أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - مهور الديمقراطية..وخطاياها














المزيد.....

مهور الديمقراطية..وخطاياها


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 20:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان مهرها نهرا" من الدماء البشريه طاف بين القطبين، مع ان ولادتها في اثنيا قبل ثلاثة الآف سنة كانت احتفالية شارك فيها مواطنوها وقرروا اتخاذ قراراتهم بأنفسهم دون نواب يمثلونهم في مجلس برلمان. ولأن الطبيعة البشرية وسيكولوجيا السلطة تفرز الحاجة الى حاكم ومحكوم وغالب ومغلوب، فقد ظهرت امبراطوريات كبرى ابتلعت المدن الصغرى ذات الديمقراطيات النقية، اصيب قادتها بهوس الشهرة والتوسع على الارض،لدرجة ان الاسكندر الكبير توجه من الهند التي خضعها الى العراق ووصل جمجمال بين اربيل والسليمانية!بجيش كبير و(15) فيل هندي مدرب على القتال!.
ومع ان الأديان الكبرى ساهمت في توطيد قيم وثقافات ساعدت على ازدهار الديمقراطية، فأن الأسلام تفرّد بتأسيس أول دولة دينية ديمقراطية اعتمدت مبدأ الشورى في تداول السلطة، وفكرة شرعية الدولة (التي تعني شرط قبول الشعب بالحكومة) وعدم التمييز بين الحاكم والمحكوم..وان الناس متساوون امام القانون. فلقد اشتكى يهودي لدى الخليفة عمر على الأمام علي، فبعث في طلبه ليمثل امامه، فوقف علي واليهودي سويا" امام الخليفة. وحين سأله عمر: ماذا تقول يا ابا الحسن فيما قاله خصمك؟ اجابه: اندهني باسمي فنحن امام الخليفة خصمان. كان هذا في ديمقراطية الخلافة الراشدية..فيما الآن، وهذه من اكبر خطايا ديمقراطيتنا، ظهرت فئة سياسية في السلطة وضعت نفسها فوق المساءلة والقانون.
وكان اول مهر غال لديمقراطيتنا نحن العرب، دم الامام علي. فبمقتله اقيم مأتم لتوديع الديمقراطية الراشدية.غير ان فاجعة الحسين كانت المهر الأغلى. فبها أبطل مبدأ الشورى وانفتح الباب امام الدكتاتورية، وانتهى مبدأ التداول السلمي للسلطة، لتصبح وراثية. وكان ما كان من مهور الديمقراطية، يكفي ان دماءها في العراق شكلّت نهرا" ثالثا".
ومع أن العالم كان لغاية عام (1900) خال من نظام ديمقراطي بالمعنى الحقيقي للديمقراطية،"حكم الشعب بالشعب وللشعب"،فان مهور الديمقراطية دفعت دماءا لتتحنى بها كراسي السلطة في(120) بلدا حتى عام ألفين معظمها خارج قارتي العالم العربي!. وبرغم انها تحققت في العراق فان خطاياها عندنا تنطبق عليها مقولة المرحوم جعفر السعدي:عجيب أمور غريب قضية!.
فمع أننا تخلصنا من سلطة الفرد التي ركلت الديمقراطية بقدم راع صار طاغية،فان سلطة الجماعة الدينية لوحّت بمصادرة حقوق الانسان..وفعلتها في بغداد والبصرة وبابل..وصارت تهيء وعاظ سلاطين يشرعنون ما لا تقرّه دساتير الديمقراطية.


ومن خطاياها المضحكة المبكية انني التقيت شيخ عشيرة حكى لي عن وفد من حزب زاره قبيل الانتخابات يرجوه منح اصوات "فلاليحه" لمرشحي حزبه،زاره بعدها وفد من حزب آخر للغرض ذاته..ولأنه لا يريد أن "يكسر بخاطرهما" فانه وعدهما بأنه سيقسم أصوات فلاليحه الخمسمائة بينهما "بالنص!".
وخاتمة خطاياها انها جاءت ببرلمانيين بمستوى ثقافي متواضع واستبعدت مفكرين ومثقفين من طراز رفيع.فلقد بلغني أن(108) برلمانيا ليس عندهم بريد الكتروني،و(78)لا يعرفون ادخال ارقام كارت الشحن بالموبايل،و(112)لا يستطيعون كتابة الرسائل(المسيجات)،و(50)لا يعرفون شيئا عن الكومبوتر،وأن غالبية من يستخدمونها يتابعون الأبراج!. ويختمها "الاحصائي على ذمته" بتعليق:ان( 56%) من برلماني افغانستان لم يستخدموا الكومبيوتر في حياتهم،وأن بعض نواب بنغلادش متخرجون في كتاتيب الملالي..وذلك دليل واضح أننا أحسن منهم.
وبين المهور والخطايا لا تملك سوى أن تقول: عجيب أمور غريب قضية ..ياديمقراطية!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!
- لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا
- نصائح للمتظاهرين العراقيين
- المصريون..أهل نكته..حتى في المحنة!
- في زيارة أربعينية ألامام الحسين ..وتساؤلات مشروعة
- هل يأتي الدور على العراق؟
- بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق
- نحن والجيران والطائفية
- بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - مهور الديمقراطية..وخطاياها