أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - نحو فهم أوضح للماركسية (3)















المزيد.....

نحو فهم أوضح للماركسية (3)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 14:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نحو فهم أوضح للماركسية (3)
(الماركسية تقبل البناء فوقها ولا تقبل "التجديد")

لئن كان الدكتور رفعت السعيد مناضلاً صلباً قضى عمره مدافعاً عن حقوق العمال وفقراء الفلاحين، كما وصفه رفيق خمسيني، فذلك لا يعني أنه بالضرورة ماركسي موثوق. كتابه المنشور على الشبكة بعنوان (ماركسية ماركس، هل نجددها أم نبددها؟) يكشف عن فقر مدقع في العلوم الماركسية فكما لو أن الرجل، مثله مثل المحرّف المرتد خروشتشوف، لم يقرأ صفحة واحدة لماركس أو لينين. وشر البليّة ما يضحك حقاً، فالرجلان، رفعت وخروشتشوف ، كلاهما تنطحا لتجديد الماركسية!! كان على رفعت السعيد أن يتعلم الدرس من الكارثة الكونية التي أتى بها خروشتشوف للبشرية جمعاء فينأى بنفسه عن كل إدعاء بالتجديد إذ لا يمكن لأحدهم أن يتنطح لما يوصف بتجديد الماركسية إلا إذا كان ماركسياً مرجعياً. لكن كيف نفسر شروع رفعت، المناضل دائماً دفاعاً عن المستضعفين، في البحث عن ماركسية أخرى غير ماركسية ماركس وهو ما عبّر عنه بالتجديد؟ التفسير الوحيد لذلك، بعد افتراض صدقية الرجل، هو أن ماركسية السعيد ليست هي حقيقية ماركسية ماركس، وبناءً عليه هو معذور في البحث عن ماركسية أخرى غير تلك التي لديه والتي لا تستجيب لأي من الشروط الإجتماعية القائمة في مصر كما تشكّى من ذلك. وما يثير الدهشة حقاً في هذا السياق هو أن رفعت يخالف عامة الماركسيين الذين يعتبرون الماركسية عقيدة "كليّة الصحة"، كما رأى، حيث هي في اعتباره علم لكن ليس كليّ الصحة !! ونحن هنا نسأل كل من قرأ الحرف في المدارس المختلفة .. يا قوم، هل سبق لكم أن سمعتم بمثل هذا المنطق المعلول!؟

أنظروا كيف يحاكم السعيد ماركسيته الخاصة به، إذ يقول .. " نحن نقول بالإشتراكية .. ونقول أيضاً بالديموقراطية .. والديموقراطية تقول بالتعددية الحزبية .. والتعددية الفعلية (وليس المصطنعة) تقول بتداول السلطة .. ونحن نسعى إلى السلطة عبر تغيير ديموقراطي حقيقي يتيح لنا تداول السلطة مع الآخرين بشكل فعلي .. إلى هنا ولا خلاف، ولكن .." ثم يطأ بقدمه على المصيدة فيقول .. " يأتي الإشتراكيون (تأميمات، مصادرة الملكيات الخاصة ــ التخطيط المركزي ...إلخ كل معطيات النظام الإشتراكي) ثم يذهبون، ويأتي رأسماليون بعد أربع سنوات (يعيدون المصانع لأصحابها ــ والأرض لمالكيها السابقين ــ ويفككون النظام المصرفي التابع للدولة وأجهزة التخطيط المركزية ". وإلى هنا يصرخ من ألم الفخ .. " وهكذا فإن الأرجوحة مؤهلة للصعود والهبوط كل أربع سنوات. فهل هذا ممكن؟ وهل ثمة نظام إقتصادي واجتماعي يمكنه أن يتحمل مثل هذه الأرجوحة؟ " ــ إذاً كيف تفك قدمك من المصيدة أيها المجدد!؟ الماركسية التي تمتلكها لم تستطيع أن تفكها، فذهبت تبحث عن ماركسية أخرى ولك الحق في ذلك ولن يعترضك معترض. لكن لنا أن نسألك قبل أن تتجشم عناء البحث عن ماركسية أخرى غير ماركسية ماركس بلا طائل، نسألك لماذا لا تتعلم فنون الإشتراكية بلا مصائد ولا أراجيح من الحزب الإشتراكي الفرنسي أو الألماني فالحزبان يتناوبان السلطة مع الرأسماليين في كلا البلدين؟ لئن كانت حجتك في ألاّ تتعلم منهما لأن اشتراكيتهما لا تعجبك فأنا أيضاً لا تعجبني اشتراكيتك حيث أنها لا تمت إلى الإشتراكية العلمية، إشتراكية ماركس، بأية صلة. أليس معيباً لرجل يحمل درجة الدكتوراة، وفي التاريخ تخصيصاً، قضى عمراً في صفوف الحزب الشيوعي يدافع عن حقوق العمال والمستضعفين في الأرض ومع ذلك لا يعرف أي ملمح من ملامح الإشتراكية!؟ أنت تقول بالاشتراكية، وتقول بالديموقراطية، والديموقراطية هي التعددية، ثم تقول إلى هنا ولا خلاف!! ونحن نقول معترضين .. بل هناك خلاف، وخلاف كبير جداً، حيث تعترف بلسانك أن التعددية تتضمن أن يخلف الرأسماليون الإشتراكيين في الحكم. فهل قرأت في التاريخ يوماً، وأنت الأستاذ فيه، أن الإقطاعيين كانوا قد خلفوا الرأسماليين في حكم بريطانيا أو فرنسا أو غيرهما؟ فلماذا لا يخلف الإقطاعيون الرأسماليين في الديموقراطيات الرأسمالية العريقة وأما في "اشتراكية" السعيد فإن التاريخ يجري إلى الخلف فيخلف الرأسماليون العمال في السلطة!؟ وطئت الفخ بقدميك ثم تنادي على الماركسيين لإنقاذك!! طريق الإشتراكية الماركسية خالية من أية فخاخ إذ تحرسها دولة دكتاتورية البروليتاريا التي تجتث الرأسمالية من جذورها كيلا تظهر من جديد على الطريق وليس أدل على ذلك من أن الطريق مسدودة اليوم أمام الرأسمالية في روسيا رغم انهيار دكتاتورية البروليتاريا على يد الطبقة الوسطى قبل نصف قرن ــ وهذه الحقيقة بالمناسبة تؤكد دون أدنى شك بأن دولة البلاشفة (1919 ـ 1952) جسدت حقيقة دكتاتورية البروليتاريا بأدق تفاصيلها بعكس ما يروّج المرجفون. كان ماركس قد أكد في نقده لبرنامج غوتا أن طريق الإشتراكية لا يتم عبورها إلا في ظل دكتاتورية البروليتاريا، فعن أي إشتراكية وأي ديموقراطية تعددية إذاً يتحدث رفعت السعيد بعد انشقاقه على الحزب الشيوعي؟ ما وصفه رفعت السعيد بالإشتراكية لا علاقة له بالاشتراكية. فاشتراكية السعيد تتعهد بالحفاظ على فرصة الرأسماليين بالعودة للحكم (!!) وهو ما يعني أنها اشتراكية طبقية، يتشارك العمال والرأسماليون بالثروة بشرط أن تظل كل طبقة على حالها ــ العمال عمال والرأسماليون رأسماليون ــ فما الفرق إذاً بين اشتراكية رفعت السعيد والرأسمالية البريطانية أو الفرنسية؟ لماذا لم تقرأ أيها الرفيق العتيق معلم الشيوعية الأول فلاديمير لينين الذي أكّد في كل صفحة كتبها أن الإشتراكية إنما هي محو الطبقات، نعم محو، والفعل يمحو يعني إزالة كل أثر للممحو كيلا يعود يظهر ثانية.

خلافنا مع رفعت السعيد الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي هو أنه يزعم بأنه وقع في الفخ ولم يعد قادراً على إصلاح أحوال الشعب المصري لأنه ماركسي، ولذلك يطالبنا بأن نجدد الماركسية كيلا يقع في الفخ ثانية؛ ونحن من جهتنا نؤكد له أنه ما كان ليقع في الفخ لو كان ماركسياً حقيقياً، ولذلك يترتب عليه أن يعود لماركس لا أن يطالب بتجديده أو استبداله وإلاّ فتبديده. ولو كان اشتراكياً حقيقياً لما افترض أنه سيصل إلى السلطة عبر ما سماه "تغيير ديموقراطي حقيقي" وهو ما يعني الإنتخابات العامة النزيهة والشفافة كما في الدول البورجوازية المتقدمة. مثل هذا الإفتراض يدل مباشرة على أن السعيد لا يعرف شيئاً عن جوهر النظام الرأسمالي أيضاً وليس النظام الإشتراكي فقط. فالإشتراكيون الحقيقيون في النظام الرأسمالي لا يصلون إلى السلطة إطلاقاً عبر انتخابات عامة لأن مثل هذه الإنتخابات هي منتج صناعي تتم صناعته عبر ماكينة ضخمة يديرها فنيون متخصصون وتكلف أموالاً طائلة لا يمتلكها الإشتراكيون الحقيقيون بحال من الأحوال. لم يحدث قط أن انتقل مجتمع رأسمالي أو تابع للرأسمالية إلى النظام الإشتراكي الحقيقي عبر انتخابات عامة سوى في تشيكوسلوفاكيا في العام 1947 بفضل الإحتلال السوفياتي ولولاه لما انتقل.

تبريراً لتبديد الماركسية، وهو ما يستهدفه فعلاً لكن وراء ستار التجديد، يطعن استاذ التاريخ، رفعت السعيد، بالمادية التاريخية التي هي علم التاريخ الماركسي الذي يقوم على مرحلة التاريخ وفقاً لتطور أدوات الإنتاج، أي أن تاريخ الإنسان هو ذاته تاريخ تطور أدوات الإنتاج وليس كما يفسره فرانسس فوكوياما على أنه تاريخ طموحات ورغبات الملوك والأمراء. أستاذ التاريخ رفعت السعيد يخالف ماركس ويقول إذا كان تفسير ماركس للتاريخ صحيحاً في أوروبا فهو ليس صحيحاً في مصر؛ فلا العبيد في مصر كانوا عبيداً ولا الإقطاعيون إقطاعيين ولا الرأسماليون رأسماليين. يقول هذا لكي يؤكد أن لمصر تاريخها الخاص بها ولذلك يلزمها ماركسية أخرى غير ماركسية ماركس.

مرة أخرى يطأ الفخ بقدميه ثم يطالبنا، نحن الماركسيين، بأن نحرره! لا يسعنا أن نحرره دون أن نعلّمه أن تطور المجتمع خاضع تماماً لتطور أدوات الإنتاج . والدلالة القاطعة على ذلك هو أن الطاقة المستخدمة في عهود العبودية كانت الطاقة البشرية فقط والأدوات المناسبة لتلك الطاقة كالفأس والمجرفة، ثم انتقلت البشرية إلى عصر الإقطاع من خلال استخدام الطاقة الحيوانية في الخيل والبقر والبغال وأدواتها الخاصة مثل المحراث الخشبي والعجلة، وجاء عصر الرأسمالية بعد اكتشاف الطاقة المعدنية في الفحم والبترول والآله البخارية، وتنبه أخيراً كل من ماركس ولينين إلى أن الإنتقال إلى الشيوعية سيتم فقط بالإعتماد على الطاقة الكهربائية والنووية بالتالي؛ وبكلمة فإن تاريخ البشرية تكتبه أدوات الإنتاج.

لا نخطئ حين نقول أن الخطأ ليس في تاريخ ماركس كما يدعي السعيد بل في تاريخ مصر كما هو حقيقة. فنحن قد نتفق مع استاذ التاريخ أن التشكيلات الأربعة المعروفة في التاريخ، المشاعية ثم العبودية فالإقطاع ثم الرأسمالية، لم تتشكل في مصر لكن ذلك لم يكن بسبب خصوصية مصر والشعب المصري أو وسائل الإنتاج المختلفة عن كل وسائل العالم، بل العكس هو الصحيح حيث حُرم الشعب المصري على مدى التاريخ من التعبير عن ذاته ودون أن يطور وسائل إنتاجه بمقتضى احتياجاته. مع نهاية القرن السابع قبل الميلاد جرى احتلال مصر من قبل الأشوريين وتوالى الأجانب على حكم مصر دون انقطاع ودون أن يمتلك الشعب يوماً الحق بتقرير مصيره وتطوير وسائل الإنتاج لديه حتى ثورة يوليو 1952 . عاملوا الشعب المصري كبقرة حلوب كما عبر عن ذلك الصحابي المسلم عمرو بن العاص، الذي حكم مصر في القرن السابع بعد الميلاد، عندما استشاره الخليفة عثمان بن عفان، بعد أن أحسّ ببخس في الخراج، في تعيين من يساعده في مصر بأعمال الجباية، فرد عمرو بقولته الشهيرة .. " يريدني عثمان أن أمسك بقرني البقرة ليحلبها غيري " !! إذا ما اتفقنا مع رفعت السعيد على أن مصر لم تعرف التشكيلات الإجتماعية الأربعة المعروفة فإننا لا نتفق معه على أن نعالج الخطأ بالخطأ فنستولد علماً للتطور الإجتماعي غير العلم الماركسي وهو ما يستحيل استيلاده. لا تصح مقاربة السعيد حول تطوير المجتمع المصري خارج التاريخ الماركسي إلا إذا أمكنه إخراج مصر من التاريخ نهائياً.

لم يستطع أستاذ التاريخ الدكتور رفعت السعيد قراءة التاريخ المصري الحديث على الأقل بينما نقرأه نحن بكل سهولة ووضوح بناء على دربتنا في التاريخ الماركسي. يقول رفعت، ولاستهجان الجميع، أن ثورة 1919 ليست ثورة بورجوازية، بحجة أنه .. " لم يلاحظ خلال هذه الثورة تناقضات على أساس طبقي واضح بين فئات كبار الملاك والبرجوازية الوليدة. حدثت خلافات بين سعد ورجاله وبين الطرف الآخر ثروت وعدلي لكنه كان خلافاً سياسياً حول مساحة الزعامة وحول أسلوب التعامل مع الإحتلال والسلطان فؤاد وحول كمية التنازلات التي يمكن أن تقدم للإحتلال " ــ لم أقرأ بحياتي لغة رجعية مثل هذه اللغة التي تفتقد لكل حسٍّ ليبرالي على الأقل، كيلا أقول ماركسي، والتي تستهين بأرواح شهداء الثورة ونضالات العمال والفلاحين فيها، فيفسر ثورة نهض بها الشعب المصري في كافة مدنه وقراه على امتداد مصر، يفسرها على أنها مجرد خلافات بين جماعات سياسية تتعامل مع القصر ومع الإحتلال . إن الثورة ضد الإحتلال الإمبريالي هي دائماً وأبداً ثورة بورجوازية تدفع بالتناقضات الطبقية على الصعيد الوطني إلى الخلف وتؤجلها إلى ما بعد التحرر الوطني؛ ومن الطبيعي أن يمارس كبار الملاك تحت الإحتلال الإمبريالي الصناعات الرأسمالية نظراً لربحيتها بالمقارنة مع الفلاحة والإنتاج الزراعي ومن هنا يتعاظم التناقض مع سلطات الإحتلال التي تضغط دائماً باتجاه تحديد الإنتاج الرأسمالي المحلي لتعارضه مع انتاج المركز. إن كل ثورة ضد الإحتلال الإمبريالي هي ثورة بورجوازية في الجوهر وإن شارك فيها كبار الملاّك العقاريين.

ثمة أربع حقائق كبرى قامت في النصف الثاني من القرن العشرين وفاتت كافة الماركسيين عامة والعرب خاصة وهو ما أدى إلى شلل فكري تمظّهر في انحرافات شوهاء في الفكر الماركسي كان لها دور كبير في انحراف العالم عن مسار التقدم المطرد المأمول أو المعتاد، وعن تخلفه ومعاناته من ظواهر خطيرة لم تكن في الحسبان؛ وهذه الحقائق الكبرى الأربعة هي ..
[1] تفجّر ثورة التحرر الوطني في العالم كله فيما بعد الحرب العظمى مباشرة (1946 – 1972) كان النتيجة المباشرة لانتصار الاتحاد السوفياتي وخروجه من الحرب كأقوى قوة في الأرض. لكن بقاء الولايات المتحدة كقوة عظمى وريثة للإمبريالية سدّ طريق التطور الليبرالي (الرأسمالي) أمام الدول التي تتحرر حينذاك من ربقة الإمبريالية واستوجبها أن تبقى في حرب لا تتوقف ضد الإمبريالية حتى تؤول بغير إرادتها إلى الإصطفاف في المعسكر الإشتراكي. من مثل هذه الدول سخر بغير حق رفعت السعيد في كتابه موضوع البحث.
[2] رحيل ستالين في مارس آذار 1953 فتح الطريق واسعة أمام الطبقة الوسطى (الجيش والفلاحين) لاغتصاب السلطة من البروليتاريا وهو ما حدث في وقت مبكر (شباط فبراير 1954) ومعه بدأت الثورة الإشتراكية بالتراجع دون توقف حتى الإنهيار التام في العام 1991. انهيار المعسكر الإشتراكي برمته كان نتيجة للصراع الطبقي داخل المجتمع السوفياتي وليس لأي سبب آخر؛ وهذا حقيقة يجب ألا تغيب عند كل مقاربة ماركسية حديثة. انعكس الانهيار مباشرة في تراجع ثورة التحرر الوطني وانتهائها قبل أن تحقق أياً من أهدافها. هزيمة الثورة الوطنية كانت بسبب هزيمة الثورة الإشتراكية وليس بسبب أخطاء زعمائها أو بسبب خيانة بعضهم كما يسود الإعتقاد.
[3] لم تنهزم الثورتان، الإشتراكية والوطنية، قبل أن تتعاونا على خنق النظام الرأسمالي حتى غدا جثة لا حياة فيها في العام 1971 ــ لفيتنام دور رئيسي في هذا ــ فكان أن اجتمع رؤساء الدول الرأسمالية الخمس الكبرى في رامبوييه بباريس في نوفمبر تشرين الثاني 1975 وأعلنوا نعي النظام الرأسمالي، ودفنوه وهالوا التراب على جثمانه ففصلوا عملاتهم عن قيمتها البضاعية، الأمر الذي عمل على تحوير اقتصاداتهم إلى الإقتصاد الإستهلاكي (Consumerism) وتوليد طبقة وسطى واسعة تعمل في إنتاج الخدمات.
[4] التشوهات الهيكلية للمجتمعات في مختلف بلدان العالم والناجمة عن تراجع الطبقة العاملة لحساب الطبقة الوسطى التي تستهلك الثروة ولا تنتجها، هذه التشوهات تحديداً لا تسمح حتى بالتفكير بقيام أي ثورة إشتراكية. بقعة الضوء الصغيرة في نهاية النفق المظلم تتمثل بعودة الولايات المتحدة إلى الإنتاج السلعي كما اقترح الرئيس اوباما الأسبوع الماضي أو بثورة بروليتارية في الصين تطيح بما يسمى بالحزب الشيوعي الصيني الذي لم يعد في جسمه أي جين من جينات الشيوعية.

بعد كل هذا النقد السريع والمختصر الذي كتبته حول كتاب رفعت السعيد (ماركسية ماركس .. هل نجددها أم نبددها؟) بناء على طلبه، فإنني آمل كشيوعي بلشفي أن يبادر المناضل الصلب الصبور رفعت السعيد، حال قراءته للنقد في الحلقات الثلاث، إلى لملمة كتابه من الأسواق ليكتب كتاباً مختلفاً يبني فيه على الماركسية دونما أدنى حاجة لتجديدها، وبه فقط ومن خلاله يعود رفعت السعيد ماركسياً أصيلاً.

فؤاد النمري



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فهم أوضح للماركسية (2)
- نحو فهم أوضح للماركسية
- رسالة إلى أحد الديموقراطيين الليبراليين
- الليبرالية ليست إلاّ من مخلّفات التاريخ
- حقائق أولية في العلوم السياسية
- شيوعيون بلا شيوعية !!
- كيف نتضامن مع الشعوب السوفياتية لاسترداد فردوسها المفقود
- إنسداد دورة الإنتاج الرأسمالي وانهيار الرأسمالية
- الإنحراف المتمادي لبقايا الأحزاب الشيوعية
- محاكمات غير ماركسية لمحاكمة ماركسية
- محاكمة ماركسية
- - الأصولية - الماركسية في وجه محمد علي مقلد
- العيد الثامن للحوار المتمدن
- آثام جسام وتشوهات خَلْقية ورثتها البشرية عن أعداء الشيوعية
- ما هي الشيوعية، ولماذا الشيوعية؟
- الماركسية تأسست على الحقيقة المطلقة
- الطبقة الوسطى كما البروليتاريا، كلتاهما تنفيان الرأسمالية
- ماذا عن راهنية البيان الشيوعي (المانيفستو) ؟
- فَليُشطب نهائياً مراجعو الماركسية !
- الحادي عشر من سبتمبر


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - نحو فهم أوضح للماركسية (3)