أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح -خير القرون- السّلفية(17)















المزيد.....

فضائح -خير القرون- السّلفية(17)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 11:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اضاءة:

"إنّ القمع يكون على أشدّه حين لا يكون هناك إحتجاج، و يكون أسوأ منه مائة مرّة، عندما تقدّم الضحيّة وجها باسما".
يونغ تشانغ
"بجعات بريّة"



القرن السلفي الثالث
المتوكل على الله
232/247

شرعية كاذبة :

حديث من رواية المتوكل (على السلفية) :" من حرم الرفق حرم الخير".

مصير وزير:

في 7 صفر من سنة 332 أمر الواثق بالقبض على الوزير محمد بن عبد الملك الزيات وزير الواثق و كان المتوكل يبغضه لأمور منها أن أخاه الواثق غضب على المتوكل في بعض الأوقات و كان ابن الزيات يزيده غضبا عليه، فاحتيط به[ أوقف] و قيّد و بعثوا الى داره فاخذ جميع ما فيها من الأموال و اللؤلؤ و الجواهر والحواصل و الجواري والأثاث. و وجدوا في مجلسه الخاص به آلات الشرب [ مالجديد في الأمر يا ابن كثير؟! فالخلفية نفسه سكّير من الطراز الأول؟! ] وأمر به أن يعذّب. و منعوه من الكلام و جعلوا يساهرونه كلما أراد الرّقاد نخس بالحديدّ، ثم وضعه بعد ذلك كله في تـنور من خشب فيه مسامير قائمة في أسفله. فأقيم عليها ووكّل من يمنعه من القعود و الرقاد. فمكث كذلك أياما حتى مات. و يقال انه أخرج من التـنّور و فيه رمق فضرب على بطنه ثم على ظهره حتى مات وهو كذلك، وهو تحت الضرب" (ابن كثير.البداية والنهاية ص 759ج10) .

الوزير في ذلك العهد يعني الرجل الثاني في النظام الملكيّ. فرغم أهمية المنصب نرى صاحبه يعتقل ويسلب و تصادر امواله و يعذب و يقتل دون أيّ مؤاخذة، وهذا يدل على هوان المواطن المسلم على النظام الملكي.. فاذا كان الوزير يعتقل ولا يجد له بواكيا فما بالك بالمواطن العادي؟

دموية المتوكل :

" في سنة 244 قتل المتوكل يعقوب بن السكيت الإمام في العربية فأنه ندبه الي تعليم أولاده فنظر المتوكل يوما الى ولديه المعتز والمؤيد فقال لإبن السكيت: من أحبّ اليك؟ هما او الحسن و الحسين ؟ فقال:" قتبر[ خادم عليّ رضي الله عنه] خير منهما! فأمر الأتـراك فداسوا بطنه حتى مات، و قيل أمر بسلّ لسانه فمات "( السيوطي. تاريخ الخلفاء).

المتوكل يوقف امتحان الناس بخلق القرآن :

أنهى المتوكل مهزلة القول بخلق القرآن حين أدرك أن الثمرة قد نضجت، و أن رصيد بن حنبل الجماهيري قد تمّ الى حدّ يهدّد بالنقصان حينما بدأ الناس يتفطنون الى غثائية قضية خلق القرآن وطرافتها، و بعد ان أوشك أن ينقلب السّحر على السّاحر" و انتقلت المسألة من الجدّ الى الهزل[ خصوصا حين] دخل عبادة المضحك على الواثق، فقال يا أمير المؤمنين أعظم الله اجرك في القرآن. قال: ويلك القرآن يموت؟! قال يا أمير المؤمنين كل مخلوق يموت. بالله يا أمير المؤمنين من يصليّ بالناس التراويح اذا مات القرآن؟! فضحك الواثق وقال:" قاتلك الله أمسك". و جيء الواثق بشيخ مقيّد فسأله ابن ابي دؤاد عن قوله في القرآن فقال له الشيخ: لم تـنصفني المسألة أنا اسألك قبل الجواب. هذا الذي تقوله يا ابن ابي دؤاد من خلق القرآن شيء علمه رسول الله و ابو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم أم جهلوه؟ قال: بل علموه. قال فهل دعوا الناس اليه كما دعوتهم انت أو سكتوا؟ قال: بل سكتوا، قال فهلاّ وسعك ما وسعهم من السكوت؟! فسكت ابن دؤاد و أعجب الواثق كلامه وامر باطلاقه. و قام وهو يقول: هلاّ وسعك ما وسعهم يكرّر هذه الكلمة ( الشيخ محمد الخضري الدولةالعباسية ص 217 /218 ).( سأل احدهم الصاحب بن عباد لو كان القرآن مخلوقا لجاز ان يموت، و لو مات القرآن في آخر شعبان بما كنا نصلي التراويح في رمضان؟! قال: لو مات القرآن كان رمضان يموت ايضا، و يقول لا حياة لي بعدك و لا تصلّى التراويح!").

فاجعة تدوين السنة :

أمر المتوكل بالشروع في تدوين السنة النبوية بمنظار ملكي يراعي أمن الأسرة الحاكمة وتحصينها من كل ما من شأنه التشكيك في شرعيتها, وقد انفردت السلفية الغبيّة بعد اقصاء اهل الرأي و النظر، بصياغة ما قدمته للناس على انه" صحيح السنة" اعتمادا على ضيق افقها و سفالة تصورها لمهمة الإسلام و دوره في حماية البشرية و توفير الأمن و الكفاية لها. فجاءت تلك السنة السلفية مقرة لكل نزوات الملكية و شذوذها العقائدي و تصورها العقيم .( انظر كتابي من جرائم السلفية فقد تناولت فيه مسألة تدوين الحديث بشيء من التفصيل).

نهاية بائسة :

قتل المتوكل مع وزيره الفتح بن خاقان، (حدث ذلك في نهاية جلسة خمرية) بيد ولده المنتصر بالله " الذي استعجل ركوب ظهور المسلمين" ( انظر تاريخ الطبري 335ج5 ) .

ورغم لقاء المتوكل ربّه في حالة سكر مطبق لا يفرق بسببه بين الليل و النهار و الديك والحمار، فانه لم يعدم صرصارا سلفيا من بيت ابن حنبل ليزعم أنه" رأي في منامه ليلة مات المتوكل كأنّ رجلا يصعد به [ بالمتوكّل على بغال السلفية] الى السّماء، و قائلا يقول:

ملك يقاد الى مليك عادل ــ متفضل في العفو ليس بجائر

(و الرؤيا السخيفة كانت لصالح بن حنبل ولد أحمد بن حنبل! (799 البداية و النهاية ج10 ) .

كما روي ايضا عن معتوه سلفي آخر قوله : رأيت ليلة[وفاة] المتوكل قائلا يقول:

يا نائم العين في أوطان جثمـــان أفض دموعك يا عمرو بن شيـبان
أما ترى الفئة ألأرجاس ما فعلوا بالهاشمـــــيّ و بــالفتح بن خاقان
وافى الى الله مظلوما فضجّ له أهل السماوات من مثنى ووحدان
فابكوا على جعفر وأبكوا خليفتكم فـــقد بــكاه جميع الإنس و الجان

قال[ المخبر الكاذب] فلما اصبحت اخبرت الناس برؤياي فجاء نعي المتوكل انه قد قتل في تلك الليلة. قال: ثم رأيته بعد شهر و هو واقف بين يدي الله عزوجل فقلت مافعل الله بك ؟[ انظرالى هؤلاء الطغاة،فهم يجدون من يهتمّ بشأنهم حتى بعد هلاكهم ] فقال: غفر لي قلت: بماذا؟ قال بقليل من السنة أحييتها. قلت: فما تصنع ها هنا؟ قال انتظر ابني محمد[ المنتصر، قاتله] أخاصمه الى الله الحليم العظيم الكريم [ وأنت يا أخا فرعون ذي الأوتاد، ألم تجد من ينتظرك كي يخاصمك الي ربه أم ان بن السكيت و امثاله ليس لهم ربّ يغضب لهم ؟!... و في الجملة , لو سلح هذا السلفي في ثيابه ألف مرة أمام ألف شخص، لكان ايسر لحسابه، و أهون لعذابه من التشكيك في ايمان الإنس والجنّ بجعلهم يقفون مع السلفية المتآمرة في خندق واحد ضد كل قيم الإسلام وأركان الدين. و لكن اذا لم تستح فكن سلفيا .

وفاة بن حنبل:
سنة 240 توفي أحمد بن حنبل و هو من سلفنا الصالح الذي "تشرفت القرون الثلاثة خير القرون بنسبته اليها" و يعدّ بن حنبل (حتى قبل الشافعي) اهم ركيزة أمنية للنظام الملكي و نجم السلفية الأول و أشهر رموز الإنحطاط و الهزيمة.

يتبع



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح -خير القرون- السلفية(16)
- فضائح -خير القرون-السلفية (15)
- فضائح -خير القرون- السّلفيّة (14)
- فضائح -خير القرون- السلفية(13)
- فضائح -خير القرون- السلفية(12)
- فضائح -خير القرون- السّلفيّة (11)
- فضائح- خير القرون-السّلفية (10)
- فضائح- خير القرون-السّلفية (9)
- فضائح -خير القرون- السلفية (8)
- فضائح -خير القرون- السّلفية (7)
- فضائح- خير القرون- السّلفية (6)
- فضائح -خير القرون- السلفية (5)
- فضائح- خير- القرون السلفية (4)
- فضائح -خير القرون- السلفية (3)
- فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )
- فضائح-خير القرون- السّلفيّة (1)
- عن اهون موجود و اعز مفقود
- شعوبنا العربية، هل تفكر بالتغيير؟( قصة هزلية بالمناسبة)
- حول سقوط الكهنوت السني و الشيعي ( قصة بالمناسبة)
- استجواب/ قصة قصيرة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح -خير القرون- السّلفية(17)