أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - تنويراً لأنصاف الماركسيين















المزيد.....

تنويراً لأنصاف الماركسيين


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 15:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تنويراً لأنصاف الماركسيين
عبرت عن سعادتي بمقاربة السيدين رعد الحافظ وشامل عبد العزيز للماركسية نقداً وقلت أن النقد هو أمضى سلاح للمعرفة. وهكذا آوى رفيقنا شامل إلى فراشه ليلاً ليبرالياً وفاق صباحا وإذ به ماركسي كما يعترف وكما يحاكم أنصاف الماركسيين بتهمة الجمود العقائدي طالما أنهم يقرؤون ماركس ويرددون أقواله بغير معناها. رفيقي العزيز شامل أنا أحييك على هذه المحاكمة، بل إن هؤلاء المتهمين هم فعلاً مجرمون طالما أنهم يرددون عبارات ماركس وهم يقصدون المعاني المغايرة، المعاني المضادة للإشتراكية.

لكن رفيقي شامل أرجو ألا تنزعج كثيراً إذا ما وصفتك ليس بالماركسي الجامد بل بالنصف ماركسي أو الربع ماركسي الذي يبحث دائماً عن الحقيقة ولا ينقطع عن التعلم كما اشترط لينين بالماركسي الشيوعي. أصفك بهذا لأنك طرحت مائة سؤالاً كبيراً وهاماً أمام الماركسيين اللينينيين متحدياً وما كان لك أن تفعل ذلك حتى وإن كنت الربع ماركسي لأن جوابها جميعها هو من أولى الحقائق الأولية في الماركسية وهي " الصراع الطبقي " . الصراع الطبقي هو الجواب القاطع الجازم لكل أسئلتك.

تطور أدوات الإنتاج النوعي وتنامي قوى الإنتاج المرافق هو ما ينقل المجتمع من مرحلة إلى أخرى وهو ما يبني كل البناءات الفوقية من سياسية وثقافية وأخلاق وأديان، والقصور التاريخي لهذه الأدوات، قصورها عن إنتاج ما يسد كامل احتياجات المجتمع ينعكس في تقسيم المجتمع إلى طبقات، طبقة تملك أدوات الإنتاج وأخرى تشغّل الأدوات لصالح الطبقة الأخرى. الحتمية التاريخية التي يسخر منها جنابك هي مرحلة التاريخ تبعاً للتطور النوعي لأدوات الإنتاج، وهي مرحلة حتمية تتحقق من خلال ثوره اجتماعية وهنا يلزم التنويه إلى أن طبقة الأسياد وطبقة العبيد في النظام العبودي فنيتا بالموت البطيء وليس بالثورة أما الإنتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية فقد بدأ بالثورة الفرنسية.

أما ما تنسبه لثورة أكتوبر فهو ليس صحيحاً على الإطلاق. لو عدت ليوميات عام 1917 في روسيا لوجدت أن " ثورة أكتوبر الإشتراكية " لم تكن ثورة ولم تكن اشتراكية بل كانت انتفاضة بيضاء من أجل استكمال الثورة البورجوازية كما كانت الأممية الثانية بقيادة كاوتسكي قد أوصت في العام 1912. من حوّل انتفاضة أكتوبر إلى ثورة إشتراكية هم أعداء البلاشفة من البورجوازية بجميع أطيافها كالمناشفة والاشتراكيين الثوريين وكبار الفلاحين الذين شكلوا الجبهة القومية ورفعوا السلاح بوجه البلاشفة لإبادتهم ولم تنتهي الجبهة القومية قبل أن تستدعي تسعة عشر جيشاً أجنبياً لإبادة البلاشفة. ولما انتصر البلاشفة في العام 1921 ل يبق هناك طبقة بورجوازية لتبني نظامها الإقتصادي الرأسمالي؛ لم يبق إلا البلاشفة الذين لا يعرفون وليسوا مؤهلين لبناء الرأسمالية. وعليه، ليكف التحججون بحرق الراحل عن مثل هذه الأقوال المنافية لوقائع التاريخ. أضف إلى ذلك أن ماركس نفسه كتب في العام 1882 في مقدمة أول ترجمة للبيان الشيوعي إلى الروسية يقول أن شرارة الثورة الإشتراكية العالمية قد تنطلق من روسيا. استيحاء من هذا أعلن لينين في يناير 1919 أن ثورة البلاشفة في روسيا هي تلك الشرارة. ولذلك يمكننا أن نعزو توقيت ثورة أكتوبر لماركس وليس للينين.

في أكتوبر 1917 نشأ فراغ في السلطة في روسيا وكانت روسيا تحت خطر وقوعها تحت الإحتلال الألماني والإنجليزي فانتفض البلاشفة بتأييد من البورجوازية واستولوا على السلطة دون أن تسفك نقطة دم واحدة. مئات الألوف من البلاشفة قتلتهم الجبهة القومية وكان على البلاشفة أن يدافعوا عن النفس ويقتلوا من سيقتلهم. البلاشفة هم أرفع الناس إنسانية. وللمثال فقط، فستالين الذي وصفه شامل بجلافة لا تليق بالوحش هو من أصدر أمره العسكري للطيارين السوفييت بألا يقصفوا أية أهداف مدنية في ألمانيا رغم كل الدمار الذي ألحقه الألمان بالبلاد السوفياتية وقد حرقوا كل الجزء الأوروبي منه. وعندما سافر ستالين من موسكو بالقطار إلى برلين لحضور مؤتمر بوتسدام أمر بالإبراق إلى جوكوف حاكم برلين العسكري بأنه لا يريد أي استقبال لدى وصوله برلين لأن من شأن ذلك أن يهين الشعب الألماني ويشعرة بالذل. هل تستطيع يا شامل أن تتصور أي إنسان آخر بإنسانية ستالين؟ تشرتشل وترومان كانا قد سبقاه واستقبلا استقبال الفاتحين وهما لم يفتحا شيئاً. ـــ في الثمانينيات جاء أحدهم يستشيرني في أن يبعث ابنه الوحيد عديم التجربة إلى الإتحاد السوفياتي ليدرس الطب، فقلت له في الاتحاد السوفياتي حضن أكثر دفئاً من حضنك. عاد الفتى من الإتحاد السوفياتي بعد عام وزرته للسلام فقص الولد أنه لن ينسى طيلة حياته التعنيف من معلمته المسؤولة عنه لأنه خرج خارج المنزل دون غطاء للرأس وحرارة الهواء كانت دون الصفر؛ فنظرت إلى والده وهو يبتسم بفرح. الإتحاد السوفياتي يا شامل علم أكثر من خمسة ملايين شابا أجنبياً مجاناً وأنفق في ذلك حوالي 160 ملياراً من الدولارات. عن أي إنسانية تتحدث يا شامل؟

أما لماذا انهار الإتحاد السوفياتي فقد كتبت كثيراً عن هذا لكن يبدو أن شامل لم يقرأ شيئاً منه ولو كان قد فعل لما كان قد حاكم الجمود العقائدي لدى الماركسيين مثل هذه المحاكمة. سبب الإنهيار هو الصراع الطبقي. كان كارل ماركس وفردريك إنجلز قد نبها لصراع البروليتاريا ضد البورجوازية الوضيعة بشكل خاص في البيان الشيوعي، وظل الصراع يحتدم أكثر فأكثر طيلة عمر الإتحاد السوفياتي فكان في نهاية الخمسينيات أن تمكنت البورجوازية الوضيعة من إزاحة البروليتاريا عن السلطة وقد أعلن خروشتشوف ذلك رسمياً لكن لعجب العجاب تتجاهلون ذلك أنت والدكتور عبد الخالق وأمثالكما من الليبراليين وليس هذا بدون غاية سيئة.
هل الصراع الطبقي حقيقة في المجتمع السوفياتي أم غير ذلك؟ لئن كان فعلاً حقيقة، فلماذا لم تذكره في بحثك المكرس لانهيار الاتحاد السوفياتي يا شامل وقد عزوته بالإجمال إلى الجمود العقائدي!؟

وأخيراً علق بعض الرفاق على الجمود العقائدي في مقالك السابق مقرّين وجوده في الماركسية كما في الإيديولوجيات الأخرى. تعليقهم هذا يقفز عن قانون الحركة الذي لا يقبل الجمود. لما كانت الماركسية قبل كل شيء وبعده هي قانون حركة المجتمع المتناهية عن حركة الطبيعة فهي لا تقبل الجمود بحال من الأحول. والماركسي الذي يبتذل الماركسية في إيديولوجية وعقيدة ثابتة وجامدة فإنه لا يعود ماركسياً على الإطلاق ولا يعود وصف "الماركسي الجامد" ينطبق عليه.



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس في الماركسية ما يفشل ... لماذا؟
- الإشتراكية السوفياتية ليست رأسمالية الدولة
- رسالة من ستالين إلى الرئيسين روزفلت وتشرتشل
- الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (5)
- الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (4)
- الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (3)
- الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (2)
- الرسائل الثلاث ودلالاتها . . .
- الرسالة الثانية . . ردٌّ على ردّ
- جواب قيادة الحزب الشيوعي الأردني على رسالتي
- رسالة قديمة إلى قيادة الحزب الشيوعي الأردني
- مشروعية السؤال .. ما العمل؟
- ماركسية صدر القرن الحادي والعشرين
- البولشفية وضرورة إحيائها
- الماركسيون ليسوا يساريين
- سفر الخروج / 3
- ما بين الرأسمالية والإستهلاكية
- أزمة اليونان مرة أخرى
- ما تفسير الأزمة في اليونان؟
- سفر الخروج 2


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - تنويراً لأنصاف الماركسيين