أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما تفسير الأزمة في اليونان؟















المزيد.....

ما تفسير الأزمة في اليونان؟


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 14:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في العام 1992 كتبت في كتابي (أزمة الإشتراكية وانهيار الرأسالية) ص 120 أقول .. " لقد أصبح موت النظام الرأسمالي أمراً محتوماً وفي الأمد المنظور ". وبعد أن قرأني إذّاك صديق كان قد غدا ذا مال وفير عن الأمد الذي توقعته لانهيار النظام الرأسمالي عند كتابة تلك العبارة، كان جوابي له .. " تهيّبت أن أحدد التاريخ بالعام 2007. أعتبر اليوم أنني لم أُعبّر بدقة عن تلك الحالة، ليس لأن الإنهيار بدأ في 08 وليس في 07 بل لأن النظام الرأسمالي كان قد بدأ بالإنهيار مع بداية سبعينيات القرن الماضي وانتقل بسرعة البرق الخاطف إلى "الإقتصاد" الإستهلاكي (Consumerism) وهو اقتصاد الطبقة الوسطى المختلف تماماً عن الإقتصاد الرأسمالي بل والمعاكس له، الطبقة الوسطى التي تستهلك كثيراً وتنتج قليلاً، بل لا تنتج أية ثروة على الإطلاق، بينما الخصيصة الرئيسة للإقتصاد الرأسمالي هي الإنتاج الكثيف والاستهلاك الشحيح. اقتصاد الطبقة الوسطى يقود بالطبع إلى الإفلاس الذي تعاني منه اليوم كافة الدول الرأسمالية سابقاً وليس اليونان وحدها. كنت شرحت في الكتاب إيّاه كيف تحول النظام الرأسمالي منذ أواسط السبعينيات إلى النظام الإستهلاكي لكنني مع ذلك قلت أن النظام الرأسمالي هو الذي سينهار في الأمد المنظور باعتبار أن " النظام الإستهلاكي " ليس إلا مرحلة انهيار النظام الرأسمالي، وهذا من وقائع التاريخ دون شك خاصة وأن عملية التحول من الإقتصاد الرأسمالي إلى الإقتصاد الاستهلاكي جاءت بقرار سياسي قرره قادة الدول الرأسمالية الخمس الرئيسة (G5) في مؤتمر رامبوييه 1975، ولم تأت عبر تطور طبيعي للنظام الرأسمالي. لكن لما كانت التشكيلات الإجتماعية في مراحلها التاريخية المتميزة تسمى باسم علاقات الإنتاج السائدة، ولمّا لم يكن ثمة علاقات إنتاج حقيقية في مرحلة الإستهلاكية فالعلاقة بين الطبقة الوسطى والبروليتاريا هي كالعلاقة بين الذئاب والخراف بينما كانت علاقة البروليتاريا بالرأسماليين هي كعلاقة الخراف بصاحبها ومربيها والفرق شاسع وكبير بين الحالتين، إذاً ما ينهار اليوم هو الاستهلاكية وليس الرأسمالية عينها. أما إصرار الكثيرين من الماركسيين على أن الأزمة الناشبة اليوم إن هي إلا أزمة النظام الرأسمالي فما ذلك إلا انعكاس للفقر في التحليل الماركسي للإقتصاد الرأسمالي وفي الإستيعاب الشامل للماركسية.

كتب الرفيق علي الأسدي حول الأزمة المالية في اليونان ــ في الحوار المتمدن العدد 2999 ـ معتبراً أنها كارثة نزلت، كما يقول .. " محملة الجماهير الكادحة اليونانية والطبقة المتوسطة أخطاء إدارات المصارف والمؤسسات المالية العالمية التي ضاربت بحاضرهم ومستقبلهم حتى أوقعتهم في فخها ليغرقوا في مديونية لم يكن لهم بها ناقة ولا جمل " ــ ليسمح لي رفيقي العزيز بأن أختلف معه فأقول عكس ما يقول تماماً، أي أن البنوك والمصارف هي التي تعاني من سوء تصرف الطبقة الوسطى وحكوماتها المتعاقبة المصنفة كـ "دولة الرفاه" (Welfare State)

لم يقل لنا رفيقنا علي كيف ضاربت المصارف والمؤسسات المالية العالمية بمستقبل الشعب في اليونان. أنا لا أتصور أحداً يضارب أو يقامر بمسقبل الشعب سوى الحكومات التي ينتخبها الشعب لتتولى سلطاته. الحكومات اليونانية المتعاقبة دأبت على الإنفاق أكثر بكثير من واراداتها تحقيقاً لدور دولة الرفاه ومن أجل كسب رضا الشعب وصوته في الإنتخابات، ولم يكن من وسيلة لتغطية عجوزات الموازنة المتفاقمة سوى الإقتراض من البنوك. وحتى لو كانت الفوائد على القروض وسندات الخزينة أعلى من المعدلات المتداولة فكان يجب أن يعتبر ذلك رادعاً للحكومة عن الإسراف في الإستدانة وليس سوء تصرف من البنوك. البنوك لم تخرج عن أصول نظامها الرأسمالي المعروف إلا في الولايات المتحدة حيث راحت تحول أموالها إلى عقارات نظراً لانكماش النظام الرأسمالي وانقطاعه عن الاستلاف من البنوك كما كانت تجارة البنوك ووظيفتها الرئيسية. البنوك لم تقامر بمصير الكادحين والطبقة الوسطى بل الطبقة الوسطى نفسها ومن خلال حكوماتها المتعاقبة، حكومات دولة الرفاه، هي التي قامرت بمصير الشعب. أسرفت كثيراً في الإستهلاك ومدت ساقيها أطول بكثير من بساطها فأغرقت في الاستدانة من البنوك، واليوم تعجز عن سداد ديونها فأفلست هي والبنوك معاً. فمن يا ترى قامر بمن!؟

ما يفوت عامة الرفاق الماركسيين والشيوعيين، وذلك بسبب نضالهم الطويل الصعب ضد النظام الرأسمالي، هو ميزة هذا النظام الكبرى التي هي ثراؤه. فموضوعة النظام الرأسمالي الرئيسه والوحيدة تقريباً هي تحويل قوى العمل المتجددة كل يوم في الشغيلة إلى ثروة حقيقية. ولذلك يجهد النظام الرأسمالي بصورة حثيثة إلى تحويل أكبر قطاع من القادرين على العمل في الأمة إلى عمال. وهذا هو القوة الرئيسة التي تدفع بالمجتمع إلى تجاوز النظام الرأسمالي نحو الشيوعية. لذلك لا يمكن أن يكون المجتمع الرأسمالي مجتمعاً فقيراً. نعم، في المجتمعات الرأسمالية تتسم حالة الطبقة العاملة بالفقر والبؤس لكن ذلك لا يعني إلا أن الثروة تتراكم في طرف واحد من طرفي المجتمع هو طرف الرأسماليين الذين يشكلون دولتهم الرأسمالية التي لا يمكن أن تكون فقيرة وتستدين وهي التي لا تؤدي العمال حتى حقوقهم المترتبة من أعمالهم، كما أنها تحرص من جهة أخرى على ألا يسيء الفاسدون استخدام المال العام؛ الدولة الطبقية مطهرة دائماً من الفساد باستثناء ما يسمى بدولة الطبقة الوسطى، دولة الرفاه، وذلك لأنها ليست دولة بالمعنى العلمي للكلمة. الدولة المدينة هي دائماً دولة الطبقة الوسطى، دولة الرفاه، وليس الدولة الرأسمالية بحال من الأحوال. ناهيك بالطبع عن دولة العصابة في الدول النامية والتي لا تمثل إلا نفسها وتحتال على آخر قرش تصله يد العصابة الطويلة.

رفيقنا الأسدي يلوم البنوك لأنها قبلت أن تقرض الحكومة اليونانية 300 مليار يورو ولا يلوم الحكومة لأنها طلبت من البنوك إقراضها تلك المبالغ! لا أظن أحداً يوافق على مثل هذا المنطق. كان على الرفيق الأسدي أن يتطرق إلى دواعي احتياج الحكومة لكل هذه الأموال. لو حاول تفسير ذلك لما وصل إلى القول بمثل هذا المنطق المغلوط. ولو توسع في البحث لوجد أن الأزمة المالية لا تمسك بخناق اليونان فقط بل بخناق كافة دول الإتحاد الأوروبي وأولها ألمانيا المطالبة اليوم بمساعدة اليونان بمبلغ 40 مليار يورو وهي التي ينذرها البنك المركزي الأوروبي سنوياً لأن عجوزات موازناتها تتجاوز الحدود المقبولة على الإتحاد وأن من شأن ذلك أن يخرجها من منطقة اليورو. حال فرنسا أو بريطانيا ليس أفضل من حال ألمانيا عداك عن اسبانيا والبرتغال المهددتين بالإفلاس مثل اليونان. كافة الدول الأوروبية التي كانت معروفة بالدول الرأسمالية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية تغرق اليوم في ديون فلكية لا تقوى على خدمتها وليس في الأفق ما يبشر بخلاصها.

الحقائق التي غدت واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار هي أن البنوك وهي خزائن الرأسمالين تعلن اليوم خواءها وتغلق أبوابها بسبب الإفلاس، وكافة الدول دون استثناء تغرق في الديون إلى ما فوق قمة الرأس، والعمال لا يقبضون تأميناتهم الإجتماعية لخواء صناديقها، والطبقة الوسطى تتهالك وتنحدر أعداد كبيرة منها إلى جيوش المعدمين، إذاً أين اختفت الثروة!؟ مثل هذا السؤال الطلسم يتوجب على الماركسيين أن يفككوه وإلاّ لما كانوا ماركسيين. لعجز لدى الكثيرين منهم يختبئون وراء الإصبع فيديرون أسطوانتهم المشروخة ليتحدثوا عن " الرأسمالية المتوحشة " وعن " الإمبريالية " وهو حديث لا يثير إلا الضحك والسخرية. البنوك تفلس وتنهار وهم يتحدثون عن " الرأسمالية المتوحشة " !! كبار الأغنياء في العالم لا يشغّلون بروليتارياً واحداً من مثل " بل غيتس " و " جورج سورس " وهم يتحدثون عن الأمبريالية والرأسمالية بل وعن أزمة الرأسمالية!! لئن كان لي أن أتحدث عن مثل هذا اللغو الذي لا يثير إلاّ الضجر فلن أنسبه إلى التخلف والغباء وإلى الفقر في العلوم الماركسية، وإن كان البعض منه هو كذلك، بل إلى تشرنق المتمركسين من طبقة البورجوازية الوضيعة حماية لتقسيم العمل ولطبقتهم. يتشرنقون في عبارات ثورية تنتسب إلى الماضي وهي بهذا تشد ركب الإنسانية المتقدم إلى الخلف. هؤلاء هم أخطر من القوى الرجعية.

خزائن البنوك خاوية والدول غارقة في الديون والطبقة الوسطى تتهالك وتنحدر إلى الإنعدام والبروليتاريا موضع إفقار واستغلال وحشي لا مثيل له في التاريخ، كل هذه الدلائل تدل بصورة قاطعة إلى أن ليس هناك ثروة في العالم، وأن العالم بمختلف قواه لم يعد ينتج ثروة تكفي لسد احتياجاته الملحة عداك عن الأشكال المختلفة للقيمة التي اعتادت المجتمعات على توفيرها. لم تعد المجتمعات تنتج فآلت أمورها إلى أن تتعيّش بالاستدانة أو بتزييف العملة كما تزيف الولايات المتحدة تريليونات الدولارات منذ العام 1971 عندما خرجت من معاهدة بريتونوود. لكن لماذا لم تعد المجتمعات تنتج فيفترسها الجوع والفقر أو الاستدانه وتزييف العملة ؟

ترتب على خروج الإتحاد السوفياتي من الحرب كأقوى قوة في الأرض أن انفجرت ثورة التحرر الوطني في العالم كله ونجحت كل الدول التابعة والمستعمرة تحت المظلة السوفياتية في فك روابطها مع مراكز الرأسمالية الإمبريالية خلال الفترة 1946 ــ 1972 وهي التي تشكل المحيط في البنية الخلوية للرأسمالية، وتسبب ذلك مباشرة في انسداد مجرى دورة الإنتاج الرأسمالي تماماً كما الجلطة في مجرى الدورة الدموية في جسم الإنسان تتسبب في موته، وهو ما قضى بموت نظام الإنتاج الرأسمالي. جهد أساطينه لإنقاذه لكنهم عبثاً جهدوا فما كان منهم إلا أن نعوه في إعلان رامبوييه 16 نوفمبر 1975. دفنوه ونادوا فوق ضريحه بملك جديد، ملك مسخرة. ولعل التاريخ لم يسخر من البشرية كتلك السخرية فالملك الجديد هو لص وقاطع طريق، إنه الطبقة الوسطى. إغتيلت البروليتاريا في موسكو في العام 1957 على يد الطبقة الوسطى السوفياتية فتسنى لأساطين الرأسمالية في العام 1975 أن يسموا لصاً وقاطع طريق ملكاً على العالم. الطبقة الوسطى تستهلك الثروة ولا تنتجها على الإطلاق باستثناء شريحة الفلاحين منها بالطبع التي لم يعد حالها أفضل من حال البروليتاريا فمنتجاتها الزراعية لم تعد تجلب لها ما يساعدها على الإستمرار في الفلاحة بعد أن انحطت قيمتها التبادلية مع الخدمات. وكانت شريحة الفلاحين النمطية في البلدان الرأسمالية المتقدمة قد انقرضت تماماً.

الإقتصادات الإستهلاكية ودول الرفاه القائمة عليها والتي هي دول الطبقة الوسطى تنهار اليوم بفعل العوامل التالية ..
1. يتزايد استهلاك الطبقة الوسطى دون توقف وتعجز الواردات عن تغطية كل هذا الإستهلاك وهو ما يؤدي بالتالي إلى إفقار المجتمع ثم إفلاس .
2. في محاولة لتبرير مثل هذا الإستغلال الذي تمارسه بحق المجتمع، تلجأ الطبقة الوسطى إلى تحييد قانون القيمة والعبث بآليات السوق الرأسمالية فتفرض مبادلة خدماتها بأضعاف أضعاف قيمتها الرأسمالية مع السلع من إنتاج البروليتاريا ومع الأغذية من إنتاج الفلاحين بزعم أن خدماتها منتوجات تكتنز المعرفة!! وفي هذا تضييق الخناق على وسائل الإنتاج التي تخلق الثروة ثم طردها حتى لا يبقى إلا الإفلاس.
3. انكماش طبقة البروليتاريا بفعل تعرضها لنهب وحشي غير منظم لا مثيل له عبر التاريخ وبطرائق مخفية غير ملحوظة من مثل تعطيل قانون القيمة الرأسمالية، وتعالي الصرخات الهستيرية حول ما يسمى "اقتصاد المعرفة" وبزعم أن المعرفة هي من إنتاج الطبقة الوسطى حصراً، إنكماشها بنسبة تزيد على 50% بينما هي الطبقة الوحيدة التي تخلق الثروة بغض النظر عن الدور المحدود للفلاحين.
4. يدّعي مثقفو البورجوازية الوضيعة إلى أن التقنيّات التي خلّقتها الطبقة الوسطى حلت محل العمال الذين جرى الاستغناء عن خدماتهم. هذا صحيح بعد إسقاط القيمة التبادلية للإنتاج. صحيح أن القيمة الاستعمالية لمجمل الإنتاج ظلت على ما هي عليه إلا أن قيمته التبادلية التي وحدها تضيف إلى الثروة انخفضت إلى النصف، حيث أن الآلة لا تخلق قيمة مهما تطورت. أضف إلى ذلك أن التطور الإجتماعي يرتبط بداية بزيادة القيمة الاستعمالية للإنتاج وليس بثباتها كما الحال في حكاية حلول التقنيات محل قوى العمل.
5. دولة الطبقة الوسطى، دولة الرفاه، اغتالت الرأسماليين قبل أن تغتال البروليتاريا. فالرفاه، وهو الاستراتيجيا الكلية لدولة الرفاه، يستمد موازنته من فائض القيمة وليس من أي مصدر آخر. أجور العمال، كانت ما تكون نسبتها، لا تصنع رفاهاً فلا بد إذاً من أن يُصنع الرفاه على حساب فائض القيمة الذي هو الهدف الأول والأخير للرأسمالي. الاستيلاء بالإكراه على أجزاء متزايدة من فائض القيمة يؤدي حتماً إلى التضييق على الرأسماليين وإنهاء دورهم في الإنتاج. وهذا ما حدث في البلدان الرأسمالية سابقاً وكانت السباقة في إقامة دولة الرفاه. وهذا ما يفسر أيضاً ظاهرة العولمة، أي هروب الرأسماليين من المراكز إلى الأطراف وانقطاع معظمهم عن الإنتاج الرأسمالي والتحول إلى الإتجار بالأموال والمضاربة في البورصة. الإنحسار التام للإنتاج الرأسمالي حيثما كان من شأنه أن يؤدي إلى الإفلاس.
لو لم أكن قد وصفت القرن العشرين بقرن المشروع اللينيني للثورة الإشتراكية العالمية، لوصمته بقرن الخيانة. بدأت الأممية الثانية بخيانة البروليتاريا واشتراكها بجبهات القتال المتحاربة في الحرب العالمية الأولى بحجة الدفاع عن الوطن، مروراً بخيانة الاشتراكيين المنشفيك والاشتراكيين الثوريين برفع السلاح بوجة البلاشفة في الحرب الأهلية 1918 مستهدفين إبادتهم، ثم خيانة الحزب الاشتراكي الألماني بمشاركته في القضاء على الجمهورية السوفياتية الألمانية في العام 1919 وتشكيل جمهورية فيمار والتمهيد لوصول النازيين وعلى رأسهم المهووس هتلر إلى رأس السلطة في العام 1933 ولا نتجنى على هذا الحزب تحديداً بوصفه موئلاً للخيانة. ثم خيانة الاشتراكيين الفرنسيين لجمهورية الاشتراكيين الاسبان في العام 1936؛ وصولاً إلى أم الخيانات وهي خيانة الإشتراكيين "الشيوعيين" خروشتشوف ــ بريجينيف ــ أندروبوف ــ غورباتشوف للثورة العالمية للبروليتاريا.
نتوقف أخيراً عند خاتمة الخيانات وهي إدَعآت ورثة الأممية الثانية المنضوين فيما يسمى زوراً وتضليلاً " الاشتراكية الدولية" التي تدعي بكل خبث البورجوازية الوضيعة أن الإنسان العصري قد غدا بحاجة للخدمات أكثر من حاجته للسلع. يحتاج للخدمات التعليمية والثقافية والصحية والرياضية أكثر من حاجته للقميص والسروال والحذاء. الإشتراكية الدولية تختتم قرن الخيانات بدعوى تقول أن منتجي الخدمات، وهم الطبقة الوسطى، لا بدّ وأن يقودوا المجتمع وليس منتجي السلع وهم البروليتاريا من أصحاب الياقات الزرقاء والأيدي القذرة. لكن إذا ما كان هذا الإدعاء صحيحاً، وهو ليس صحيحاً، فمن ذا الذي يستطيع الإدعاء بأن كلفة إنتاج الخدمات على المجتمع هي أكثر من كلفة إنتاج السلع!؟ فإنتاج الخدمات لا يحتاج لرأسمال، لا ثابتاً ولا متغيراً، ولا يحتاج لأدوات إنتاج ذات قيمة ووزن كما لا يحتاج إلى خدمات تخدمه. إن مجمل تكاليف إنتاج الخدمات لا يساوي جزءاً يسيراً من تكاليف إنتاج السلع وخاصة إذا ما أسقطنا كلفة إنتاج الأمن بوساطة الجيش والشرطة التي قيمتها الاستعمالية تبقى دائماً في القيمة السالبة حيث تستخدم فقط في محاصرة وقمع القوى الرئيسة للإنتاج السلعي وهي البروليتاريا. إن أي تطور سليم وصحيح للمجتمع لا يتحقق إلا إذا كانت البروليتاريا في مقدمة الركب والممثل الرئيس على خشبة المسرح .

الأزمة في اليونان وقبلها الأزمة في الولايات المتحدة ومثلها الأزمات التي ستتوالى في بلدان دولة الرفاه، الرأسمالية سابقاً، إنما نجمت عن الحؤول دون تطور النظام الرأسمالي وفق سكة مركبته السليمة والصحيحة. قامت عصابة خروشتشوف بزرع لغم في مسارها وفجرتة فانحرفت قاطرة التاريخ وتعطل النظام الرأسمالي عن ا|لإنتاج وانقض قطّاع الطرق في الطبقة الوسطى ينهبون أمتعة المدنيين من المسافرين في عربة الرأسمالية. تعطلت الرأسمالية ولم تعد تنتج والنتيجة الطبيعية هي الأزمة والإفلاس.



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر الخروج 2
- سفر الخروج
- حول أطروحة المحطة المنحطة مسدودة المنافذ
- حميد كشكولي ضد الإشتراكية
- محطة الإنحطاط التي تحط فيها البشرية اليوم
- تاريخ الإنسان كتبته العبودية وليس الحرية
- تطوير العمل الفكري والثقافي للحزب الشيوعي العراقي
- هل الرأسمالية متقدمة على الإشتراكية !؟
- من يفتح ملف الإشتراكية !؟
- ليس شيوعياً من يغطي على الأعداء الفعليين للشيوعية
- القانون العام للحركة في الطبيعة (الديالكتيك)
- الوحدة العضوية للثورة في عصر الإمبريالية
- البورجوازية الوضيعة وليس الصغيرة ..
- نحو فهم أوضح للماركسية (3)
- نحو فهم أوضح للماركسية (2)
- نحو فهم أوضح للماركسية
- رسالة إلى أحد الديموقراطيين الليبراليين
- الليبرالية ليست إلاّ من مخلّفات التاريخ
- حقائق أولية في العلوم السياسية
- شيوعيون بلا شيوعية !!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما تفسير الأزمة في اليونان؟