أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - خَلَفْ















المزيد.....

خَلَفْ


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 16:17
المحور: الادب والفن
    


كان "خلف" مزارعاً يعمل في زراعة الشلب في أرض أجداده التي إستولى عليها الشيخ الإقطاعي "صيهود" بفضل قوانين الإحتلال البريطاني ، و هو يسكن هو و زوجته و أبناءه الثمانية صريفة من قصب البردي نسجتها زوجته و أقامها بيديه في نفس المزرعة ، و لديه خمسة جواميس و كلب حراسة . و كان يمكن أن يواصل عيشته الراضية تلك في مكانه ذاك إلى يومنا هذا لو لم ينقطع حبل كلبه الأسود "سعيد" في ذلك النهار الحزيراني الأغبر .
بدأ نهار ذلك اليوم مثل غيره من الأيام الأخرى : أيقظته زوجته أم مشكور فجراً ، فتوضأ بماء الجدول و هو يتنسَّم أريج الخبز الحار الذي تعده أم مشكور على التنور المنسدل دخانه في أرجاء المكان ، و صلّى ركعتي الفجر في ساحة الدار ، و ربط كلبه "سعيد" بحبل الليف إلى جذع نخلة الدار ، ثم صبّ فطور الكلب من نقيع كسر الخبز بالماء و القليل من السمن في صحنه الفخاري القديم ، و الكلب يلحس قدميه . بعدها ، جلس يتشمم عَبَقَ شواء العجين في التنّور حتى جلبت أم مشكور صينية الفطور و قوري الشاي ، و جلست إزاءه في صحن الدار ، و أكلا من رزق الرحمن ، ثم شربا الشاي ، و الأبناء نيام . بعد فراغهما من شرب الشاي ، همهم "سعيد" همهمته المعهودة كلما أراد المطالبة بحصته من الشاي ، فصبَّت له أم مشكور بعض الشاي في صحنه الممسوح . بعدها إعتمر "خلف" شماغه ، و تناول مسحاته ، و إتجه إلى حقل سيده لشتل الشلب .
قبل الظهر ، دخل "سعود" - الكلب الطليق للشيخ صيهود - ساحة دار "خلف" ، ربما بسبب إنتشار رائحة القشطة التي كانت تعدها أم مشكور مع جارتين لها في قدر واسع على الوجاغ ، و راح يتنابح مع "سعيد" المربوط و الذي هاله تجاوز الكلب الدخيل على حماه ، و نباحه عليه في عقر داره ، فراح يتقافز و يتراكض عند تخوم قوس وتر الحبل المربوط به يريد الإشتباك بغريمه ، الذي إكتفى بالنباح عليه قريباً جداً منه ، و إن بمسافة تكفي لجعله بمنأى عن متناول غريمه . خفّت أم شكر لتهدئة "سعيد" و هي تحمل مكيال الطعام ، و آثرت أن تتجنب ضرب الكلب الدخيل خوفاً من صاحبه الشيخ الذي يسكنون في أرضه و يزرعونها أباً عن جد . و يبدو أن "سعيداً" إكتسب جرعة مضاعفة من البسالة بمقدم ولية نعمته قريباً منه ، فأراد إثبات جدارته أمامها على نحو مؤثر ، فوثب وثبة جبارة إنقطع على أثرها حبل الليف المربوط به ، و هجم على "مسعود" الذي لاذ بالفرار ، فطارده كاللبوة حتى أدركه عند مضيف الشيخ ، فبطحه ، و نهشه عدة مرات في عنقه و صدره أمام أهل السلف صغاراً و كباراً ، ثم تركه و هو يزمجر ، و عاد متبختراً إلى مكانه في دار خلف ، و قعد باسطاً ذراعيه ، و راح يلحس جراحه الخفيفة . أما غريمه "سعود" ، فقد قبع يولول في مكانه بنشيج حزين جرّاء هزيمته النكراء و جراحه الثخينة .
شاهد "مَنْهل" - إبن الشيخ صيهود - كلب أبيه الأثير يئن بعوائه و هو مثخن بالجراح ، و عرف هوية المعتدي الجسور عن طريق سؤال أهل السلف ، فذهب إلى والده ، و أبلغه نبأ عدوان كلب "خلف" على كلبهم أمام مضيفه .
خرج الشيخ "صيهود" مهرولاً لتفقد "سعود" ، فجزع لمرأى حال كلبه الذي أهداه إياه صديقه الكولونيل الإنگليزي ، فنادى على ثلاثة من "تفّاگته" العبيد ، و أمرهم بجلب "خلف" من المزرعة إلى ديوانيته في التو و الساعة ، و استدعى على الفور ثلاثة من شيوخ السَلَفْ إلى ديوانه ، ومعهما سيّد خضر .
حضر "خلف" أمام رجال السلف على عجل ، و وقف أمامهم حافي القدمين الملطختين بالطين ، محزّماً بشماغه ، و بيده مسحاته ، و سلّم على القوم ، فقال له صيهود و هو يتفرّس بوجهه :
- لا سلام و لا كلام ! وصّلتها للرﮔبة ! إسمع خلف ، خللي ألله إبّين عيونك ، ترى و الله هاي ما صايره و لا دايره ! ما تـﮔللي بويا آنا أبّيش مطلوب يتنكَّس عـﮔـالي جدّام كل أهل السلف ، ها ؟
لم يستطع خلف فهم الموضوع إذ لم يكن قد سمع بخبر عراك كلبه مع كلب الشيخ صيهود ، و لكنه كان يعرف أن إستدعاءه إلى مضيف السلف أمام الشيخ و مستشاريه يعني أن أمراً خطيراً قد حصل ، فرد قائلاً :
- خير يا طويل العمر ، ما عاش من ينكِّس عـﮔـالك ، و آنا رﮔبتي جدّامك ، تفداك يا محفوظ .
- هاي شنهو بعد ؟ تغشِّم نفسك ، ها ؟ شوف خلف ، ترا حتّينا الله ما يقبل بالواحد اللي جاعد نزل يدبـّﭻ على الروس ، و إنت موش بس ﮔـاعد نزل و تدبّـﭻ ، إنت عضّيت الإيد اللي صار لها خمسة و عشرين سنة توكلك خبز إنت وعائلتك ، و لا آنا و لا شيّاب أهل السلف ذولا جدّامك ما راضين أبدن على عملة ﭽلبك المـﭽلوب السودا بمسعود اليوم . إجا يركض وراه عنّاي من صريفتك لمضيفي ، و مزّعة تمزّع ، و خلّه دمه يتجارى بطوله ، و الله أعلم يمكن ما يصبّح الصبح ! إي ليش كل هذه الأذيّة و إنت و أهلك جاعدين تاكلون و تشربون و تنامون بــﮕـاعي ، ها ؟ هوا هذا حگ جزاك إلي ؟ زين أنت عندك ثمانية مـﮕمِّعين و حرمتك ، ما يعرف واحد منهم يركض و يكضّه للـﭽلب المـﭽلوب مالتك ، و يكفي أرواح عباد الله الصالحين من شرّه ، ها ؟!
فهم خلف القضية ، و أدرك أبعادها الخطيرة عليه و على مستقبل عائلته ، فعزم على التحرّك بكل سرعة و حزم لجبر الضرر الحاصل ، و تلافي عقابيله المجهولة.
- سودا بوجهي على هاي الطرﮔـاعة يا محفوظ ، الشاهد الله يا طويل العمر آني رابطه للحيوان بالنخلة بهاي إيديّا اليوم الفجر . و بس هسّاع سمعت منك بعملته السودا هاي . الله شاهد ، هسّع رايحلك إﭽتله لسعيد و ألعنلك سلفه سلفاه ، و ما يصير خاطرك إلا طيّب يا طويل العمر .
خرج "خلف" من ديوان الشيخ مهيض الجناح ثقيل الصدر و هو يفور فوران المرجل . دخل داره ، فشاهد "سعيدا" مربوطاً من جديد و هو يتبسّم له ، فبصق عليه ، و إتجه إلى أم مشكور يهم بضربها ، و لكنها تعلقت برقبته ، و إنهالت عليه بالقبل ، و هدّأته ، ثم أفهمته حقيقة ما جرى . قعد "خلف" في ساحة الدار و هو يزفر مبرطماً و يتصبَّب عرقاً ، و أم شكر تهفّي له بعصبتها . ثم قام ، و دخل الصريفة ، و تناول بندقيته ألـ "كـﭽك" التي إشتراها الشهر الماضي بالدَّين المقسَّط ، و خرج متجهاً نحو كلبه "سعيد" الذي هشّ له و بشّ ، و راح يلحس قدميه و هو يلوِّح بذيله . صوّب "خلف" ماسورة بندقيته نحو رأس "سعيد" ، فأدخلها الكلب في فمه ظانّاً أنها نوع من الطعام الجديد اللذيذ الذي يستحق التذوّق. فجأة ، أحسّ "خلف" بوابل من الماء المثلّج يغمر كل جسده ، و وجد نفسه و هو يتمتم دون إرادته : "أستغفر الله العظيم ! لا حول و لا قوة إلا بالله !" فوضع البندقية جانباً ، و قعد على الأرض جنب الكلب الذي راح يلحس يديه اللتين إمتدتا تمسّدان له فروة رأسه .
و قف فجأةً ، و توجّه نحو ديوانيّة الشيخ . دخل و سلّم ، و قال لصيهود دون أن يسمع رداً على سلامه :
- محفوظ ، ﭽلبكم طلع هو العايل : طب بنص داري ، و تحارش بسعود اللي ﭽـان مربوط بالنخلة ، و عندي تلث نسوان شهود ، و الله شاهد . و بعدين ﭽـلبكم صار يقاهره لسعيد ، فشب سعيد عليه ، و انـﮔطع الحبل ، و صار اللي صار . آنا هوايا متحسف يا طويل العمر ، و إحنا ولاد عم ، و دم و لحم ، و الـﭽـلاب هواي ، و السالفة ما تسوا . إي و الله ، يا طويل العمر !
- السالفة مخالفة ، يا خلف . طبّ بنص داري ؟ شنهو إنت بعدك لسّا ما تْعَرِفْ صريفتك المَهَجومة أنت بانيها بـﮔـاعي آنا ، موش ﮔـاعك ؟ ها ! طبّ بنص داري ! و الله هوايا تْعَرِفْ الأصول ! عيش و شوف يا صيهود ! و فوﮔـاها تلث نسوان شهود ! تالي عمرك يا صيهود و النثاية يشهدن عليك و يسنَّن على الزلم سانية ! با لله ما إستحيت من روحك و إنت زْلِمة خشن تخلّي النثايه ياكلن بعقلك حلاوة بنص الظهر ؟ أولاد عَم ، و دم و لحم ؟ هيچ ، ها ؟ لو ﭽنت تقدّر الدّم و اللحم من صدﮒ ، ﭽـان جْبَرِت بخاطر شيخ عشيرتك و أهل السلف كلهم ، و سوّيت اللي لازم كل زلمه يسوّيه ، و ﭽتلت ﭽلبك المـﭽلوب ، و انت تـﮔول الـﭽـلاب هوايا . و ﭽـان ما سلِّمت لحيتك للنساوين ، و إجيتني إيد من ورا و إيد من جدّام ، و أنت تـﮔول : آنا زلمه خشن ، و أعرف الأصول ، و تفديني برگبتك !
هنا دخل "منهل" عليهم ، و قال لأبيه :
- شيخنا ، "مسعود" إنطاك روحه ، يا طويل العمر ، و دفنّاه ؛ و العبيد راحوا ﭽتلوا بالمساحي و المناجل "سعيد" بيه ، و زتّوا لشته بالزبالة .
أطرق صيهود لحظة ، ثم وجّه كلامه لـ "خلف" :
- إسمعني زين يا خلف ، مادام صار إبّيني و أبينك فجران دم ، هاي لازم يصير بيها فصل دم ! و فصلها جَلْوا من هاي الديرة إنت وعائلتك ! إفتهمت ، يو لا ؟
- إفتهمت ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .
- خوش ! و إذا وذّن علينا وذان الفجر باﭽـر و إنت بعدك مصبّح بـﮔـاعي ، فآنا بعد ما مسؤول إذا ذولا العبيد ذبحوك إنت و عيالك كلهم بالمناجل ، مثل ما ذبحوا ﭽـلبك المـﭽـلوب ، إفتهمت ، يو لا لا ؟
- لا حول ولا قوة إلا بالله ! إفتهمت .
إلتفت صيهود نحو شيوخ السلف و قال :
- بويا إنتم إحـﭽـوا ، خو مو آنا العايل ؟
فأجابه إبنه :
- حيشاكم من العيلة يا طويل العمر .
و أمّن السيّد خضر على ذلك بالقول :
- عدّاك العيب ، يا بو منهل !
- الله ويّاك ، خلف . روح شوف شغلك بالعَجَلْ ﮔبل ما تغيب الشمس و يجي الليل . كلكم إجْلوا إبطَرِﮒ رواحكم و هِدْمَتْكم و فليساتكم و بس ، و عوفوا كل شي أبمـﭽـانه ، إفتهمت ؟
- إفتهمت المريود ، الله كريم .
- و ها ، بالك و إيّاك تاخذ الجمس لو المسحاة و الكـﭽـك ويّاك ! عوفهن كلهن إبمـﭽـانهن ، إفتهمت يو لا ؟ هذنّي صارن فصل دم !
- محفوظ ، الله ما يقبل بالظلم ! ما يصير هيچ : هم چتلة واحد بواحد ، و هم جَلْوا ، و هَمْ فصليّة فجران دم ! الله و أكبر . بويا انتو زلمنا الكبار ، ما تحچون ؟ يصير دَنْ موتة الچلب مثلّث ؟
كان الشيخ صيهود يدرك أن الأعراف العشائرية لا تُجيز القصاصَ عن الضرر إلا بمثله ، لا أكثر ؛ فالعين الواحدة بالعين الواحدة و ليس بعين و أنف و سن . و لكنه إهتبل ميتة كلبه فرصةً سانحةً لا تتكرر للإستيلاء على جواميس "خلف" الخمسة لعلمه بكونهن أسمن جمس الديرة و أكثرهن حليباً ، و معهن بندقيته "الكچك" الطويلة السبطانة ، و التي سبق و أن أعجبه صوت لعلعة الرصاص منها في حفل زفاف إبنه "منهل" قبل شهر ! كيف يتصرف لحفظ ماء وجهه أمام أهل السلف فلا يتراجع عن الحكم الجائر الذي أصدره ؟ حان الآن دور السيّد "خضر" في إظهار عرفانه بالجميل ! نعم ، لمثل هذا اليوم يُراد أمثاله ! هذا هو يومه لكي يثبت فيه له جدارته ، فيُعِينه على نيل مبتغاه ! إنه ثعلبٌ عجوزٌ واسع الحيلة ، و ناعم اللسان ، و كلمته مسموعة ، و عليه الآن أن يرد إليه فضلَ إيوائه له مجّاناً في مضيفه الذي لبث فيه معززاً مكرماً منذ حفل زواج إبنه ، و أن يرد فضلَ حرصه الدائم على جعله يستأثر بأطايب لحوم السُفرة : هبيط أفخاذ الغنم و الدجاج كل يوم في الغداء و العشاء ، و صينيّات القشطة في الفطور ، ناهيك عن تجهيزه بأوثر الأفرشة و أوسعها ، و أنعَم اللحف و الطنافس و الزرابي ! الوضع حرج ، و عليه أن يتصرف بسرعة و لباقة قبل أن يتدّخل أحدهم برأي مغاير يمكن أن يُفسد عليه كل الطبخة الدسمة التي إقترب أوان الإستمراء بحلاوتها ! تنحنح "صيهود" ، و قال لخلف :
- زين خلف ، شتگول نستفتي سيّد "خضر" هذا الجدامك بهاي الحسبة إللي بيني ويبنك ، ها ؟ هذا سيّد مبجل و أبن رسول الله ، و رجّال معمم و صايم مصلّي و يخاف الله ، و ما يحكم إلّا بالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من أمامه و لا خلفه ! و آنا بويا جدّام إنت و جدّامكم إنتم كلكم شهود عليّا ، آنا شلت إيدي من هاي القضيّة . و هذا السيّد الشايل على راسه تاج الرسول جدّامكم هنا ، شنهو يحكُم حسب الشرع ، آنا قابل بيه ، و لو على گص ركبتي هاي ! ها ، خلف ، شگلت ؟ تقبل بحكم السيّد ، جدّام أهل السلف ، لو إنت عاصي على إرادة الله عزّ وجل ، و عندك غير راي ؟
- أستغفر الله ! بويا ، جدّام أهل السلف ذولا ، آنا همّاتين شنهو يحكُم السيّد آنا قابل بيه ! گول سيّدنا : يصير موتة چلب يصير دَنْها چتلة چلب بيه ، و ويّاها جَلْوا من الديرة ، و فوگاها خمس جمس ، و بندقية كچك طويلة ، و مسحاة جديدة ، ها ؟ سيّد ، دخيل جدّك الرسول : حكّم ضميرك ، و أحكم !
تنحنح السيّد و قال :
- بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على نبيِّه محمد أفضل المرسلين ، و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين . أما بعد ، فقد قال الله في محكم كتابه العزيز : و إذا حكمتم بين الناس ، فأحكموا بالعدل ! شوف خويا خلف : حُكْم الشرع بهاي المسألة واضح وضوح الشمس ، و لا لبس و لا إبهام فيه ! و لا ينكر آيات الله إلّا الظالمون ! شوف أبني : چتلة چلبك بچلب الشيخ : نفس بنفس ، صحيح ، يو لا ؟
- صحيح !
- و دوسة چلبك لمَحْرَم مضيف الشيخ عليها جَلوا ، صحيح ، يو لا لا ؟
- لا حول و لا قوة بالله ! زين هاي همّاتين قبلنا بيها ! جَلوا : جَلوا ؛ أرض الله واسعة ، و إنا لله و إنا إليه راجعون ! زين ، بعد آنا إبّيش مطلوب تنوخذ فوگ كل هذا حواويني و بندقيتي و مسحاتي ، ها ؟ شلون أگدر أعيش بطرگ روحي ، و زعاطيطي ثمانية كلهم بعدهم زغار دِگدگ ، ها ؟
- خويا خلف : صلّي على محمد و آل محمد !
- اللهم صلي على محمد و آل محمد !
- شوف خويا ، إنت زلمة ما شاء الله تفتهم ، و هوايا تخاف من عذاب ربك العظيم ، و أكيد إنت موش من هذولا اللي يخالفون حكم الله و يصيرون حطب جهنم و اللي الله – سبحانه و تعالى – يگول عنهم : و أكثرهم للحق كارهون ، صح ، يو لا ؟
- أستغفر الله ! صح سيّدنا ، صح ! آمنت بالله ! زين شنهو حكم الشرع بالجمس و البندقية و المسحاة ؟
- حكم الشرع بالجمس و البندقية و المسحاة يصيرن لصاحب السلف الموجودات بيه لأنك - و أنت صاحبهن - ما إحترمته لصاحب السلف ، و لا إحترمت چلمتك جدّامي و جدّام عمامك شيوخ أهل السلف لمّن تعهدت تچتل چلبك العايل ، و جبنت ، و ما أديت الواجب ! و الله يگول : الساكت عن الحق شيطان أخرس . من چلبك غزا دار الشيخ ، و چتل چلبه بداره ، هذا يعني مثل واحد يسطي على دارك بالنهار ، و يچتل نَفِسْ من دارك . بويا ، الچلب نَفِس ، لو موش نَفِسْ ؟
- أي ، سيّدنا ، نَفِسْ !
- و الله يگول : ومن قتل نفساً بغير حق ، فكأنما قتل الناس جميعاً ؛ تمام ، لو مو تمام ؟
- تمام ، مولانا ، تمام !
- يعني كأنما چلبك چتل كل نَفِسْ بعشيرة الشيخ ! زين ، و چلبك منهو صاحبه المسؤول عليه ، أنت لو أكو واحد غيرك ؟
- معلوم مولانا ، آني !
- و نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام يگول : كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ؛ تمام ، لو مو تمام ؟
- تمام !
- لعد شلون إنت ولي أمره و مسؤول عليه بشرع الله ، و ما تتقبل تتحمل مسؤوليتك ، و تسكت عن الحق ، و ما تچتله بچلب الشيخ ، و تكسر كلام الله ، و تكسر كلامك أنت هنا جدّامنا كليتنا ، و ما تكفّر عن جريمته بحق كل عشيرتك ؟ ها ؟ تقبل إنت : ينكسر شرف عشيرتك و عمامك كلهم على مود چلب إنت مسؤول عنه ، و تفضل الإبقاء على حياته على صيانة شرف كل العشيرة ؟
- لا مولانا ، ما أقبل !
- لا عاب حلگك ! هذا هو الحَچي الزين مال الزلم الخشنة اللي تعرف الأصول و تخاف من رب العالمين ! و عليهِ ، لا يَحفظ شرف العشيرة إلا فصل الدم . ولمعلومك أجدادنا من أهل العلم يگولون : لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم ! صح ، لو مو صح ؟
- صح ، مولانا ، صح !
- و عمّك الشيخ صيهود رجّال هَمْ يحبّك و يخاف الله هواي ! و هوا ما راد يذبحك أنت وأهلك حتى يحفظ شرف العشيرة ، اللي هوا هم شرفك أنت يا أبن العم ، فاكتفى بدفع الديّة : الجمس و التفگة و المسحاة ، لأن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام أوصانا : أن إدرأوا الحدود بالشبهاة ! و هذنّي الجمس و التفگه و المسحاة كلهن وسخ دنيا ، حاشا گَدْرك ، موش أكثر ؛ و الله يرزق ما يشاء من عباده بغير حساب ! و إنشاء الله أنت أول المرزوقين بغير حساب و بمشيئة الله العلي الكريم ، آمين ، يا رب العالمين ! هسّا إفتهمت ، يو لا ؟
- إفتهمت ، و العوض على الله ! أودعناكم .
بعد خروج خلف ، كلّم صيهود إبنه "منهل" قائلا :
- شوف مَنْهَل ، خلّي العِبيد يشيِّلونهم كلهم بلعجل هسّاع ، و يركّبونهم بمشحوفهم ، و يزتّونهم لـ "العمارة" ، و يردّونه للمشحوف ويّاهم لهنا . و خلّي الصِبي "ناشور" يـﮔـعد عليهم ناطور ، و أول ما يولّون ، يجيب مسحاتهم و الكـﭽـك لدارنا . و يسوﮒ جمسهم ، و يربطهن وَيْ خواتهن بطولتنا ، و بعدين يروح يحرﮒ صريفتهم ، إفتهمت ؟
- يجرا لك ، يا طويل العمر .
بابل 25/3/2011



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دِشَرْ
- ستراتيجيات سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق خلال الفترة 2003-20 ...
- قصة الخنزير البهلوان -نجم-
- رسالة قصيرة


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - خَلَفْ