أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الحرية ليست إلاّ شرطاً ظرفياً يستوجبه فقر أدوات الإنتاج















المزيد.....

الحرية ليست إلاّ شرطاً ظرفياً يستوجبه فقر أدوات الإنتاج


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 18:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الحريّة ليست إلاّ شرطاً ظرفياً يستوجبه فقر أدوات الإنتاج

بدايةً لا بدّ لنا من أن نصنّف الحريّة في خانة الألغاز وذلك لأن العامة يبتذلون مفهوم الحرية فيستخدمونه عشوائياً بغير ذي معنى في أحايين كثيرة؛ كما أن الخاصة من مفكرين وفلاسفة من مختلف المدارس والإتجاهات لم يتفق إثنان منهم على مقاربة واحدة لفلسفة الحرية فظلت لغزاً مغلقاً على الأفهام، وهو ما مكّن حتى أعداء الحرية من الإتجار بها وتقديمها على غير ما هي، وابتذالها حتى تم استخدامها ضد الحرية نفسها. كذلك ابتذلتها الإمبريالية الأميركية فيما بعد الحرب العالمية الثانية فرفعتها شعاراً لوراثة التركة الإستعمارية للإمبراطوريتين الإستعماريتين المنهارتين البريطانية والفرنسية ، كما ابتذلتها أيضاً في الإعتداء على الشعوب الطامحة للتحرر والاستقلال فاقترفت جرائم فظيعة بحق الشعب الفيتنامي تحت شعار " الحرية ". ويسفّ رجال الإكليروس في ابتذالها وهم يدعون إلى "التحرر" من شروط الحياة على الأرض من أجل الإلتحاق بملكوت "الله" في السماء. وبدعوى حريتها في ارتداء الحجاب والنقاب تتنازل المرأة المتأسلمة عن كامل حرياتها الإنسانية وتعلن نفسها خديناً للرجل ليس أكثر. لكل ذلك يغدو التوقف إزّاء شرط الحريّة من أجل فهمه على حقيقته أمراً في غاية الأهمية خاصة وقد أخذ الليبراليون الجدد، بل وحتى بعض أنصاف الماركسيين، يعتبرون توق الإنسان للحرية هو الأساس لعملية الأنسنة وجوهرها وليس شرطاً ظرفياً لها لا يلبث أن يزول في الشيوعية.

الحيوانات الشبيهة بالإنسان، وقبل أن تبدأ رحلتها التغريبية على طريق الأنسنة قبل ملايين السنين، لم تكن تفتقد الحرية، مثلها مثل سائر الحيوانات الأخرى. الحيوانات لا تفتقد الحرية كما يفتقدها الإنسان طالما أنها ليست من متطلبات حياتها كما هي من المتطلبات الأساسية لحياة الإنسان في المجتمعات الطبقية الحقوقية الموسومة بتخلف أدوات الإنتاج ــ لماذا؟ ما الفرق بين الحيوان والإنسان؟ ليس من جواب على هذا السؤال المفصلي سوى أن الإنسان هو الحيوان الوحيد المنتج، الحيوان الوحيد الذي ينتج حياته. ولكي يتمكن الإنسان من أن ينتج حياته ترتب عليه أن يتغرب عن ذاته، يخرج من ذاته وينجح في تناول الآلة أو الأداة (instrument) ويشرع في استخدامها لإنتاج حياته نفسها، ولولا ذلك لانقرض شأنه شأن سائر أنواع الحيوانات المنقرضة الكثيرة. ولمّا كانت الحرية شرطاً تاريخياً لعملية الإنتاج التي يتجسد فيها وحدها فعل الأنسنة، فيتوجب البحث عنها على محور العلاقة ما بين الإنسان من جهة وأدوات الإنتاج من جهة أخرى من أجل فهم وتفكيك أحجية الحرية. العلاقة الدائمة دون انقطاع على الإطلاق بين الإنسان من طرف والآلة من طرف آخر هي علاقة تناقض ديالكتيكي يُغيّر كل من الطرفين الطرف الآخر بتبادل لا يتوقف ولا ينقطع على الإطلاق. قصور الآلة بشكلها المعيّن في طور معيّن عن الإيفاء بحاجات الإنسان المتزايدة والمتجددة باستمرار يواجهه الإنسان بتطوير الآلة التي هي بدورها تكشف عن قصور آخر مختلف. فعل الأنسنة إنما هو بالتحديد العلاقة المتبادلة المتغيرة باستمرار (الديالكتيكية) بين الحيوان المتأنسن وأدوات الإنتاج المتطورة باستمرار. وهكذا أصبح الإنسان المتعقلن تابعاً لصيقاً وملازماً لأدوات الإنتاج، الأدوات الصماء بالمعنى اللغوي لكنها النابضة أبداً بالإستجابة لحاجات الإنسان المتزايدة باستمرار بالمعنى الديالكتيكي.

الحرية إذاً، التي ما زالت تعبر عن نفسها على أنها الشرط المطلق لفعل الأنسنة عبر التاريخ، كان قد بدأ مفهومها يتشكل لدى الإنسان حال افتراقه عن مملكة الحيوان التي يغيب عنها تماماً شرط الحرية. من هنا يمكن الكشف عن معنى الحرية وجوهرها وهو بالتحديد تحرير علاقة التناقض الديالكتيكي بين الإنسان والآلة من كل ما يعيق أو يؤخر التأثير المتبادل بينهما. كل الشعوب من مختلف الأجناس والثقافات تؤمن حياتها فقط من خلال توظيف طاقاتها العضلية والعقلية في الإنتاج والاسترزاق كل على طريقته وأدوات عمله الخاصة. إن تباين وسائل الإنتاج في المجتمع الواحد من جهة وفقرأدوات الإنتاج من جهة أخرى ينعكسان مباشرة في تقسيم الشعب إلى طبقات تتصارع فيما بينها دفاعاً عن وسائل الإنتاج الخاصة بكل منها. من هنا كان مجمل التاريخ هو الصراع الطبقي الذي جذره تغليب أدوات إنتاج محدّثة على أخرى قديمة. وعليه لم يجد المؤرخون علامات لطريق تاريخ الإنسانية سوى أدوات الإنتاج فقالوا بالعصر الحجري والحديدي والبرونزي ثم البخاري والكهربائي والذري. لئن كان توق الإنسان للحرية هو ما يحرك التاريخ كما يدعي الليبراليون والبعض من أنصاف الماركسيين فإن ذلك التوق المزعوم يتجسد أخيراً في تبديل أدوات الإنتاج وتحديثها. وما يكذب دعوى الحرية لدى الليبراليين هو أن كل تحديث لأدوات الإنتاج ينعكس سلباً على حرية الإنسان من خلال توثيق إرتباطه وازدياد تبعيته لأدوات الإنتاج.

المثاليون ينكرون ويستنكرون "ابتذال" القيم الإنسانية الرفيعة مثل الحرية وتجلياتها في الآداب والفنون كمفاعيل للإسترزاق. إن أي محاكمة لمثل هذه الدعوى المثالية لن تجد ما يبررها؛ فالإنسان الذي كرّس كل قواه وملكاته ليتمكن من مواصلة رحلة الأنسنة الأبدية بأقل الصعوبات لا يمكن أن يبدع ثقافياً وروحياً فيما لا يخص هذه الرحلة. ليس أسخف من الإفتراض أن الإنسان لا يبدع فنياً وروحياً إلا بعد خروجه عن ذاته، عن مسار الإنسنة المتحققة فقط في الإنتاج!! بل إن المحاكمة المعمقة والشاملة لهذه الدعوى ستجد أن إبداعات الإنسان الثقافية والروحية على طريق الأنسنة إنما هي بمثابة قيام المحارب بصيانة سلاحه وتجهيزه كيما يكون فعالاً في معركته التالية. ولنا أن نلاحظ في هذا السياق أن نهوض الأدب الإنجليزي الرومانسي في عهد أليزابيث الأولى (1533 ــ 1603) كان الإرهاصة لنهوض الرأسمالية الميركانتيلية، كما أن نهوض الأدب الروائي والمسرحي في القرن الثامن عشر في إنجلترا رافق الثورة الصناعية وابتداع أدوات إنتاج جديدة ذات قدرات نوعية عالية كانت هي أدوات الإنتاج الرأسمالي. ولعلنا لا نخطئ إذا ما اعتبرنا أن الثورة الإشتراكية في روسيا ما كانت لتكون في العام 1917 لولا أن تقدمها الكتاب الروس العالميين العظام، غوغول وتولستوي وديستوفسكي وغوركي.

دعوانا في قضية الحرية هي أن المثاليين والليبراليين يرفضون مبدئياً تفكيك لغز الحرية و "ابتذاله" في مفاعيل الإنتاج. إلاّ أن هؤلاء المثاليين والليبراليين يغمضون عيونهم عن حقائق كبرى لا يجوز تجاهلها. ففي المجتمعات الرأسمالية، وعنوانها السياسية الليبرالية واقتصاد السوق، تكتسب الحرية شرعيتها من خلال توظيفها في عمليات الإنتاج. فالرأسماليون يستغلون العمال ويسرقون منهم فائض القيمة بحجة حريتهم في توظيف رؤوس أموالهم وتشغيلها. ولأن الإنتاج الرأسمالي يقوم أساساً على الإتجار بقوى العمل البشرية فإن تطور طبقة العمال من حيث الكمية والنوعية يغدو أمراً جوهرياً طالما أنه يؤدي بالنتيجة إلى زيادة ملموسة في فائض القيمة الذي يشكل أرباح الرأسمالي وهي هدفه الأول والأخير. لهذا أساساً يوفر الرأسماليون هامشاً محدوداً من الحرية يساعد على تطور الطبقة العاملة من خلال زيادة مكاسبها، هامشاً كثيراً ما ينكشف زيفه أو محدوديته عندما يتقدم العمال بمطالب تتجاوز الخطوط المسموح بها وتؤدي إلى تصغير فائض القيمة. وهكذا فإن الصورة البانورامية لمشهد الحرية موظفة في المجتمعات الرأسمالية لا تترك لبساً في أن الحريات بمختلف أوجهها تعمل كمعامل شديد الفعالية في تحقيق الإنسان لإنسانيته وتقدمه على طريق الأنسنة من خلال الإنتاج حصراً.

المثاليون والليبراليون يقدسون الحرية باعتبارها قيمة مطهّرة من كل دنسٍ دنيوي. يعلنون ذلك دون أن يعلموا أن المجتمعات الطبقية تعمل بطبيعتها على كبح الحريات باعتبارها حاجة إنسانية وتتحقق فقط لدى الإنسان بتناوله الحر لأدوات إنتاجه في كل زمان ومكان. في مختلف المجتمعات الطبقية تدافع الطبقة السائدة عن علاقات الإنتاج القائمة والتي تقررها أدوات الإنتاج الخاصة بها. وهي بدفاعها هذا تعطّل العلاقة الديالكتيكية بين الإنسان والآلة، وهذا تعطيل تام للحريات. النظام الرأسمالي يتنامى بفعل تزايد أعداد طبقة العمال البروليتاريا ورفع سويّتها وبتطوير أدوات الإنتاج أيضاً وزيادة فعاليتها. هذا يستمر حتى إشباع السوق المتاحة للنظام. بعدئذٍ يعمد الرأسماليون إلى خفض أعداد البروليتاريا ووقف كل تطوير لأدوات الإنتاج، يفعلون هذا كيلا يغرقوا في أزمة كساد حادة تقضي على نظامهم الرأسمالي. هامش الحريات المحدود الذي توفره الرأسمالية لعمالها لن يعمل إطلاقاً على الحد في حالة كهذه من انتشار البطالة والتعطيل التام للمصانع وأدوات الإنتاج. وليس أدل على ذلك من قيام رئيسة وزراء بريطانيا اليمينية المتطرفة مرغريت ثاتشر في العام 1984 بإغلاق 20 منجماً من مناجم الفحم وفقدان 20 ألفاً من عمالها وظائفهم وإلقائهم وعائلاتهم بالتالي إلى غوائل الفقر والجوع مستعيضة عن إنتاجهم من الفحم باستيراد الفحم من الإتحاد السوفياتي الذي ساعد بذلك تلك المرأة الحديدية في القضاء على أقوى وأكبر نقابة عمال في بريطانيا، عمال مناجم الفحم!! كان هذا عملاً فاشياً قامت به إمرأة عديمة الحس الإنساني. الدولة الفاشية أو النازية إنما هي التعبير السياسي عن أزمة الرأسمالية حين لا يتوافر حلّها؛ ومثل هذه الدولة تقمع كل تجليات الحرية بوحشية وهمجية بالغتين.

التحليل العلمي الأمين والدقيق لكل تجليات الحرية يقودنا إلى اعتبار الحرية نفسها شرطاً ظرفياً للإنتاج. والشروط الظرفية مهما كانت لزومياتها تتواجد بداية وتغدو لازمة تحت ظروف معينة ثم تنتهي وتتلاشى بانتفاء لزومها تحت ظروف أخرى. سيجادل الليبراليون في استحالة تلاشي الحرية وانتفاء كل لزوم لها منطلقين من عجزهم عن تصور المجتمع بلا عوائق لتعبير الإنسان عن ذاته وهو التعبير الذي يصب أولاً وأخيراً في عملية الإنتاج، لا يوافقون على الضرورة التاريخية لتبديل وسائل الإنتاج الرأسمالية وعلى تطور أدوات الإنتاج إلى أبعد مما يتحمله النظام الرأسمالي. نجادلهم بالشيوعية فيتهموننا بالطوباوية، لكنهم لا يستطيعون أن ينكروا التطور النوعي والكمي لأدوات الإنتاج الحديثة الذي لا يتوقف على الإطلاق والذي بدوره يجتذب أعداداً متزايدة باطراد من الناس للشغل عليها وما تعكسه الأدوات المتطورة على وعيهم بالتعامل معها. كل ذلك من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى مضاعفة الإنتاج بما يفيض عن حاجة الناس. كل الناس ظلوا في غاية الدهشة من وفرة الإنتاج التي حققها النظام الرأسمالي وتسببت بتقدم البشرية خلال قرنين فقط أضعاف ما تقدمت خلال ثلاثين قرناً سابقة. فأي فيض في الإنتاج سيتحقق إذا ما أزحنا بعيداً كل عوائق الإنتاج في النظام الرأسمالي من مثل الإنقسام والصراع الطبقي، وإلغاء الدولة كمنظمة قمع تقوم بالدفاع عن علاقات الإنتاج القائمة ومنعها من التطور، وإلغاء البطالة وذلك بتشغيل كل قوى العمل المتاحة، وقبل كل هذا نزع القيمة الرأسمالية من السلعة!؟ ما الذي يحول دون تحقيق كل ذلك كي يفيض الإنتاج عن حاجة البشر!؟ حاجات البشر تتوقف عن التزايد بعد درجة الإشباع، لكن تزايد فيض الإنتاج لا يتوقف أبداً كما رأينا في النظام الرأسمالي رغم أزماته الدورية واعتلاله بعوائق الإنتاج المختلفة. في غمرة فيض الإنتاج تسقط كل قيمة للإنتاج باستثناء القيمة الإستعمالية وينتهي نهائياً التنافس في الاسترزاق بين الجماعات والأفراد ويغدو تحقيق الذات في الإنتاج أمراً طوعياً محرراً تماماً من كل وازع أو زاجر. إذا كانت الشيوعية فكرة طوباوية كما ادعى أعداؤها، من مثل جورج بوش الأب وبوريس يلتسن وميخائيل غورباتشوف، فإن إزالة عوائق الإنتاج التي أشرنا إليها هي من الأمور الواقعية وفي متناول الإنسان. اشتغال كل قوى العمل المتاحة في المجتمع بأرقى أدوات للإنتاج من شأنه أن يحقق فيضاً للإنتاج يزيد كثيراً عن حاجات الناس مهما تزايدت وتجددت. البورجوازية تنكر على البروليتاريا قدرتها على تحقيق أي فيض في الإنتاج، وهذا إنكار غريب حقاً حيث أن البشرية عرفت أول فيض في الإنتاج على أيدي البورجوازية الرأسمالية نفسها وهو الفيض الذي أفاضه الرأسماليون على المستعمرات وتسبب باستعمارها. لئن كان الرأسماليون يوقفون عجلة الإنتاج كلما تعذّر تحويل منتوجاتهم إلى نقد بسبب الأزمة وفائض القيمة أو الإنتاج الذي لم تدفع أجوره للعمال، فالبروليتاريا بالمقابل لا تعمل بنظام الأجور بعد أن يتحول العمال من أجراء إلى متطوعين متعاونين وهو ما يلغي كل حدود للإستهلاك وتلبية حاجات الإنسان. لئن كان النظام الرأسمالي بكل اعتلاله بعوائق مختلفة للإنتاج يستطيع أن يحقق فيضاً للإنتاج بين كل أزمة وأخرى من أزماته الدورية فلماذا لا تحقق البروليتاريا في ظل دولتها فيضاً غامراً دون توقف، دون أزمات كساد ودون بطالة ودون حدود ضيقة للإستهلاك!؟

منذ فجر التاريخ والإنسان يواجه فقر إدوات الإنتاج، وعجز نظام الإنتاج القائم عليها عن تلبية كامل احتياحات الناس، يواجهه بالتنظيم من خلال إرساء أنساق من القوانين المحددة للحقوق وللحريات وهو ما يستدعي بالضرورة تشكيل هيئة باسم الدولة ذات سلطة تنفيذية من خلال أدوات الإرغام والقمع. عندما يحدد القانون الحقوق فهو يحدد بذات الوقت المحظورات وما هو خارج الحقوق، وعندما يحدد حرية الإنسان في عمل ما فهو يحظر كل عمل يتجاوز تلك الحدود. وهكذا فإن دولة الحق والقانون هي نفسها دولة المحظورات وسلب الحريات. لا يمكن لدولة الحق والقانون أن تقوم إلاّ إذا كانت وظيفتها حرمان قطاعات كبيرة من الشعب من "حقها" الإنساني في الثروة الوطنية ومجمل الإنتاج العام. عندما يفيض الإنتاج عن حاجة المجتمع لا يعود هناك لزوم لأية قوانين تحدد أية حقوق وبذلك لا تعود هناك أية حاجة لإقامة أية دولة. ليس ثمة من شك تبعاً لماركس وإنجلز ولينين وستالين في أن الإنتاج سيغمر المجتمع في نهاية مرحلة الإشتراكية التي لا تستغرق أكثر من ثلاثين عاماً من السلم الدولي في أسوأ الظروف تحت ظل دولة دكتاتورية البروليتاريا. الخطة الخمسية التي أقرها المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي في أكتوبر 1952 كانت تهدف إلى غمر المجتمع السوفياتي بالبضائع الإستهلاكية غير أن جنرالات الجيش يساعدهم خروشتشوف تمكنوا في سبتمبر 1953 بعد رحيل ستالين من تعطيل الخطة متجاوزين كل الأنظمة والقوانين وحولوا الأموال المخصصة لذلك إلى الصناعات العسكرية فغمروا المجتمع بالأسلحة بدل البضائع وكان ذلك أول خطوة معاكسة لعبور الإشتراكية.

كان الإنسان بحاجة ماسة للحرية من أجل مقاومة الدولة وقوانينها الجائرة والمحددة للحريات. أما عندما لا تكون هناك دولة ولا قوانين محددة للحريات فما حاجة الإنسان للحرية !!؟. ستتلاشى الحرية إذّاك وينتفي لزومها على الإطلاق، فما الحرية إلا شرطاً ظرفياً يستوجبه فقر أدوات الإنتاج وقهر طبقة البروليتاريا.
www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد النمري في حوار مفتوح حول: القراءة اللينينية لماركس المت ...
- ماذا في مصر وفي تونس
- حزب العمال الشيوعي يعادي الشيوعية
- الكارثة الكونية الوشيكة (انهيار نظام النقد العالمي)
- الدكتور علي الأسدي يغطي على المرتدين والمحرفين السوفييت
- نهاية التجربة الإشتراكية لدى علي الأسدي
- كيف تخلَّقَ عالم اليوم
- - المسألة الستالينية - !!
- العدو الرئيسي للعمل الشيوعي اليوم
- الحزب الشيوعي اللبناني يطلّق الماركسية
- ثورة أكتوبر لم تفشل
- - حفّار التاريخ - يسأل أسئلة صعبة
- صيحة الديموقراطية الكاذبة
- البورجوازية طبقتان متايزتان (في البورجوازية العربية)
- الليبراليون لا يعرفون معنى الليبرالية (الحرية)
- تنويراً لأنصاف الماركسيين
- ليس في الماركسية ما يفشل ... لماذا؟
- الإشتراكية السوفياتية ليست رأسمالية الدولة
- رسالة من ستالين إلى الرئيسين روزفلت وتشرتشل
- الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (5)


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الحرية ليست إلاّ شرطاً ظرفياً يستوجبه فقر أدوات الإنتاج