أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ماركسية صدر القرن الحادي والعشرين















المزيد.....

ماركسية صدر القرن الحادي والعشرين


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 11:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ماركسية صدر القرن الحادي والعشرين

كنت وما زلت أعارض كل الدعوات لتحديث أو تجديد الماركسة التي شاعت إثر انهيار الإتحاد السوفياتي مباشرة بصورة خاصة، إذ أنني على ثقة تامة أن جميع هؤلاء الداعين للتحديث والتجديد إنما هم محرّفون من أيتام الغبي خروشتشوف الذي أعلن رسمياً إلغاء أهم مبدأين في الماركسية وهما الصراع الطبقي ودكتاتورية البروليتاريا في العام 1959. هذا الغبي الذي لم يترك خلفه عملاً فكرياً أو حتى مقالة واحدة إن في الاشتراكية أم في السياسة أم في غيرهما ــ وبالمناسبة فإن ستالين كان يعرف أنه غبيّ وقد اعترف بذلك في مذكراته لكنه كان نشيطاً في العمل الشيوعي المرسوم من قبل الحزب وهو ما كان يدعو اللجنة المركزية لتسميته عضواً في المكتب السياسي. كان غبيّاً لدرجة الإعلان عن إلغاء الصراع الطبقي ودكتاتورية البروليتاريا. جميع الذين ما زالوا يطالبون بتجديد أو تحديث الماركسية إنما يستهدفون إلغاء حقائق اكتشفها ماركس وهي من حقائق الحياة ومسار تطورها وغير قابلة للإلغاء. فإعلان خروشتشوف إلغاء الصراع الطبقي ودكتاتورية البروليتاريا عام 1959 لم يعنِ شيئاً، فالصراع الطبقي ازداد حدة حتى وصل إلى إزاحة خروشتشوف نفسه بانقلاب عسكري في العام 1964، و "دولة الشعب كله"، بديل دولة دكتاتورية البروليتاريا، ثبت أخيراً أنها دولة لا تمثل أحداً سوى مجموعة الجنرالات المتحكمة بالقوات المسلحة، دولة يقوم عسكرها بطرد الأمين العام للحزب الشيوعي، خروشتشوف، من مركزه في العام 64، ودولة تلاحق شرطتها العمال الهاربين من المصانع في العام 83 بسبب انعدام كل مردود للعمل خلافاً للأسس الأولية للإشتراكية وما يتبع ذلك من فقر وإحباط، كما تقوم بنفس العام برفع أسعار المواد التموينية واسعة الاستهلاك على عكس ما تنحو الإشتراكية.

نعم ما زلت أعارض كل هذه الدعوات لأن أصحابها يؤمنون بصورة عامة أن هناك ما هو خطأ في النظرية الماركسية يلزم إلغاؤه أو تصحيحه بينما الوقائع المتتالية في التاريخ تقول العكس تماماً وبصورة خاصة انهيار دولة دكتاتورية البروليتاريا الاشتراكية السوفياتية حيث كان الإنهيار النتيجة المباشرة لإلغاء دكتاتورية البروليتاريا رسمياً في العام 59 وتعطيل الصراع الطبقي في المجتمع السوفياتي. لقد ثبت بالدليل الحسّي أن ليس في الماركسية ما هو قابل للإلغاء أو التصحيح. وليتوقف أيتام الغبي خروشتشوف ومن يقول قولهم، وهم الذين خربوا العالم كما هو خَرِبٌ اليوم، ليتوقفوا عن اتهامنا بعبادة النصوص بعد كل هذه الوقائع التاريخية التي تدحض افتراءاتهم. إلتزامنا الذي لا يتزعزع بكامل المنهج الماركسي دونما تحريف أو تعديل هو ما يلزمنا دائماً على تجديد قراءتنا لمختلف الحقائق على الأرض المتغيرة على الدوام كما يؤكد الديالكتيك الماركسي. إننا لا نستطيع أن نطرح قراءات جديدة ذات صدقية إلا من خلال الأمانة التامة للمنهج الماركسي. من واجب الماركسيين الحقيقيين قراءة الأوضاع والعلاقات الدولية قراءة لينينية بولشفية قبل إعلان أية سياسات مستجدة، كما كان لينين قد فعل، وهناك دائماً استراتيجية وتاكتيك مستجدان على الدوام كما في المنهج البولشفي الذي أثبت تفوقه غير المعهود خلال قيادة ستالين للدولة السوفياتية.

واجب القراءة الماركسية اللينينية للعلاقات الدولية والوطنية الماثلة هو واجب شيوعي من الدرجة الأولى. مثل هذه العلاقات وعلى مختلف الصعد تعكسها علاقات الإنتاج التي تؤطر سبل عيش الناس وحقائق الإقتصاد على الأرض. ما كان الشاب كارل ماركس ليكون شيوعياً يكتب البيان الشيوعي في نهاية عام 1847 لو لم يكتب قبلئذٍ في العام 1844 (Grundrisse) أو المخطوطة الإقتصادية والفلسفية (Economic and Philosophical Manuscript) التي تضمنت معظم المبادئ الإقتصادية الأساسية في كتاب "رأس المال". أن يزاول المرء السياسة، أية سياسة، بعيداً عن حقائق الإقتصاد على الأرض والوسائل التي يحصّل بها الناس معاشهم فإن هذا لا يعدو أن يكون عبثاً بمصائر الناس، بل غشاً وخداعاً. السياسة هي دائماً وأبداً الإنعكاس التفصيلي والدقيق لحركة المفاعيل الإقتصادية وتوجهاتها على الأرض. تسأل البعثي لماذا هو بعثي فلا يجد جواباً إلا لأنه يحب الوحدة والحرية والاشتراكية؛ وتسأله عن أسانيد هذه "المحبوبات" على الأرض فهو لا يعلم منها شيئاً، وقد أجابني أحدهم قبل أيام فقط على نفس هذا السؤال . . " أليس جميلاً أن تكون سائر الدول العربية دولة واحدة!!؟ " هؤلاء الذين يختارون سياساتهم كما يختارون ربطة العنق إنما يخدعون شعوبهم حتى وإن لم يقصدوا ذلك. على كل سياسي أمين لشعبه ولذاته أيضاً أن يعلل سياساته تعليلاٌ اقتصادياً، لأي شروط للعيش تنحو سياساته، وما طبيعة الشروط الحالية التي ستترتب عليها الشروط المستقبلية.

في هذا السياق تبرز قضية في غاية الأهمية وتشكل مرضاً خطيراً للعمل الشيوعي. فسواد الشيوعيين سابقاً لم يتخلّواَ عن البرنامج السياسي للشيوعيين في صدر القرن العشرين. ما زالت الرأسمالية رأسمالية بل زادت توحشاً، وما زالت الإمبريالية إمبريالية بل زادت عدواناً، وما زالت حركة التحرر الوطني تناضل للتحرر من الإمبريالية ومن استغلال الشركات الرأسمالية الكبرى وقد غدت عديمة الجنسية. هؤلاء الشيوعيون سابقاً ومعهم مروحة واسعة من فلول الأحزاب القومية يقولون بكل هذا دون أن يرف لهم جفن. لئن كانت هذه هي حقائق الإقتصاد في العالم اليوم فذلك يعني بالتأكيد أن تفوهات الشيوعيين سابقاً وفلول الأحزاب القومية هي صحيحة وتستند على قواعد مادية، أما إن لم يبقَّ أية ظلال من صورة الإقتصاد العالمي في صدر القرن العشرين فإن هؤلاء "الشيوعيين" و "القوميين" ليسوا إلا مخادعين ومضللين لشعوبهم. لماذا يصر هؤلاء على الاستمرار في التفوه بكل هذه التفوهات القديمة دون أن ينظروا بعين متفحصة في حقائق الإقتصاد ووسائل الإنتاج السائدة اليوم وفي ميكانزمات السوق الدولية وطبيعة مجرياتها؟ يمتنعون عن النظر في هذه الحقائق الجوهرية والحاسمة في تعيين السياسات المستوجبة متحججين بالشركات عديمة الجنسية التي لم تعدم جنسيتها إلا كإشارة قاطعة من إشارات انهيار النظام الرأسمالي.

نسي هؤلاء الشيوعيون القدامى ومعهم فلول القوميين متروبوليتات الرأسمالية العديدة ولم يعودوا يذكرون سوى الولايات المتحدة الأميركية والتي هي اليوم أبعد الدول عن النظام الرأسمالي. معهم كل الحق في ألاّ يذكروا في أدبهم السياسي الاستعمار الإنجليزي أو الفرنسي أو الياباني فلم يعد هناك أية مستعمرات في العالم وقد أكدت الأمم المتحدة هذه الحقيقة في بيان عام لها أذيع على العالم في العام 1972. لم يعودوا يذكرون إلا الإمبريالية الأميركية وحجتهم في ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية هي الداعم الأكبر لإسرائيل. ليس منهم من يقول أن إسرائيل هي مستعمرة أميركية بل كثيرون منهم من يزعم أن الولايات المتحدة الأميركية هي مستعمرة إسرائيلية أو هي بلد تابع للمركز الصهيوني، إسرائيل، وهذا بحد ذاته خروج بعيد عن مفهوم الرأسمالية والعلاقة الإمبريالية. صحيح أن الإمبريالية العالمية، وليس الأميركية، كانت قد أقامت إسرائيل في فلسطين لمقاومة المشروع النهضوي التحرري السوري، مشروع الشريف حسين، وقد نجحت في ذلك أيما نجاح، وتوظفت منذ إنشائها ككلب حراسة للإمبريالية كما وصفتها جريدة هآرتس الإسرائيلية عام 1951 نقلاً عن تصريح لستالين كما أتذكر جيداً. أما اليوم وقد تخلص العالم من الإمبريالية شكلاً وموضوعاً قبل أربعين عاماً فقد باتت إسرائيل عبئاً ثقيلاً على أكتاف الولايات المتحدة، والشيوعيون السابقون وفلول القوميين لن يتوقفوا عن وصف الولايات المتحدة بالإمبريالية والرأسمالية المتوحشة إلا بعد أن تقوم هي نفسها بإلقاء مثل هذا الحمل الثقيل، إسرائيل، في أحضان السلطات العربية التي تعزف عن اتخاذ أية إجراءات لتفكيك إسرائيل.

أنصاف الماركسيين وغير الماركسيين يظنوننا ندافع عن الولايات المتحدة عندما نؤكد أنها لم تعد رأسمالية وإمبريالية وقد أصبحت دولة الطبقة الوسطى، دولة البورجوازية الوضيعة التي لا تساهم في الإنتاج القومي بغير إنتاج الخدمات التي لا هي بضاعة ولا هي قيمة بحد ذاتها كما كان قد أكد كارل ماركس. الماركسية تقول لمن يعقل أن الرأسماليين هم أرحم كثيراً للبروليتاريا من البورجوازية الوضيعة. فالنظام الرأسمالي هو نظام الإنتاج الوحيد الذي يخلق في أحشائه بروليتاريا، وهو يعتني بالبروليتاريا عناية فائقة من أجل أن توفر له فائض القيمة. تماماً مثل صاحب الأغنام الذي يعتني بأغنامه كي تدر له المزيد من اللبن. بعكس الطبقة الوسطى التي تسارع إلى افتراس الأغنام قبل هزالها نتيجة الجوع المستمر. نحن نؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد دولة رأسمالية وإمبريالية لأن إنتاجها من الخدمات يصل إلى ما يزيد على 80% من مجمل إنتاجها القومي؛ والخدمات كما يعلم حتى تلامذة علم الإقتصاد ليس منتوجاً رأسمالياً بحال من الأحوال. وهنا أستسمح القراء عذراً في أن أعيد عليهم إحدى الفقرات التي كنت قد كتبتها في كتابي (جديد الإقتصاد السياسي) قبل ثمان سنوات واعتمدته جامعات عديدة كمرجع للبحث . .
" تحدث كارل ماركس في كتابه الشهير (رأس المال) وفي باب (الدورة البضاعية) عن خدمات التاجر (shop-keeper) الذي يقوم بدور جوهري في استكمال الدورة البضاعية الحيوية للإنتاج الرأسمالي فأكد أن هذه الخدمات لا تنتج شيئاً ولا تخلق قيمة (creates neither product nor value) ، لذلك فإن العوائد التي تعود على التاجر لقاء خدماته هي في أصلها جزء من فائض القيمة، أرباح الرأسمالي، ومن أجور العمال. فإذا كانت خدمات التاجر الضرورية لاستكمال الدورة البضاعية لا تنتج شيئاً ولا تخلق قيمة وهي بالتالي زبالة السوق فما بالك بالخدمات الأخرى غير الضرورية وهي كثيرة وفائضة عن عملية الإنتاج الرأسمالي.
لئن كان مجمل الإنتاج الوطني للولايات المتحدة عام 2000 هو 12.5 تريليون دولاراً فذلك يعني أن حصة الخدمات منه هي 10 تريليون وحصة السلع 2.5 تريليون فقط، ولما كان 5% فقط من الخدمات تتحول إلى قيمة حقيقية مضافة إلى قيمة السلعة فإن العاملين في القطاع السلعي (رأسماليين وعمال) يقبضون من العاملين بالخدمات نصف تريليون دولاراً ويدفعون لهم 9.5 تريليون ــ يدفعون غطاءها من السلع ــ وبذلك تكون نسبة الإنتاج القومي الوهمي أو الفاقد إلى الإنتاج الحقيقي هي 9.5 : 3.0 وهذه نسبة الفاقد من الدولار، وتكون خسارة الرأسماليين والعمال معاً الفعلية هي 75% من 3.0 تريليون أي 2.25 تريليون وما يحتفظون به لأنفسهم هو 0.75 تريليون أو 750 مليار دولار. وبافتراض أن خسارتهم عام 1960 كانت صفراً وأنها تزايدت خلال الفترة الفاصلة بانتظام فتكون حالتئذٍ خسارتهم السنوية 1250 مليار دولار وخلال أربعين عاماً 50 تريليون دولارــ وما يلفت الإنتباه هنا هو أنه لو أسقطنا من هذا البلغ الفلكي نسبة ما تحول من خدمات إلى قيم حقيقية وهي تتراوح ما بين 5 ــ 10% لبقي ما يوازي مجموع الدين الوطني الأمريكي العام."

نستعيد هذه الفقرة من كتابنا (جديد الإقتصاد السياسي) لندلل بصورة قاطعة على أن السياسات تعيّنها المفاعيل الاقتصادية على الأرض بعيداً عن خيارات الإنسان. نحن لم نختر السياسات التي نتبناها اليوم والتي تقول أن الولايات المتحدة الأميركية التي ورثت التركة الاستعمارية مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد دولة رأسمالية وإمبريالية بحال من الأحوال، لم نخترها بل فرضت علينا، فرضتها المفاعيل الإقتصادية القائمة في العالم. والاستراتيجية والتاكتيك اللذان نهيب بجميع الماركسيين في العالم التنسيق لاستنباطهما من هذه السياسات الجديدة لا يمكننا وصفهما بالغريبين على الماركسية حيث كان ماركس وإنجلز قد أشارا في البيان الشيوعي 1848 إلى صعوبة التناقض المستقبلي بين البروليتاريا والطبقة الوسطى. لا نستطيع الإدعاء بأننا نعدل أو نجدد في الماركسية، وذلك ليس لأن ماركس وانجلز أشارا في البيان الشيوعي إلى صعوبة التناقض المستقبلي مع الطبقة الوسطى بل لأن العالم اليوم أيضاً كان قد خرج عن سكته التاريخية ليعيش شروطاً خارج التاريخ بفعل اصطدامين وقع أولهما لعربة الاشتراكية على يد خروشتشوف وزمرته العسكرية في النصف الثاني من الخمسينيات، ووقع الثاني لعربة الرأسمالية في النصف الأول من السبعينيات على يد الخمسة العظام (G5) في إعلان رامبوييه. لمّا كان العالم يعيش خارج التاريخ لثلاثة أو أربعة عقود ليس أكثر فذلك لا يسمح لنا على الإطلاق أن نروح لتصحيح أو تجديد الماركسية خاصة وأن التناقض الرئيس الفاعل اليوم وهو التناقض بين الطبقة الوسطى والبروليتاريا كان قد أشار إليه ماركس دون أن يتوقع أن عربة التاريخ ستخرج يوماً عن سكتها.

وهكذا فإن جميع الماركسيين مدعوون اليوم للقيام بعمليات طارئة تعيد عربة التاريخ إلى سكتها التقليدية وهو إجراء ضروري قبل أي تفكير باستئناف الثورة الاشتراكية. مثل هذه العمليات الطارئة تستلزم الإتفاق على استراتيجية وتاكتيك يجري تحديدهما إنطلاقاً من المفاعيل الإقتصادية في العالم بعيداً عن الأدلجة ومختلف العقائد الرغبوية. نقول بهذا وسط ازدحام الأصوات التي تنادي بايديولوجيات متنوعة كثيرة وعقائد لا تعبر إلا عن رغائب أصحابها في مقابل دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العودة إلى الإنتاج البضاعي.

علينا هنا أن نشير قبل الختام إلى ظاهرة تستوجب التأمل والتفسير وهي أن جميع الذين يرفعون شعار تحديث أو تجديد الماركسية هم دائماً إما من الأغبياء كمثل خروشتشوف الذي لا يجيد لا القراءة ولا الكتابة، بشهادة ابنه سيرجي، أو من الذين تحصيلهم قليل من علوم الماركسية، مثلهم كمثل الذين يهاجمون ستالين بزعم أنه طاغية ومجرم، وهم أميّون ليس في الماركسية فقط بل وفي الثقافة العامة أيضاً. في الحقيقة أن ما يتميز به هؤلاء وأولئك ليس الغباء والأميّة السياسية وهما الظاهرة العامة لجميعهم، بل هو في الأصل العداء للشيوعية. فالغبي خروشتشوف الذي خاطب الرأسماليين الأميركيين بالقول . . " نحن الشيوعيين سندفنكم قريباً " وتبين بعد وقت قصير أن العكس هو الصحيح إذ دفنوه في مقبرة مجهولة قبل أن يُدفنوا، وذلك ليس بسبب غباء خروشتشوف وأميتة في علوم الماركسية فقط بل قبل هذا بسبب عدائه للشيوعية رغم كل تبجحاته. كان فخوراً بوقوفه في صف الفلاحين في مواجهة العمال؛ وقف مع الإنتاج البورجوازي للفلاحين في مواجهة الإنتاج المشاع للعمال. من يقف هذا الموقف لا يمكن أن يكون إلا عدواً للشيوعية. أعداء الشيوعية اقتدوا بخروشتشوف وأخذوا يهاجمون ستالين ظناً منهم أن أعمال ستالين وشخصية ستالين إنما هي خاصرة الشيوعية الرخوة. أما وأن أعتى أعداء الشيوعية تحطم شذراً مذراً على هذه الخاصرة فإن الاستمرار في هذه المهمة الفاشلة سلفاً تقتضي فيما تقتضي الظهور بالغباء وبالأمية السياسية والثقافية. من هنا فقط بدا أعداء ستالين فيالق من الأغبياء والأميين. لو لم يكونوا أصلاً من أعداء الشيوعية لَمَا هاجموا ستالين حتى وإن اقترف ستالين بعض الأخطاء كما يزعمون، ولَمَا طالب بعضهم بتحديث أو تجديد الماركسية.

فؤاد النمري
www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البولشفية وضرورة إحيائها
- الماركسيون ليسوا يساريين
- سفر الخروج / 3
- ما بين الرأسمالية والإستهلاكية
- أزمة اليونان مرة أخرى
- ما تفسير الأزمة في اليونان؟
- سفر الخروج 2
- سفر الخروج
- حول أطروحة المحطة المنحطة مسدودة المنافذ
- حميد كشكولي ضد الإشتراكية
- محطة الإنحطاط التي تحط فيها البشرية اليوم
- تاريخ الإنسان كتبته العبودية وليس الحرية
- تطوير العمل الفكري والثقافي للحزب الشيوعي العراقي
- هل الرأسمالية متقدمة على الإشتراكية !؟
- من يفتح ملف الإشتراكية !؟
- ليس شيوعياً من يغطي على الأعداء الفعليين للشيوعية
- القانون العام للحركة في الطبيعة (الديالكتيك)
- الوحدة العضوية للثورة في عصر الإمبريالية
- البورجوازية الوضيعة وليس الصغيرة ..
- نحو فهم أوضح للماركسية (3)


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ماركسية صدر القرن الحادي والعشرين