أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عزف على الوتر الثامن –6–














المزيد.....

عزف على الوتر الثامن –6–


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


عزف على الوتر الثامن –6–

1 - الضحك

قالت له يوما:
- لن أسمح لأحد استلابها مثلي, سأجعل من طفلتي امرأة حقيقية تعيش أنوثتها
وقي يوم اتصلت به وكانت قلقة:
- نور تشاغب معلمتها أغثنني يا منسي..
- هل نور عل خطأ؟
- نور اكبر ن عمرها.. ربما هذا يحرج المعلمة!!
واقترح امتصاص طاق نور بأن يسند لها دور معلمة لجوعة من أطفال الفصل تظهر عليهم تميزها..
ومرت الأيام, وانشغلت نور بتعليم مجوعتها, وفي يوم اصطحبتها إلى محل الألعاب.. اشترت نور دمى تشبه تلاميذها, أما هي فقد أعجبتها دمية طفل رضيع يضحك ويكركر, فاشترته, فاعترضت نور:
- هذا لا يوجد عندي في الفصل!
- هذا المنسي خذيه وعلميه..
وفي البيت أجلست التلاميذ على المقاعد, وانهمكت في الدرس.. تكافئ المتعاونين, وتوبخ الكسالى, بينما الطفل يضحك ويكركر..صرخت نور:
- قولي لطفلك المدلل أن يتوقف عن الضحك وإلا عاقبته!!
- ما به المنسي؟
- أحمله يضحك.. أقبله يضحك.. أعضه يضحك..
- خذيه إلى صدرك ينام..
- جربت نام لحظة, ثم صحا ليضحك!!
أخذته إلى صدرها, قبلته وحذرته ألا يضايق نور.. نطق الطفل لأول مرة:
- أخبري نور أني أُحب من يحبني أكثر
وكركر ضاحكا..

2 - سر قارورة العطر

صوت خفي هتف داخلي بينما كنت في السوق أتفرج على حاجات النساء.. الصوت يعود بإلحاح:
- هي من تنتظرك!!
قارورة عطر على هيئة النصف العلوي لامرأة عارية ترقد بين السلاسل والعقود والخواتم الأساور والدبابيس.. الصوت يعود:
- هي أنتِ يا أميرة عاشقات العطر
ضمت القارورة بكفي, خرج مني دمي..صار بخارا أو قل هواءً مريحا.. سكبت قطرة ن عطر القارورة على كفي اليسرى وضغطت عليها بكفي اليمنى, فتحولت إلى امرأة ن قرنفل يمشي في أذيالي طيفا من روح الليمون.. قالت القارورة:
- أنا ن يحتفظ بسر روح العطر.. خذيني تكوني أنتِ.
ووضعت خلف أذني اليسرى قطر وخلف اليمنى قطرة, وعلقت القارورة أيقونة على صدري.. واليوم أدركت انك الوحيد من بين الرجال من يعرف سري.. هل تخبرني عن سر عطري
- كل ما اعرفه أني منذ عرفتك أدركني خدر القرنفل الغمس بالليمون!!
- ومنذ عرفتكَ تفتحت فيَّ شهوة القرنفل, وكلما أخ1ت قطرة من القارورة يتكاثر العطر فيها ويزيد..
لاذ بها وتعلق مع الأيقونة في صدره وهتف؛:
- هي روح العطر أنتِ..


3 - عندما رقصتِ على كفي!!

رجفة رجت بدني..
أدركت أنك في الطريق إلى ضفافي, فصرتُ نهرا حفر مجراه بين ضفتي قلبي.. دلقت في النهر آهاتي.. وقطعت الرحلة إلى مدن الأشواق..هاتف عبرني مع ذيول اللهفة:
- هي عند ناصية الشوق منذ بواكير الاشتياق؟؟
ووصلت مع نهري.. كنتِ تنتظرين.. هتفتِ :
- إني هنا لا تبتعد..
فردت كفي, فهبطتِ على كفي عارية مثل قرنفلة شقت جلد البرعم للتو..رقصتِ على كفي امرأة من قرنفل ففاض نهري طوفان اشتياق.. وهبطت عن كفي إلى حضني.. عبثت بشعيرات صدري.. صار صدري حديقة.. سألتِ:
- كيف يكون الاشتياق؟؟
أخذتني الرجفة من جديد, فدخلت في بلبلة المعاني.. هل أعاني الشوق؟! أم تراني عبرت بوابة الاشتياق..؟؟
ضحكتِ وعدتِ للرقص على كفي.. نبتت بعد خطاكِ غابة أقحوان.. نثر الأقحوان رحيقا من عسل, اندلق في مجرى نهري سار حتى المصب في البحيرة..
وصحوت.. كنتِ تحدثيني عن بحيرة ماءها عسل يقصدها, العشاق كلما استبد بهم الشوق وأكلتهم نار الاشتياق!!


4 - شرود

حدقتُ في صورتها, خرجت من شرودها وصرخت:
- لا تتلصص عليَّ
لذت بخيبتي, فقفزت من إطار الصورة.. جلست أمامي امرأة من لحم ودم وحزن غضوب..صامتة عادت إلى الشرود.. مسحتُ دمعة انزلقت على خدها.. انقضت عليّ, واستلت من بين عينيها سكينا من أثير وذبحتني فانتابني الضحك.. قطعتني إربا.. إربا وذرتني مع الريح في أركان المعمورة.. صارت الريح زوبعة ضاحكة, هطلت مطرا انبتت أجزائي آلاف الكائنات الضاحكة..
وصحوت..
ما زالت صاحبتي محاصرة في إطار الصورة, وما زلت أحدق في عينيها ابحث في سر الشرود..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزف على الوتر الثامن –5 –
- عزف على الوتر الثامن – 4 –
- عزف على الوتر الثامن – 3 –
- عز ف على الوتر الثامن – 2 -
- عزف على الوتر الثامن – 1 -
- غريب عسقلاني في هموم امرأة خضراء – 7 –
- هموم امرأة خضراء – 6 –
- هموم امرأة خضراء – 5 -
- هموم امرأة خضراء – 4 -
- هموم امرأة خضراء – 3 –
- هموم امرأة خضراء – 2 -
- هموم امرأة خضراء – 1-
- خداع الصور
- في تفسير لغة الريح
- مكابدات امرأة عاقلة
- صقر أبو عيده والدوران حول بؤرة الألم
- طقوس امرأة بريئة جدا – 6 –
- قطف اللهفة قبل مواسم الجفاف
- امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق
- الانتظار بقلب عاشقة وصبر قديسة..


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عزف على الوتر الثامن –6–