع الإعدامات على اليمين ، و آمر السجن في الوسط ، و آمر الأحكام الثقيلة على اليسار . تحت ، إلى اليسار من الغرفة يوجد قفص الإتهام ، يقف فيه كل من مهدي و سمير و باقر و الكيس الأسود فوق رؤوسهم و أيديهم مشدودة إلى الخلف و أرجلهم مصفدة بالأغلال . وهناك سلسلة حديد تمتد خلفهم تربط بين أصفاد اليدين إلى أصفاد الرجلين . و إلى جانبهم توجد جثة حامد منكسة الرأس ، و هي في وضع الجلوس و مصفدة بنفس طريقة تصفيد بقية المحكومين من زملاءه . إلى اليمين يقف ثمانية عساكر يرتدون البدلة الزيتوني و كلهم ضخام الجثة و يضعون أيديهم مشبكة على صدورهم . و بينهم و بين المنصة يوجد درج حديدي عال يؤدي إلى باب مفتوح يفضي إلى المشانق و عددها أثنين و عشرين مشنقة . و بين الباب و المشانق ستارة حمراء .
أمر السجن - (يقف ، فيقف معه كل من مأمور قاطع الإعدامات و الأحكام الثقيلة ،و يقرأ في ورقة صفراء أمامه.) :
إستناداً إلى الصلاحية المخولة لنا هاتفياً اليوم من الرفيق قصي صدام حسين المشرف العام على الحرس الجمهوري ، و بالنظًر لثبوت قيام المدانين المحكومين بالإعدام كل من مهدي هادي عبود و سمير صبح حسين و باقر جعفر محمد و حامد جواد حسين بالتخطيط و قيادة حركة التآمر المسلح ضد آمرية و أفراد قاطع الإعدام و بقية نزلاء القاطع في أبو غريب بتاريخ 1/7/1996، مما أدى إلى إستشهاد مائتين و سبعين بطلاً من أسود جهاز المخابرات و الأمن العام ، و جرح خمسماءة منهم ، كما أدى إلى وفاة تسعة عشر ألف و تسعمائة و خمس و تسعين مداناً محكوماً بالإعدام ، لذا فقد تقرر تنفيذ حكم الإعدام بهم شنقاً حتى الموت فوراً .
(إلى العسكريين . ) شوفوا شغلكم .
يتحرك العسكريون الثمانية ، كل إثنين نحو محكوم واحد ، و يحملونه مثل الجنطة من طرفي السلسلة المشدودة من الخلف ، و يصعدون به السلم الحديدي نحو المقصلة. المحكومون – عدا حامد الميت الذي تكون جثته بملابسها المتهرئة جداً آخر من يصعد - يرفسون و هم محمولون الواحد خلف الآخر بنسق عسكري . يتفوه المحكومون بالكلمات التالية عند البدء بصعود الدرج بالنسبة لكل واحد منهم ، و يكررون نفس الكلمات حتى إيلاجهم غرفة المقصلة فوق .
مهدي – آخ ،(يرفس .) و لكم آخ ! آخ ! ولـچ إلحـگيلي يوم ، راح يعدموني الظلّام إلما عدهم ذرّاية رحم. (يرفس .) يوم ! آخ ، آخ ! يوم ! آخ ، آخ ! ( يرفس وهو يبكي بحشرجة متواصلة حتي إدخاله من باب المقصلة فوق .)
سمير – آخ ! بريء واله) بريء . آخ ! إحبّيْبين ألله يخلّيكم ، خلّوني أقدم إلتماس عفو للرئيس القائد صدام حفظه الله و رعاه ! (يرفس .)آخ ! آخ ! أبوس إيديكم و رجليكم ودّوني للريس الله يحفظه ! آخ ! (يبكي.) و لكم و دّوني لصدام ! (يبكي .) ولك إلحــگلي صدام مروتـك! (يرفس .) آخ آه آهههه ! مروتك صدام ! آخ آه آه آخ ، ولك الحـگلي صصصداااااااام ! (يرفس .)و لكم هذا شلون ظلم ! (يرفس .)آه آخ آه آخ ! (يصل نهاية السلم ) ولك الحـگلي صصصداااااااااام ! (يولج إلى داخل غرفة المقصلة وهو يرفس .)
باقر – (بصراخ عال .) اللعنة على صفحتك يا إبن صبحة النغل ! (يرفس .)تجيلك ساعة سودا مثل هذه الساعة قريباً بعون الله ! (يرفس .)و بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين ! (يرفس .)و بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين ! (يرفس .)و بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين ! (يرفس .)يمهل و لا يهمل ! (يرفس .)يمهل و لا يهمل! (يرفس .)يمهل و لا يهمل ! (يغيب صوته بعد أن يولج داخل غرفة المقصلة.)
مأمور السجن – هاهاهاهاهاهاهاع !
مأمور قاطع الإعدامات و قاطع الإحكام الثقيلة - هاهاهاهاهاهاها ع !
المأمورون الثلاثة - هاهاهاهاه هاهاهاهاهاهاها ! هاهاععع !
ثلاثتهم - هاهاهاهاه هاهاهاهاهاهاها ! هاهاععع ! هاهاهاهاهععع !
مأمور السجن ( يخرج مسدسين من حزامه ، و يرفعهما إلى الأعلى و يرمي . يفعل زميلاه نفس الشىء ويستمر إطلاق الرصاص حتى ملامسة الستارة للأرض .)
(تنزل الستارة ببطء شديد مع النشيد التالي ، و لا تلتقي بالأرضية إلا مع آخر كلماته - ذات اللحن الجنائزي هذه المرة و الذي يشبه ذلك المستخدم في مواكب اللطم الحسينية . )
إحنا طليعة أمة عريقة غالي وطنها شعبها أصيل
إحنا الجيل إليمشي طريقه مهما كان طريقه طويل
إحنا البعث البعث البعث البعث
ثورة شعب يوم نادانا نخلي نهار الغاصب ليل
إحنا البعث البعث البعث البعث
و السجن اللي بنوه للشعب كسرنا قيوده و حررناه
هتف الشعب يوم الثورة هذا ليوم اللي إتمنيناه
إحنا البعث البعث البعث البعث

ستارة
إنتهت
بابل 29/ 4 / 2011



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساء عراقي ساخن : كل شيء عادي كالعادة
- فضيحة الثعلبان -چيق- و -چاق- و الضبع -ورين-
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /8 ، و هو ال ...
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /7
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /6
- الدكتور محمد مهدي البصير / الشخصية الحلية الفذة
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /5
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /4
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /3
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /2
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /1
- قصة قصيرة : يوم جمعة في حياة جندي مكلف عراقي
- حكاية الموت الغريب للفيل -جَلا-
- ملاحظات حول حركة حقوق المرأة و مدرسة النقد الأدبي الأنثوي
- خَلَفْ
- دِشَرْ
- ستراتيجيات سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق خلال الفترة 2003-20 ...
- قصة الخنزير البهلوان -نجم-
- رسالة قصيرة


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - نص مسرحية -معمعة العميان-