أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - غناء لقمر بعيد -4-














المزيد.....

غناء لقمر بعيد -4-


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


غناء لقمر بعيد -4-
غريب عسقلاني قصة قصيرة


عند حافة الشتاء

.. ها هو الشتاء يحمل من الألم ما يفيض عن الألم!!
هل جاء يحمّلني وزر الوقت وحدي, وقد طردني إلى صحراء كل ما فيها رمال متحركة.. وباتت المسافات بيننا تقتل الآه قبل أن تقبل مقلتيكَ!!
هل نال منا الغدر قبل مواعيد التوت في صدري, وقبل تخلق عسل التين على شفتيكَ
أرحل الآن إلى مجلسنا عند ضفة النهر, تحت شجرة بين نخلتين.. الشجرة عارية مثلي, بعد أن جلدتها الريح بسياط من جليد!!
هل تجمد في ضرعها الحليب!!
ضاع منا النهر وثكلت فينا النخلتين؟؟
منذ رحلنا, لا ليل مضيء يزرع في الماء القناديل أسماكا ملونة, تسبح مع التيار لاهية لعوب, ولم اعد أجدف في نهركَ, واستحم بفيض عينيك, وانتثر لهاثي حيث أنتَ..
أين أنتَ..
لم يتبق منك غير باب يوصد وظل بيدين تفترقان ورجفة سكنت بين الدهشة والذهول.. وشتاء كلما جاء يبدأ بالبكاء وينتهي بالبكاء..
***
الليلة نثرت السماء بعض دفء, فأرهفت لنبض دمي وغزاني الشوق إليك.. جاء
حضورك طاغ..
هيأت المائدة وأضأت الشموع التي تحب أن ترى وجهي في ظلها المرتعش.. وجلست مع حضوري أنتظر.. ناديتك حيث أنتَ:
- هيا عجل بالمجيء.. الكأس بانتظارك, والليل يطل علينا من نوافذ النجوم..
لكنك لم تجئ, وبكى الليل..
هل رأى الليل في عيوننا الحب القديم؟!!
هل تسمر الوقت بنا عند الأمس, ولم يعد ليومنا من حضور؟
وأخذت اهتف لعلك تسمعني حيث تكون:
-الحذر يا صاحبي, لا تدع الريح تأخذك إلى شاطئ مهجور, حيث لا وميض فجر ولا قمر, ولا شراع يحملك إلى شواطئنا..
فجأة سقطت من عباءة الليل نجمة, ذابت أو انطفأت في مخمل العتمة..سألت: -- من تكون؟
قالت الريح:
- هي نجمة خذلها قمرها فهوت
- وأنا؟؟
***
سكن الوقت يا صاحبي, فاختني رعشة موت, وغزتني ريح آتية من هناك حملتك, إلى بابي.. كنت متعبا يسربلك الوجوم.. أشرت وقلت:
- اتبعيني..
ومضيت اقتفي أثرك, يحملني شوقي إلى صفة النهر, وقبل أن نصل هبت عاصفة محملة بالغبار الأسود إلى حد التفحم والاحتراق..ورأيتك على خد القمر تقف بين نخلتين جردهما القصف من السعف.. فصرخت:
- من قطع هامات النخيل؟ ومن قتل في النهر أسماكي الرقصة!!
فجأة هبط عصفور جريح على عنق احدي النخلتين, وهبطت عصفورة منتوفة الريش تحط على عنق النخلة الأخرى, ورأيت فوق النخلتين قمرا كسيفا يحمل وجهك
هل دخلت يا صاحبي فصل غياب جديد..
***
في شرفتي انتظر
يمضي النهار, لا تفارقني رائحة الموقد الخابي على بقايا خبز أمي, وطعم صوتك يغمرني بالدفء في زمهرير الشتاء, فهنا تنهمر الأمطار على العاشقين دفئا, وأنا وحدي من البرد ارتجف.. أمد يدي لعلك تأخذني إليك, يهزأ مني الوقت, ولا يعدني بعير الوداع..
متى تعود؟
وتعود ليالي بغداد مرصعة بالنجوم, ويفيض بي الوجد, فتأخذني للرقص الجميل على وقع سريان الماء في مجرى الفرات,
أم تراك تحولت سرابا الهث خلفه فقذفني الليل إلى صمت طويل, واقضي العمر شتاء اثر شتاء وشتاء؟؟



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غناء لقمر بعيد -3-
- غناء لقمر بعيد -2-
- غناء لقمر بعيد -1-
- قيامة غزة
- العزف على الوتر الثامن – 10 -
- عزف على الوتر الثامن –9–
- عزف على الوتر الثامن –8–
- هذا بيت أبي
- عزف على الوتر الثامن –7–
- عزف على الوتر الثامن –6–
- عزف على الوتر الثامن –5 –
- عزف على الوتر الثامن – 4 –
- عزف على الوتر الثامن – 3 –
- عز ف على الوتر الثامن – 2 -
- عزف على الوتر الثامن – 1 -
- غريب عسقلاني في هموم امرأة خضراء – 7 –
- هموم امرأة خضراء – 6 –
- هموم امرأة خضراء – 5 -
- هموم امرأة خضراء – 4 -
- هموم امرأة خضراء – 3 –


المزيد.....




- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - غناء لقمر بعيد -4-