أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - هل الرأسمالية متقدمة على الإشتراكية !؟















المزيد.....

هل الرأسمالية متقدمة على الإشتراكية !؟


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 15:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هل الرأسمالية متقدمة على الإشتراكية !؟
رفيقنا علي الأسدي يجيب على السؤال العنوان بالنفي طبعاً غير أن ما كتبه في الحلقات الستة التي نشرها حتى اليوم تحت عنوان " ملف الإشتراكية ما يزال مغلقاً، فمن يفتحه؟ " يقول عكس ذلك، يقول أن الرأسمالية الأمريكية استطاعت أن تقبر الإشتراكية السوفياتية؛ وكيف؟ يقول الأسدي .. " لقد نجحوا أخيرا ، بعد أن تمكنوا من تنمية وتربية جيل من المثقفين الدجالين الذين يجيدون الثرثرة ، ولهم القدرة على إقناع وتعمية مجتمعهم لحملهِ طواعية لتقبل تغييرات ثقافية وسياسية واقتصادية ". هكذا وبكل بساطة، عدد من المثقفين الدجالين الثرثارين أقنعوا الشعوب السوفياتية بأفضلية النظام الرأسمالي على النظام الإشتراكي !! لئن كان هذا خطة رئيس المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A.) ألن دالاس (Allen Dulles) التي وضعها عام 1941 وكتب عند توقيعه حسبما كتب الأسدي .. " لسنا على عجالة من أمرنا ، سنصبر حتى نتمكن من القضاء على الدولة السوفيتية. "( ألن دالاس --- رئيس دائرة الاستخبارات الأمريكية عام 1941 )، لئن كان هذا خطته فليس أفشل من هذا الجاسوس في تاريخ الجاسوسية، إذ لم يحدث في التاريخ أن جملة من المثقفين الدجالين أم غير الدحالين أو الثرثارين أم غير الثرثارين أن استطاعوا أن يغيروا نظاما أجتماعيا. ما يغير النظام الإجتماعي هو التناقضات داخل النظام، التناقضات وليس غير التناقضات. هذا بافتراض صحة رواية الأسدي وهي ليست صحيحة على الإطلاق فالمخابرات المركزية الأميركية تأسست بعد الحرب العظمى في العام 1947، ولم تكن موجودة أصلاً في العام 41؛ كما أن ألن دالاس تولى رئاسة السي آي ايه عام 1953 أثناء ولاية أيزنهاور وأخوه سيء الذكر جون فوستر دالاس وزير الخارجية. يبدو أن أخانا الأسدي ينقل عن أحد موظفي السي آي ايه الأغبياء أو عن أحد قادة الحزب الشيوعي في العام 91 وليس بينهم شيوعي واحد.

لئن كان ألن دالاس في العام 41 ليس في عجلة للقضاء على الدولة السوفياتية وفي خطته أن يربي لهذا الغرض بعض المثقفين من الذين لم يكونوا قد ولدوا بعد على الدجل والثرثرة، فإن هتلر بالمقابل كان مستعجلاً في القضاء على الدولة السوفياتية وشن حرباً هوجاء على الإتحاد السوفياتي ناقضاً بذلك اتفاقية عدم اعتداء بين الطرفين عقدت في العام 39. ففي 6 نوفمبر 1941 حاصر موسكو من ثلاث جهات حوالي 3 ملايين جندياً ألمانياً مدججين بأحدث الأسلحة، أسلحة لم يمتلك مثيلاً لها الجيش الأحمر، بهدف القضاء على أول دولة للعمال في التاريخ. في مساء ذلك اليوم التاريخي دعا ستالين اللجنة المركزية للإجتماع احتفاءً بذكرى الثورة الرابعة والعشرين وخطب في الإجتماع من مركز قوة مثير للدهشة فعلاً قائلاً .. " أرادها هتلر حرب إبادة فليتلقَ إذاً " وأصر ستالين على الإستعراض العسكري التقليدي في الساحة الحمراء في صبيحة اليوم التالي. هكذا كان هتلر مستعجلاً للقضاء على الإتحاد السوفياتي وهكذا رُدّت قطعانه البربرية وطُوردت حتى وكر هتلر حيث سُحق هناك. فكيف بألن دالاس يقضي على الدولة السوفياتية بفيلق من المثقفين الدجالين الثرثارين؟؟ مرة أخرى نعود لنؤكد أن ما يقضي على الدولة، أية دولة، هو التناقضات داخلها. ولن يستطيع أي رئيس دولة حتى وإن كان مرتبطاً بجهات خارجية، كما يصور الأسدي ميخائيل عورباتشوف، أن يتآمر على مصير دولته بغير وجود تناقضات شديدة الصراع داخل الدولة. وأنا من بعيد أستطيع أن أشير إلى أن أندروبوف هو من زاد من حدة صراع التناقضات داخل المجتمع السوفياتي أكثر مما فعله غورباتشوف، فأندروبوف ورغم قصر ولايته هو من رفع أسعار جميع المواد واسعة الإستهلاك لأول مرة في تاريخ الإتحاد السوفياتي، وهو من أصدر تعليماته للشرطة بملاحقة العمال الهاربين من العمل وإعادتهم مرغمين إليه. لئن كان لا بدّ من أن يكون أحدهما عميلاً للنظام الرأسمالي العالمي فأنا أرجح أندروبوف على غورباتشوف؛ بل الأولى أن يكون خروشتشوف هو العميل الأول للرأسمالية الإمبريالية ومنذ العام 54. فخروشتشوف هو أول من مسخ النظام الإشتراكي بوصفه من بناء الدكتاتورية الفردية الإجرامية لستالين وهو ما معناه أن البناء غير قابل للحياة في أجواء الديموقراطية؛ وهو الذي قام بانقلاب عسكري ضد الحزب وقيادته في حزيران 57 ؛ وهو الذي ألغى دكتاتورية البروليتاريا وهي الأداة الوحيدة التي تبني الإشتراكية؛ وهو الذي اشتغل على تعظيم طبقة الفلاحين وهو إجراء معاكس لتقدم الإشتراكية؛ وهو الذي نادى بإلغاء الثورة من تاريخ التطور الإجتماعي ودعا إلى ملاقاة الرأسمالية الإمبريالية العالمية في منتصف الطريق و.. و.. ألخ؛ ومع ذلك رفيقنا الشيوعي لا يرى ضيراً في ذلك ويقفز ليتخيل علاقة سرية بين غورباتشوف والمخابرات الغربية وكّلته بتهديم النظام الإشتراكي !! وسؤالي للشيوعي الأسدي وللشيوعي ريجكوف، رئيس الوزراء السابق، هو .. هل بقي من الإشتراكية شيء لينهار بعد ولاية خروشتشوف؟ والسؤال الثاني وهو الأهم.. لماذا يغطيان على المجرم الحقيقي وهو نيكيتا خروشتشوف عن طريق اتهام أحد العابرين بها؟ حزب خروشتشوف لم يعد حزباً شيوعياً بعد طرد البلاشفة بانقلاب حزيران 57 والإبقاء على المنافق سوسلوف والتويجر ميكويان والانتهازي بريجينيف.

الجيوش السوفياتية قدمت تضحيات دفاعاً عن وطن الإشتراكية ودولة العمال ما لا تستطيعه أي دولة أخرى. ففي معركة موسكو في أكتوبر 41 كانت خسائر السوفييت 650 ألف جندياً، وفي معركة ستالينحراد في تموز 42 بلغت خسائرهم 450 ألفاً، وفي معركة كورسك تموز 43 كانت الخسائر 250 ألفاً ، وفي معركة تحرير وارسو يناير 45 وصلت الخسائر إلى 500 ألف جندياً، كما أن المعركة وهي أكبر المعارك في الحرب العالمية الثانية وقد امتدت جبهاتها على عرض القارة الأوروبية في الثاني عشر من يناير وليس في الثامن والعشرين منه، كما كان مخططا لها، بغرض إنقاذ الجيوش البريطانية والأمريكية المحاصرة في عقدة جبال الجاردنز ويتهددها الألمان بالإبادة التامة، وفي احتلال برلين نيسان 45 خسرت الجيوش السوفياتية 400 ألفاً. الشعوب السوفياتية لا يمكن أن تقدم مثل هذه الخسائر الجسيمة في مختلف المقاييس إلا وراء قيادة مثل قيادة ستالين وحماية لنظام مثل النظام الإشتراكي. لقد انهارت امبراطوريتان إمبرياليتان عظميان هما بريطانيا وفرنسا أمام الجيوش النازية التي لم تكن بحجم خمس الجيوش التي غزت الأراضي السوفياتية وضمت بالإضافة إلى الجيوش الألمانية جيوشاً فرنسية وإيطالية ورومانية وهنغارية وكرواتية . وهنا لا بد من التعرض إلى الهجوم الرخيص على ستالين بحجة تأخره في احتلال وارسو. الحاقدون على ستالين لمختلف الأسباب يطالبون ستالين بتقديم دماء الروس عوضاً عن دماء البولنديين في تحرير بلادهم !! قدم السوفيات تضحيات في تحرير وارسو لم يقدموها في تحرير ستالينجراد، قدموا نصف مليون جندياً فهل قدم البولنديون نصف هذا العدد والبلاد بلادهم؟ يشككون بنوايا ستالين بادعاء أنه كان يريد احتلال بولندا دون أن يكون فيها ليبراليون، لكأن الشيوعيين البولنديين لم يكونوا في طليعة المنتفضين ضد النازية !! لو كانت لدى ستالين نوايا خبيثة كما لدى تشرتشل وترومان لطلب من الإنجليز والأمريكان احتلال برلين وراحت الجيوش السوفياتية في استراحة ريثما يقضي الألمان على الجيوش الأنجلو أميركية قضاء مبرماً فتتابع الجيوش السوفياتية احتلال برلين دون أن تتكبد خسائر تتجاوز بضعة آلاف، غير أن الطهر الستاليني كلف الثورة الإشتراكية خسائر قد تفوت الحسبان وأكبر شاهدين على طهر ستالين وصدقية تحالفه هما فرانكلين روزفلت وونستون تشرتشل، رئيسا أكبر دولتين رأسماليتين. الطهر الستاليني عظيم لدرجة أنه يملأ حلوق أعدائه بالمرارة ويمتلك روحهم الإحباط.

وما يكذب حكاية أخينا علي الأسدي حول المؤامرة التي حاكها ألن دالاس عام 41 هو العلاقة الودية جداً التي ربطت روزفلت بستالين حتى أن رئيس الولايات المتحدة، فرانكلين روزفلت، وخلافاً لكل التقاليد الدبلوماسية رفض أن يستضاف في أي مكان آخر غير السفارة السوفياتية ومع ستالين لأربعة أيام أثناء مؤتمر طهران في نوفمبر 43. كانت الولايات المتحدة تقدم مساعدات لها اعتبارها أثناء الحرب ومنها بالتأكيد المعلومات التي كان يجمعها ألن دالاس الملحق بالسفار الأميركية في سويسرا عام 41 للتجسس على ألمانيا وليس على الإتحاد السوفياتي. وحتى في مؤتمر بوتسدام لتسوية نتائج الحرب في أوروبا في تموز 45 وعندما ضغط تشرتشل على ترومان لكي يروّع ستالين بتفجير أول قنبلة ذرية في هيروشيما كان ترومان يعتذر بالقول .. " ولكننا بحاجة لستالين لمساعدتنا في الحرب ضد اليابان ". وفعلاً ما كانت الولايات المتحدة لتنتصر على اليابان لولا أن الجيوش السوفياتية قضت على جحافل القوات البرية اليابانية في منشوريا وشمال الصين، فقصف المدنيين في هيروشيما وناغازاكي لا يخل بميزان القوى العسكرية بين الدولتين، أمريكا واليابان. في مثل تلك الأجواء لا يبقى لحكاية رفيقنا الأسدي نصيب من الصدقية.

أنا لا أفهم حقاً إصرار أحد الشيوعيين على أن يعزو انهيار المعسكر الإشتراكي والاتحاد السوفياتي بصورة خاصة للولايات المتحدة وهو ما يصفه أعداء الشيوعية بانتصار النظام الرأسمالي على النظام الإشتراكي! فهل في هذا ما يريح رفيقنا الأسدي ويخفف من قهره وغضبه؟ حبذا لو يجيبنا على هذا التساؤل!! لعل الأسدي لا يعلم بأن مؤسس مشروع الثورة الإشتراكية من الحلقة الضعيفة، روسيا، فلاديمير لينين نفسه، كان قد تخوّف مراراً قبل رحيله في العام 1924 على مستقبل مشروعه، مشروع الثورة الإشتراكية العالمية، لأسباب كثيرة أهمها مستوى الوعي المتدني لدى قيادة الحزب. ذات المخاوف عبر عنها القائد البولشفي العبقري يوسف ستالين في مناقشات المؤتمر العام التاسع عشر للحزب في أكتوبر 1952، وقد أكد حينذاك أن لا مستقبل لعبور الإشتراكية نحو الشيوعية، وهو الهدف الأخير للينين، بقيادة من مثل القيادة ذاتها في المكتب السياسي والتي أعيد انتخابها في نفس المؤتمر رغم تحذيرات ستالين. وقد إقترح ستالين في معالجة هذا الأمر وضع برنامج يستغرق عشر سنوات حيث يتم بموجبه تدريب جيل من الشباب يتمتع بالوعي الماركسي اللينيني ليقود المسيرة نحو الشيوعية بدلاً من طقم البلاشفة الهرم الذي يترتب عليه أن يخلي المكان. اقترح ستالين ذلك غير أن المتآمرين من عصابة الأطباء اليهود بقيادة وزير الأمن لافرنتي بيريا تمكنوا من اغتياله بالسم حسب رفيقه مولوتوف قبل مرور خمسة أشهر، وهو ما استوجب محاكمة بيريا سرياً خلافاً للقاعدة بأمر مشبوه من خروشتشوف وإعدامه سريعاٌ. لئن كانت منظمة الأطباء اليهود الذين تم اعتقالهم بتهمة التآمر على صحة وحياة قادة الحزب مرتبطة بالأمريكان والسي آي إيه فلماذا التخلص من ستالين كان يعني مباشرة انهيار الإتحاد السوفياتي؟ ثم بعد خمس سنوات قام خروشتشوف ورفيقه المارشال جوكوف بانقلاب عسكري وتم طرد جميع البلاشفة من قيادة الحزب واستُبدلوا بجوقة من ا|لإنتهازيين وحثالة البورجوازية الوضيعة. وفي صيف العام 1963 ولدى مطالعتي لهرطقات خروشتشوف في تقريره للمؤتمر العام الثاني والعشرين للحزب عام 61 اكدت لرفاقي في السجن أن إبناً بالمعمودية للمحرف خروشتشوف سيحتل مركز الأمين العام للحزب في الثمانينيات وهو من سيعلن دون أدنى تردد أو حياء الفحوى الرجعية لهرطقات خروشتشوف كمبادئ عامة للحزب "الشيوعي"، وسينهار الإتحاد السوفياتي عام 1990. تحذيرات لينين في العامين 22 و 23 كما تحذيرات ستالين في العام 52، وحتى بعد أن تأكد توطيد النظام الإشتراكي إثر انتصار الاتحاد السوفياتي على النازية، لم تأخذ في حسبانها قوى الرأسمالية العالمية المعادية بل انطلقت أساساً من النوعية المتدنية لقيادة الحزب. كما أنني لم أنذر في العام 63 بانهيار الإتحاد السوفياتي في العام 90 إلا بسبب انحطاط الأمين العام لحزب لينين وستالين، نيكيتا خروشتشوف، لمستوى المرتد (Renegade) المفضوح .

بافتراض أن تهيؤات على الأسدي، وكل الذين يشاركونه تهيؤاته، أنها سليمة وأن المخابرات الغربية لعبت بعقول الناس وأقنعتهم بأن النظام الإشتراكي هو نظام سيء، فما هو إذاً النظام الذي يبنيه الشعب الآن مكان النظام الإشتراكي؟ بعضهم يقول إنه النظام الرأسمالي. لئن كان هو النظام الرأسمالي فعلاً فمن أين جيء بالرأسماليين؟ هل استوردت روسيا رأسماليين كما كان لينين قد استوردهم لإقامة إقتصاد (النيب) عام 22 عندما لم يتبقَ هناك رأسماليون في روسيا؟ ولئن كانت روسيا قد استوردتهم فعلاً في العام 92، فما هي الطبقة الحاكمة التي استوردتهم؟ بل ما هي الطبقة التي انتفضت وخلصت السلطة من قبضة الشيوعيين؟ هل المغرر بهم هم الذين إنقلبوا على الإشتراكية وهم الذين يبنون اليوم الرأسمالية رغم تعارضها مع مصالحهم طالما أنهم ليسوا رأسماليين أصلاً. فكيف يقيمون نظاماً ضد أنفسهم!؟ كل الذين يدعون أن الرأسمالية تقوم اليوم في البلدان الإشتراكية سابقاً ليسوا على علم بألفباء علوم الإقتصاد. الرأسمالية لا تبنيها رغبة طارئة على طريق التنمية بل التاريخ فقط هو ما يبني النظام الرأسمالي.

يقول رفيقنا الأسدي نقلاً عن الرئيس السابق لمجلس وزراء الإتحاد السوفياتي نيقولاي ريجكوف أن الرئيس يوري أندروبوف كان منهمكاً في إعداد برنامج لإصلاح إقتصادي عندما عاجلته المنية في العام 84 وهو ما يعني أنه كان هناك عطلاً إقتصادياً بحاجة إلى إصلاح. ومرة أخرى نسأل الأسدي عن أسباب هذا العطل؛ لن نسأله عن قرار قيادة الحزب فيما بعد أندروبوف وبمشاركة ريجكوف نفسه القاضي بتحويل الإقتصاد الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي إلى اقتصاد السوق، أي الإقتصاد الرأسمالي، رغم أنه الدلالة القاطعة على أن ذاك الحزب الذي قرر مثل ذلك القرار، الحزب الذي ورثه فيما بعد غورباتشوف نفس ريجكوف وأمينه الحالي زوغانوف، هو حزب ليس له أدنى علاقة بالشيوعية أو بالماركسية اللينينية، بل هو حزب البورجوازية الوضيعة بامتياز. لو تقصى الأسدي أسباب العطل الإقتصادي الذي تحدث عنه في العام 82 لما كتب حرفاً مما كتب عن فتح الملف الإشتراكي. لو تقصّى أسباب العطل لعاد إلى العام 54 حين صوّت المكتب السياسي على إزاحة مالنكوف من مركز الأمين العام للحزب ليس لسبب إلا لأنه طالب باستكمال تنفيذ برنامج الخطة الخماسية التي أقرها المؤتمر العام للحزب بحضور ستالين في أكتوبر 52. حجبت الأموال عن استكمال البرنامج القاضي بالتوسع في الإنتاج المدني الإستهلاكي لصالح التوسع في الإنتاج العسكري بحجة أولوية الصناعات الثقيلة على الصناعات الخفيفة، وهي الحجة الكاذبة التي انطلت علينا في أواسط الخمسينيات فكانت حماستنا شديدة للصناعات الثقيلة حيث لم يدر في خلدنا أن الصناعات الثقيلة بعرف خروشتشوف والجنرالات الداعمين له هي إنتاج الأسلحة حصراً تقريباً. مئات الضباط الذين أعدمهم ستالين عام 38 عادوا وفقسوا بعد الحرب العظمى آلاف الضباط وهم الذين دمروا مشروع لينين الإشتراكي. ظل الإتحاد السوفياتي لا ينتج إلا الأسلحة حتى غصّت الكرة الأرضية بالأسلحة السوفياتية وباتت الشعوب لا تعرف من الإشتراكية سوى إنتاج الأسلحة، وباتت قبائل البلدان المتخلفة مثل افغانستان والصومال ورواندا والكونغو تتقاتل بالأسلحة السوفياتية. ولكثرة ما انتج الإتحاد السوفياتي ووريثته روسيا من الأسلحة فقد انهزمت جيوش روسيا في التشيتشان أمام بعض قبائله المسلحة !!

المثل في إنتاج الأسلحة هو الدفاع عن الوطن غير أن العسكرية السوفياتية أصرت على الإضطراد في زيادة إنتاج الأسلحة لهزيمة الوطن، وطن الإشتراكية، وليس لمنعته. إنتاج الأسلحة كان هو السلاح الوحيد المناسب في صراع البورجوازية الوضيعة بقيادة العسكر في صراعها ضد طبقة البروليتاريا. انتصرت البورجوازية الوضيعة بقيادة خروشتشوف انتصاراً حاسماً في العا 57 وليس في العام 91. الوجوه الحاكمة فيما قبل انهيار الإتحاد السوفياتي رسمياً هي نفس الوجوه التي ظلت في الحكم بعد الإنهيار.

فـؤاد النمري



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يفتح ملف الإشتراكية !؟
- ليس شيوعياً من يغطي على الأعداء الفعليين للشيوعية
- القانون العام للحركة في الطبيعة (الديالكتيك)
- الوحدة العضوية للثورة في عصر الإمبريالية
- البورجوازية الوضيعة وليس الصغيرة ..
- نحو فهم أوضح للماركسية (3)
- نحو فهم أوضح للماركسية (2)
- نحو فهم أوضح للماركسية
- رسالة إلى أحد الديموقراطيين الليبراليين
- الليبرالية ليست إلاّ من مخلّفات التاريخ
- حقائق أولية في العلوم السياسية
- شيوعيون بلا شيوعية !!
- كيف نتضامن مع الشعوب السوفياتية لاسترداد فردوسها المفقود
- إنسداد دورة الإنتاج الرأسمالي وانهيار الرأسمالية
- الإنحراف المتمادي لبقايا الأحزاب الشيوعية
- محاكمات غير ماركسية لمحاكمة ماركسية
- محاكمة ماركسية
- - الأصولية - الماركسية في وجه محمد علي مقلد
- العيد الثامن للحوار المتمدن
- آثام جسام وتشوهات خَلْقية ورثتها البشرية عن أعداء الشيوعية


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - هل الرأسمالية متقدمة على الإشتراكية !؟